
آية وحديث
June 21, 2025 at 11:15 AM
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
[سُورَةُ هُودٍ: ٦]
- تفسير المختصر:
وما من مخلوق يدب على وجه الأرض مهما كان إلا تكفل الله برزقه تفضُّلًا منه، ويعلم سبحانه موضع استقراره في الأرض، ويعلم موضع موته الذي يموت فيه، فكل من الدواب ورزقها ومواضع استقرارها ومواضع موتها، في كتاب واضح هو اللوح المحفوظ.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿مُسْتَقَرَّهَا﴾ مَسْكَنَهَا فِي الدُّنْيَا، وَبَعْدَ المَوْتِ.
﴿وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ المَوْضِعَ الَّذِي تَمُوتُ فِيهِ.
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }
[سُورَةُ هُودٍ: ٧]
- تفسير المختصر:
وهو سبحانه الذي خلق السماوات والأرض على عظمهما، وخلق ما فيهما في ستة أيام، وكان عرشه قبل خلقهما على الماء، ليختبركم - أيها الناس - أيكم أحسن عملًا بما يرضي الله، وأيكم أسوأ عملًا بما يسخطه، فيجازي كلًّا بما يستحقه، ولئن قلت - أيها الرسول -: إنكم - أيها الناس - مبعوثون بعد موتكم لتحاسبوا ليقولن الذين كفروا بالله وأنكروا البعث: ما هذا القرآن الذي تتلوه إلا سحر واضح، فهو باطل واضح البطلان.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿لِيَبْلُوَكُمْ﴾ لِيَخْتَبِرَكُمْ.
{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }
[سُورَةُ هُودٍ: ٨]
- تفسير المختصر:
ولئن أخرنا عن المشركين ما يستحقون من العذاب في الحياة الدنيا إلى مدة أيام معدودة ليقولُن مستعجلين له مستهزئين: أي شيء يحبس عنا العذاب؟ ألا إن العذاب الذي يستحقونه له أمد عند الله، ويوم يأتيهم لن يجدوا صارفًا يصرفه عنهم، بل يقع عليهم، وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستعجلونه استهزاء وسخرية.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ﴾ أَجَلٍ مَعْلُومٍ.
﴿مَا يَحْبِسُهُ﴾ مَا يَمْنَعُهُ؟
﴿وَحَاقَ﴾ أَحَاطَ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ }
[سُورَةُ هُودٍ: ٩]
- تفسير المختصر:
ولئن أعطينا الإنسان منا نعمة كنعمة الصحة والغنى، ثم سلبنا منه تلك النعمة إنه لكثير اليأس من رحمة الله، عظيم الكفران بنعمه، ينساها إذا سَلبها الله منه.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿لَيَئُوسٌ﴾ شَدِيدُ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ.
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }
[سُورَةُ هُودٍ: ١٠]
- تفسير المختصر:
ولئن أذقناه سعة في الرزق وصحة بعد فقر ومرضٍ أصابه ليقولن: ذهب السوء عني، وزال الضر، ولم يشكر الله على ذلك، إنه لكثير الفرح بطرًا، وكثير التطاول على الناس والتباهي بما أنعم الله عليه.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿ضَرَّاءَ﴾ ضِيقٍ وَنَكْبَةٍ.
﴿السَّيِّئَاتُ﴾ الضِّيقُ، وَالشَّدَائِدُ.
﴿لَفَرِحٌ﴾ لبَطِرٌ بِالنِّعَمِ، مَغْرُورٌ بِهَا.
﴿فَخُورٌ﴾ مُبَالِغٌ فِي الفَخْرِ وَالتَّعَالِي عَلَى النَّاسِ.
{ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }
[سُورَةُ هُودٍ: ١١]
- تفسير المختصر:
إلا الذين صبروا على المكاره والطاعات وعن المعاصي، وعملوا الأعمال الصالحات، فلهم حال آخر، حيث لا يصيبهم يأس، ولا كفر بنعم الله، ولا تطاول على الناس، أولئك المتصفون بهذه الصفات لهم مغفرة من ربهم لذنوبهم، ولهم جزاء كبير في الآخرة.
{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }
[سُورَةُ هُودٍ: ١٢]
- تفسير المختصر:
فلعلك أيها الرسول - لِما واجهته من كفرهم وعنادهم واقتراحهم الآيات - تارك تبليغ بعض ما أمرك الله بتبليغه مما يشق عليهم العمل به، وضائق صدرك بتبليغه لئلا يقولوا: هلّا أُنْزِل عليه كنز يغنيه، أو جاء معه ملك يصدقه، فلا تترك بعض ما يوحى إليك من أجل ذلك، فما أنت إلا نذير، تبلغ ما أمرك الله بتبليغه، وليس عليك الإتيان بما يقترحونه من الآيات، والله على كل شيء حفيظ.
* من فوائد الآيات:
• سعة علم الله تعالى وتكفله بأرزاق مخلوقاته من إنسان وحيوان وغيرهما.
• بيان علة الخلق، وهي اختبار العباد بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.
• لا ينبغي الاغترار بإمهال الله تعالى لأهل معصيته، فإنه قد يأخذهم فجأة وهم لا يشعرون.
• بيان حال الإنسان في حالتي السعة والشدة، ومدح موقف المؤمن المتمثل في الصبر والشكر.
---
- السراج في بيان غريب القرآن:
﴿كَنْزٌ﴾ مَالٌ كَثِيرٌ.
تطبيق وحي
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.
