
_ سردَات البَتُـول .
May 29, 2025 at 08:12 PM
خطواتي تتناغمُ مع خطواتِ الضابط المكحّل
الذي يسبقني ببضع خطوات
و ربما ببضعِ عقود و ببضعِ خدوشٍ و أشياء لا أراها،
ألقى القبض عليّ
و ربما أخطأ القبضُ تصويبَهُ فأصابَ قلبي
ليس حُبّا أرجوك
خوفٌ و حزن قُبض فيه
نظرةٌ لي ملأها عطفٌ منسوجٌ بقسوة الموقف،
هل كل هذا لأني سرقتُ خُبزًا ؟
بقوةٍ قلتها...رغم أنّي أظن أنها افلتتْ مني في وقتها
ببحةٍ لا تعرفُ العطف و ربما لا تعرفُ العينان اللتان تنسجانها
*"السرقة سرقة أياً ما كانت"*
فرّت الكلمات من فاههِ ...لا يفهم الأمر
لو جاع ذرةً من جوعي لأخفض جناح استكبارهِ و رضخ أمام ألمي ،
لانه لا يدرك!..بل لا يدريكون
نسخة مصغّرة عن الأغنياء الذين يترقبّون رغيف خبزٍ في بطنٍ لم تذق قُوتَها من يومين!
أنسجُ كلماتي الآن و أنا أتثاقل خلفه
و تبقى كلماتي هذه خلفه
مطاطأة كمن قتل ضحيته العاشرة
نظر الآخرون لي
هم أيضا لا يدركون
ما جرميَ الصغير
الذي ما كان ليمسّ أصغر ذرّة في هذا العالم بسوء
بدأت عيونهم تأكلُ ما أحيطَ حولي
كنارٍ لا تعرفُ موقِدها
و رغم الجبال الشاهقة فيني
اكفهرَّ ما حولي
و تراقصَ مع دموعي
و غُسل ذاك الوجهُ المُرهق كصاحبه
لستُ سَارقة،
تعالت أصواتُ قلبي لتطغى على كل شيء
رغم أن الشمس في لُبّ السماء
إلا أن الليل قد حلّ بتوقيتي
و أسدل الظلام وشاحه على ما حولي،
تسللت نظراتهُ الجامدة لمحيايا المتّقدَة
و لم ينبس ببنت شفة
طال السير و استلقتْ الشمسُ في أوجها
و نحن نرفعُ ساقاً و راء ساق تحت لهَبها
بينما كنتُ مطاطاةَ الرأس
أراقب تخبُّط قدماه أمامي
وقف فجأة،
و استدار ليغطيَ الشمس عني
كغيمةٍ سوداء
"ادخلي"
بصوت صارم قالها
أمام بيت من خشبٍ
أنيق
دخلت...
استقبلتني امرأة لطفها من نسج الفراشات،
علمتُ من نظراتهِ لها
المملؤة حبّاً
أنّها زوجته
أعطتني أرغفة خبز و طعام في سلة كبيرة
كان حلمًا لي
و تحققَّ أمامي
إلا أني أبيتُ أن ينذلّ شيءٌ فيني
كنت في وهلة المفاجأة
لمَ لم يأخذني للسجن؟
قال بغصة
"كنت مثلك...أعلم ما تشعرين به..."
هربتْ الكلمات من حنجرتي
إنّها فقيرة للثناء مثلي
فهمت المعضلة الآن
لن يفهمك سوى من عاش ما قاسيته
هذه أصدق جملة على الإطلاق
قلتُ
"شكراً بمعنى الفقر"
أي أنه لا شيء أقدّمه له شكراً على جميلهِ،
سوى ابتسامة صفرّاء بكهولة
فقال "عفواً بمعنى الغِنى"
و لا تحتاجُ شرحاً
لقد صوّبَ سلاحيَ
لانطلقَ من جديد
كبذرةٍ وجدت ساقيها،
يا ليت الجميع يمتلك فؤادكَ الطيب
همستُ لنفسي...مع تلويحة بيدي
و أنا أحملُ حلمي .
*#البَتُـوْل*
❤️
🥺
🥹
♥
😂
🦋
❤
🌷
🌹
🍓
46