السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اتمنى أن تصل هذه الرسالة لكل امرأة، لعل الله أن ينفع بها : رسالة إلى قلب كل امرأة : الزواجُ عبادةٌ شاقة، لا مشهدٌ رومانسيّ… والنضجُ فيه أثمن من الجمال قال سفيان الثوري رحمه الله: “من تزوج فقد ركب البحر” [تذكرة السامع، ص36] ⚓ نعم… شبهه بالبحر، لأنه لا يثبت على حال. فيه المدّ والجزر، والهدوء والعواصف، والفرح والاختبار. فلا يكفي أن تحلمي بثوب الزفاف… إن كنتِ لا تُحسنين السباحة في موج الصبر، ولا تُتقنين فن التنازل. ⸻ 💡 النضج الزواجي… هو مفتاح السفينة 📍 كثيرٌ من النساء اليوم لا يعرفن لماذا تزوّجن أصلاً. تأثرن بالصور، وانخدعن بالمظاهر، وركبن قاربًا دون بوصلة. لكن الزواج لا يُبنى على أحلام الورد، بل على نضج العقل. وهذا النضج لا يُولد يوم العقد… بل يُصقل في الشدائد، ويُكتسب مع التجربة. 🔑 أول أيام الزواج ليست جنة، بل اختبار: اختبار للنية… للخلق… للقدرة على السكوت عن الجدال، والتغاضي عن الزلات. ⸻ ⚖️ الزواج يحتاج إلى قلبٍ يُحسن التنازل العلاقة بين الزوجين ليست حلبةَ صراعٍ على الكرامة، بل سفينة يقودها من يُحسن أن ينحني في العاصفة. قال بعض الحكماء: “إذا لم ينحنِ أحد الطرفين… كُسرت السفينة” 🗣 أحيانًا الرجل يُخطئ، فعليه أن يعتذر. وأحيانًا المرأة تُخطئ، فعليها أن تضبط نفسها. والتنازل لا يعني ضعفًا… بل وعيًا. والصبر لا يعني ذُلًّا… بل بطولة. ⸻ 💔 وهل الطلاق هو الحل؟ 🚫 لا تتسرعي يا أختي… فالطلاق ليس علاجًا لكل تعب. بل قد يكون — في كثير من الأحيان — هروبًا من مسؤولية النضج، ورفضًا لرحلة التزكية التي أرادها الله لكما. 🔍 اسألي نفسك قبل القرار: هل دعوتِ الله بصدق؟ هل حاولتِ الإصلاح؟ هل طرقْتِ أبواب الرحمة قبل أن تُغلقي أبواب البيت؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوْجب من حق الزوج” [الفتاوى 32/274] 📌 كم من النساء من ترفع صوتها على زوجها، وتُهينه، وتهدم بيتها بلسانها. أين ميزان الدين؟ أين فقه المسؤولية؟ ⸻ 🌹 المرأة الصالحة… لا تُقاس بالمظاهر بل بالحِلم قال ابن العربي المالكي رحمه الله: “الزوجة الصالحة لا تأتي بسعيك، فهي رزق يُساق لمن اتقى ربه” [أحكام القرآن 1/536] وقال ﷺ: “الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة” [رواه مسلم] وفسّرها القرطبي: “إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله” 📍المرأة الصالحة ليست كثيرة الشكوى، ولا ترد الصاع بالصاع، بل تحتسب وتحتوي وتُصلح. ⸻ 🕊 دروس من حياة الكبار… قال الإمام أحمد بن حنبل: “أقامت معي زوجتي أم صالح ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة” [تاريخ بغداد 14/438] وفي المقابل، قال أحد العلماء: “تزوجت امرأة حافظة للقرآن، حافظة للموطأ، ومع هذا لم أجد معها سرورًا متتاليًا لثلاثة أيام” [الرياض 2/186] 📌 ليست العبرة بالعلم… بل بالسكينة، وبالنية، وبفن الاحتواء. ⸻ 🎭 فاحذري خدعة الإعلام وسائل التواصل تُعلّمكِ كيف ترفعين صوتك… لا كيف تُقيمين بيتًا. تُصوّركِ كضحية… وتنسى أن من تفتن زوجها وتُهين زوجها وتُشقيه — لا تفلح أبدًا. طاعتك لزوجك ليست عبودية، بل عبادة. وصبرك عليه ليس ضعفًا، بل قوة خفيّة. وابتسامتك له صدقة، ومسامحتك له زاد إلى الجنة. ⸻ 👁 واعلمي أن الله لا ينام… قال تعالى: “وما كان ربك نسيّا” [مريم: 64] كل صبرٍ، كل دمعة، كل سكوتٍ عن جدال، كل نية لإصلاح بيتك — هي عند الله مكتوبة، محفوظة، مضاعفة. 🔐 والله لا يُضيع أجر المحسنات. قال ﷺ: “إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، وحفظت فرجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئتِ” [صحيح ابن حبان] إن الجنة تحت أقدام الأمهات . ضعيف كما قال الألباني، لكن معناه صحيح ثابت في حديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم للذي جاءه يستأذنه في الغزو معه وله أم : الزمها، فإن الجنة عند رجلها. والحديث حسن صحيح كما قال الألباني . الولد الصالح ينفع والديه إذا انقطع عملهما بسبب الموت كما جاء في الحديث الصحيح : إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له . ⸻ 👑 الخاتمة: المرأة تاجٌ لا يليق إلا برأسٍ خاشع 🚫 لا تجعلي الإعلام يُشوه مفهومك عن الطاعة. 🚫 لا تسمحي لصورة خادعة أن تسرق نور قلبك. 💎 المرأة الصالحة تُربّى في المحاريب لا في الصالونات. وتُصقل في المِحن لا في المناسبات. هي التي إذا ابتُلِيَت — صبرت، وإذا أُعطِيَت — شكرت، وإذا نُصِحت — استجابت. 🏁 فاجعلي بيتكِ محرابًا، وزوجك إمامًا، وأعمالكِ سُلّمًا للفردوس، ونيتكِ هي البوصلة التي لا تنكسر. رسالة إلى قلبكِ: طاعتكِ ليست ضعفًا، بل عنوان قوتكِ. وحلمكِ ليس خنوعًا، بل أثر الإيمان. وسكوتكِ عن النزاع… قد يكون أعظم أعمالكِ يوم اللقاء. اللهم ارزق نساءنا صلاح القلب، وطيب الخلق، وقوة الصبر، وصدق النية . انشروا تؤجروا جزاكم الله خيرا