*قراءات ..كلام ثمين..* 💥 وقع كلام في إكمال الإمام ابن مجاهد ختمته على شيخه الإمام قنبل، ومن المعلوم أنه قرأ عليه بعض القرآن. كان ابن شنبوذ يدفع قراءة ابن مجاهد على قنبل، ويقول: يكذب، ما قرأ عليه. كيف أثبت ابن مجاهد روايته عن قنبل في أسانيده؟ كان يقول: قرأت القرآن على قنبل، ولا يقول من أوله إلى آخره، ويقول في قراءته على أبي الزهراء: قرأت بها القرآن (الأسانيد) من أوله إلى آخره. سُئل ابن المنادى عن ذلك فقال: يصدقان جميعًا. ثم قال: حججت أنا وابن مجاهد وابن شنبوذ وقصدنا القراءة على قنبل فوجدته قد اختل واضطراب وخلّط في القراءة، فلم أقرأ عليه، وقرأ عليه ابن مجاهد بعض القرآن، فخلّط عليه، فترك القراءة عليه، وأمّا ابن شنبوذ فقد جاور عنده وقرأ عليه ختمتين. يُحكى أن ابن مجاهد استقرض من رفقائه عشرين دينارًا، ودفعها إلى قنبل، وبات عنده ثلاث ليال، وكان يحمل معه شيئًا من مخلط خراسان يطعم منه قنبل حتى لا ينام وقت قراءته عليه. هل أسقط العلماء في ذلك العصر الإمام قنبل واتهموه بالتساهل؟! هل أسقطوا ابن مجاهد لعدم تصريحه بمقدار القراءة والتلفظ بعبارة مبهمة لها دلالتها عند من له عناية بأسانيد القراء؟! هل عابوا على ابن شنبوذ قراءة ختمتين على شيخ كبير قد خلّط في القراءة واضطرب في آخر عمره؟! أرجو ألّا يُفهَم من كلامي الدعوة إلى التساهل بأي صورةٍ من صوره، ولكنّي أدعو إلى الموضوعية في تناول الأمور و الكف عن الخوض في أعراض أهل القرآن بغير وجه حق، والله المستعان!. طبقات القرّاء للإمام الذهبي.