
أجمل ما قرأت
June 17, 2025 at 04:08 PM
في كل مرة، يطل علينا "يوم" جديد، يُحتفل به وكأنّه تقليد أصيل، وإنّما هو من صنع تقاليد الغرب، حيث يُختَلق كل يوم مناسبة جديدة، حتى وإن كانت تعبيرًا عن الزيف والتشبه، حتى وصل بنا الحال إلى ما يُسمى "يوم الأب"، وفي الوقت ذاته، يُرمى الأب أو الأم في دار المسنين، حيث لا يجدان من يعيرهما اهتمامًا أو حبًّا، إلا في تلك المناسبات الزائفة التي تأتي وتذهب، والله المستعان.
إنّ التشبه بالآخرين فيما ليس من هويتنا، أمرٌ نهانا عنه ديننا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم". وهذه الكلمات التي تندرج تحت هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفتح أمامنا بابًا للتأمل في كيفية انجرارنا خلف مظاهر الأعياد الغربية، بينما نحن أبناء ثقافة عريقة مليئة بالقيم والمبادئ التي تدعو إلى تكريم الوالدين طوال أيام السنة، لا فقط في يوم واحد.
وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن أشبه الناس سمتًا وهيئة ببني إسرائيل أنتم، تتبعون آثارهم حذو القذة بالقذة، لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله" (السنة للمروزي ٦٤)، وفي هذا البيان العميق دعوة إلى الوعي بما نختاره من تقاليد، فالحذر من التقليد الأعمى أمرٌ ضروري.
وفي حديث آخر، قال الصحابي عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها" (مصنف ابن أبي شيبة ٣٧٣٧٧)، وكأنّه تحذير لنا من الانجرار وراء كل جديد، فالسنة ليست محصورة في الأعياد، بل في تبجيل الوالدين طوال حياتهما.

❤️
1