آية وحديث WhatsApp Channel

آية وحديث

272 subscribers

About آية وحديث

آية قرآنية وتفسيرها مع حديث نبوي شريف. رابط الفيسبوك https://www.facebook.com/aytqranytwtfsyrha?mibextid=ZbWKwL رابط x https://x.com/ayt7359?t=V3UASKX6uVgKFKL515mNHQ&s=09 رابط القناة واتساب https://whatsapp.com/channel/0029VamJ4fWEawdyks5w6l13 رابط القناة تيليجرام https://t.me/Aya1quran1

Similar Channels

Swipe to see more

Posts

آية وحديث
آية وحديث
6/21/2025, 11:24:06 AM

- بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ في مُؤَذِّنِينَ يَومَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بمِنًى: أنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ قَالَ حُمَيْدُ بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أرْدَفَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيًّا، فأمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ ببَرَاءَةٌ، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ في أهْلِ مِنًى يَومَ النَّحْرِ: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ.. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 369 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (369)، ومسلم (1347) بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ في مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَومَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بمِنًى: ألَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ. ثُمَّ أرْدَفَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ، وأَمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ ببَرَاءَةَ، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَرَاءَةَ، وأَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ. الراوي: أبو هريرة. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 4655. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. التخريج: أخرجه البخاري (4655)، ومسلم (1347).. ------------------ شرح الحديث: كان المشركون يَحُجُّونَ كلَّ سَنةٍ، وكان بعضُهم يَطوفُ بِالبيتِ عُريانًا، فلمَّا فَتَحَ اللهُ مَكَّةَ أمَرَ نَبِيَّه أنْ يَمْنَعَ كُلَّ أفْعالِ الجاهِلِيَّةِ حَوْلَ البَيْتِ، وأنْ يُعْلِنَ البَراءَةَ مِنَ الشِّرْكِ والمُشرِكينَ، وقد أمَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبا بكرٍ رضِي اللهُ عنه على الحَجَّاجِ في العامِ التاسِعِ من الهِجرةِ، وهي الحجَّةُ الَّتي قبْلَ حجَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمره أن يُعلِنَ في النَّاسِ هذه المبادئَ. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عنه قد أرسل جماعةً -منهم أبو هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عنه- يومَ النَّحرِ يُعلِمونَ النَّاسَ ويُنادونَ فيهم ألَّا يَقرَبَ البيتَ الحرامَ بعْدَ هذا اليومِ مُشرِكٌ، وألَّا يَطوفَ بِالبيتِ عُريانٌ. ويومُ النَّحرِ هو يومُ عيدِ الأضحى، وهو اليومُ العاشِرُ من ذي الحجة. ومِنًى: وادٍ قُرْبَ الحَرَمِ المَكِّيِّ يَنزِلُه الحُجَّاجُ لِيَرمُوا فيه الجِمارَ. وأخبر أبو هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعث عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه بعْدَ أبي بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه يَقرَأُ على النَّاسِ سُورةَ بَراءةَ؛ لِيَنْقُضَ عهْدَ المشركينَ، و(بَراءةُ) هي سُورةُ التَّوبةِ، وأنْ يُناديَ أيضًا بمِثلِ ما بُعِثَ به أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه، فأذَّن عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه معهم يومَ النحرِ بسُورةِ براءة، وبمِثْلِ ما أذَّنَ أبو هُرَيرةَ وأصحابُه بأَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ. وكان صَدْرُ سُورةِ التوبةِ قد أُنزِلَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد خروجِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه بالحُجَّاجِ إلى مكَّةَ، فبعث رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بن أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه نائبًا عنه يتلوها على النَّاسِ، وقيل: كان مِن عَادةِ العربِ أنْ يقومَ بإبْرامِ العُهودِ أو نقْضِها سيِّدُ القَوْمِ، أو مَن ينُوبُ عنه مِن قَرابَتِه. وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ ومَنْقَبةٌ لأبي بَكرٍ وعليِّ بْنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنهما. وفيه: أنَّ مَوسِمَ الحجِّ تَبرُزُ فيه المُفاصَلةُ التَّامَّةُ مع أهلِ الشِّركِ والكُفرِ. تطبيق الموسوعة الحديثية وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.

آية وحديث
آية وحديث
6/20/2025, 11:49:37 AM

- نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بَيْعَتَيْنِ عَنِ اللِّمَاسِ والنِّبَاذِ، وأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ، وأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في ثَوْبٍ واحِدٍ.. الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 368 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (368)، ومسلم (1511) أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن بَيْعَتَيْنِ، وعَنْ لِبْسَتَيْنِ وعَنْ صَلَاتَيْنِ: نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وعَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وعَنِ الِاحْتِبَاءِ في ثَوْبٍ واحِدٍ، يُفْضِي بفَرْجِهِ إلى السَّمَاءِ، وعَنِ المُنَابَذَةِ، والمُلَامَسَةِ. الراوي: أبو هريرة. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 584. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. التخريج: أخرجه مسلم (825، 1511) مفرقاً مختصراً باختلاف يسير. ------------------ شرح الحديث: التزامُ هديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأمْرِ والنَّهيِ والبَيعِ والشِّراءِ وسائرِ العِباداتِ والمُعامَلاتِ هو سبيلُ الخَيرِ والنَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرةِ.وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبَعضِ المنهيَّاتِ، حيثُ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن بَيعتَين، وفسَّرَهما في الحَديثِ بأنَّهما «المُنابَذة» مِن النَّبْذِ، وهو الإلقاءُ؛ وهي أنْ يَجعَلَ إلْقاءَ السِّلعةِ إيجابًا للبَيعِ؛ فمتى أَلْقى إليه ثوبًا أو غيرَه التَزَمَ المُشترِي بشِرائِه، وعن «المُلامَسة» مِن اللَّمْسِ؛ وهي أنْ يَبِيعَ البائعُ شيئًا إلى المُشترِي على أنَّه متى لَمَسَه فقد تَمَّ البَيعُ، وكِلاهما مِن العُقُودِ المَنهِيِّ عنها؛ لِمَا فيها مِن الغِشِّ.ونهَى رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن لِبستَين، وفسَّرَهما في الحديثِ بأنَّهما «اشتِمال الصَّمَّاءِ»، وهو أنْ يَلُفَّ الإنسانُ جميعَ جسَدِه بالثَّوبِ، ولا يَرفَعَ شيئًا مِن جَوانبِه، فلا يُمكِنُه إخراجُ يدِه إلَّا مِن أسفَلِه؛ وسُمِّيَ بذلك؛ لِسَدِّه المَنافِذَ كلَّها كالصَّخْرةِ الصَّمَّاءِ، وفيه تَشبُّهٌ باليهودِ الَّذين كانوا يَفْعَلون ذلك، وقد نَهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن التَّشبُّهِ بهم. وعن «الاحتِباءِ» وهو أنْ يَقعُدَ الإنسانُ على أَليَتَيْهِ ويَنصِبَ ساقَيْهِ، فيَضُمَّ رِجلَيْهِ إلى بَطنِه بثَوبٍ، ويَجمَعَهما مع ظهْرِه، ويَشُدَّ الثَّوبَ عليه بهذه الهيئةِ، أو يَشُدَّ على ساقَيْهِ بيَدِه؛ وإنَّما نَهَى عنه؛ لأنَّه إذا لم يكُنْ عليه إلَّا ثوبٌ واحدٌ، فرُبَّما تحرَّكَ أو زَالَ، فتنكشف عَوْرتُه كما بيَّنه في قَولِه: «يُفْضي بِفَرجِه إلى السَّماء». قيل: إنَّ الاحتِباءَ المَنْهِيَّ عنه في الجُلوسِ هو احتِباءُ الرَّجُلِ الَّذي لا يملِكُ إلَّا ثوبًا واحدًا بثوبِه، أمَّا الذي يَحتبي وهو ساترٌ لعَورتِه بالثيابِ فلا بأسَ في ذلك.كما نَهَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلاتَينِ، وفسَّرَهما في الحديثِ بأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن الصَّلاةِ بعْدَ صَلاةِ الفَجرِ حتَّى تَطلُع الشَّمسُ، بمعنى أنَّه يَنهى عن الصَّلاةِ في هذا الوقتِ الذي يَبدأُ مِن أوَّلِ ظُهورِ حاجِبِ الشَّمسِ عندَ شروقِها إلى أن يَتمَّ اكتمالُ شروقِها بظُهورِ قُرصِها كاملًا في أُفقِ السَّماءِ، «وبَعدَ صَلاةِ العَصرِ حتَّى تَغرُب الشَّمسُ» وهذا هو الوقتُ الثَّاني المنهيُّ عن الصَّلاةِ فيه، وهو مِن بَعدِ أداءِ العصرِ في أوَّلِ وقتِه ويكونُ أكثر تحديدًا عندَ بَدْءِ الشَّمسِ في الغروبِ إلى أن يَتمَّ اختفاءُ قُرصِ الشمسِ كاملًا؛ فالمُرادُ بالنَّهيِ عمومًا وقْتُ الطُّلوعِ ووقْتُ الغُروبِ وما قارَبَهُما؛ لِأنَّه الوَقتُ الَّذي كانَ يُصلِّي فيه مَن يَعبُدونَ الشَّمسَ، ولأنَّه الوقتُ الذي يَقترِبُ فيه الشَّيطانُ مِن الشَّمسِ فتَكونُ بيْنَ قَرنَيْهِ، وهذا النَّهيُ يخُصُّ صلاةَ النافلةِ والتطَوُّعِ، لا الصَّلاةَ الواجبةَ كمَّنْ تأخَّرَ عن صلاةِ العَصرِ إلى هذا الوقتِ؛ فإنَّه يُصلِّي في وقتِ النَّهيِ. وقيل: إنَّ النَّهيَ عن الصلاةِ في هذا الوَقتِ إنَّما أُريدَ به النَّهيُ عن تأخيرِ الفَريضةِ لغَيرِ عُذرٍ حتَّى تقَعَ مُقارِنةً للغُروبِ.وفي الحديثِ: الحثُّ على حُسنِ التعامُلِ في البَيعِ والشِّراءِ والابتعادِ عن كلِّ ما فيه غِشٌّ أو جَهالةٌ تُؤدِّي إلى التنازُعِ.وفيه: الحثُّ على سَترِ العَورةِ، والحِرصُ على حُسنِ الهَيئةِ وجَمالِها.وفيه: بيانٌ لأوقاتِ النَّهيِ عنِ الصَّلاةِ. تطبيق الموسوعة الحديثية وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.

آية وحديث
آية وحديث
6/21/2025, 11:15:31 AM

{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [سُورَةُ هُودٍ: ٦] - تفسير المختصر: وما من مخلوق يدب على وجه الأرض مهما كان إلا تكفل الله برزقه تفضُّلًا منه، ويعلم سبحانه موضع استقراره في الأرض، ويعلم موضع موته الذي يموت فيه، فكل من الدواب ورزقها ومواضع استقرارها ومواضع موتها، في كتاب واضح هو اللوح المحفوظ. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿مُسْتَقَرَّهَا﴾ مَسْكَنَهَا فِي الدُّنْيَا، وَبَعْدَ المَوْتِ. ﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ المَوْضِعَ الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ. { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ٧] - تفسير المختصر: وهو سبحانه الذي خلق السماوات والأرض على عظمهما، وخلق ما فيهما في ستة أيام، وكان عرشه قبل خلقهما على الماء، ليختبركم - أيها الناس - أيكم أحسن عملًا بما يرضي الله، وأيكم أسوأ عملًا بما يسخطه، فيجازي كلًّا بما يستحقه، ولئن قلت - أيها الرسول -: إنكم - أيها الناس - مبعوثون بعد موتكم لتحاسبوا ليقولن الذين كفروا بالله وأنكروا البعث: ما هذا القرآن الذي تتلوه إلا سحر واضح، فهو باطل واضح البطلان. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ﴾ لِيَخْتَبِرَكُمْ. { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [سُورَةُ هُودٍ: ٨] - تفسير المختصر: ولئن أخرنا عن المشركين ما يستحقون من العذاب في الحياة الدنيا إلى مدة أيام معدودة ليقولُن مستعجلين له مستهزئين: أي شيء يحبس عنا العذاب؟ ألا إن العذاب الذي يستحقونه له أمد عند الله، ويوم يأتيهم لن يجدوا صارفًا يصرفه عنهم، بل يقع عليهم، وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه استهزاء وسخرية. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ﴾ أَجَلٍ مَعْلُومٍ. ﴿مَا يَحْبِسُهُ﴾ مَا يَمْنَعُهُ؟ ﴿وَحَاقَ﴾ أَحَاطَ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ٩] - تفسير المختصر: ولئن أعطينا الإنسان منا نعمة كنعمة الصحة والغنى، ثم سلبنا منه تلك النعمة إنه لكثير اليأس من رحمة الله، عظيم الكفران بنعمه، ينساها إذا سَلبها الله منه. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿لَيَئُوسٌ﴾ شَدِيدُ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ. { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ١٠] - تفسير المختصر: ولئن أذقناه سعة في الرزق وصحة بعد فقر ومرضٍ أصابه ليقولن: ذهب السوء عني، وزال الضر، ولم يشكر الله على ذلك، إنه لكثير الفرح بطرًا، وكثير التطاول على الناس والتباهي بما أنعم الله عليه. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿ضَرَّاءَ﴾ ضِيقٍ وَنَكْبَةٍ. ﴿السَّيِّئَاتُ﴾ الضِّيقُ، وَالشَّدَائِدُ. ﴿لَفَرِحٌ﴾ لبَطِرٌ بِالنِّعَمِ، مَغْرُورٌ بِهَا. ﴿فَخُورٌ﴾ مُبَالِغٌ فِي الفَخْرِ وَالتَّعَالِي عَلَى النَّاسِ. { إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ١١] - تفسير المختصر: إلا الذين صبروا على المكاره والطاعات وعن المعاصي، وعملوا الأعمال الصالحات، فلهم حال آخر، حيث لا يصيبهم يأس، ولا كفر بنعم الله، ولا تطاول على الناس، أولئك المتصفون بهذه الصفات لهم مغفرة من ربهم لذنوبهم، ولهم جزاء كبير في الآخرة. { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ١٢] - تفسير المختصر: فلعلك أيها الرسول - لِما واجهته من كفرهم وعنادهم واقتراحهم الآيات - تارك تبليغ بعض ما أمرك الله بتبليغه مما يشق عليهم العمل به، وضائق صدرك بتبليغه لئلا يقولوا: هلّا أُنْزِل عليه كنز يغنيه، أو جاء معه ملك يصدقه، فلا تترك بعض ما يوحى إليك من أجل ذلك، فما أنت إلا نذير، تبلغ ما أمرك الله بتبليغه، وليس عليك الإتيان بما يقترحونه من الآيات، والله على كل شيء حفيظ. * من فوائد الآيات: • سعة علم الله تعالى وتكفله بأرزاق مخلوقاته من إنسان وحيوان وغيرهما. • بيان علة الخلق، وهي اختبار العباد بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه. • لا ينبغي الاغترار بإمهال الله تعالى لأهل معصيته، فإنه قد يأخذهم فجأة وهم لا يشعرون. • بيان حال الإنسان في حالتي السعة والشدة، ومدح موقف المؤمن المتمثل في الصبر والشكر. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿كَنْزٌ﴾ مَالٌ كَثِيرٌ. تطبيق وحي وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.

Post image
Image
آية وحديث
آية وحديث
6/20/2025, 11:38:49 AM

{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٧] - تفسير المختصر: وإن يصبك الله - أيها الرسول - ببلاء، وطلبت صرفه عنك فلا صارف له إلا هو سبحانه، وإن يردك برخاء فلا أحد يمنع فضله، يصيب بفضله من يشاء من عباده، فلا مكره له، وهو الغفور لمن تاب من عباده، الرحيم بهم. { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٨] - تفسير المختصر: قل - أيها الرسول -: يا أيها الناس، قد جاءكم القرآن منزلًا من ربكم، فمن اهتدى وآمن به فنفع ذلك عائد إليه، لأن الله غني عن طاعة عباده، ومن ضل فإن أثر ضلاله عليه وحده، فالله لا تضره معصية عباده، ولست عليكم بحفيظ أحفظ أعمالكم، وأحاسبكم عليها. { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٩] - تفسير المختصر: واتبع - أيها الرسول - ما يوحيه إليك ربك واعمل به، واصبر على إيذاء من خالفك من قومك، وعلى تبليغ ما أمرت بتبليغه، واستمر على ذلك حتى يحكم الله فيهم بحكمه بنصرك عليهم في الدنيا، وبعذابهم في الآخرة إن ماتوا على كفرهم. { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [سُورَةُ هُودٍ: ١] - تفسير المختصر: * سورة هود مكية * مِن مَّقاصِدِ السُّورَةِ: بيان منهج الرسل في مواجهة قومهم المكذبين. * التَّفْسِيرُ: ﴿الر﴾ تقدم الكلام على نظائرها في سورة البقرة. القرآن كتاب أتقنت آياته نظمًا ومعنى، فلا ترى فيها خللًا ولا نقصًا، ثم بُيِّنَت بذكر الحلال والحرام والأمر والنهي والوعد والوعيد والقصص وغير ذلك، من عند حكيم في تدبيره وتشريعه، خبير بأحوال عباده، وبما يصلحهم. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿فُصِّلَتْ﴾ بُيِّنَتْ بِالأَمْرِ وَالنَّهْيِ. { أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ٢] - تفسير المختصر: مضمون هذه الآيات المنزلة على محمد ﷺ: نهي العباد أن يعبدوا مع الله غيره، إنني - أيها الناس - مُخَوِّف لكم من عذاب الله إن كفرتم به وعصيتموه، ومبشركم بثوابه إن آمنتم به، وعملتم بشرعه. { وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } [سُورَةُ هُودٍ: ٣] - تفسير المختصر: واطلبوا - أيها الناس - مغفرة ذنوبكم من ربكم، وارجعوا إليه بالندم على ما فرطتم في جنبه، يمتعكم في حياتكم الدنيا متاعًا حسنًا إلى وقت انقضاء آجالكم المحددة، ويعط كل من له فضل في الطاعة والعمل جزاء فضله كاملًا غير منقوص، وإن تُعْرِضوا عن الإيمان بما جئت به من ربي فإني أخاف عليكم عذاب يوم شديد الأهوال وهو يوم القيامة. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ ارْجِعُوا إِلَيْهِ نَادِمِينَ. { إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [سُورَةُ هُودٍ: ٤] - تفسير المختصر: إلى الله وحده رجوعكم - أيها الناس - يوم القيامة، وهو سبحانه على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء، فلا يعجزه إحياؤكم وحسابكم بعد موتكم وبعثكم. { أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [سُورَةُ هُودٍ: ٥] - تفسير المختصر: ألا إن هؤلاء المشركين يحنون صدورهم ليكتموا ما فيها من شك عن الله جهلًا منهم به، ألا حين يغطون رؤوسهم بثيابهم، يعلم الله ما يكتمون وما يظهرون، إنه عليم بما تخفيه الصدور. * من فوائد الآيات: • إن الخير والشر والنفع والضر بيد الله دون ما سواه. • وجوب اتباع الكتاب والسُّنَّة والصبر على الأذى وانتظار الفرج من الله. • آيات القرآن محكمة لا يوجد فيها خلل ولا باطل، وقد فُصِّلت الأحكام فيها تفصيلًا تامًا. • وجوب المسارعة إلى التوبة والندم على الذنوب لنيل المطلوب والنجاة من المرهوب. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ يُضْمِرُونَ فِي صُدُورِهِمُ الكُفْرَ. ﴿لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ﴾ لِيَسْتَتِرُوا مِنَ اللهِ. ﴿يَسْتَغْشُونَ﴾ يَتَغَطَّوْنَ بِثِيَابِهِمْ. تطبيق وحي وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.

Post image
Image
آية وحديث
آية وحديث
6/19/2025, 9:45:41 AM

- نَهَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ليسَ علَى فَرْجِهِ منه شيءٌ.. الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 367 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المُلَامَسَةِ والمُنَابَذَةِ، وعَنْ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغِيبَ، وأَنْ يَحْتَبِيَ بالثَّوْبِ الوَاحِدِ ليسَ علَى فَرْجِهِ منه شيءٌ بيْنَهُ وبيْنَ السَّمَاءِ، وأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ الراوي: أبو هريرة. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 5819. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. التخريج: أخرجه البخاري (5819)، ومسلم (825، 1511). ------------------ شرح الحديث: 115539 تطبيق الموسوعة الحديثية

آية وحديث
آية وحديث
6/19/2025, 9:37:28 AM

{ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٩٨] - تفسير المختصر: لم يحدث أن آمنت قرية من القرى التي أرسلنا إليها رسلنا إيمانًا مُعْتَدًّا به قبل معاينة العذاب، فينفعها إيمانها لمجيئه قبل معاينته، إلا قوم يونس حين آمنوا إيمانًا صادقًا رفعنا عنهم عذاب الذل والهوان في الحياة الدنيا، ومتعناهم إلى وقت انقضاء آجالهم. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿فَلَوْلاَ﴾ فَهَلاَّ. ﴿الْخِزْيِ﴾ الذُّلِّ وَالهَوَانِ. { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٩٩] - تفسير المختصر: ولو شاء ربك - أيها الرسول - إيمان جميع من في الأرض لآمنوا، لكنه لم يشأ ذلك لحكمة، فهو يضل من يشاء بعدله، ويهدي من يشاء بفضله، فليس باستطاعتك إكراه الناس على أن يكونوا مؤمنين، فتوفيقهم للإيمان بيد الله وحده. { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٠] - تفسير المختصر: وما ينبغي لنفس أن تؤمن من تلقاء نفسها إلا أن يأذن الله، فلا يقع إيمان إلا بمشيئته، فلا تذهب نفسك حسرات عليهم، ويجعل الله العذاب والخزي على الذين لا يدركون عنه حججه وأوامره ونواهيه. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿الرِّجْسَ﴾ العَذَابَ. { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠١] - تفسير المختصر: قل - أيها الرسول - للمشركين الذين يسألونك الآيات: تأملوا ماذا في السماوات والأرض من الآيات الدالة على وحدانية الله وقدرته، وما ينفع إنزال الآيات والحجج والرسل في قوم ليس لهم استعداد أن يؤمنوا، لإصرارهم على الكفر. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿وَمَا تُغْنِي﴾ لا تَنْفَعُ. { فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٢] - تفسير المختصر: فهل ينتظر هؤلاء المكذبون إلا مثل الوقائع التي أوقعها الله على الأمم المكذبة السابقة؟! قل - أيها الرسول - لهم: انتظروا عذاب الله، إني معكم من المنتظرين لوعد ربي. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿خَلَوْا﴾ مَضَوْا. { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٣] - تفسير المختصر: ثم نُنْزل بهم العقاب، ونُنَجِّي رسلنا، ونُنَجِّي الذين آمنوا معهم، فلا يصيبهم ما أصاب قومهم، كما أنجينا أولئك الرسل والمؤمنين معهم نُنَجِّي رسول الله والمؤمنين معه إنجاءً حقًّا ثابتًا علينا. { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٤] - تفسير المختصر: قل - أيها الرسول -: يا أيها الناس، إن كنتم في شك من ديني الذي أدعوكم إليه وهو دين التوحيد، فأنا على يقين من فساد دينكم فلا أتبعه، فلا أعبد الذين تعبدونهم من دون الله، ولكني أعبد الله الذي يميتكم، وأمرني أن أكون من المؤمنين المخلصين له الدين. { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٥] - تفسير المختصر: وأمرني كذلك أن أستقيم على الدين الحق، وأثبت عليه مائلًا عن كل الأديان إليه، ونهاني أن أكون من المشركين به. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ﴾ أَقِمْ نَفْسَكَ عَلَى الإِسْلاَمِ مُسْتَقِيمًا عَلَيْهِ. ﴿حَنِيفًا﴾ مَائِلاً عَنِ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيدِ. { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ١٠٦] - تفسير المختصر: ولا تَدْعُ - أيها الرسول - من دون الله من الأوثان والأصنام وغيرها ما لا يملك نفعًا فينفعك، ولا ضرًّا فيضرك، فإن عَبَدتَّها فإنك إذن من الظالمين المعتدين على حق الله وحق أنفسهم. * من فوائد الآيات: • الإيمان هو السبب في رفعة صاحبه إلى الدرجات العلى والتمتع في الحياة الدنيا. • ليس في مقدور أحد حمل أحد على الإيمان، لأن هذا عائد لمشيئة الله وحده. • لا تنفع الآيات والنذر من أصر على الكفر وداوم عليه. • وجوب الاستقامة على الدين الحق، والبعد كل البعد عن الشرك والأديان الباطلة. تطبيق وحي

Post image
Image
آية وحديث
آية وحديث
6/11/2025, 12:35:03 PM

اغتنوا أعماركم، لا تضيعوها عبثا، افعلوا أي شيء صالح ولو كان قليلا، واسألوا الله التوفيق والنجاة.

آية وحديث
آية وحديث
6/12/2025, 11:53:02 AM

{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٣] - تفسير المختصر: ومن المشركين من ينظر إليك - أيها الرسول - ببصره الظاهر لا ببصيرته، أفأنت تستطيع تبصير الذين سلبت أبصارهم؟! إنك لا تستطيع ذلك، وكذلك لا تستطيع هداية فاقد البصيرة. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿يَنْظُرُ إِلَيْكَ﴾ يُبْصِرُكَ، وَيُعَايِنُ أَدِلَّةَ نُبُوَّتِكَ الصَّادِقَةِ. { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٤] - تفسير المختصر: إن الله تنزه عن ظلم عباده، فهو لا يظلمهم مثقال ذرة، ولكنهم هم الذين يظلمون أنفسهم بإيرادها موارد الهلاك، بسبب التعصب للباطل والمكابرة والعناد. { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٥] - تفسير المختصر: ويوم يحشر الله الناس يوم القيامة لحسابهم كأن لم يمكثوا في حياتهم الدنيا وفي برزخهم إلا ساعة من نهار لا أزْيدَ، يعرف بعضهم بعضًا فيها، ثم تنقطع معرفتهم لشدة ما شاهدوا من أهوال القيامة، قد خسر الذين يكذبون بلقاء ربهم يوم القيامة، وما كانوا مؤمنين في الدنيا بيوم البعث حتى يسلموا من الخسران. { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٦] - تفسير المختصر: وإما نُرِينَّك - أيها الرسول - بعضًا مما وعدناهم به من العذاب قبل موتك، أو نتوفينك قبل ذلك، ففي كلتا الحالتين إلينا رجوعهم يوم القيامة، ثم الله مطلع على ما كانوا يعملون، لا يخفى عليه منه شيء، وسيجازيهم على أعمالهم. { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٧] - تفسير المختصر: ولكل أمة من الأمم السابقة رسول أرسل إليهم، فإذا بلغهم ما أمر بتبليغه، وكذبوه حكم بينهم وبينه بالعدل، فنجاه الله بفضله، وأهلكهم بعدله، وهم لا يظلمون من جزاء أعمالهم شيئًا. { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٨] - تفسير المختصر: ويقول هؤلاء الكفار معاندين ومتَحَدِّين: متى زمن ما وعدتمونا به من العذاب إن كنتم صادقين فيما تدعونه؟! { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٤٩] - تفسير المختصر: قل لهم - أيها الرسول -: لا أملك لنفسي ضرًّا أضرها به أو أدفعه عنها، ولا نفعًا أنفعها به، فكيف بنفع غيري أو ضره؟ إلا ما شاء الله من ذلك، فكيف لي أن أعلم غيبه؟ لكل أمة من الأمم توعدها الله بهلاكٍ زمنٌ محدد لهلاكها، لا يعلمه إلا الله، فإذا جاء زمن هلاكها لم تتأخر عنه وقتًا ما ولم تتقدم. { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٥٠] - تفسير المختصر: قل - أيها الرسول - لهؤلاء المستعجلين للعذاب: أخبروني إن جاءكم عذاب الله في أي وقت من ليل أو نهار، ما الذي تستعجلونه من هذا العذاب؟! --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ أَخْبِرُونِي. ﴿بَيَاتًا﴾ لَيْلاً. { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٥١] - تفسير المختصر: أبعد أن يقع عليكم العذاب الذي وُعِدتموه تؤمنون حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل؟ أتؤمنون الآن، وقد كنتم تستعجلون العذاب من قبل على وجه التكذيب به؟! --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿أَثُمَّ﴾ أَبَعْدَمَا؟ { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٥٢] - تفسير المختصر: ثم بعد إدخالهم في العذاب وطلبهم الخروج منه يقال لهم: ذوقوا العذاب الدائم في الآخرة، فهل تثابون إلا ما كنتم تعملون من الكفر والمعاصي؟! { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ } [سُورَةُ يُونُسَ: ٥٣] - تفسير المختصر: ويستخبرك - أيها الرسول - المشركون: أهذا العذاب الذي وُعِدْنا به حق؟ قل لهم: نعم، إنه - والله - لحق، ولستم بمُفْلِتين منه. * من فوائد الآيات: • الإنسان هو الذي يورد نفسه موارد الهلاك، فالله مُنَزَّه عن الظلم. • مهمة الرسول هي التبليغ، والله يتولى حسابهم وعقابهم بحكمته فقد يعجله في حياة الرسول أو يؤخره لبعد وفاته. • النفع والضر بيد الله عز وجل، فلا أحد من الخلق يملك لنفسه أو لغيره ضرًّا ولا نفعًا. • لا ينفع الإيمان صاحبه عند معاينة الموت. --- - السراج في بيان غريب القرآن: ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ﴾ يَسْتَخْبِرُونَكَ. تطبيق وحي

Post image
Image
آية وحديث
آية وحديث
6/11/2025, 12:33:37 PM

- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فُرِجَ عن سَقْفِ بَيْتي وأَنَا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمَانًا، فأفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَعَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قالَ جِبْرِيلُ: لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قالَ هذا جِبْرِيلُ، قالَ: هلْ معكَ أحَدٌ؟ قالَ: نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ علَى يَمِينِهِ أسْوِدَةٌ، وعلَى يَسَارِهِ أسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ لِجِبْرِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ، وهذِه الأسْوِدَةُ عن يَمِينِهِ وشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأهْلُ اليَمِينِ منهمْ أهْلُ الجَنَّةِ، والأسْوِدَةُ الَّتي عن شِمَالِهِ أهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ عن يَمِينِهِ ضَحِكَ، وإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى حتَّى عَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقالَ له خَازِنِهَا مِثْلَ ما قالَ الأوَّلُ: فَفَتَحَ، - قالَ أنَسٌ: فَذَكَرَ أنَّه وجَدَ في السَّمَوَاتِ آدَمَ، وإدْرِيسَ، ومُوسَى، وعِيسَى، وإبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عليهم، ولَمْ يُثْبِتْ كيفَ مَنَازِلُهُمْ غيرَ أنَّه ذَكَرَ أنَّه وجَدَ آدَمَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا وإبْرَاهِيمَ في السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قالَ أنَسٌ - فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإدْرِيسَ قالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والأخِ الصَّالِحِ، فَقُلتُ مَن هذا؟ قالَ: هذا إدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بمُوسَى فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والأخِ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بعِيسَى فَقالَ: مَرْحَبًا بالأخِ الصَّالِحِ والنبيِّ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بإبْرَاهِيمَ، فَقالَ: مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والِابْنِ الصَّالِحِ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا إبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي ابنُ حَزْمٍ، أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وأَبَا حَبَّةَ الأنْصَارِيَّ، كَانَا يَقُولَانِ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ثُمَّ عُرِجَ بي حتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أسْمَعُ فيه صَرِيفَ الأقْلَامِ، قالَ ابنُ حَزْمٍ، وأَنَسُ بنُ مَالِكٍ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَفَرَضَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بذلكَ، حتَّى مَرَرْتُ علَى مُوسَى، فَقالَ: ما فَرَضَ اللَّهُ لكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً، قالَ: فَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، قُلتُ: وضَعَ شَطْرَهَا، فَقالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذلكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقالَ: هي خَمْسٌ، وهي خَمْسُونَ، لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِن رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بي، حتَّى انْتَهَى بي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وغَشِيَهَا ألْوَانٌ لا أدْرِي ما هي؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وإذَا تُرَابُهَا المِسْكُ.. الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 349 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (163) باختلاف يسير لَيْلَةَ أُسْرِيَ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أنَّه جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أنْ يُوحَى إلَيْهِ وهو نَائِمٌ في المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقالَ أوَّلُهُمْ: أيُّهُمْ هُوَ؟ فَقالَ أوْسَطُهُمْ: هو خَيْرُهُمْ، فَقالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حتَّى أتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيما يَرَى قَلْبُهُ، وتَنَامُ عَيْنُهُ ولَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وكَذلكَ الأنْبِيَاءُ تَنَامُ أعْيُنُهُمْ ولَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حتَّى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ منهمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ ما بيْنَ نَحْرِهِ إلى لَبَّتِهِ حتَّى فَرَغَ مِن صَدْرِهِ وجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِن مَاءِ زَمْزَمَ بيَدِهِ، حتَّى أنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ فيه تَوْرٌ مِن ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إيمَانًا وحِكْمَةً، فَحَشَا به صَدْرَهُ ولَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِن أبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أهْلُ السَّمَاءِ مَن هذا؟ فَقالَ جِبْرِيلُ: قالوا: ومَن معكَ؟ قالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالوا: فَمَرْحَبًا به وأَهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ به أهْلُ السَّمَاءِ، لا يَعْلَمُ أهْلُ السَّمَاءِ بما يُرِيدُ اللَّهُ به في الأرْضِ حتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقالَ له جِبْرِيلُ: هذا أبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمَ عليه ورَدَّ عليه آدَمُ، وقالَ: مَرْحَبًا وأَهْلًا بابْنِي، نِعْمَ الِابنُ أنْتَ، فَإِذَا هو في السَّمَاءِ الدُّنْيَا بنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقالَ: ما هذانِ النَّهَرَانِ يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا النِّيلُ والفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى به في السَّمَاءِ، فَإِذَا هو بنَهَرٍ آخَرَ عليه قَصْرٌ مِن لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هو مِسْكٌ أذْفَرُ، قالَ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ الذي خَبَأَ لكَ رَبُّكَ، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقالتِ المَلَائِكَةُ له مِثْلَ ما قالَتْ له الأُولَى مَن هذا، قالَ جِبْرِيلُ: قالوا: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالوا: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالوا: مَرْحَبًا به وأَهْلًا، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، وقالوا له مِثْلَ ما قالتِ الأُولَى والثَّانِيَةُ، ثُمَّ عَرَجَ به إلى الرَّابِعَةِ، فَقالوا له مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ، فَقالوا مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَقالوا له مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ عَرَجَ به إلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَقالوا له مِثْلَ ذلكَ، كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أنْبِيَاءُ قدْ سَمَّاهُمْ، فأوْعَيْتُ منهمْ إدْرِيسَ في الثَّانِيَةِ، وهَارُونَ في الرَّابِعَةِ، وآخَرَ في الخَامِسَةِ لَمْ أحْفَظِ اسْمَهُ، وإبْرَاهِيمَ في السَّادِسَةِ، ومُوسَى في السَّابِعَةِ بتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ، فَقالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أظُنَّ أنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أحَدٌ، ثُمَّ عَلَا به فَوْقَ ذلكَ بما لا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، حتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى، ودَنَا الجَبَّارِ رَبِّ العِزَّةِ، فَتَدَلَّى حتَّى كانَ منه قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى، فأوْحَى اللَّهُ فِيما أوْحَى إلَيْهِ: خَمْسِينَ صَلَاةً علَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حتَّى بَلَغَ مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إلَيْكَ رَبُّكَ؟ قالَ: عَهِدَ إلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذلكَ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وعنْهمْ، فَالْتَفَتَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جِبْرِيلَ كَأنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ في ذلكَ، فأشَارَ إلَيْهِ جِبْرِيلُ: أنْ نَعَمْ إنْ شِئْتَ، فَعَلَا به إلى الجَبَّارِ، فَقالَ وهو مَكَانَهُ: يا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فإنَّ أُمَّتي لا تَسْتَطِيعُ هذا، فَوَضَعَ عنْه عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إلى مُوسَى، فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إلى رَبِّهِ حتَّى صَارَتْ إلى خَمْسِ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الخَمْسِ، فَقالَ: يا مُحَمَّدُ واللَّهِ لقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ قَوْمِي علَى أدْنَى مِن هذا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ، فَأُمَّتُكَ أضْعَفُ أجْسَادًا وقُلُوبًا وأَبْدَانًا وأَبْصَارًا وأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلَّ ذلكَ يَلْتَفِتُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عليه، ولَا يَكْرَهُ ذلكَ جِبْرِيلُ، فَرَفَعَهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ، فَقالَ: يا رَبِّ إنَّ أُمَّتي ضُعَفَاءُ أجْسَادُهُمْ وقُلُوبُهُمْ وأَسْمَاعُهُمْ وأَبْصَارُهُمْ وأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا، فَقالَ الجَبَّارُ: يا مُحَمَّدُ، قالَ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قالَ: إنَّه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كما فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ في أُمِّ الكِتَابِ، قالَ: فَكُلُّ حَسَنَةٍ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، فَهي خَمْسُونَ في أُمِّ الكِتَابِ، وهي خَمْسٌ عَلَيْكَ، فَرَجَعَ إلى مُوسَى، فَقالَ: كيفَ فَعَلْتَ؟ فَقالَ: خَفَّفَ عَنَّا، أعْطَانَا بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، قالَ مُوسَى: قدْ واللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ علَى أدْنَى مِن ذلكَ فَتَرَكُوهُ، ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أيضًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مُوسَى، قدْ واللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِن رَبِّي ممَّا اخْتَلَفْتُ إلَيْهِ، قالَ: فَاهْبِطْ باسْمِ اللَّهِ قالَ: واسْتَيْقَظَ وهو في مَسْجِدِ الحَرَامِ. الراوي: أنس بن مالك. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 7517. خلاصة حكم المحدث: [صحيح]. التخريج: أخرجه مسلم (162) باختلاف يسير. ------------------ شرح الحديث: كانت رِحلةُ الإسراءِ والمِعراجِ منَ المُعجِزاتِ التي أيَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي حادثةٌ جَرَت فيما بين السَّنةِ الحاديةَ عَشْرةَ والسَّنةِ الثَّانيةَ عَشْرةَ مِنَ البَعثةِ، بعدَ أن فَقَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَوجتَه خَديجةَ بنتَ خُوَيلِدٍ وعمَّه أبا طالبٍ اللَّذَينِ كانا يُؤانِسانِه ويُؤازِرانِه، وبعدَ ما لاقاه من أذَى أهلِ الطَّائفِ، فَضاقتِ الأرضُ بهِ؛ فواساه اللهُ سُبحانَه وتعالَى بهذه الرِّحلةِ المُبارَكةِ تَثبيتًا له حتَّى أراه الجَنَّةَ، وأراه إخوانَه منَ الأنبياءِ، وأراه من آياتِه الكُبرى. وفي هذا الحديثِ يَروي أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه عَن لَيلةِ أُسريَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ المَسجِدِ الحرامِ عندَ الكَعبةِ إلى بَيتِ المَقدِسِ: أنَّه جاءَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثةُ نَفَرٍ منَ المَلائكةِ، قبْلَ أن يُوحَى إليه ويُكلِّفَه اللهُ عزَّ وجلَّ بالبَلاغِ، وهو نائمٌ في المَسجِدِ الحَرامِ، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نائمًا بين اثنَينِ -قيلَ: إنَّه كانَ نائمًا معه حينَئذٍ حمزةُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ عمُّه، وجعفرُ بنُ أبي طالبٍ ابنُ عمِّه- فلمَّا أتَته المَلائكةُ ووقَفَت عندَه، فَقالَ أوَّلهم: «أيُّهم هو؟» أي: أيُّ الثَّلاثةِ النَّائمينَ يَكونُ مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَ أوسَطُ الملائكةِ: «هو خَيرُهم»، يَعني النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه كانَ نائمًا بينَ الاثنَينِ، وَقالَ آخِرُهم -والمُرادُ به المَلَكُ الثَّالثُ-: خُذوا خَيرَهم للعُروجِ بِه إلى السَّماءِ، ولَم يَقَع في تِلكَ اللَّيلةِ غَيرُ ما ذُكِرَ مِنَ الكَلامِ، ولَم يَرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَتَّى جاؤوا إليه لَيلةً أُخرى بعدَ أن أُوحيَ إليه، والمُرادُ بها لَيلةُ الإسراءِ، فرأى فيما يَرى قَلبُه، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نائمةٌ عَيناه وَلا يَنامُ قَلبُه، وَكَذَلك الأنبياءُ تَنامُ أعيُنُهم وَلا تَنامُ قُلوبُهم، وهذا كنايةٌ عن حُضورِهم لِما يُشاهِدُونَه، فرُؤيا الأنبياءِ حقٌّ وصِدقٌ ووَحيٌ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ. فحمَلَتِ الملائكةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجاؤوا به إلى بئرِ زمزمَ، فَتَولَّاه جِبريلُ عليه السَّلامُ -وهو المَلَكُ المُوكَّلُ بالوَحيِ- فقامَ بشأنِه، وتَولَّى إجراءَ ما جَرى له؛ فشَقَّ جِبريلُ عليه السَّلامُ صَدرَه ما بين عُنقِه إلى «لَبَّتِه» وهو مَوضِعُ القِلادةِ منَ الصَّدرِ إلى أسفلِ صَدرِه، فغَسَلَه بماءِ زمزمَ حتَّى نقَّى صدرَه وجَوفَه، ثُمَّ أتى بطَستٍ من ذهبٍ، وهو وعاءٌ واسعٌ مملوءٌ إيمانًا وحِكمةً، وفيه تَورٌ من ذهبٍ -وهو إناءٌ صغيرٌ يُغرَفُ به-، فأخَذَ ما في هذا الوعاءِ الكبيرِ وَحَشَا به قلبَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَغاديدَه -يَعني: عُروقَ حَلقِه- إيمانًا وحِكمةً، ثُمَّ أطبَقَه، وفي روايةِ مُسلمٍ: «فاستخرَجَ القلبَ، فاستخرَجَ منه عَلَقةً، فقالَ: هذا حظُّ الشَّيطانِ منك، ثُمَّ غَسَلَه في طَستٍ من ذهبٍ بماءِ زمزمَ، ثُمَّ لَأَمَه»، ومَعناه: جمَعَه وضمَّ بعضَه إلى بعضٍ، وهذا من إعدادِه للرِّحلةِ المُبارَكةِ، وفي حديثِ مالكِ بنِ صَعصعةَ الذي أخرَجَه مُسلمٌ: «ثُمَّ أُتِيتُ بدابَّةٍ أبْيَضَ، يُقالُ له: البُراقُ، فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِندَ أقْصَى طَرْفِه، فَحُمِلْتُ عليه»، ثُمَّ «عَرَجَ» أي: صَعِدَ بِه جِبريلُ عليه السَّلامُ إلى السَّماءِ الدُّنيا، وهي السَّماءُ الأولى -وعندَ مُسلِمٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبلَ مِعراجِه إلى السَّماءِ كان قد أُسريَ به إلى بَيتِ المَقدِسِ، فصلَّى به رَكعتَينِ- فضَرَبَ بَابًا من أبوابِ السَّماءِ، أي: قرَعَه ودقَّ عليه، فسَألَت مَلائكةُ السَّماءِ: مَن هذا؟ أي: مَنِ المُستَفتِحُ؟ قالَ جِبريلُ عليه السَّلامُ: «جِبريلُ»، وهذا بَيانٌ لأدَبِ الاستِئذانِ بين المَلائكةِ، وسألوه عمَّن معه، فأخبَرَهم أنَّه مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالوا: وقد بُعِثَ؟ وفي البُخاريِّ عن مالكِ بنِ صَعصعةَ رَضيَ اللهُ عنه: «وقد أُرسِلَ إليه؟»، أي: هل أرسَلَ اللهُ بأمرِ عُروجِه إلى السَّماءِ؟ وليسَ المَقصودُ السُّؤالَ عنِ الإرسالِ إلى النَّبيِّ بالرِّسالةِ والنُّبوَّةِ، قيلَ: الحِكمةُ في قَولِهم هذا أنَّ اللهَ أرادَ إطلاعَ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أنَّه مَعروفٌ عِندَ المَلأِ الأعلى؛ لأنَّهم قالوا: أُرسِلَ إليه، فدلَّ على أنَّهم كانوا يَعرِفونَ أنَّ ذلك سيَقَعُ، وإلَّا لَكانوا يَقولونَ: مَن مُحمَّدٌ؟ فرَحَّبتِ الملائكةُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَستَبشرُونَ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقولُه: «لا يَعْلَمُ أهْلُ السَّمَاءِ بما يُرِيدُ اللَّهُ به في الأرْضِ حتَّى يُعْلِمَهُمْ» يَدُلُّ على أنَّ أهلَ السَّمواتِ وإن كانوا مُقرَّبين منَ اللهِ سُبحانَه، إلَّا أنَّهم لا يَعلَمون ماذا يُريدُ اللهُ بأيِّ أمرٍ يَنزِلُ منَ السَّماءِ أو يُرفَعُ منَ الأرضِ حتَّى يُعلِمَهمُ اللهُ سُبحانَه به وبحِكمتِه منه. فوَجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّماءِ الأُولى أبا البَشرِ آدَمَ عليه السَّلامُ، فقالَ له جِبريلُ: «هذا أبُوك آدمُ فسَلِّمْ عليه»، فسلَّمَ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فردَّ عليه آدمُ عليه السَّلامُ، ورحَّبَ به، وقالَ: «نِعْمَ الِابنُ أنْتَ»، وفي روايةِ مالكِ بنِ صَعصعةَ: «مَرحَبًا بالابنِ الصَّالحِ والنَّبيِّ الصَّالحِ» وذكَرَه بالبُنوَّةِ؛ لافتِخارِه بأُبوَّتِه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ووصَفَه بالصَّالحِ؛ لأنَّ الصَّالحَ هو الَّذي يَقومُ بما يَلزَمُه من حُقوقِ اللهِ وحُقوقِ العِبادِ، فمِن ثَمَّ كانت كَلِمةً جامعةً لِمَعاني الخَيرِ. وقد رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها نَهرَين «يَطَّرِدانِ» أي: يَجريانِ، فسألَ عنهما جِبريلَ عليه السَّلامُ، فأخبَرَه أنَّهما النِّيلُ والفُراتُ، وقولُه: «عُنْصُرُهما» أي: إنَّ هذا أصلُ مَنبَعِهما، وقيلَ: أرادَ مَوضِعَ اجتيازِهما. وفي حديثِ مالكِ بنِ صَعصعةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى هذَين النَّهرَين عندَ سِدرةِ المُنتهى، ويُجمَعُ بينَ الحَديثَين بأنَّ أصْلَ نَبعِهما من تحتِ سِدرةِ المُنتهى، ومَقرُّهما في السَّماءِ الدُّنيا، ومنها يَنزِلانِ إلى الأرضِ. ونَهرُ النِّيلِ في الأرضِ: يَنبُعُ ويَسيلُ من رافِدَينِ: النِّيلِ الأبيَضِ، وهو أقصى رَوافِدِه، يأتي من جَنوبِ القارَّةِ الإفريقيَّةِ عندَ هَضْبةِ البُحَيراتِ (بُحَيرةِ فِكتوريا)، والنِّيلِ الأزرَقِ، وَيَنبُعُ من هَضْبةِ الحَبَشةِ (بُحَيرةِ تانا بإثيوبيا)، يَأتيانِ مِنَ الجَنوبِ مُرورًا على طُولِ البِلادِ إلى أن يَجتَمِعا بأرضِ السُّودانِ، ثُمَّ أرضِ مِصرَ، فيَفيضَا في البَحرِ الأبيَضِ المُتوسِّطِ، ويَبلُغُ طُولُه: 6.853 كم، ونَهرُ الفُراتِ: يَنبُعُ من تُركيا، ويَسيرُ في أراضيها، ويُتابِعُ طَريقَه في الأراضي السُّوريَّةِ، ومن ثَمَّ في الأراضي العِراقيَّةِ، ويَنتَهي به المَطافُ إلى الخَليجِ العَربيِّ بعدَ أن يتَّحِدَ معَ نَهرِ دِجلةَ، ويَبلُغُ طولُه: 2.781 كم. ثُمَّ مَضَى جِبريلُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّماءِ الدُّنيا، فرَأى نَهرَ الكَوثَرِ الذي أعْطاه اللهُ له، وهو مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ، أي: ذي الرَّائحةِ الذَّكيَّةِ، وفَوقَه قَصرٌ من لُؤلُؤٍ وزَبَرجَدٍ، وهو نَوعٌ من أنواعِ الجواهرِ، وقدِ ادَّخرَه اللهُ لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي الرِّوايةِ الأشهَرِ -كما عندَ البُخاريِّ- أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد رأى الكَوثرَ بينما هو يَسيرُ في الجَنَّةِ، فيَحتمِلُ أن يَكونَ في هذا المَوضِعِ شيءٌ محذوفٌ، تَقديرُه: ثُمَّ مضى به في السَّماءِ الدُّنيا إلى السَّابِعةِ، فإذا هو بنَهرٍ؛ لأنَّ بالسَّماءِ السَّابِعةِ الجَنَّةَ. ثُمَّ صَعِدَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باقيَ السَّمواتِ السَّبعِ، وقد وقَعَ من ملائكةِ كلِّ سماءٍ منها مِثلُ ما وقَعَ من ملائكةِ السَّماءِ الأُولى، وفي كلِّ سماءٍ وَجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها أنبياءَ، ففي الثَّانيةِ وَجَدَ إدريسَ عليه السَّلامُ، وفي الرَّابعةِ هارونَ عليه السَّلامُ، ثُمَّ صَعِدَ به إلى السَّماءِ الخامِسةِ ورَأى فيها آخَرَ لم يَحفَظِ اسمَه، وفي السَّادِسةِ رأى أبا الأنبياءِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وفي السَّابِعةِ رأى مُوسى عليه السَّلامُ؛ وهذا الفضلُ بسببِ كَلامِ اللهِ إيَّاه. ولم يَكُن موسى يَعتَقِدُ أن يَرفَعَ اللهُ عليه أحدًا؛ حَيثُ عَلا جِبريلُ عليه السَّلامُ بِمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوقَ ذَلك بِما لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ، حتَّى جاءَ سِدرةَ المُنتَهى وهي: شَجَرةٌ عَظيمةٌ جدًّا، وسُمّيَت بذلك لأنَّه يَنتَهي إليها ما يَصعَدُ منَ الأرضِ، ويَنزِلُ إليها ما يَنزِلُ مِنَ اللهِ؛ منَ الوحيِ وغيرِه، أو لانتهاءِ عِلمِ الخَلقِ إليها منَ الملائكةِ والإنسِ؛ لكَونِها فوقَ السَّمواتِ والأرضِ، فهي المُنتهى في عُلوِّها، ولم يُجاوِزها أحَدٌ إلَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وَدَنا الجَبَّارُ رَبُّ العِزَّةِ فَتَدَلَّى -وَأصلُ التَّدَلِّي النُّزولُ إلى الشِّيءِ حَتَّى يَقرُبَ مِنه- حَتَّى كانَ قريبًا منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدرَ قَوسَينِ، وهو الآلةُ التي تَرمي السِّهامَ، أو أقرَبَ، وفي الصَّحيحَينِ أنَّ زِرَّ بنَ حُبَيشٍ سألَ ابنَ مسعودٍ عن مَعنى قَولِ اللهِ تَعالَى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 9، 10] ، فأجابَ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه حدَّثَهم، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى جِبريلَ عليه السَّلامُ في صُورتِه الَّتي خُلِقَ عليها له سِتُّمائةِ جَناحٍ، وعندَ مُسلمٍ من حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: «رَأيتُه مُنهبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِه ما بيْن السَّماءِ إلى الأرضِ». فأوْحى اللهُ إلى نبيِّه وهو في هذا المَقامِ أن فَرَضَ على أمَّتِه خَمسينَ صَلاةً، كُلَّ يَومٍ ولَيلةٍ، ثُمَّ بعدَ ذلك هَبَطَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى السَّماءِ السَّابعةِ، وهُنا تَكلَّمَ معه مُوسى عليه السَّلامُ أن يَرجِعَ إلى رَبِّه ويَطلُبَ مِنه التَّخفيفَ في عَدَدِ الصَّلَواتِ، فَخَفَّفَها الرَّحمنُ من خَمسينَ إلى أربعينَ، ولم يَزَل يُردِّدُه موسى إلى ربِّه تَعالَى حتَّى صارَت خَمسًا، ولمَّا هَبَطَ قالَ له موسى: واللهِ، لقد راجَعتُ بَني إسرائيلَ قَومي على أقَلَّ من هذا القَدرِ من هَذِه الصَّلَواتِ الخَمسِ فَضَعُفوا فَتَرَكوه، فأُمَّتُك أضعَفُ أجسادًا وَقُلوبًا وَأبدانًا وَأبصارًا وَأسماعًا، فارجِع إلى رَبِّك فَليُخَفِّف عَنك، كُلَّ ذَلك والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلتَفِتُ إلى جِبريلَ؛ ليُشيرَ عليه، وَلا يَكرَه ذَلك جِبريلُ، فَرَفَعَه إلى رَبِّه، فَطَلَب مِنه التَّخفيفَ، فَقالَ الجَبَّار: يا مُحَمَّدُ، فَأجابَه: «لَبَّيكَ رَبِّ»، أي: أُقيمُ على طاعتِك وامتثالِ أمرِك إقامةً مُتكرِّرةً، «وسعدَيْكَ»، أي: مُساعَدةً لأمرِك بعدَ مُساعَدةٍ، ومُتابَعةً لدينِك بعدَ مُتابَعةٍ، وأُكرِّرُ ذلكَ مَرَّةً بعدَ أُخرى. فقالَ له اللهُ سُبحانَه: إنَّه لا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ كَما فَرَضتُ عليك -أي: وعلى أُمَّتِك- في أُمِّ الكِتابِ، وهو اللَّوحُ المَحفوظُ، قالَ: فَكُلُّ حَسَنةٍ بعَشرِ أمثالِها، فهي خَمسونَ في أُمِّ الكِتابِ، وهي خَمسٌ عليك وعلى أُمَّتِك، أي: إنَّ كلَّ صَلاةٍ مِنَ الخَمسِ بعَشرِ درَجاتٍ، فتَعدِلُ الصَّلواتُ الخَمسُ خَمسينَ صَلاةً في الأجرِ، فَرَجَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مُوسى عليه السَّلامُ، فَسَألَه: كَيفَ فَعَلتَ؟ فَقالَ: خَفَّفَ رَبُّنا عَنَّا؛ أعطانا بِكُلِّ حَسَنةٍ عَشرَ أمثالِها. قالَ مُوسى: قَد واللهِ راجَعتُ بَني إِسرائيلَ على أقَلَّ من ذَلك فَتَرَكوه، ارجِع إلى رَبِّك فَليُخَفِّف عَنك أيضًا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا موسى، قَد واللهِ استَحيَيتُ من رَبِّي بسَبَبِ ما اختَلَفتُ إليه ورجَعتُ إليه كثيرًا لطَلَبِ التَّخفيفِ؛ فلم يَرجِعْ. ومُراجَعةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بابِ الصَّلاةِ إنَّما جازَت من رَسولِنا محمَّدٍ ومُوسى عليهما السَّلامُ؛ لأنَّهما عَرَفا أنَّ الأمرَ الأوَّلَ غيرُ واجبٍ قَطعًا، فلو كانَ واجبًا قَطعًا لَمَا قَبِلَ التَّخفيفَ. فقالَ لَه جِبريلُ: فاهبِط باسمِ اللهِ. وأنزَلَه إلى الأرضِ. وقولُه: «واستَيقَظَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَهوَ في مَسجِدِ الحَرامِ»، أي: واستَيقَظ من نَومةٍ نامَها بعدَ الإِسراءِ والمِعراجِ؛ لأنَّ إسراءه لم يَكُن طُولَ ليلتِه، وإنَّما كانَ في بَعضِها، وأمَّا قولُه في أوَّلِه: «بيْنا أنا نائمٌ»، فمُرادُه في أوَّلِ القِصَّةِ؛ وذلك أنَّه كانَ قدِ ابتدأ نَومَه، فأتاه المَلَكُ فأيقَظَه، وفي قولِه في روايةِ مالكِ بنِ صَعصعةَ التي في الصَّحيحَينِ: «بَيْنا أنا عِنْدَ البَيْتِ بيْنَ النَّائِمِ والْيَقْظانِ» إشارةٌ إلى أنَّه لم يَكُنِ استحكَمَ في نَومِه. وهذه الرِّوايةُ روايةُ شَريكِ بنِ عبدِ اللهِ عن أنسِ بنِ مالكٍ، قد خَالَفت غيرَه من المَشهُورين في عِدَّةِ أشيَاءَ: 1- أمكنةِ الأنبياءِ في السَّمواتِ، وقد أفصَحَ هو بأنَّه لم يَضبط مَنازِلَهم. 2- وكَونِه قبْلَ البَعثةِ، وقد قدَّمنا أنَّ مِعراجَه كانَ بعدَ بَعثتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والدَّليلُ على ذلك؛ كيفَ يُوحَى إليه بالصَّلاةِ، ولم يُوحَ إليه بالرِّسالةِ؟! 3- أنَّ الإسراءَ والمِعراجَ وقَعَ له في المَنامِ، والثَّابتُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَضَرَ تِلك الرِّحلةَ بجسدِه الشَّريفِ. 4- وقولِه في سِدرةِ المُنتَهى: إنَّها فَوقَ السَّماءِ بِما لَا يَعلَمُه إلَّا اللهُ تَعالَى، والمَشهورُ أنَّهَا في السَّابعةِ أوِ السَّادِسةِ. 5- وقولِه في النِّيلِ والفُراتِ إنَّ عُنصُرَهما في السَّماءِ الدُّنيا، والمَشهورُ أنَّه في السَّابعةِ. 6- وأنَّ الكَوثَرَ في السَّماءِ الدُّنيا، والمَشهورُ أنَّه في الجَنَّةِ. 7- ونِسبةِ الدُّنوِّ والتَّدلِّي في قَولِه: «ثُمَّ دَنَى فَتَدَلَّى» إلى اللهِ تَعالى، والمَشهورُ أنَّه لِجِبريلَ. وفي الحَديثِ: ثُبوتُ رِحلةِ المِعراجِ. وفيه: عَظيمُ رَحمةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِنَبيِّه وَأُمَّتِهِ. وفيه: أدَبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في استِشارتِه لجِبريلَ عليه السَّلامُ قَبلَ مُراجَعتِه لرَبِّه عَزَّ وجلَّ. وفيه: تَفضيلُ نَبيِّنا مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على سائرِ إِخوانِه الأنبياءِ عليهم السَّلامُ. وفيه: ثُبوتُ صِفةِ الكَلامِ لله سُبحانَه وَتعالى. وفيه: ثُبوتُ صِفةِ العُلوِّ لله سُبحانَه وَتعالى. تطبيق الموسوعة الحديثية وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.

آية وحديث
آية وحديث
6/12/2025, 12:01:39 PM

- عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قالَتْ: فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ.. الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 350 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (685)، وأبو داود (1198)، والنسائي (455) جميعهم باختلاف يسير. كان الوَحْيُ يَنزِلُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَدريجيًّا، ومِن حِكمةِ الله تعالَى نَسْخُ بعضِ الأحكامِ؛ وذلك مِن أجْلِ إتمامِ مَصلحةٍ، أو للتَّخفيفِ والسَّعةِ، أو غيرِهما.وفي هذا الخبرِ تَروي أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ الصلاةَ في بدايةِ الأمرِ قبْلَ المِعراجِ كانت رَكعتَينِ، سواءٌ كان ذلك في الحضَرِ أو السَّفرِ، وبعْدَ ذلك فُرِضَتِ الصَّلَواتُ الخَمسُ، ثُمَّ زِيدَ في فَرضِ الحَضَرِ في الظُّهرِ والعصرِ والعِشاءِ، فصارتْ أربعًا في الحضَرِ، بعْدَ أن كانت ركعتَينِ، وأصبحَتْ رُباعيَّةً بعْدَ أن كانت ثُنائيَّةً، عدا الصُّبحِ؛ فإنَّه ظَلَّ ركعتَينِ؛ لِطولِ القِراءةِ، وصار المغربُ ثلاثًا؛ لأنَّها وترُ النَّهارِ، وظلَّت صلاةُ السَّفرِ ركعتَينِ كما هي عدَا المغربِ أيضًا؛ فإنَّه لا يُقصَرُ.وقيل: بعْدَ أنِ استقَرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المدينةِ وأقامَ بها خفَّف منها في السفَرِ عندَ نزولِ قَولِه تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} [النساء: 101] ، وحينَئذٍ فالمرادُ بقولِهم: فأُقِرَّتْ صَلاةُ السفَرِ، أي: باعتِبارِ ما آلَ الأمرُ إليه مِن التَّخفيفِ، لا أنَّها استمرَّتْ كذلك منذُ فُرِضَتْ. تطبيق الموسوعة الحديثية

Link copied to clipboard!