naseemalriad
naseemalriad
June 5, 2025 at 08:03 PM
آدَابُ العِيدِ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرِّحيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ: روى الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والنَّسائِيُّ رحِمَهُمُ اللهُ تعالَى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضيَ اللهُ تعالَى عنهُ قَالَ: (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى). مِنْ آدابِ العيدِ: 1ـ التَّكْبِيرُ: يُستحبُّ التَّكبيرُ ليلتيِ العيدينِ، ويُستحبُّ في عيدِ الفطرِ منْ غروبِ الشَّمسِ إلى أنْ يُحرِمَ الإِمامُ ‏بصلاةِ العيدِ، ويُستحبُّ ذلكَ خلفَ الصَّلواتِ وغيرِها منَ الأحوالِ.. ويُكثرُ منهُ عندَ ازدحامِ النَّاسِ، ‏ويُكَبِّرُ ماشيًا وجالسًا ومضطجِعًا، وفي طريقهِ، وفي المسجدِ، وعلى فراشهِ. وأما عيدُ الأضحى فيُكَبِّر فيهِ مِنْ بعدِ صلاةِ الصُّبحِ مِنْ يومِ عَرَفةَ إلى أنْ يصلِّيَ العصرَ مِنْ آخرِ أيَّامِ التَّشريقِ، وَيُكَبِّرُ خلفَ هذهِ العَصْرِ ثمَّ يَقْطَعُ، هذا هو الأصحُّ الَّذِي عليهِ العملُ. والتَّكبيرُ مشروعٌ بعدَ كلِّ صلاةٍ تُصلَّى في أيَّامِ التَّكبيرِ، سواءٌ كانتْ فريضةً أو نافلةً أو صلاةَ جنازةٍ، وسواءٌ كانتْ الفريضةُ مؤدَّاةً أو مقضِيَّةً أو منذروةً.. ولوْ نَسِيَ التَّكبيرَ تداركهُ عندَ تذكُّرهِ وإنْ طالَ الوقتُ. أمَّا الحاجُّ فلا يُكَبِّرُ ليلةَ عيدِ الأضحى، بلْ شِعَارُهُ التَّلبيةُ، فيبدأُ التَّكبيرُ لهُ عَقِبَ الصَّلواتِ مِنْ ظُهْرِ يومِ النَّحْرِ، لأنَّها أوَّلُ صلاتهِ بمِنَى، ووقتُ انتهاءِ التَّلبيةِ. ويستمرُّ في التَّكبيرِ حتَّى الصُّبحِ آخرَ أيَّامِ التَّشريقِ، لأنَّها آخرُ صلاةٍ يصلِّيها بمِنَى. ‏لفظُ التَّكبيرِ أنْ يقولَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ) هكذا ثلاثاً متوالياتٍ، ويُكرِّرُ هذا على حسْبِ ‏إرادتهِ. قال الإمامُ الشَّافعيُّ والأصحابُ رحمهمُ اللهُ تعالَى: فإن زادَ فقال: (اللهُ أكْبَرُ كَبيرًا، والحَمْدُ لِلهِ كَثيرًا، وَسُبْحانَ اللهِ ‏بُكْرَةً وأصِيلًا، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ‏وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أكْبَرُ) كانَ حَسَنًا.‏ ولا بأسَ أنْ يقولَ ما اعتادَهُ الناسُ، وهوَ: (اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ ‏أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ ولِلهِ الحَمْدُ).‏ 2ـ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ:‏ يسنُّ إحياءُ ليلتيِ العيدينِ (الفطرِ والأضحَى) بالعبادةِ مِنْ صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وتسبيحٍ ‏ودعاءٍ ‏واستغفارٍ ونحوهِ‏ باتِّفاقِ الفقهاءِ، لما رُوِيَ في ذلك: (مَنْ أَحْيا لَيْلَتيِ العِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ ‏يَوْمَ تَمُوتُ القُلُوبُ) رواهُ ابنُ ماجَه رحمه اللهُ تعالى. ‏ورُوي: (مَنْ قَامَ لَيْلَتيِ الْعِيدَيْنِ لِلهِ مُحْتَسِبًا لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حينَ تَمُوتُ القُلُوبُ). رواه ‏الإمامِ الشَّافعيُّ وابْنُ ‏ماجَه رحمهما اللهُ تعالى.‏ واختلفَ العلماءُ في القدْرِ الَّذِي يَحصلُ بهِ الإِحياءُ، فالْأظهرُ أنَّهُ لا يحصلُ إلَّا بمعظمِ الليلِ، ‏وقيلَ: ‏يَحصلُ بساعةٍ.‏ قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى: (بلغَنا أنَّهُ كانَ يقالُ: إنَّ الدُّعاءَ يُستجابُ في خمسِ ليالٍ: في ‏ليلةِ ‏الجمعةِ، وليلةِ الأضحى، وليلةِ الفطرِ، وأولِ ليلةٍ منْ رجبَ، وليلةِ النَّصفِ منْ شعبانَ).‏ 3ـ الاغتسالُ والتَّنظُّفُ: يستحبُّ غُسْلُ العيدينِ، ويجوزُ الاغتسالُ قبلَ الفجرِ وبعدهُ، ويستحبُّ الغسلُ لِمَنْ يحضرُ الصَّلاةَ ولمنْ لا يحضرُها. ويُستحبُّ التَّنظُّفُ بحلقِ الشَّعْرِ، وتقليمِ الأظافرِ، وإزالةِ الرائحةِ الكريهةِ من بدنهِ وثوبهِ. كما يستحبُّ التَّطيُّبُ للرِّجالِ بأحسنِ ما يجدُ من الطِّيبِ. 4ـ لُبْسُ أحسنِ الثيابِ: وأفضلُ ألوانها البياضُ، ويستوِي في تحسينِ الثِّيابِ والتَّنظُّفِ والتَّطيُّبِ وإزالةِ الشَّعرِ والرَّائحةِ الخارجُ إلى الصَّلاةِ والقاعدُ في بيتهِ، لأنَّهُ يومُ زينةٍ فاستَوَوْا فيهِ. 5ـ التَّبْكِيرُ: يستحبُّ التَّبكيرُ إلى صلاةِ العيدِ، ويكونُ التَّبكيرُ بعدَ الفجرِ، وهذا بالنِّسبةِ للمأمومينَ، أمَّا الإمامُ فيستحبُّ لهُ أن يتأخَّرَ في الخروجِ إلى الوقتِ الذي يُصلِّي بهم، للاقتداءِ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. 6- الأكلُ قبلَ العيدِ وبعدَه: يُسنُّ في عيدِ الفطرِ أنْ يأكلَ شيئاً قبلَ خروجهِ إلى الصَّلاةِ. والأفضلُ أنْ يكونَ المأكولُ تمراً ووِتراً، فإنْ لمْ يأكلْ في بيتهِ ففي الطَّريقِ أو المُصلَّى، ليَتَمَيَّزَ عيدُ الفِطرِ عمَّا قبلهُ منَ الصِّيامِ. أمَّا في عيدِ الأضحى فيُسنُّ لهُ أنْ يُمسكَ عنِ الطَّعامِ حتَّى يعودَ منَ الصَّلاةِ. 7ـ المشيُ ومخالفةُ الطَّريقِ: يسنُّ للمصلِّي أنْ يذهبَ ماشياً إلى المصلَّى أو المسجدِ، ولا يركبَ إلَّا لعذرٍ كمرضٍ وضعفٍ وبُعْدٍ. ويسنُّ أنْ يذهبَ في طريقٍ، وأنْ يعودَ في طريقٍ أخرى، ويستحبُّ أنْ يذهبَ في الطَّريقِ الأطولِ، لأنَّ الذَّهابَ أفضلُ منَ الرُّجوعِ، ويشهدُ لهُ الطريقان، وتكثيراً للأجرِ، ويسنُّ ذلك في سائرِ العباداتِ كالجمعةِ والحجِّ وعيادةِ المريضِ. 8ـ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها: ليسَ لصلاةِ العيدِ سنَّةٌ قبلَها ولا بعدَها، لكنْ يجوزُ عند السادة الشافعية لغيرِ الإمامِ ‏التَّنفُّلُ يومَ العيدِ نفلاً مطلقاً بعدَ ارتفاعِ الشَّمسِ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها، سواء في بيتهِ أو في المسجدِ ‏قبلَ حضورِ الإمامِ، لا بقصدِ التَّنفُّلِ لصلاةِ العيدِ، ولا كراهةَ في شيءٍ منْ ذلكَ، وكذلكَ بعدَها وبعدَ ‏استماعِ الخُطبةِ.‏. أمَّا الإمامُ فيُكرهُ لهُ التَّنفُّلُ قبلَ صلاةِ العيدِ وبعدَها،‏ فقد ورد أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم خرج فصلى بهم العيد، ولم يصلِّ قبلها ولا بعدها. [متفق عليه]. أما عند السادة الحنفية: فيكره التنفُّلُ قبل صلاة العيد في المصلَّى وفي البيت، كما يكره التنفُّل بعد صلاة العيد في المصلَّى فقط، ولا يُكرَه في البيت، للحديث المتقدِّم. 9ـ حضورُ النِّساءِ والصِّبيانِ المُمَيِّزينَ: يستحبُّ للصِّبيانِ المُمَيِّزينَ وللنِّساءِ غيرِ ذواتِ الهيئاتِ حضورُ صلاةِ العيدِ، وأمَّا ذواتُ الهيئاتِ فيُكرهُ حضورهُنَّ، ويَخرجْنَ تَفِلاتٍ غيرَ عطراتٍ، في ثيابٍ عاديَّةٍ، لئلَّا يدعُو ذلك إلى الفسادِ؛ لما جاءَ عنِ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قالتْ: (لَوْ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ بَعْدَهُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسَاجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ أَوَمُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ) رواهُ ابنُ خُزيمةَ رحمه الله تعالى في صحيحهِ. 10ـ كمَا يُنْدَبُ أنْ يزورَ الأمواتَ بعدَ الصَّلاةِ، كما يزورُ الأحياءَ منَ الأرحامِ والأصحابِ، إظهاراً للفرحِ والسُّرورِ، وتوثيقاً لِعُرَى المحبَّةِ والأُخَّوةِ، ويُظْهِرُ الفرحَ بطاعةِ اللهِ تعالى وشكرِ نعمتهِ، ويَتَخَتَّمُ، ويُظهِرُ البشاشةَ في وجهِ منْ يلقاهُ منَ المؤمنينَ، ويُكثرُ الصَّدقةَ حَسْبَ طاقتهِ. منْ كتابِ: «الأذكارِ» للإمامِ النَّوويِّ رحمهُ الله تعالى. وكتابِ: «المُعتمدِ في الفقهِ الشَّافعيِّ» للدِّكتورِ محمَّد الزُّحيليِّ حفظهُ اللهُ تعالى. والموسوعةِ الفقهيَّةِ الكويتيَّة. و«الفقهِ الإسلاميِّ» للدكتور إبراهيم سلقيني رحمه الله تعالى. وصلَّى اللهُ تعالى على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين. محمد عبد الله رجو *** لمتابعة نسيم الرياض: على الفيسبوك: https://www.facebook.com/naseemalriad وعلى التليغرام: https://t.me/naseemalriad وعلى تويتر: https://twitter.com/naseemalriad وعلى اليوتيوب: https://youtube.com/@naseemalriad
❤️ 👍 59

Comments