
دعم القوات المسلحة السودانية 💥
June 21, 2025 at 09:51 PM
حكايات المعارك – قوات درع السودان
الجزء الثاني – الحلقة الرابعة – العيلفون
المقدم عبدالله اللبيب – ركن عمليات درع السودان
كان الليل هو زمن تجهّز قوتنا ليوم حاسم، حددنا وجهته وهي فك الحصار عن معسكر العيلفون وتأمين المناطق التي تم تحريرها.
المثلث الرابط بين أم ضوبان والمديمر هو نقطة التفاف، لابد من تأمينها أولًا ثم التحرك.
وضعت فيه ست عربات قتالية، كان على رأسها النقيب عبدالله الجبورابي، وهذا الشاب فيه من صفات القوة ما يجعله جاهزًا لوحدة من اجل القتال. حفظك الله أينما كنت، رفيق دربي عبدالله الجبورابي.
تحركت، وكنت في مقدمة القوات، معي في نفس العربة:
النقيب صديق – فارس رفاعة والعسيلات
وابن القوات المسلحة الدفعة 58 ساموري العيلفون
الخطة كانت غريبة شوية، لم نبنِ على ظهور الصباح، وبالفعل خطتنا كانت عدم الاشتباك، وحتى إذا اكتشف العدو حركتنا، نواصل التقدم بكل ما تملك عرباتنا من سرعة. كنا عايزين الاشتباك يكون في المثلث أو في خط البترول على الأقل.
مسيراتنا وضحت تواجد العدو في مثلث العيلفون بكميات كبيرة. قلت في نفسي: "هم معقول يكونوا أكثر من الفاتت؟ محال!"
تخطت عربتي عربة مدفع 23، قائدها النقيب عبدالله قريب شيخ عثمان، كأنه يبحث عن الموت! تخطى دون تعليمات. قال لاحقًا إن الغرض حمايتي. لكن الحامي هو الله. أنا جيت إليكم مجاهد في سبيل الله، لا حوجة لحراسات ولا حاجة لمنعي من الذخيرة. حياة القوة خير من حياة الذل، وحرب الكرامة هي حرب وجود... نكون أو لا نكون.
المسافة بين مثلث أم ضوبان ومثلث العيلفون تقارب 7 كيلومتر، قطعناها في لحظات.
وجدنا العدو، منهم من يحمل فرشاة مسواك، ومنهم من لم يحالفه الحظ في استدراك الموقف.
تخيل معاي... انت نائم، يظهر ليك عدوك في وشك! 😂 موقف تحسد عليه.
الموجود من العدو؟ باي باي فرنسا!
سمعت الابن بابكر الناقشة وابن الخالة عادل إبراهيم الحلاوي يقولوا:
> "سيادتك، ده مفتاح العربية... نحن نازلين نبل الطير المنسحب بدانات الآر بي جي."
عادل حمل دانات الآر بي جي
الناقشة حمل المدفع
والنقيب صديق حمل الكلاش
تصدق يا مومِن؟ شباب راجلين طاردين عربات مسلحة ! ديل شباب عادين؟!
وصلوا العدو حتى العمارة الهيكلية، منتصف الطريق بين العيلفون ومزارع أسامة داوود.
خرج إلينا شباب العيلفون، ونحن وهم، غير الدموع لا تعبير عندنا.
وصل إلينا سيادة اللواء كيكل.
جاتني لحظة إدراك إنو العدو ممكن نكون تركناه في منطقة خط البترول أو غيرها، ونحن ما مشطنا المنطقة لسه.
حملت المبروكة، والمبروكة يعرفها كل من زاملني في معركة الكرامة – عصا من الخيزران، أحملها في كل المعارك.
تفرقوا، ادخلوا الدفاعات. كأن الله ألهمني في تلك اللحظة.
وأثناء تلك اللحظة، هجم علينا العدو في التفاف مفاجئ.
والله، لو لم تكن المبروكة حاضرة، لفقدنا كل القوة.
نحمد الله، سلم القائد، لكن لم تسلم حراسته.
أُصيب الأخ خالد الصادق بطلق ناري في البطن.
استُشهد من قوات الاحتياطي المركزي اثنين، ومن قوات درع السودان ثلاثة، وعدد الإصابات في قوتنا مجملًا سبعة عشر إصابة.
دخلنا دفاع العيلفون، وكانت اللحظات عظيمة.
ريحة الدم على ملابسنا، والعدو يريد الانتقام، ونحن همّنا عودة الحق.
ما نظرنا لمن فقدنا، ما نظرنا لجراحنا.
داخل مستشفى العيلفون العسكري، الأطباء تولوا المهمة، ونحن تولينا العودة إلى صينية العيلفون.
بعد ساعة فقط، رجعنا من جديد، بكل قوة، بكل حماس.
قوتنا هنا كانت أكبر، والهمّ أكبر، كانت معنا قوات العيلفون المحاصرة سنة ونصف أو يزيد.
كان معهم عقيد ركن عمليات العيلفون – رجل نحيل الجسم، شديد في كل شيء، قوي الكلام.
خاطبنا سيادة اللواء كيكل:
> "الآن القوة في ثبات، والتضحية تعني رفع الحصار."
ثم قال: "كيف الرجعة؟ والعيلفون لسه في حصار؟ الرجعة عيب وشينة!"
كلمات فقط اعادت الامور لنصابها
والله، ذاق العدو مرارات الحرب، وقوة الجيش السوداني ما خلينا منهم أحد حي .
قوة العدو كانت 15 عربة، منها ما دُمِّر تدمير كامل، ومنها ما استلمناه استلام نظيف.
وكان من حظي أن يكون معي في طاقم العربة:
بابكر الناقشة
الابن عادل الحلاوي
الأخ سيف ود حفيرة
الابن علي
الابن محمد الطاهر
الأخ أدروب من شرق السودان
أهدوني بوكس وعربة لاندكروزر، غنيمة من العدو، وشاركت في معارك تانية، لها ذكريات لأنها كانت تحمل لون بهية من عربات العدو.
أدخلناها في عمل بطولي آخر، نذكره لاحقًا.
يوم الاحتفال الأكبر كان تحرير العيلفون، والتنظيم والترتيب ليوم قادم، أكثر أهمية، لتأمين ما حققنا من نصر.
أهل العيلفون أهل خير وكرم.
دعونا نأخذ استراحة محارب، فيها النهار طويل، واليوم القادم فيه من الصمود ما يحير عدوك.
اللهم تقبل الشهداء، واشفِ كل مصاب.
تحيتي لرفاقي دفعتي في الكلية الحربية داخل معسكر العيلفون وشاركونا تلك المعركة معركة العيلفون:
الأخ عمر يسين
الأخ مروان أبو الكيلك
الأخ مالك ملوكي يا حبيب
التحية لسيادة:
العميد سيف اليزل
العميد أمير
ركن عمليات العيلفون
ركن استخبارات العيلفون – السنير الراقي، هذا الشاب يحتاج لتسطير حروف عنه، لما قدم للعيلفون من خير.
لم تنتهِ معركة العيلفون بعد.
حولها كثير من التمركزات ومناطق العدو.
اعمل شير ومتابعة لتكملة معارك شرق النيل، كاسرة شوكة العدو، وبداية التحرير الحقيقي للخرطوم.
لك التحية سيادة العقيد يوسف البلال، وأنت مرافق لنا في كل المعارك.
ولك التحية سيادة اللواء كيكل، وأنت من خططت وأعددت الجند لمعركة نعتبرها أم المعارك.
والله، إن لم تخض معركة غير معركة العيلفون، لكفت عنك.
والله نحسبك – والله حسيبك – أن الخير يجري مجرى الدم فيك، وأنت رجل المهام الصعبة، وصاحب الكلمة الحاسمة في الميدان.
حفظك الله، وأنت الآن تعد قواتنا لمعارك – إن شاء الله – تكسر شوكة العدو في السودان
القائد عبدالله اللبيب
https://whatsapp.com/channel/0029VavIyz2LdQeTq1JlOK22
❤️
😮
🙏
4