حضرموت المحبة والسلام
June 12, 2025 at 02:45 PM
*💢 [إطلالة الخميس]*
*- حضرموت المحبة والسلام*
*- كتبه / محمد عمر كرامان*
*▪️ترقب وانتظار..*
في مشهد مفعم بالعاطفة والرهبة كان أهالي المكلا صغارهم وكبارهم يحتشدون يومآ في الفرضة ذلك الميناء القديم الذي شهد عبر الزمن وداع المسافرين ولقاء العائدين.
يجتمعون هناك ليودعوا حجاج بيت الله الحرام والدموع تتقاطر من أعينهم تحمل لوعة الفراق وأمنيات السلامة ودعوات القلب الصادقة بأن يعودوا سالمين غانمين.
وبعد أن يؤدي الحجاج مناسكهم ويتموا العمرة يعودون من رحلتهم الطويلة الشاقة من أرض الحرمين إلى حضن الوطن عبر البحر على متن الباخرة مريم او بقيق وغيرهن التابعة للتاجر المعروف باخشب باشا والتي كان وكيـلها بالمكلا الشخصية الاجتماعية باسويد. كما كانت هناك بواخر باكلكا التي نقلت الحجاج والبضائع إلى المكلا فتشكلت معها مشاهد لا تنسى من الترقب واللهفة والحنين ..
ما أبهى تلك اللحظات حين يبصر الأبناء وجوه آبائهم وأمهاتهم تعود مضيئة تنطق بالفرح وقد كتب لهم أداء الفريضة وهم بصحة وسلامة.
تَكسو الوجوه بهجة نادرة وتلتمع العيون بدموع فرح بعد دموع وداع. يُصبح الميناء ساحة من السرور والدموع المختلطة وترتسم لوحة إنسانية تبهر من يشهدها حيث تتعانق الأرواح قبل الأجساد ..
تصل الباخرة فتتوقف على مسافة من الميناء، قبالة بيوت المكلا وتبحر نحوها الهواري ليحمل الحجاج إلى الشاطئ.
وهناك، على الرصيف يتجمهر الناس رجالآ ونساءً وأطفالًا في انتظار القوارب الصغيرة التي تقل الأحبة. وتبدأ لحظة اللقاء.. أيد تتشابك وقلوب تخفق، وأكتاف تتسابق لحمل الأمتعة والهدايا ..
تتحول ساحة الفرضة إلى تجمع فرائحي بهي تختلط الدموع بالابتسامات و تنظر العيون لمحبيها و يلتقي الأب بابنه والام بأبنتها و ابنها وتعم الفرحة الجميع .
نتذكر تلك الهدايا التي أصبحت رمزآ للعودة من الحج و منها ..
الطحينية التي طعمها و حلاوتها لا مثيل له حتى اليوم و الصمبرة تلك الحبيبات التي تتلذذ بمذاقها البديع ومسمع الحمار الذي لم يعد يشاهد في زمننا الحالي وله حضور كان قوي و وألعاب تشبه الكاميرا تحتوي صور لمناسك الحج والمواقع المقدسة بالسعودية كانت تسحر الأطفال وتجعلهم يحلمون بالسفر يومآ إلى هناك .
ومن أجمل ما في تلك اللحظات دور ما يسمى ( المبشر ) وهو الرجل الذي يسارع لإبلاغ أهل الحاج بوصوله وله لقاء البشارة مبلغ و نصيب من الحلويات أو الهدايا. أما من كان بيته قريبآ من الفرضة فيعود ماشيآ تحفه أسرته وأقاربه يحملون عنه الحقيبة والأغراض ويستقبلونه بالزغاريد والفرح والأهازيج فيما الأطفال يرقصون حوله انتظارآ لهديتهم المرتقبة .
هكذا كانت المكلا في تلك الأيام .. مدينة تنتظر أبناءها بلهفة الأم لوليدها تبارك لهم حجهم وتغسل عنهم تعب السفر بدموع الفرح وعبق المحبة ..
الصورة المرفقة توضح وقوف الباخرة بقيق على عرض البحر والناس تنتظر في فرضة الميناء القديم بالمكلا .
https://www.facebook.com/share/p/16UDKh2o9A/
*♻️ شبكة حضرموت المحبة والسلام*
➖➖➖➖➖➖➖
*▪️تابعونا على قناتنا🪀 بالواتساب عبر الرابط التالي 👇*
https://whatsapp.com/channel/0029VaOu9qZ1NCrNIZdgsa2U
*▪️أو الأشتراك عبر قناة التيليجرام :*
https://t.me/Ahudc
*▪️أو عبر قروباتنا الواتساب 🥏 :*
https://chat.whatsapp.com/FdpHJ17AT2uENDNYixb21d