*«مرافئ لا ترسو»* ذوينا ونحنُ نُجر خيباتنا كما تُجر السلاسل في دهاليز الغياب، نُحادث الذاكرة كُل مساء، فنسقطُ في حفرةِ السؤال ولا نُجاب، تتدلّى الذكرى من أعيننا كدمعةٍ مُعلّقة، لا تسقط ولا تجف، كأن الليل يعلكُ أرواحنا، يلوكها بين فكيه، ثم يلفظها على عتبات الفقد، تُشبه خطانا وقع السيوفِ على نعوشٍ مهجورة، لا تُنذر بحياةٍ ولا بسلام، نرتّب الحنين في صدورنا كما تُرتّب الأحجار فوق قبرٍ لا يُزار، وإذا ضحكنا، ضحك الحزنُ فينا، كأن أفراحنا مصابةٌ بعطبٍ قديم. نستندُ على صبرٍ أعرج، ونحتمي من الريحِ برداءٍ من وهم، كأن الزمن يُعاقبنا على ذنبِ التعلّق، فنفيق على خيبةٍ أبهى من الحُلم، نصادق الغياب كأنهُ صديقُنا الوحيد، ونخون النسيان؛ لأنه لا يفي بوعده، نُرتّل وجعنا بأصواتٍ مخنوقة، ونكتبُ الشوق على جدران الصمتِ بحبرِ الدمع، كُل شيءٍ من حولنا يشيخ، إلا الوجع يولد كُل يومٍ في مهدِالذكرى، نُساير الحياةَ كما يُساير الغريق الموجَ، لا قِبلة له إلا الهواء، ثم نبتسم، كمن يُخفي شظيّة موتٍ خلف ستارٍ من نجاة. #أبرار_الدعوس #فريق_نون #مُبادرة_النسيم