
قناة: انْبِعاث!
June 10, 2025 at 04:16 AM
قلب يشتكي!
شكت إليَّ تلك المسنَّة التي قد تجاوزت ال٦٥ عامًا، المقعدة على ذلك السّرير، المصابة بعدّة أمراض -أنزل الله على جسدها الشفاء والعافية-..
شكت إليَّ من حالها بقلب يتفطَّر، قالت لي قبل سنوات:
هلّا استفتيتِ لي أهل العِلم!، فأنا لا أستطيع الحفظ مهما حاولتُ وما زلتُ أحاول، أريد أن أحفظ البقرة وآل عمران، أريد أن ينالني فضلهما، إن كررت قراءتهما.. هل أجد الفضل؟
واليوم أخبرتني بصوت مبحوح، قالت: رجوتكِ لا تنسيني من الدعاء!
ثمّ تنهَّدت وقالت: أريد زيارة الحرمين، ولكن ظروفي لا تسمح لي..
ثمّ أكملت: يا بنتي.. ضعف بصري، أرجوكِ سلي الله لي أن يقوّي بصري، فقد حرمت من النظر إلى المصحف وقراءة القرآن، لا أرى إلا خفيفًا، ونادرًا..
ثمّ أغلقت المكالمة..
وقفتُ أتأمّل حديثها، ونبرة صوتها، تأمّلت شكواها، وهمّها الذي أرهقها..
تأمّلت النّعمة التي أكرمنا الله بها؛ بصر قويّ، وقدرة على القراءة..
ثمّ تأمَّلتُ تقصيرنا!.
لمَ لا نمضي أكثر أوقاتنا مع القرآن؟
بل.. كيف يمرّ علينا اليوم واليومين ونحن لم نقرأ شيئًا..
بل.. كيف حال من لا يقرأ القرآن إلا نادرًا؟..
وكيف حال من لا يحفظ منه شيء..
بل.. كيف حال من لا يعرف كيف يقرأ القرآن قراءة صحيحة مع مقدرته على التعلّم، وما عذره إن كان قادرًا..
تيقّن، وتأكد أن أشغال الدنيا لا ولن تنتهي.. فاغتنم حياتك، وأضبط وقتك.
ولا أجدُ في هذا إلا أن أقول كما قال رسول الله ﷺ:
《اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك》.
- انبعاث ١٤ ذي الحجّة ١٤٤٦.
https://t.me/alataa86
❤️
💔
😢
6