|أضحى سوداويّ| تجول خطاها في أرجاء منزل كان يعم فجواته صوتَ لحن لأغنيةِ مراهق وابتسامة بيضاء مرافقة لضحكة صدىً مُصدَح ،وطفل ينتظر أبيه في مثل هذا اليوم ليجلب له لعبة نارية يستمتع في صوتها وضوءها عندما يشعل له فتيلتها، ولم يعلم أن فتيل قلبه هو الذي سيُشعَل حاضراً أم مستقبلاً، فيما لو عَلم بمكان أبيه البعيد جداً ،ذاك الذي كان يأتي في نهاية اليوم من عمله، حامل في يمناهِ ويسراهِ كل ما يطلبه منه صغاره وامرأةٌ أحبها، وبكل لهفةٍ يغمرهم ويقول كل عام وأنتم عيدي، هذا كله مشهد من شريط فيلم مريح المشاهدة يمر في ذاكرة يومية لتلك الإمرأة؛ ليرافقه مشهد من فيلم آخر معذب لروحها التي خرجت من جسدها عند رؤية دم البطل تحت رأسه، وثلاثينيٌّ لم تملك أمه سواه بعد أن فقدت عشرينيّها الاثنين والآن تنتظر ما تبقى لها من دنياها دون أن تعلم عن زهوة طيبه شي؛ أهو تائه في رجا الموت أم منعم في جنته؟ أهو موت كيانها بمجهول محيّر؟ أم موت روحها بمعلوم كاسر؟ لكن هو موت وكيف لعيد أن يحل بحلول الموت، كيف لكعكة حلوى أن تؤكل بملح دماء بريئة؟ كيف لضحكة أن تُرسم على وجه واحد ويقابلها بكاء ألف وجه؟ وهل يعقل لامرأة أن تصنع حلوى عيدها في بيت هُجرَت إليه ؟ تحشو عجينة حلواها بملح دمعها لتستذكر في كل قطعة موقف مضحك مع عائلتها ومن تحب في بيتها الذي لم يعد بيتها، فأين الأضحى والذي ضُحِيَّ بهم هم من نحب؟ وأين هي زيارات الأحبة اذا استبدلت بمواساة من فَقَد؟ فأين العيد إذا كانت كلمة كل عام وأنتم بخير مستبدلة بكلمة كنت أتمنى أن يمر هذا العيد وقلبكم صحيح الشغاف ليس مكسور الخاطر، ليتني أعود إلى سنون الأضحى المبارك بمباركة القلوب ليس بتعتيم الفكر، بحلو العيش ليس بمرارته، بانتشار صفاء النفوس ليس بامتداد عكرها. #الكاتبة_ شهد مفيد برجاس #فريق_ شام #مبادرة_ النسيم