
إشراقة
June 3, 2025 at 03:00 PM
#وهنا_تأملت
(سريرٌ لي وحدي كان أقصى أحلامي)
أصبت بابتلاء، ودَّعت فيه منزلي غصبًا في رحلةٍ طويلة من النزوح، قضيتُ أيامًا في الأسفار والعراء، وبين الأقرباء والغرباء.
مضت أكثر من سنة، وأنا أتنقَّل هنا وهناك، منها رحلاتٌ بلغ فيها جسدي حد التحمل -حتى ظننت أني سأصل جثةً هامدة- ومنها ما أنار بصيرتي.
وفي هذه الرحلة كانت أمنياتي تصغر شيئًا فشيئًا، وتصغر معها مكانة الدنيا في عينيّ، من منزلٍ جميلٍ إلى غرفةٍ صغيرةٍ إلى مجرد الحلم بسريرٍ وبطانيةٍ تقيني من البرد!
كل كنوز الدنيا كانت لا تساوي شيئًا أمام حصولي على القليل من الشعور بالدفء الذي فقدته من منزلي فقط!
وبعد مضيّ أكثر من عام، منَّ الله عليّ وحصلت على مرتبةٍ خاصة بي أخيرًا، فرحت بها وكأنني ملكت الدنيا!
وهل أحكي لكم عن مدى فرحة طفلٍ بعمر ٤ سنوات عاش في قرية في أسوأ الظروف، وقد نزح مرتين ثم تلقّى قطع جبنٍ وزيتونًا وفلافل، لم يتعرف عليهم في البداية، لكن كان منظرهم كالعيد بالنسبة له! حُفرت في قلبه ولا يزال يذكرها بعد أكثر من سنة بنفس الانبهار حينها، رغم تحسن حاله!
وهنا تأملت..
قول النبي ﷺ: {من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًا في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا}
فنحن كبشر مبتلون بإلف النعم دون أن ندري، نسير في الحياة لاهثين وراء ما هو أكبر كل مرة، ونطلب المزيد دون الشعور بنعم الله والامتنان له علينا وما في يدنا!
إلى أن تُنزع إحداها -عافانا الله وإياكم- فتتفتح بصيرتنا ونستشعر قول النبي ﷺ.
لذا إن كنت مبتلًى بإلف النعم، فتذكر هذا الحديث واستشعر ما لديك، وغيرك يعانون للحصول عليه، وأصبِح وأمسِي حامدًا لله وشاكرًا لفضله عليك.^^
#إشراقة
#معًا_نجلي_عتمة_قلوبنا
❤️
😢
3