
Yemen Daily PRESS يمن دايلي برس
June 21, 2025 at 07:28 PM
خالد صافي صحفي فلسطيني
الهندسة الإدراكية في الخطاب الإسرائيلي الناطق بالعربية:
أدوات ناعمة لحرب صلبة
ضمن استراتيجيتها الأمنية والإعلامية الشاملة، تعتمد إسرائيل على توظيف شخصيات ناطقة بالعربية - بعضها من أصول عربية - كوسائل تأثير موجّهة لاختراق الوعي الجمعي العربي.
فهل نجحت؟
تابع معي السرد 🧵
هذه المقاربة لا تأتي في سياق التواصل الإعلامي فقط، بل تندرج ضمن عمليات مركّبة من الحرب النفسية (PsyOps) والهندسة الإدراكية (Perception Engineering)، تهدف إلى إعادة تشكيل الصورة الذهنية عن إسرائيل، وتفكيك البنى القومية والدينية العربية من الداخل.
فيما يلي أبرز الوجوه المستخدمة في هذا الإطار..
1. أفيخاي أدرعي (من أب سوري وأم عراقية)
الصفة: المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي
الدور الوظيفي:
يمثّل أدرعي رأس الحربة في عمليات الحرب النفسية الرقمية الإسرائيلية.
يتموضع ضمن ما يُعرف بوظائف التأثير الإدراكي، حيث يستخدم لهجة عامية مألوفة، ونبرة "خصم ودود"، لإحداث تشويش معرفي وتطبيع عاطفي مع الجمهور العربي.
يعمل من خلال آليات التفكيك السردي (Narrative Disruption)، بإعادة تعريف "العدو" عبر محتوى مضلل، معتمدًا على التكرار والاختراق الساخر للخطاب الديني والقومي.
2. إيلا واوية (عربية مسلمة)
الصفة: ضابطة برتبة رائد ونائب المتحدث باسم الجيش
الدور الوظيفي:
تشكل نموذجًا وظيفيًا لما يمكن تسميته بـالرمزية الاختراقية (Symbolic Penetration).
وجودها في موقع عسكري رسمي يُوظف لإعادة تعريف حدود "الانتماء"، وتكريس فكرة أن الخدمة في جيش الاحتلال ليست مناقضة للهُوية الدينية أو القومية.
هذا النموذج يُستخدم كأداة لهدم السرديات العربية المقاومة، عبر ترسيخ صورة "الانخراط الطبيعي" في المشروع الصهيوني.
3. إيدي كوهين (يهودي من أصول لبنانية)
الصفة: باحث ومحلل أمني وإعلامي
الدور الوظيفي:
يمثل الجانب الفوضوي من الإعلام الأمني الإسرائيلي.
دوره الأساسي يتلخص في بث الإشاعات، ونشر الأخبار الكاذبة، وتغذية الانقسامات الداخلية داخل المجتمعات العربية، عبر ما يُعرف بتكتيكات "التضليل العدواني" (Aggressive Disinformation).
يشكّل حضور كوهين جزءًا من العمليات الرمادية التي لا تتردد في خرق القواعد المهنية والأخلاقية للإعلام، لصالح أجندات أمنية واضحة المعالم.
السياق الأوسع:
تعتمد إسرائيل على هذه الوجوه ضمن مشروع متكامل لتفكيك المفاهيم السيادية والدينية لدى المتلقي العربي، وتطويع الثقافة المحلية لخدمة أهداف الاحتلال.
هذه الأذرع الناطقة بالعربية لا تُعد مجرّد "متحدثين"، بل أدوات تنفيذية في منظومة التطبيع النفسي التدريجي، الذي يبدأ من الإعلام وينتهي بتغيير السلوك الجمعي.
⚠️ مخاطر متابعة أدوات الدعاية الصهيونية على منصات التواصل
في الفضاء الرقمي، لا يُعد التفاعل مع المحتوى مجرد فعل بسيط أو عابر، بل هو جزء من نظام التغذية الراجعة الذي تعتمد عليه الخوارزميات لتوسيع مدى انتشار الرسائل وتضخيم أثرها.
حين تتابع، تشاهد، تعلق، أو حتى تسخر من منشورات شخصيات كـ"أفيخاي أدرعي" أو "إيدي كوهين"، فأنت عن غير قصد تُسهم في تقوية صوتهم وتمكين سرديتهم.
إليك المخاطر بالتفصيل..
1. تعزيز خوارزمي لظهور المحتوى
كل مشاهدة أو تعليق أو مشاركة، حتى لو كانت ناقدة، تدفع منصات مثل X وFacebook وInstagram إلى تصنيف هذا المحتوى على أنه "تفاعلي وذو صلة"، مما يزيد من ظهوره وانتشاره على نطاق أوسع، بما في ذلك أمام فئات غير محصّنة فكريًا.
2. الاختراق النفسي الناعم
يعتمد هؤلاء على خطاب مزدوج:
ظاهريًا: حديث يبدو إنسانيًا، عقلانيًا، مليئًا بالاقتباسات القرآنية أو الحديث عن السلام.
باطنيًا: زرع الشك، التبرير للجرائم، تسطيح الاحتلال، والخلط بين الجلاد والضحية.
هذه التقنية تؤدي إلى تآكل بطيء للمنظومة الإدراكية للمشاهد، خاصة فئة الشباب أو غير المتخصصين، فيصبح التطبيع، ولو في المشاعر، أمرًا مألوفًا.
3. ترويج التضليل المقصود
غالبًا ما يتضمن محتواهم معلومات مغلوطة أو مفبركة، هدفها الأساسي تشويش الوعي الجمعي، وتفكيك الموقف العربي من قضايا الأمة، وتقديم الاحتلال كطرف "حضاري" مقابل الآخر "المتطرف".
كل مشاركة لهذا النوع من المحتوى، حتى ولو بنية التصحيح، تسهم في نشر التضليل قبل تصحيحه.
4. بناء صورة مقبولة للعدو
حين يرى المتابع شخصية "أفيخاي" يتحدث بلهجة شامية أو "إيلا واوية" ترتدي الحجاب وتتكلم عن الأخلاق، تبدأ عملية نزع "الشيطنة" عن الاحتلال في اللاوعي، مما يقلل من الشعور بالخطر، ويكسر الحاجز النفسي مع العدو.
5. التحول من الرفض إلى اللامبالاة
الهدف الاستراتيجي الأكبر ليس إقناع الجميع بالاحتلال، بل نقل الجمهور من الغضب والرفض إلى الصمت واللامبالاة، وهي أخطر مراحل الاحتلال الثقافي.
✅ ما الذي يجب فعله؟
- عدم المتابعة أو التفاعل مطلقًا مع هذه الحسابات.
- الحظر والتبليغ عن أي محتوى مضلل يصدر عنهم.
- تعزيز المناعة الفكرية عبر نشر المحتوى الوطني المقاوم والمحتوى التحليلي المفنّد.
- التنبيه المستمر على خطورة الانخداع بأساليبهم وخطابهم الناعم.
- التوعية الرقمية عبر الندوات والمنشورات والتدريبات الخاصة بالحرب الإعلامية.