|بين وهجِ الأمل وسُقامِ الوهم| الأملُ ضياءٌ يشقُّ ظلمةَ الطريق، يسقي القلبَ في مواسمِ الجدب، ويهمسُ للروح بأنَّ بعد العسر يُسرًا، نُمسكُ به كقاربِ نجاة، ونرجو أن يقودَنا إلى برّ اليقين؛ لكنه ما إن يتحوّلَ إلى وهمٍ؛ حتى يصبحَ سُمًّا يتسللُ في شرايينِ الصبر. كم من قلبٍ استبشرَ بأملٍ كاذب، ثم انكسرَ حين اصطدمَ بجدارِ الحقيقة! وكم من روحٍ أنهكتها المجازفاتُ العمياء خلفَ أحلامٍ بلا جذور! علينا أن نفرّقَ بين الرجاءِ المتزن، والوهمِ المزيَّن بثيابِ الأمل. فالحكمةُ ليست في كبتِ الأمل؛ بل في تقنينِه أن نزرعهُ حيثُ تُثمرُ الحقيقة، لا حيثُ تُنبتُ السراب. فلنُعلّم قلوبَنا القناعة، ونُصادقَ الرضا، ونؤمنَ أن ما فاتَ لم يكن لنا، وما هو لنا، سيأتينا وإن تأخّر. فالأملُ الناضج يُحيي، أما الزائف، فيُميتُ على مهل. #قمر الدجى -السامرائية #فريق_بابل #مبادرة_النسيم