
حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ
February 12, 2025 at 07:39 PM
*ـ تـزوجت مدمنا↻≯🍒⸙•♡»»))*
تابع قناة حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaihRjO0AgWB5Om4ed2m
تابع قناة 𝙲𝚕𝙾𝚆𝙽 𝙼𝙴𝚎𝙼𝚎𝚂💀⊁ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaslumI3mFY3Ydegts1M*
*💞رواية تزوجت مدمناً💞🍒*
الحلقه 11
الحلقه 12
الحلقه 13
الحلقه 14
الحلقه 15
🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵
الفصل الحادي عشر الجزء 1
كريم -: مش عايزة تعرفي انا ليه بقيت مدمن.؟!
رفعت رأسها له -: اكيد عايزة اعرف.!
كريم -: ........
ظل صامتا.. شاردا للأعلى، تعابير الألم و الندم مرسومة بوضوح على محياه..
درسته بنظراتها، وفورا ترجمت حالة الصموت تلك و فسرتها، و بدورها لم تضغط عليه، ظلت فقط تمسح على وجنته كما تفعل دائما.!
ولكن مهلا.! تحولت النظرات الضعيفة النادمة لأخرى شرسة متوحشة !!
" قتلتهم.! قتلتهم كلهم و انتقمت منهم واحد واحد.! "
قالها بمقلتين واسعتين و أنياب بارزة.. بارزة لدرجة مرعبة !!
تثبتت يداها على وجنته من هول الصدمة، ورعشة قوية انتابتها لتشعر ببرودة.. ببرودة عامرة لم يشعرها سكان شمال سيبيريا يوميا.!
" زي ما هقتلكك إنت كمان.! هقتلك و دلوقتي.! "
~~
شهقت.. شهقت واضعة كفها على صدرها برعب..
" حياه.! حياه مالك في ايه.؟! "
قالها بفزع جالسا، يحدقها بنظراته اللاهفة..
استكشفت المكان حولها بعينيها الدامعتين.. و لازالت تنهج من ذلك الكابوس المزعج.!
" اششش،، انا جنبك.. متخافيش !! "
حاوط ذراعيها بدنيا،، و بصوته الهامس و جملته الهادئة.. الكفيلة لملئ دلو الاطمئنان بفؤادها حاوطها نفسيا..
كانت راهبة منه.! تخشاه هو نفس الشخص الذي يضمها..!
ولكن مع اول همسة تفوهها، و اول لمسة لامسها، شعرت بروحها تنسحب تدريجيا رافعة الراية البيضاء..
و انصهرت تماما في أحضانه عائدة لغفلتها بسلام.. و كأن شيئا لم يكن !!
~~
" وجدتكك في قلبي،،
~~ و منذ ذلك الوقت وانا اطوف حولي.. !! 🌼 "
-تأملته بكواكب عينيها التائهة..
نعم تائهة.! منذ إدراكها مؤخرا بعشقها التي تكنه له في أعماقها.. منذ ذاك الوقت التي لم تنغلق جفونها بسلام إلا بين احضانه..! منذ وقت عشقها لضحكته'ه الواسعة،، عروقه البارزة وقت غضبه،، فك أسنانه السفلي الذي يبعث إنذارات مقاربة للهدم وقت غضبه أيضا.. تلك اللمسة الرقيقة من سبابتها مربتة على وجنتيه الخشنة باتت حركتها المفضلة في الكون.!
و ها هى الآن تفعلها مستغلية غفوته رغم شق إشاعة الشمس المتسلطة..
" عارفة انه مينفعش،، مينفعش احبكك.. بس طول عمري ماشية بعقلي، خليني اجرب امشي ورا قلبي مرة، مرة واحدة.! "
همست بها داخلها، وهى تقترب منه أكثر و أكثر.. - الآن هى على مقدرة لأستنشاق زفيره المنتظم الهادئ..
~ من الأفضل ان يستخدموا هواءه بدلا من اسطوانات الأوكسجين لإنعاشها !! ~
نست تماما ذلك الكابوس الذي كانت ستقتل فيه من نفس الشخص الذي تحتضنه..
~~
بدء يتململ في فراشه على وشك اليقظة..
احس بدغدغة أسفل أنفه فمسح على وجهه..
توقفت الدغدغة ثوان.. و استمرت ثانية.. ظل الوضع هكذا لمدة دقيقة تقريباا.. يشعر بدغدغة يمسح على وجهه تتوقف ثانية لتستمر بعدها..
اغضبته كثيرا تلك الدغدعة.. ركل الغطاء جالسا صائحا بغضب
" يوووووووه.! "
لم يركل الغطاء فقط، بل ركل على مسيرته حياه و حاملة الطعام.!
سمع صوت صياح و تأوه جانب الفراش، وجد حياه تعتكف متآوهة.. يبدو انها سقطت او... او ركلت !!
" حياه.! إنت بتعملي ايه عندك.؟! "
سألها بصوته الناعس مندهشا من تراكمها على الأرض..
إجابته بصياح سخري " بتشمس.!! "
أكملت ساخطة و تعابير الغضب تحتل أقسام وجهها
" بقى يا راجل يا عررةةة اقول اعبرك و اعملك فطار شاعري، و اشي جايبالك الصنية لغاية السرير، و إشي بزغزغكك.. تقوم رافسني في وشي انا و الصنية تجيبنا الأرض !! ما انا واحدة حلوفة اني عبرتكك يلعن أبو معرفتككك !!! "
انهت صياحها و خرجت عن الغرفة متأففة.. أما كريم صدم من رد فعلها المبالغ فيه و هتف بحنق
" انا عررة.؟! ماشي يا حياه اما اوريكي.! "
~~
دخلت غرفتها صافعة باب الغرفة بغضب ..
زفرت بضيق، رد فعلها كان مبالغ فيه..
كان نائم لا يع شيئا ليس له ذنب.!
وجدت من يدفع الباب بهماجية، و شرارات الغضب تطاير من عينيه..
امسكها من ذراعها بعنف
" شكلك اتهبلتي في مخك انتي صح.؟! "
كانت نادمة منذ قليل، ولكن لا تعلم سبب انقلابها و رجوع سيطرة الغضب
" فعلا اتهبلت عشان حاولت اهتم بيك ولاول مرة اقوم بواجبي كزوجة في ابسط حقوقك اني احضرلك فطار.! "
صاح بها بصوته الغليظ
" ياستي انا مطلبتش منك حاجة.! "
حياه بإصرار -: بردو، ده حقك وانا عايز اقوم بيه
كريم -: متنازل عنه.!
حياه -: يمين بالله ابدا هحضرلك الفطار يعني هحضره.!
كريم -: يخربيت اهلك هتخليني اطلقك عندا فيكي.!
نسيا تماما فكرة العراك الأساسية، و ظلا يتعاتبين على فكرة أخرى وهمية.!
(فكروني بمالك و كاميليا 😂💛)
صمتت حياه اكتفت بأن تنظر له شزرا فقط..
نظر كريم نظرة ظفر و انتصار، وهم بالخروج و لكن عاد مندفعا وهو يضربها بخفة أسفل رأسها
" ثم مين الي عرة ده.؟! ها ردي مين الي عرة.! "
حاولت التخلص من قبضته الفولاذية، التي رفعتها بكل يسر عن سطح المنزل السيراميكي..
حياه بتأفف -: اوعى بقى سيبني !
تركها كريم و نظرة الانتصار تحتله ثانية..
تركها و تأففت هى بضيق على وشك بكاء طفولي..
-احمرت اذناها منبأة عن أقصى مراحل غضبها.. و توجهت مسرعة قافذة عليه، محاصره خصره بقدميها..
و بكفيها تفتح قبضة أسنانه على وسعهما !
حياه وهى تقترب بوجهها من فمه صارخة
" عررررةةة عيييررة عرررةةةة !! "
إلتوي كريم على وشك السقوط، و بالفعل سقط أرضا و حياه فوقه..
آهه طويلة انبعث من كريم المرتطم بالارضية الصلبة بقوة..!
أما حياه فلم تتأذي قد سقطت فوقه أولا و أخيرا.!
تزحزحت حياه ببطئ خائفة.. و كريم مازال يتأوهه..
أطلق سبة متوجهة لعائلتها وهو يقبض على شعرها من الخلف..
حياه -: اأيييي شعري هيطلع في إيدك.!!
كريم بعنف وهو يجذبها أكثر -: انا هخلي كل حتة فيكي تطلع في أيدي دلوقتي.!!
قبض على عنقها بعنف بالغ، و تفاجأ برد فعلها.!
فهى ضحكت على ذلك كثيرا.!
قبض أكثر و أكثر و رد فعلها واحد " تضحك "..
حياه بين ضحكاتها -: اوعى بغير والله بغير !!
كريم ضاحكا على ضحكاتها -: إنت عندك حول مشاعر يا بنتي.؟ بخنقك و هطلع روحك في أيدي تقوليلي بغير.. ربنا يخدك خلتيني انسى الخناقة.!
حياه وهى تلف يدها حول عنقه قائلة بصرامة -: عايز تتخانق.؟ اتخانق يا بابا يلاا ا...
لم تكمل حديثها، قبض على شفتيها ملتهما اياهما في قبلة عميقة، قبلة دامية.! قبلة جعلت كلتي قلوبهما يتراقصان سويا.!
يبتعد ليأخذ كليهما قسطا من الأوكسجين، و يقترب بقبلة أكثر عمقا من السابقة.!
مددها براحة على الأرض.. ملتصقا بها أكثر و أكثر.!
لم تبدي اي غضب، رد فعل، لم تمانع قط..! كانت مستمتعة بكل لمسة يمسها..
الفصل الحادي عشر الجزء 2
قطع تلك اللحظات رنين هاتف كريم..
كان كالمنبه الذي ايقظه من غفلته..
حالة صدمة سيطرت على كريم المحدق بحياه أسفله..
" مالك.؟ في إيه.؟! "
لم يجيبها.. فقط نهض صامتا..
عاد بعد وقت ليس بكثير..
و بجمود الدنيا تحدث
" متنسيش، بكرة هنرجع مصر.. "
و خرج فورا..
~~
مر اليوم..
ظل كريم طوال اليوم خارج المنزل.. عاد مساءا و لم تحاول حياه فتح أحاديث معه.. حتى لم تتسلل خفية لأحضانه ليلا كما باتت تفعل الأيام الماضية..!
و حل صباح اليوم الجديد.. حتى صارت في موطنها الغالي " مصر.! "
و كطبيعة تلك البلاد، تنصب جميع الكوارث و المصائب فيها.!
~~
وقفت بإستسلام، تاركة قطرات المياه تنهمر على محياها..
غارقة في بحور أفكارها اللامنتهية..
- لو اونكل أحمد عرف انه مدمن هيبقى رد فعله ايه.!
طب وبابا هيسيبني أكمل معاه.؟!
طيب ليه بيتغير معاملته معايا دايما.!
هو انا هفضل احبه كدة كتشيييير..؟!!
آخر ما انهكها التفكير زفرت بضيق غالقة صنبور المياه..
وقفت أمام المرآة بنظرات صلبة.. تشع أضواء الإصرار و العزيمة من بريق عينيها
" كدة لازم نبدأ مرحلة العلاج،، استنيت عليه بما فيه الكفاية..!! "
~~
مر أسبوع كامل،،
أسبوع دون أدنى حديث بينهما.!
قطعه اندفاع وحشي من كريم على غرفة حياه..
شهقت حياه وهى تراه أمامها بهيئته المزرية المرعبة..
صار متوحش كثيرا..
تجمع الهالات السوداء تحت عينيه بكثرة.. ذقنه وشعره الفوضويان..
نحل كثيرا رغم قصر المدة..!
ذبل وجهه أيضا.!
إقترب بخطوات وئيدة..
يرمقها بنظرات تنم عن كل شر وسوء.!
صك على أسنانه بشراسة متسائلا
" وديتي المخدرات فين.؟! "
رعشة قوية سرت في جسدها.. جعلت قدميها ترتطم ببعضها من فرط التوتر و الرهبة..
تصنعت اللامبالاه، و ردت بهدوء وهى تشيح بوجهها بعيدا
" و انا مالي و مال مخدراتك.؟ انا ايش عرفني.؟! "
كانت تبعد عنه بمسافة طويلة، لا تعلم كيف اجتاح هذه المسافة في ثانية واحدة قابضا على كتفها بعنف.! أدارها له، و كرر سؤاله بلهجة اشرس
" وديتي المخدرات فين...؟!! "
إبتلعت ريقها بتوجس.. شعرت برغبة عامرة في البكاء و لكن مهلا.! لن تضعف أمامه هو كالمريض.. وهى الطبيبة.!
استجمعت رباط جأشها هاتفة بلين
" انا فعلا معرفش انت بتتكلم عن ايه.. انا مجتش جنب مخدراتك.! "
انهت جملتها لتتلقى حياه صفعة على و جنتها اسقطتها أرضا..!!
وضعت كفها مكان الصفعة مصدومة..
و لكن أيقنت ان هذه الصفعة لن تكون سوى بداية.. بداية لفتح باب جهنم.!
قبض على خصلات شعرها الداكنة.. هاتفا بصياح..
" فاكرة اني هصدقك.؟ فاكرة انك هتخدعيني بسهولة..؟!!
فاكرة اني مغفل و مش هعرف انك بدلتي البراشيم بمسكنات و أدوية.؟
فاكرة اني مش عارف إنك انت الي ورا اختفا المخدرات.؟! "
يصرخ بها بهستيرية، و مع كل جملة يقبض على شعرها أكثر.. غير عابئ بصياحها و تآوهاتها..
" لو خايفة على سلامتك انطقي.. فين المخدرات.؟! "
حياه بصوت مبحوح يكاد يسمع
" معرفشش.."
دنى لمستواها بلا وعى.. نقص الجرعة سبب له الجنون الهيستيري.!
همس جانب اذنها بابتسامة شرسة..
" هقتلك.. هقتلكك لو مقولتيش.! "
همست بضعف وانكسار
" مش هقول، إقتلني.! "
كريم -: بقى كدة.؟ تمام.. أنت الي جنيتي على نفسك.!
سحبها كريم من شعرها بغباء، وهو يجرها خلفه دون وعي..
يهبط الدرجات بسرعة غير مهتم بتلك البشرية المسحوبة خلفه.. مع كل درج يرتطم جسدها بعنف بالغ.!
وصل للمطبخ.. ألقاها كالدمية الصغيرة على الأرضية الصلبة..
وتوجه لركن ما ممسكا " سكين ضخم حاد !!! "
ظل يتأملها كالمجنون بابتسامة مريضة.. و دنى لمستوى حياه و الدماء الذي غطى معظم وجهها..!
كريم -: ها إيه رأيك.؟ لسا مش هتقولي مكانها بردو.؟!
تطلعت إليه بمقلتاها الزائغتان الباكيتان..
و الي السكين الحاد بكفه..
بكت، بكت شاهقة بألم..
تشعر بالدماء المنبعث من جميع أنحاء جسدها..
و بسخونة دموعها على وجنتيها التي باتا مصبوغان بالدم..
همست بشظايا صوتها المتناثر
" هتقتلني.؟! هتعملها بسهولة اوي كدة.!
للدرجة دي اهون عليك.! "
قبض على ذقنها بقسوة، قائلا وهو يجز على أسنانه
" اقتلك اه.! اتشهدي على روحك ! "
أمسك بالسكين بتملك أكبر.. وهو يرفعها آخذا وضع القتل !!
و بالتصوير البطئ تنزل رويدا رويدا.. صارت تبتعد شبر واحد.!! لتتوقف عند ذلك الحد..
كأن دلوا من الماء سكب عليه في ذلك الآن.. كأنه كان حلم و بدء بالافاقة.!
صدم عندما وجد ااسكين يكاد ينغرز الآن في قلبها.!
ألقى بالسكين بعيدا.. وهو يحدقها بنظراته المصدومة فاغرا شفتاه..
يتأمل ما وصل إليه من حالة.. كان سيقتلها الآن.!
فترة صمت و بلاهة.. تقطعها صريخ حاد منه، يليه فترة من التشنجات و الاهتزازات المريبة.!
يتمدد على الأرض متحركا كأن زلزال أصاب الأرض..
صوت صياحه وصل لجميع اركان المنزل..
و سن رفيع للغاية ينغرز في رقبته.. و بعد ثواني تخمد قواه هادئا..
و ترتمي ال"حقنة" من يد حياه التي عانت و تهالكت على صحتها المتهدرة في سبيل اصطحاب تلك الحقنة المهدئة. !
وارتمت حياه أيضا جانبه لآ حول لها ولا قوة.!
~~
كانت في فترة بين اليقظة و النوم..
و على نفس وضعها في المطبخ و الدماء متناثرة فى شتى بقاع بدنها..
و كريم جانبها.. لم تلفت إليه.. التعب و الانهاك كانا كفيلين لإخمادها وحيدة..
سمعت صوت بكاء حاد.. بكاء يذكرها بماضيها الأليم..
و لكن ليس بكائها.. بل نصفها الآخر.! زوجها و حبيبها " كريم.. "
التفتت بصعوبة لمصدر صوت البكاء.. فوجدته يبكي و الدموع تغلف محياه..
صوت شهقاته يعلو صوت الرعد المدوي بالخارج في اذنها..
"تفاحة آدم" البارزة من عنقه تتشقق كأنها على وشك الانفجار من كم البكا الذي يبكيه.!
لم تكن في حالة تسمح لها بالسؤال عن السبب..
و لكنها لم تحتاج للسؤال.. قد بدء هو بقص كل شئ بصوته الباكي المنكسر..
" انا مش قاتل .. انا مليش ذنب في حاجة .. هما كلهم السبب، هما الي وصلوني لكدة !!
انا كنت لوحدي.. دائما لوحدي،، امي ماتت بالسرطان.. ماتت في حضني.. مفيش حد بيقف جمبي حتى أبويا كان همه مركزه و سمعته قدام الناس مش همه إبنه .!
دخلني شرطة بالواسطة.. كان فاكر اني هجمد قلبي بالنار و الدم و القتل..
مكنش يعرف ان بسببه و بسبب أفكاره هيوديني في داهية.. و انا روحت خلاص !!
""
كان يتحدث بصياح و صريخ مصطحب ببكاء، وشهقات كانت هى السكاكين الحادة فعلا.. ليست تلك الأداة الحامية..
هدء قليلا، وهو يكمل
"" كنت في عملية زي اي عملية، و فشلت.. فشلت بسبب سوء المتابعة و المعلومات الغلط و الاهمال من القيادات.. لدرجة وصلت اني اتخطفت.. اتخطفت متخيلة ظابط يتخطف ويتاخد رهينة.!
كنت مخطوف وسط مجموعة من الحشاشين و المدمنين.. عايشين في حاجة اسمها مخدرات..
عارفة كمية الذل و الاهانة الي اتعرضتلهم في الوقت ده.!
ضرب.. و عذاب
وفوق كل ده خلوني مدمن زيهم..
كل حاجة كانت إدمان في إدمان..
قعدت أسبوعين وسط اكل فيه بودرة و هيرويين.. و المياه حطو فيها براشيم..
كانوا بيغرزو في أيدي حقن الترامادول.. و يخلوني اتنفس حشيش..
دمعة ساخنة فرت على وجنتيه.. وهو يكمل بألم
" كنت متكتف.. متكبل مش قادر اتحرك.. مش قادر أصرخ ولا حتى اعيط.. كنت زي الجماد بالظبط..
و آدي النتيجة.. بقيت واحد منهم.! بقيت مدمن شبهم.. و بمزاجي.! "
الفصل الثاني عشر الجزء 1
تأنت في الفراش بتعب، مصدرة آهه عميقة.. وقع كفها على الوسادة الريشية الناعمة.. و ذلك الغطاء الكثيف المدثرة أسفله..
فتحت جفونها.. وسرعان ما تذكرت آخر الأحداث.. آخر شئ تتذكره هو حديث كريم عن سبب إدمانه .. حتى لم تتحوار معه كانت تنصت فقط.. مجرد ما انتهى من قصه كانت تغط في نوم عميق او.. اغشاءة.!
و لكن الآن هى في غرفته، ممددة على فراشه الوثير المغلف برائحته الذكورية رغم طيلة مدة غيابه عن الفراش..
شعرت بملمس كف يده الحنون، وهو يربت على شعرها بعطف ابوي رحيم..
إلتفتت له، لتقابل تلك الابتسامة الصغيرة المرسومة على ثغره..
إشتاقت لتلك الابتسامة كثيرا.! إشتاقت للمسته الحنونة..!
إرتوت برؤية إبتسامته التي رغم شحوب وجهه و ذبوله، تعطيه جاذبية أيضا.-!
" انا آسف،، مكنتش في وعي..
بس انتي بردو غلطتي، غلطتي لما وقفتي قصادي و اتدخلتي في خصوصياتي ! "
أشاحت بوجهها للجهة الاخرة.. وهى تقول بمرارة
" إنت كنت هتقتلني،، انا كنت زماني ميتة دلوقتي انت متخيل ده.؟! متخيل ان حياتي كانت في لحظة بين إيديك و تيجي تقولي بتدخل في خصوصياتك.؟! "
اجاب بإندفاع مبرراا لنفسه
" انتي طول ما في حالك انا مش هاجي جنبك.! مش هلمسك ولا هتعرضلك مش هكلمك حتى.! لكن انتي الي بدأتي.! و لحظي اني كنت خرمان و مش في وعي انتي عارفة ده كويس.! "
تكلمت بهدوء وهى تحدقه بنظراتها الثاقبة هذه المرة
" و عارفة أنك زي ما كنت ضحية و ملكش ذنب في حاجة عذبوك و خلوك مدمن زيهم تحت تأثير الي بيشربوه..
وزي ما عملوا فيك بالظبط انت هتردوا.! زي ما كانو تحت تأثيره الي بيشربوه و عذبوك.. أنت كمان هيجي عليك يوم و هتبقى تحت تأثير الي بتشربه.. و محدش هينول شرف العذاب غيري كالعادة.. ولا ايه.؟! "
صمت ثوان نظرات الألم تحتل مقاسم وجهه.. وتابع بصوت مبحوح
" متخافيش، تعدي بس مدة معقولة على جوازنا، و أوعدك ان انا هطلقك! "
صعقة كهربائية مرت بجسدها.. تخيلت للحظة حياتها بدونه وبدون مغامراتها معه و انقبض قلبها فورا لتخيل ذلك.!
تنهيدة عميقة صدرت منه وهو يهم بالخروج من الغرفة..
استوقفه سؤالها
" ليه متعالجتش.؟! ليه فضلت مكمل في الطريق ده.! "
إبتسم بسخرية رافعا كفاه بلا مبالاه
" اهتم ليه.! و اتعالج علشان مين.؟ علشان نفسي.؟ انا اصلا كنت ميت !!
هتعالج من الإدمان و بعدين،، هتعالج من موت.؟! "
~~
شد بقبضته رباط معطفه الشتوي ذو الغطاء الرأسي.. محكما إياه جيدا وهو يدثر وجهه أسفله حتى لا يتعرف عليه أحد..
خرج من سيارته متوجها لذلك الشاب الذي ينظر حوله باحثا عن شخص ما..
اعتدل الشاب ذو الشرون عاما فور رؤيته..
أخرج كريم بضع ورقات نقدية ماددا كفه للشاب، و اخرج الشاب كيس بلاستيكي اسود يحتوي على ما يدمنه كريم..
استلم كريم الكيس بلهفة و حرمان، و ركض فورا لسيارته متصفحا محتوى الكيس.. أخرج كيس صغير منهما وهو يسكب المحتوي كله في باطن كفه، و استنشق جميع الجرعة في الكيس !!
ليتآوهه بنشوة دسمة.!
~~
وقفت محدقة بساعة الحائط المعلقة بضيق.. الواحدة بعد منتصف الليل و لم يهل كريم بطلعته عليها..
نظرت بيأس لطاولة الطعام المجهزة بأشهى الأطعمة التي حتما بردت..
تهللت اساريرها عقب سماعها صوت المفتاح في الباب..
نظرت بلهفة صوب الباب، دلف كريم بخطى وئيدة مملة حاملا معطفه على كتفه بإهمال..
وجد نورا يهل عليه من على بعد، لتظهر حياه بثوبها الأسود اللامع القصير.. و شعرها الطويل الاسود المنسدل على ظهرها..
إضافة للقمرين السود في عيناها ورغم ذلك بدت كالشمس المنيرة.!
حياه بهدوء -: مرضتش آكل غير لما تيجي.. قولت نتعشى مع بعض احسن.!
كريم لاويا شفتيه مبتسما -: قبل كدة فطار و دلوقتي عشا.. و مالو يلا.!
ضحكت حياه وهى تمسك بكفه..
كريم -: انتي رايحة فين.؟!
حياه -: هناكل في الفراندا. عندك مانع.؟
جلسا انثيهما قبل بعض.. يأكلان بهدوء..
كريم -: إنتي الي عاملة الأكل.؟
حياه -: احم.. آها.! هو فيه حاجة ولا ايه.؟!
كريم -: لا بس مكنتش عارف انك شاطرة في الطبخ كدة.!
حياه -: مممم، طيب !
نهضت حياه ثوان،، سمع بعد لحظات كريم صوت موسيقى هادئة.. و انخفتت الأضواء كثيرا..
وجد كفها يسحبه للوسط
" قووم بقى خلينا نرقص.! "
كريم -: عشا، أغنية رومانسية.. ايه الحكاية.؟!
حياه بضحك -: بفرفشك شوية الحق عليا.!
~~
ظلا يرقصان بهدوء على الألحان البسيطة..
و حياه تنهدت أكثر من مرة بصعوبة..
لاحظ كريم ذلك -: في ايه يا حياه.؟!
حياه بابتسامة -: مفيش.. مفيش حاجة.!
كريم -: لا فيه.! انتي عايزة تقولي حاجة.! اتكلمي
حياه -: أيوة فيه.. انا عايزة اتكلم معاك فعلا.!
كريم -: طيب اتكلمي انا سامعك.!
تنهدت حياه طويلا،، قبل ان تقترب منه قائلة
" كريم.. انا عايزة اقولكك إني جنبك.. مش هسيبك ابدا، و مش عايزة اطلق منك..
ااآ.. كريم انا بحب قربي منك، بحب منغوشتك ليا و برودك كمان.!
انا مش خايفة على نفسي منك،، بالعكس تماما.. انا بحس بالراحة و انت جنبي !! "
انهت جملتها محسسة على وجنتيه، استطاعت ان تشعر بالرعشة التي أصابت جسده.. و برجفته بين يديها.. و بلاهته و تحديقه فيما تقول..
أكملت بهدوء " انت مش لوحدكك.. انا دايما معاك.! و هفضل معاك لغاية ما تتعالج و..
قاطعها مندفعا -: اتعالج.؟ هى الحكاية كدة بقى.. عايزاني اتعالج.!
عاملة جو شاعري و رومانسي و كلمتين يوقعوا الجبل عشان اتعالج.. !!
حياه -: انت قولت ان محدش كان جنبك عشان تتعالج.. و انا دلوقتي جنبك و معاك ..
كريم -: انا مقولتش مش عايز اتعالج عشان محدش جنبي.. انا قولت عشان مفيش حد يستاهل اني اتعالج علشانه.!
حياه مستنكرة -: و انا مستهلش يا كريم.؟؟!
كريم -: سواء تستاهلي او متستهليش.. مش ده بس السبب..
انا البودرة الي ماشية في دمي خليتني عايش دنيا تانية، خليتني مرتاح و مش حاسس بحاجة.! هى الي نجدتني من الحياه المقرفة الي كنت بعيشها..
حياه مندفعة -: ياااه.؟! حياه مقرفة.؟ ليه كل ده علشان كنت وحيد، عشان كنت كئيب دايما فاكر ان المخدرات هتنسيك كئابتك.؟!
كريم -: أيوة و انا مش مستعد أرجع تاني.!
استدار ورحل.. ولكن قبضت حياه على كفه بعنف
" مش هسيبك، مش هسيبك يا كريم.. هفضل وراك لغاية ما تتعالج .! "
وقف كريم وهو يحدقها بنظراته الباردة، و امسك بكفها الممسك به
" يبقى موتك اقربلك.! "
انهى جملته وهو يلقى بكفها بعيدا.. و رحل سريعا لغرفته..
حياه في نفسها -: وراك وراك.. هتروح مني فين.!
~~
مرت ثلاث ايام، يذهب كريم لعمله صباحا.. و يعود للبيت مساءا..
و حياه تستيقظ تعد له فطوره.. و تنتظر عودته تعد له عشاءه..
و بالطبع لم يسلم منها، فهى كانت تتحدث و تلح عليه بموضوع العلاج و إجابته واحدة صامدة..
وفي مساء اليوم الثالث..
حياه بآصرار -: قولتلك مش هسيبك.! هفضل وراك لغاية ما تتعالج..
كريم بصياح -: يوووووووووه.! انتي ايه مبتزهقيش اسيبلك البيت و امشي عشان ترتاحي.!
حياه بحنية -: انا مش عايزة أشوفك بتتاذى.! مش قادرة أشوفك بتموت قدامي بالبطئ و اسيبك.!
كريم صارخا -: لا سبيني.! سبيني انا مش هتعالج فاهمة !! انا عايز اموت و اسيبك.! افهمي بقى.!
لم تعقب حياه، فقط ذهبت لغرفتها دون ان تفه بحرف..
حياه بنفسها -: مش قدامي غير اني استخدم أسلوب العنف.. سامحني يا كريم.!
~~
مرت ثلاث ايام اخريات،،
لم تحاول حياه الاقتراب من كريم..
لم تستيقظ صباحا، لم تنتظره ليلا، لم تلح عليه بطلبها..
بدء كريم يأخذ مساحة من الحرية و الراحة، و لكن شعر بالحزن و عدم الاتزان لغايبها أيضا..
مساء اليوم الثالث،،
سمع دقات خفيفة على باب غرفته.. هرول فاتحا الباب لينصدم بحياه و هيئتها أمامه..
كانت ترتدي قميص نوم أحمر..
جميع مفاتنها البضة تكاد مرئية أمامه..
فخذاها البارقان، نصف صدرها المكشوف.. كتفاها كاملان..
حركت قدمها بدوائر وهمية اغرائية محدقاه بنظراتها الجريئة..
قالت بصوتها المغري وهى تضغط على شفتيها السفلى بإثارة
" كنت عايزة اتكلم معاك شوية في اوضتي،، ممكن؟! "
بلع ريقه ببالغ الصعوبة، وهو يرمقها بنظرات الشهوة .. شعر بسخونة بالغة تنبعث من جميع أنحاء بدنه ..
ضحكت حياه ضحكة رقيعة وهى تجذبه من ربطة عنقه
" هتفضل متنح كدة كتير.؟ يلا تعالى..!! "
سار خلفها كالمغيب، يتأملها من الخلف و لعابه يسيل فقط..
دفعته لغرفتها، و بكل عنف الدنا قبضت على شفتيه..
انصهرا كلاهما في تلك القبلات.. التي تمادت من كريم على عنق و جسد حياه المكشوف..
لم يشعر بشئ، فقط تمدد على الفراش وهو يجذبها فوقه ..
ولكن،،
فجأة ارتفعت حياه عنه، وهى تحدقه بنظرات ثابتة عكس نظراته الزائغة من الشهوة .. و ركضت للخارج مسرعة وهى تصفع الباب خلفها..
ظل مصدوما ثوان،، آفاق بعدها وهو يتأمل الغرفة..
انها ليست غرفتها.! و الاهم من ذلك انها خالية من الأثاث و كل شئ، حتى النوافذ مغلقة و مغلفة بقطعتين طويلتين من الخشب المثبت بإحكام..
الفراش ليس خشب، بل فراش حديدي.!!
جلس وهو يمسح على وجهه و يفرك عينيه، لعله يتخيل او يحلم.. و لكن فتح أعينه ثانية.!
الغرفة خالية من كل شئ،، و النوافذ حتى مغلقة.!
نهض مصدوما و على مسيرته لمح الطعام على الأرض.. كل الطعام في أوان بلاستيكية ضعيفة.!!
اقترب من الباب وهو يحاول فتحه و لكن مصود بالمفتاح.!!
صرخ باسمها مناديها..
و بعد لحظات سمع صوتها من الخارج
" انا آسفة،، بس انت الي وصلتني للمرحلة دي !! طالما مش هتتعالج بمزاجك يبقى تتعالج غصب عنك يا كريم..!! "
الفصل الثاني عشر الجزء 2
" انا آسفة،، بس انت الي وصلتني للمرحلة دي !! طالما مش هتتعالج بمزاجك يبقى تتعالج غصب عنك يا كريم..!! "
كريم بدون تصديق -: اتعالج.؟ انتي بتهزري صح.! مقلب سخيف من مقالبك مش كدة.؟!
حياه -: لا مش مقلب ده واقع و حقيقة لازم تقتنع بيها !
كريم صارخا -: افتحي الباب حالا احسنلك !! جنانك ده اعمليه على حد لكن انا انتي عارفة كويس اوي هعمل فيكي ايه.!
حياه بإستفزاز -: واضح انك لسا مش مقتنع اني مش بهزر معاك.! على العموم تصبح على خير ..
ضرب كريم بقبضته الباب عدة مرات عنيفة .. وهو يصيح بها كالمجنون
" بقولك افتحي الباب احسن ما اكسره على نفوخك ووقتها اقسم بربي ما هسيب فيكي حتة سليمة ! "
تنهدت حياه بإبتسامة، قائلة بصوت مرتفع
" نقيت ليك مرتبة حلوة عشان ضهرك ميوجعكش ! و هتلاقي العشا في صنية على الأرض .. تصبح على خير يا حبيبي.! "
رحلت و ابتسامتها الخبيثة لا تفارق محياها .. غير عابئة بكريم و صياحه وقبضاته المتتالية على الباب ..
دخلت غرفتها بهدوء وهى تجوب الغرفة يمينا و يسارا بتذكر
" شيلت اي حاجة ازاز عشان ميفكرش يأذي نفسه او يئذيني .. و خليت السرير من الحديد عشان ميفكرش يكسره لو خشب و يئذي نفسه برضه..
غلفت الشباك بخشب عشان ميكسرهوش و يهرب، حتى الاكل حطيته في حاجات بلاستك.!
كدة ناقص ايه ياربييي ناقص.. !
هتفت بحماس متذكرة -: أيوة المخدرات.! لازم اخبيها منه.!
ركضت حياه لغرفة كريم ، بحثت في " الكومود " فهو دائما يخبئ المخدرات به، و لكن حرم و أدرك انها لن تترك المخدرات بمحلها.!
" بتخبيها مني يا كريم.؟ فاكرني غبية ماشي.! "
توجهت حياه لغرفتها مرة وهى تحضر جهاز " اللاب توب " الخاص بها..
جلست على الفراش وهى تفتح الجهاز، حتى ظهرت على الشاشة صورة الغرفة و كريم بها.!
ظلت تتابع بإهتمام حتى وجدته يخبئ المخدرات في ركن بآخر الغرفة تحت السيراميك.!
حياه بسخرية -: و مخبيها تحت بلاطة كمان.!! في الآخر عرفت بردو.!
توجهت حياه نحو ذلك الركن وهى تخلع مربع السيراميك، أمسكت بألأكياس الصغيرة وتوجهت مباشرة للمرحاض .. افرغت جميع الأكياس وهى تفتح عليهم صنبور المياه، لتتخلص نهائيا من تلك البودرة.!
" كويس جدا اني ركبت كاميرا.. لولاها مكنتش عرفت مكان القرف ده.! "
همست بها داخلها بإنتصار، توجهت مرة أخرى للجهاز و لحظات و كانت صورة كريم المحاصر في الغرفة تتربع على عرش الجهاز ..
مازال على نفس الوضع، يصيح و يتعانف مع الحيطان .!!
~~
نهضت من على الفراش بعد تطفل إشاعة الشمس الساطعة للغرفة و ازعاجها..
تذكرت انها غفت على فراش كريم المعبأ برائحته الذكورية الجذابة..
نظرت للمرآه تتأمل بشرتها كعادتها كل يوم.. جذبت انظارها تلك العلامات المتفرقة حول عنقها و أعلى صدرها..
تحسست العلامات ببطئ متذكرة لمسات كريم معها البارحة..
كانت عنيفة و لكن استحبتها.!
~~
فتحت جهاز " اللاب توب " وهى تشغل المسجل للغرفة المسجون بها كريم..
لم يصل النوم لجفونه، ظل مستيقظ طوال اليوم،، لم يأكل حتى ..
زفرت بضيق وهى تتوجه للغرفة..
~~
قضى ليلته التعيسة في تلك الغرفة الكئيبة، يصرخ بإسمها تارة وهو يحذرها من التمادى في تلك السخافة..
و يجلس تارة غير مصدق لما يحدث معه..
سمع صوت طرقات على الباب.. و بعدها دوى صوت حياه
" كريم.. كريم.؟! "
ظل مكانه قابعا في ركن الغرفة.. استوحشت نظراته وهو يصرخ من مكانه
" عايزةةة إييه..!! "
حياه -: صباح الخير يا روحي .!
نهض بعنف راكض للباب، و كما البارحة، ظل يضرب الباب بكفي يديه صائحا
" كفاية سخافة و برود انتي ايه مبتفهميش غبية !! افتحي الزفت ده بدل ما وحيات ابوكي ه****.!! "
صرخت حياه بجدية -: إنت الي لازم تفهم !! انا مش هطلعك من هنا إلا لما تتعالج فهمني.!
كريم -: و انتي مال ***** اهلك.! ما تغوري وتسيبيني في حالي بقى.!
لم تجيب حياه، ظلت صامتة..
بعد لحظات من الصموت
كريم بعد ان هدأت نبرة صوته و أصبح أكثر لطفا -: حياه..؟ طرق على الباب بهدوء وهو يعيد مناديتها " حياه.؟! "
حياه -: عايز ايه.!
كريم -: انا آسف يا حبيبتي.. بس انتي عصبتيني شوية، ممكن تفتحي الباب.. عشان نعرف نتفاهم حتى.!
حاول استخدام أسلوب اللين معها.. لعل وعسى ان تلين على لين كلماته و تفتح الباب و لكن هيهات.! انها "حياه صديق" و ليست فتاه ساذجة سيخدعها.!
حياه -: كريم ممكن تسمعني و تركز معايا شوية.!
كريم -: لا افتحي الباب عشان نعرف نتفاهم .!
حياه موبخة -: افتح الباب علشان نعرف نتفاهم.؟ انت فاكرني عايلة صغيرة هتضحك عليها بكلمتين.؟!
اسمعنى كويس يا كريم ..
مرحلة علاج الادمان بتتقسم لمرحلتين.. مرحلة بهيئك نفسيا للعلاج.. و المرحلة التانية العلاج نفسه.!
انا كلمتك كتير اوي بالهدوء و اللين بس فشلت في اول مرحلة.. فشلت في مرحلة اني اهيئك نفسيا.!
و دلوقتي مش قدامي غير مرحلة العلاج نفسها ..
صرخ كريم ساببا و مطلقا لشتائم منوعة فاضحة
" مش هتعالج مش هتعالج.! "
~~
لم تهتم حياه لما قاله، وواصلت شرحها
" مرحلة العلاج إنك تبعد عن المخدرات تماما..
هتبدأ تحس انك خرمان، و الموضوع حبة حبة يتطور لصريخ و جنان، و حبة حبة هيبقى تشنجات.. التشنجات مش ضرر اوي ابسلوتلي، مدة معينة بعدين هتروح بس بردو هتفضل تعبان .!
انت حاليا مش تعبان اوي عشان آخر مدة ادمنت فيها مش بعيدة.. مع الوقت الجرعة هتتسلل من جسمك تماما و هتبدأ تتعب .. شايف صنية الاكل دي.؟
فيها دوا، لما تحس انك تعبان خد حباية من الشريطين ..
كريم -: مش هتنيل آخد زفت، يارب اموت وارتاح و تعيشي شايلة ذنبي.!
حياه -: لو مت هيبقى مت منتحر.! الاكل و المياه و الدوا عندك ..
بإيدك تاخدهم او لاأ.! انا مش بقتلك ولا حطالك سم فيهم.!
عقبال ما ربنا يريد و ياخدك، هتفضل تعبان و الي يريح تعبك انا عملته.!
كريم -: بقيت بندم على اليوم الي شفتك فيه.! ياريتني ما كنت اجبرتك انك تتجوزيني.!
وغزت كلماته فؤاد حياه .. و لكن ظلت صامتة..
تنهدت عميقا قبل ان تختم اللقاء
" انا كلمت اونكل أحمد و اتوسطتلك بأجازة من الشغل، يعني متشلش هم الشغل..
هفتح الباب و الحمام هتلاقيه في آخر الكوريدور .. متحطش امل انك تهرب مني عشان في باب حديد تاني قافل عليك الدور، اطمن يا حبيبي مش هتعرف تهرب.!
~~
حل صباح اليوم الآخر، لم تحاول حياه الحديث مع كريم ثانية فقط ظلت تتابعه متربعة على فراشه خلف الشاشة..
و بدأت الأعراض تظهر على كريم كما قالتها حياه بالضبط..
بدأت بتعب، صريخ و صياح..
كانت تتألم أضعاف آلامه كلما سمعت صوت صياحه.. تتمنى ان تفتح الباب و تتركه و لكن لن تستسلم لمشاعرها، علاجه اهم منها شخصيا.!
~~
سمع صوت صرير يصدر نتيجة احتكاك حديدي..
صوب بصره نحو الباب الحديدي الموصد دائما، رأى نصف وجهها يظهر خلف الباب عن طريق نافذة ضئيلة كثيرا تأخد بضع سنتيميترات من الباب العملاق.!
تأمل جيدا ليتأكد انها هى بالفعل تراقبه خلف تلك الفتحة ..
تصنع البرود و عدم الاهتمام رغم انهاكه وتعبه الشديد، تجمعت حبات العرق حول وجهه بجنون كأن آشعه الشمس متسلطة عموديا فوق رأسه..
حياه -: إنت كدة بتتعب نفسك من غير مبرر .. تقدر تاخد الدوا وترتاح على فكرة.!
كريم وهو يضغط على أسنانه بشراسة -: ملكيش دعوة، سبيني في حالي.!
حياه -: على راحتك.!
~~
حل المساء عليه، حتى صار موعد فترة التشنجات ..
لم تستطع حياه ان تراقبه عن طريق الشاشة، كانت تتدمر حرفيا كلما تراه في هذه الحالة، تود لو تذهب و تضمه لأعناقها بإحتواء..
انهارت أمام الباب الحديدي الفاصل بينها و بين عشيقها..
و فورا انصهرت قواها و سقطت على الأرض بضعف ..
~حتى لو لم تستطيع ضمه لأعناقها فكفاها ان تبات قرب خطواته ..
استسلم كريم وهو يمسك بالدواء، و يبتلعه بكل لهفة..!
~~
مر أسبوع .. و الوضع كما هو
لم تتحدث حياه معه طيلة الأسبوع رغم حالة الاشتياق المسيطرة عليها..
أما كريم فينتظر حتى يشتد به الألم لأقصى مراحله ثم يستسلم لمفعول الدواء..
~~
انتهزت حياه فترة اغفائته، و فتحت الباب الحديدي ببطئ وهى تضع الطعام أمام الباب الحديدى..
استيقظ كريم على صوت ارتطام الباب، ونهض فورا صوبه..
وجد حياه تنظر له من النافذة الحديدية
" صباح الخير.! انا عملتلك اكل، التغذية مهمة جدا لصحتك كمان.! "
كريم بصوت ناعس -: مش عايز زفت طفح.! ممكن أعرفك سيادتك هتفكي الحصار عني امتى.!
حياه -: لغاية لما اتأكد انك اتميت علاجك.. و ده بإيدك انت.!
كريم -: و انا المطلوب مني ايه عشان جنابك ترضي عليا.؟!
حياه -: تتغذى، تاخد الدوا.. مع الوقت هبدأ ادخلك حاجات تشغل بيها وقتك، هعمل اي حاجة عشان الهيك عن الزفت الي كنت بتشربه.!
كريم -: فاكرة لما قولتي
" البهايم دول الي مش عارفين يشغلوا عقلهم فبيستخدموا القوة.؟! شابوه بقيتي بهيمة كبيرة.! "
صمتت حياه ثوان، و فتحت الباب الحديدي وهى تدلف و تغلقه مرة ثانية.!
وسط صدمة كريم..
سارت بخطوات واثقة وئيدة حتى باتت أمامه مباشرة..
و كريم رافعا حاجباه مصدوما..
و فجأة..!!
الفصل الثالث عشر
صمتت حياه ثوان، و فتحت الباب الحديدي وهى تدلف و تغلقه مرة ثانية.!
وسط صدمة كريم..
سارت بخطوات واثقة وئيدة حتى باتت أمامه مباشرة..
و كريم رافعا حاجباه مصدوما من سلاستها و يسرها ذاك..
و فجأة.. القت بنفسها في احضانه العميقة.!
صدم أكثر حتى كادت شفتيه السفلى تلامس الأرض.!
تعلقت به أكثر، لم تنتظر ان يطوق خصرها و يرفعها عن الأرض.. بل تشبثت هى بعنقه رافعة بدنها للأعلى..
مستنشقة نسيمه الذكوري كأنها كانت في صحراء ظمأة ووجدت بئر عذب..
همست جانب أذنه بحرارة لاسعة
" انا هرد عليك دلوقتي و ابدأ دراما.. بس حضنك وحشني! "
صمتت ثوان تتنهد في احضانه، و همست ثانية بجملة مائلة للسخرية..
" سيبني اخد حصتي من حضنك، و انا هديك حصتك من النكد متقلقش.! "
إبتسم بحنو بالغ، وهو يطوق خصرها و يضمها بشهوة اكبر، مربتا على شعرها الطويل الكثيف..
كان يتمنى لو تتيح له الفرصة لتتجسد أمامه ويقبض على عنقها عاصرا إياه بين كفيه، او يمسك بمؤخرة رأسها و يرطمها في تلك الجدران التي صارت تلازمه مؤخرا ..
و الآن هى امامه، سالمة آمنة خالية من اي عاق.. حتى انها مترامية في أحضانه بلهفة.!
كان عناقها كالسحر، بل لا ليس كالسحر.. بل ان مفعوله كال" هيرويين " و أقوى ايضا منه.! جعله مغيب تماما عن اي شئ.!
إبتعدت بعد لحظات وهى تعدل من هندامها، و وقفت بشموخ متبدلة الملامح مئة و ثمانون درجة.!
" دلوقتي نقدر نتكلم .. حضرتك المدعو " كريم أحمد " كنت بتقول ان انا " حياه صديق " بهيمة و السبب كالآتي " مبستعملش مخي و بستعمل قوتي.. "
احب اقولك يا سيد انك غلطان تماما.. انا واحدة مشيت الخطة كلها من واحد للا نهاية بعقلي و أفكاري الرزينة الخبيثة.!
خصوصا اني لو استعملت القوة مع شخص بسم الله ما شاء الله طول بعرض فردة دولاب واقفة قدامي.! كفك لوحده اد سقف وشي بالنص الفوقاني،، اكيد هطلع من المعركة مهزومة هزيمة ساحقة.!
بس انا بقى مش جبانة، انا عارفة إن وجودي معاك هنا ممكن يؤدي لموتي او إعاقتي او تشويهي، ورغم كدة واقفة قدامك بكل ثقة و ثبات و عزيمة.!! و حتى لو فيها روحي انا مستعدة استغنى عنها في سبيل علاجك و إتمامه على أكمل وجه.! "
كان كريم ينصت لها بإهتمام، و لجتها الدفاعية أضافت لمسة لقاعة المحاكمة.!
- اقترب منها مباغتة، فزعت بسببها وهى تتراجع للخلف.. و ظل هو يتقدم صوبها، و تتأخر هى خطوة للخلف .
" تقدري تقوليلي إذا يا استاذة " حياه صديق " ليه متمسكة بعلاجي اوي كدة.؟ مع ان الدنيا مليانة مدمنين .. ليه مصرة عليا انا بالذات رغم اني عذبتك و اهانتك.؟! "
انهى جملته لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه و الحائط ..
كان قريب لدرجة لفح أنفاسه صفحة وجهها الملساء ..
رمشت عدة مرات و صدرها يعلو و يهبط أثر ذلك القرب ..
أجابت بصوت مبحوح
" عشان انت بس الي تلزمني .. انا عايزاك إنت مش هما .! "
حدق ببؤبؤي عينيها مشتاقا، و أبتسم
" بقالي كتير متفرجتش على الفيلم ال3rd في عينيكي .! "
تفننت الإبتسامة على ثغرها، تشيح بوجهها بعيدا حتى لا يرى مدى السرور من ذلك القرب في عينيها..
قالت و لازالت تنظر بعيدا
" احنا المفروض نتخانق و تعذبني بقى و كدة، انا عاملة حسابي في كام علبة هيموكلار زيادة .!! "
رفع رأسه عاليا بضحكة أذابت قلب حياه تماما، كادت تبكي مقسمة على إبداع الخالق في تلك الضحكة .!
( انا عن نفسي لما بتخيل الضحكة بذوب انا كمان اقسم بالله تخيلو و ذوبو كلكوا بقى 😂😂😂❤)
تصاعدت دقات قلبها أكثر و أكثر كأنها في سباق بليون كيلو متر .!
و حدقت به بنظراتها التي صارت مؤكدا نظرات شهوة و لهفة مئة بالمئة .!
توقف عن الضحك و اقترب ثانيا، و لم تتوقف تضارب دقات قلبها قط .!
طوق خصرها بذراعيه، و صوب بصره لثغرها الوردي الصغير .. وهو يقترب رويدا رويدا .. كأنه يسد جوع عيناه قبل ان يسد جوع شفتاه ..
و حياه تنظر لنظراته، تتمنى و بشدة ان يقبلها .. هى تنتظر تلك القبلة على احر من جمر .!
و اخييرا..! لبى طلبها وهو يلمس ثغرها بخفة، لتتحول الخفة لعمق، و العمق لعنف و قسوة .. و تعود للخفة ثانية و هكذا استمرت الدائرة .!
يطبق على شفتيها، ووجهها، و عنقها حتى تمادا الأمر لأكثر من تلك الحدود .!
و حياه صامتة، تشعر بألم لا تعلم بسبب دقات قلبها العنيفة ام ذلك القرب الحميم الذي تشهده اول مرة..
ام عنف كريم معها أحيانا.!
وقفت بأنامل قدمها على قدميه ..
و ببطئ تحاوط قدماها بقدميه، ملتصقة به أكثر و قدمها تتحسس قدمه من الأسفل حتى الركب ..
رفعها و مازال يقبض على شفتيها، متوجها للفراش القابع في الغرفة ..
و عادت ككرة القبلات و لكن بتمادى حميمي أكثر ..
استغلت حصاره في عنقها، وتسللت يداها لأزرار قميصه الأبيض
هتفت متعجبة جانب أذنه
" انت لسا بنفس القميص من أسبوع.!! كنت حطالك هدوم في الحمام على فكرة ..! "
ربما لم يسمعها اصلا .! هو فقط صعد لمستوى رأسها مسكتاا إياها بقبلة سطحية و عقله مشغول مع كف يده العابث بسترتها المنزلية الخفيفة
~~
انتزع من فوقها فجأة، وهو يجلس على الفراش شاردا ..
مدت حياه كفها على ذراعيه، و معالم الدهشة تكسو وجهها
" مالك.؟! "
زفر بضيق وهو يصيح غاضبا
" مينفعش،، مينفعش..!! "
حياه مستفهمة
" ايه ده الي مينفعش.! "
فرك كف يده في شعره بغل وهو يصيح
" امشي، سيبيني و امشى زي ما كنتي متجيش.!! "
وقفت حياه مصدومة، و صاحت هى أيضا به
" ايه الي امشي و اسيبك ده ما تفهمني في ايه.؟! "
صرخ بها
" مينفعش تضيعي مستقبلك مع واحد زي !!! "
صمت ثوان وهو يدور في الغرفة قائلا بمرارة
" احنا مش هنكمل مع بعض .. أنت من سكة و انا من سكة تانية خالص موازية ليكي، عمرنا ما هنتقابل .!
انتي مثقفة، ناجحة ألف شخص يتمناكي..
قصاد كدة انا واحد مدمن، فاشل، انطوائي مريض .!
احنا مش هنكمل، يبقى حرام تضيعي عذريتك و.. و جزء من مستقبلك مع واحد شبهى .! "
حدقت به حياه غير مصدقة لما يتفوه به، و صاحت أيضا وهى تقف أمامه
" كريم ايه الي انت بتقوله ده.؟ انت واعى للكلام الي بتقوله مصدقه اصلا.؟!!
أولا انا مراتك، مش عشيقتك و مواعدني حضرتك مراتك قدام كل العالم مراتك .!
ثانيا لو انت من سكة و انا من مليون سكة تانية هيسيب مساري و اميل إليك .! سامعني حتى لو فضلت مدمن انا هفضل جنبك مش هسيبك .!
بالنسبة بقى لأن مفيش امل نكمل مع بعض .. انا قررت ان الأوضة دي هندنها بمبي لبنتنا الأولى ان شاء الله وهندخلها المدرسة الي على اول الشارع .! "
أكملت بسخرية " قال مفيش امل قال انا اختارت مدارس الولاد خلاص يا حبيبي يعني اتدبست اتدبست .! "
كريم -: واخدة الحياه بسهولة اوي انتي.! مش عاملة حساب لأيي حاجة.؟!
إقتربت منه و حاوطت وجهه
" أيوة مش عاملة حساب لحاجة و مش هعمل، طول ما انت ما معايا انا هبقى مرتاحة .! "
اشاح بوجهه بعيدا وهو يرجع للخلف
" حياه ابعدي انا قايد لوحدي اصلا و مش ناقص ضعف.! "
ظلت تقترب منه وهو يحاول ان يتسمك في أفعاله أكثر ..
و لكن لم يستطع، دفعها بعنف على الفراش و جثى فوقها ملبيا طلب مشاعره و مشاعرها .!!
~~ بعد وقت ~~
وضعت رأسها على صدره العاري براحة و سكون ..
همس كريم وهو مغمض العينان
" عارفة.. لو كنت قابلتك من زمان، كنت ادمنتك بدل الهيرويين .!! "الفصل الرابع عشر
وضعت رأسها على صدره العاري براحة و سكون ..
همس كريم وهو مغمض العينان
" عارفة.. لو كنت قابلتك من زمان، كنت ادمنتك بدل الهيرويين .!! "
رفعت رأسها .. تحدق به و بجفنيه المغلقتين .. رفعت نفسها لمستوى رأسه مستنشقة زفيره المنتظم ..
تحسست صدره بحركة دائرية وهى تهتف بإغراء جلي
" احنا فيها،، إدمني .!
إدمني بدل كل حاجة.. حتى الأوكسجين ادمني بداله .!! "
لحظات مرت عمل بها كريم بنصحيتها، إقترب بوجهه أكثر منها محاصرا زفيرها بوجهه .. و لم يستطع البقاء ، تناثرت شظايا هدوءه ليعود معها في قبلة حميمية تليها ليلى أحر .!
~~
كلاهما جاهلان كم مر من الوقت و هما في تلك الغرفة، ينامان اثنان و الحب ثالثهما، و الشهوة و اللهفة رابعهما ..
قلما يشعر كريم بنقص جرعة المخدرات .. و أنه على وشك مرحلة الصياح و الصريخ، فيصب غضبه و انفعاله كليا في حياه التي ترحب بذلك و بصدر رحب .! يقتحمها و تتجاوب معه دون ادني تردد ..
و لكن مؤخرا أصبحت حالته أفضل بكثير، لا يشعر برغبة في الصباح .. لا تشغل باله في الأصل ذاك الذي كان يدمنه .!
~~
إستدارت محاوطة ما ظهر من بدنها بالملأآه المخبصة بدماء عذريتها ..
أنخفضت لتمسك بقميصه الملقى على الأرض بإهمال، وفورا لبسته بإهمال اكبر وهى تتوجه للطعام القابع على الأرضية ..
" ما جوعتش.؟! "
هتفت بها وهى تعود للفراش حاملة صنية الطعام ..
كريم وهو يحدق بها -: مبقتش بجوع اكل، بقيت بجوعك انتي.!!
حياه وهى تأكل -: مزهقتش.؟ متعبتش طيب بقالي حوالي يومين في حضنك.!
إقترب كريم مقبلا عنقها
" ياريتكك تفضلي العمر كلو.! "
تسلل كفه حتى كاد يتخلص من القميص التي ترتديه.. إلتوت بين ذراعيه متأففة
" استنى اكمل اكل طيب انا جعانة .! "
تخلصت من بين ذراعيه و إعادت القميص كما كان ..
إقترب بتأفف وهو يشرع في الطعام معها
" طب هاتي الطفح ده عشان جوعت.! "
كانت حياه توليه ظهرها، لم تنتبه انه تسحب حتى بات خلفها مباشرة .. أمسكت بقطعة جبن بيدها وهى تلتوح لتطعمه إياه، و لكن تصادم الجبن بوجه كريم مباشرة.!
شهقت حياه بفزع
" ايه الي جابك ورايا.؟ عجبك كدة اديك لبست الجبنة.! "
سبها كريم خفية، وهو يغمض عيناه ببأس.!
إبتسمت حياه بخبث وهى تمسك بصحن الجبن وتدفعه دفعة واحدة في وجه كريم .!
أطلق هذه المرة سبائب علنيا ..
ضحكت وهى تحاول الإسراع و الابتعاد عنه و لكن كف يده كان أسرع.. قبض على شعرها وهو يمسح شظايا الجبن على وجهه منثرا إياه على وجهها.!
لم تقتصر على الجبن فقط، بل أمسك جميع أصناف الطعام وهو يلقيه فوق وجهها و شعرها غير مباليا بصياحهها و صدمتها .!
حياه ببكاء طفولي مصطنع
" يلعن أبو غبائك على أبو الي يهزر معاك.! كدة.؟ شعري زمانه باظ من المربى منك لله.! "
لمح كريم قميصه التي ترتديه ولأول مرة ينتبه له، صاح شاهقا
" ايه ده قميصي .!! اقلعي قبل ما يتبهدل اقلعي .! "
صاحت حياه حانقة
" بقى همك على القميص مش عليا.! طب اهو .. اهو "
مسحت حياه وجهها و شعرها بالقميص، و كريم يحاول جذبه منها، أمسكت بالطعام وهى تثأر لشعرها، ساككبة شظايا المحتويات على كريم.!
قفذت حياه على الأرض، قبل ان يسحبها كريم من قدميها ساقطة على الأرض و كريم فوقها ..
حياه متآوهة -: أييييييي ضهري يا اخي حرام عليك .! قووم بقى انا بقيت صورة على الأرض.!
كريم -: مش هقوم لأ انا مرتاح كدة.!
حياه وهى تحاول التقاط نفس -: مش قادرة اخد نفس، هتخنقي يخربيت اهلك !
إبتعد كريم قليلا لتأخذ قسطا من النفس ، و عاد ثانية يتمدد فوقها
حياه بصياح -: عمودي الفقري انهار ابوس إيدك وسع.!
وقف كريم ثوان يحدق بها، قبل ان تعتلي نظرات الاشمئزاز محياه
" وشك عبارة عن جبنة و مربي و لانشون و طحينة، شكلك ميستحملوش بشر .!
حياه -: روح شوف شكلك الأول بعدين اتكلم.! الزومبي بقو احلى منك تصدق.؟!
حملها كريم بين ذراعيه -: طب تعالى بقى.!
حياه -: موديني على فين سيبني هنا.!
كريم و إبتسامة خبيثة -: هوريكي الزومبي على الأصل.!
دخل كريم المرحاض، انزلها وهو يغلق الباب بركلة من قدمه..
~~
جذبها من تلابيب قميصه التي ترتديه لأحضانه لتلف بدورها يداها حول عنقه ..
مرت الساعات و كلاهما يجلسان في مسبح المرحاض الصغير، تاركين المياه تنهمر عليهما..
~~
وقف يحدقها بنظراته المرارية
" و آخرتها.؟ هتفضلي حابسة نفسك معايا كتير.؟! "
حياه وهى تتنهد
" ليه بتقول كدة.! ما احنا كنا ماشيين كويس.؟! "
كريم -: علشان دي الحقيقة، انتي عايزة تمشي و خايفة اجي وراكي و اهرب من حصارك صح.!
حياه -: انا مش عايزة امشي .. و مش خايفة انك تهرب، انا بس عايزة يعدي وقت مناسب عشان نعمل تحاليل.!
كريم -: تاني زفت.. انا تعبت منك اكتر ما تعبت من المخدرات .!
حياه -: كريم انا مش عايزة حاجة غير سلامتك، الادمان مش زي ما انت فاكر بينقلك عالم تاني و خلاص .. الادمان بيدمر جسمك، بيقتل عضو عضو فيه لغاية ما يتسلل لعقلك.. كريم الإدمان اخره الموت.!
لم يجيبها.. ظل صامتا يحدق في الأرض ..
إقتربت منه وهى تحتوي كفيه
" انا بقيت جنبك، لحظة بلحظة معاك .. وقت ما تعوز تهرب من الواقع انا هخليك تنسى اسمك.!
وعلى فكرة انت مش ملاحظ انك مبقتش تفكر في المخدرات بقالك فترة.! "
كريم -: و أخرتها.!
حياه -: فترة قصيرة جدا لازم تتغذى فيها، و تتأكد انك مبقتش تفكر في رجوعك للمخدرات .. و نعمل تحليل بسيط عشان نتأكد ان مبقاش في نسبة مخدرات ولو بسيطة في جسمك.!
اومأ كريم برأسه عدة مرات، لتهتف حياه بسرور
" يعني موافق، هتساعدني انك تتغلب على كدة.؟؟! "
كريم -: ما انا قولتلك، انتي احلى من المخدرات.!!
~~
فتحت حياه الباب الحديدي دون اي وسيلة ولا مفتاح على الأقل .. مما جعل كريم ينصدم صدمة قوية ..
" ايه ده ايه ده.؟! فتحتيه كدة عادي من غير مفتاح.؟!."
حياه -: وهو فين المفتاح اصلا.؟
كريم -: انتي بتسأليني انا.؟
حياه -: مكنتش قفلاه بمفتاح، اديني جاوبتك.!
وقف كريم يحدق أمامه بصدمة، و حياه تخطو حول الدرج
هبط الدرج بسرعة جلية وهو يحاول اللحاق بها
" استنى هنا، يعني ايه مكنتيش قفلاه بمفتاح..؟! "
حياه بإيجاز -: يعني انا كنت قافلة الباب بتاع الأوضة بس و فتحته بعد كدة، الباب الحديد مكنش مقفول.. بس انت دماغك مراحتش اني ممكن اسيبه مفتوح او ممكن تكون يأست في الحصار.. عشان كدة محاولتش تفتحه .!
" كان بينك و بين انك تطلع خطوة واحدة.. بس عشان يأست مطلعتش.!! "
لم يجد طريقا يشق حروفه فيه، فضل الصمت إذا ..
وقفا أمام باب غرفته، حدقت به بحذر، و حاولت التحدث بحنو في نفس الوقت
" انا رايحة اعمل اكل، لازم تتغذى عشان تكسب مناعة كويس.! خش ريح شوية لو تحب.. "
إقتربت منه وهى تتحسس وجنته
" إنت وعدتني إنك مش هترجع للإدمان تاني، و انا نادر لما بثق في حد .. متندمنيش .!! "
تركته و سارت بعد ان اومأ برأسه إيجابيا ..
~~
دلف لغرفته وهو يتأملها بشرود، و بعد وقت من شروده إتسعت مقلتيه وهو يتحرك بسرعة شديدة، توجه لركن بالغرفة و دنى ليزيل مربع السيراميك..
احتوى مجموعة الأكياس الصغيرة بكفيه، و هرول للمرحاض فورا يسكب جميع الأكياس دون تردد، و يترك المياه تنهمر فوقهما.!
~~
كانت قابعة خلف شاشتها الإلكترونية تتابعه و السرور يحتل أقسام وجهها ..
قفزت فرحة عندما وجدته يفرغ محتويات الأكياس في المرحاض ..
إبتسامة ظفر تربعت على عرش وجهها وهى تتذكر عندما فضلت تعبئة الأكياس مرة أخرى بدلا من ان تتخلص منها، حتى لا تثير شكوكه و تفزعه بأنها تراقبه ..
و الآن كل شئ يسير بنجاح، جيد .!!
~~
" أسبوع .!!! "
هتفت حياه بصدمة وهى تحدق بنتيجة الأيام على هاتفها ..
حياه -: مش معقول.! انا كنت فاكرة أننا قعدنا يومين تلاتة لكن أسبوع مرة واحدة.!
" مصدومة ليه.؟ مانتي كنتي قافلة الشباك و نهارنا ليل.! "
حياه -: بس الوقت عدا بسرعة جدا.! انت عارف .. أنت كدة بالظبط 3 أسابيع قضتهم من غير مخدرات، و آخر أسبوع شايفاك متأثرتش بالغياب.. يعني بالكتير أسبوعين كمان تتغذى فيهم كويس و تلعب رياضة، و نعمل التحاليل عشان نتأكد و يبقى بح الموضوع ده.!!
تنهد براحة و إبتسامة، و أمسك بكوب العصير يرتشف بعضا منه، يتلذذ بنكهته لأول مرة .. يشعر برغبة في القضاء على جميع أنواع الطعام ليتخلص من الكابوس المزعج سريعا.!!
~~
مرت الأيام،،
وقف أمام مرآته يتأمل هيئته التي تغيرت بسيطا مؤخرا ..
غادر الشحوب و الذبول وجهه و حل مكانهما الجاذبية الخاصة به ..
كان قد نحف كثيرا أيضا و لكن استطاع تعويض النحافة قليلا و أصبح عريض المنكبين أكثر..
ذقنه أصبحت مرتبة بدلا من الفوضوية الشغبة ..
إبتسم بعذوبة عندما شعر بيداها تطوقه من الخلف، تحتضنه مستنشقة عطره الثمين.!
~~
سحبها لتقف أمامه.. حدق بمقلتيها العاشقتين
" مش قادر اصدق .. كل حاجة عدت هوا، اتعالجت، عملت التحاليل.. "
تنهد براحة وهو يحتوي وجهها
" و اخيرا الكابوس انتهى.. "
أبعدها قليلا وهو يتأمل نفسه في المرآه
" حاسس اني واحد تاني..
حاسس اني بقيت شخص إيجابي على عكس قبل كدة ..
شايف كل حاجة حلوة.! اول مرة أشوف جمال السما و لونها .!
..الفيلا الي قاعد فيها اكتر من شهرين و اول مرة احس انها غالية عليا اوي كدة، و مش عايز اسيبها .. بقيت بحس بدفا اول ما رجلي تعتب الباب.!
شكلي.. حتى شكلي..!! "
قاطعته حياه مغازلة
" ايه..؟ اول مرة تلاحظ انك وسيم اوي كدة.؟! أحب اعرفكك انك طول عمرك وسيم .! "
كريم رافعا إحدى حاجباه
" ده انتي واقعة من زمان على كدة.؟! "
حياه ضاحكة -: تقدر تقول كدة.!!
تلاقت الشفاه في قبلة عميقة.. قطعتها حياه وهى تحضر السترة الخاصة بحلة كريم الرسمية ..
إقتربت وهى تلبسه إياها..
" بابا و اونكل أحمد راجعين من السفر النهاردة، عايزة انزل اشوفهم بعد إذنك.! "
كريم بحزم -: لأ..
إبتسم ثانية وهو يضمها -: هبقى اديكي رنة تجهزي و نروح مع بعض.!
~~
مر الأيام بسرعة أكثر فائقة ..
,,اسبوعان .!
جلست حياه على المقعد تتأمل ستائر الغرفة المتهادية بفعل الرياح..
تملأ صدرها برياح الشتاء المحملة بقطرات المياه العذرية..
رغم حالة الجو التي تنشر راحة البال و طمأنينة النفس، إلا ان سؤال يترك إجابة مجهولة يتربع على فؤادها..
" حتى الآن لم ينطقها .. " أحبك.! ".. تلك الكلمة رغم مرور شهران على الزواج.. و مرور العديد من الليالي العاطفية و المواقف الطريفة بينهما إلا انه لم يبث تلك الكلمة البسيطة .!
لم يحاوطها و يجذبها لأعناقه هامسا جانب اذنها برقة " بحبك.! "
المشكلة لا تكمن في الكلمة فقط، و لكن شيطانها يوسوس دائما
" هل يحبني كما أحبه.؟! "
نظرت للساعة المعلقة.. مازال الوقت مبكرا على عودة كريم.!
زفرت بضيق ..
و تبدلت الملامح لحماس عندما طرقت في بالها فكرة الذهاب لكريم الآن.!!
~~
" بردو مصممة متتكلميش..! "
تفوه بها ببرود وهو يحدق بسلسلة المفاتيح الخاصة به..
تنهد وهو يقترب بمقعده للمكتب الخاص به
" طيب .. بما انك مش عايزة تعترفي شحنة المخدرات لمين،، يبقى انتي الي هتلبسي القضية يا عنايات .!! "
" و المصحف الشريف ما اعرف حاجة عنها حاجة يا باشا.!! ان شالله اتشل قدامكك لو بكدب.! "
هتفت بها السيدة الاربعينية " عنايات " بهلع وهى تدنو أمام مكتبه بذل ..
تتصنع انها على وشك البكاء و تدعى الظلم ..
قبض بالقلم الحديدي على سطح المكتب بقوة .. يرمقها بنظرات الاحتقار
" انتي هتمثلي عليا.؟ فاكراني عيل بريالة يا روح امك.؟! ما احنا عارفين الي فيها.! أحمدي ربنا أننا لاقينالك حاجة تستري بيها نفسك بدل ما كان زمانك باملاية البيضا لغاية دلوقتي .. و لا إيه.؟! ثم انت كدة كدة لابسة قضية آداب قولي مين الي لفق شحنة المخدرات ولا عايزة آداب آداب مخدرات .؟! "
ركضت المدعوة ب" عنايات " نحوه بلهفة متصنعة الغلبة
" ابوس إيدك يا باشا ارحمني .. أحب على رجلك انا مليش دعوة بالمخدرات .!! "
كانت تتحدث وهى تركع أمامه تحاول تقبيل قدمه..
دلفت في ذلك الوقت حياه التي كانت مشرقة المحياه بإبتسامة واسعة، و لكن تبدلت الملامح تماما عندما وجدت ذلك الوضع أمامها..!!
تسمر كفها على مقبض الباب مصدومة..
فزع كريم و هب واقفا فور رؤيتها ..
كريم متسعة مقلتاه -: حياه.!! انتي ايه الي جابك.!
لم تجيبه حياه، فقط كورت قبضتيها بعنف ضاغطة على فك اسنانها السفلي بغضب، و داخلها تحترق
وجهه بصره نحو " عنايات " التي لازالت على وضعها تنظر بلؤم لكليهما ..
" قومي انجري من هنا.! "
" صااااااابر " نده بعلو صوت ليدلف الشاويش الخاص بها بعد ثوان..
" خدها على الزنزانة.! "
قبض الشاويش على ذراع عنايات يجرها للخارج
" و هات معاك واحد قهوة .. ( ثم وجه بصره لحياه ) تشربي ايه.؟ "
لم تجيب حياه ثانية، حركت قدماها بعصبية و عيناها يتدفق منها صوت الإنذارات ..
كريم -: هات واحد قهوة و واحد لمون.!
انصرف الشاويش و معه عنايات .. التي نظرت لها حياه بإحتقار بينما مصمصت عنايات شفتيها بإزدراء ..
~~
جلسا " أحمد " و " صديق " يتناجيان في شتى الأمور ..
سمعا صوت طرقات سريعة على الباب ..
فتح صديق الباب ليقف و علامات الاستفهام على وجهه..
" اإحم.. هو ده بيت أستاذ أحمد الراجي .؟! "
صديق -: أيوة، مين حضرتك.؟!
" انا محسن .. معرفة أستاذ أحمد، هو هنا.؟! "
صديق -: اه هنا، اتفضل .!
دلف محسن للداخل حسب إشارة صديق ..
تهللت اسارير أحمد عند رؤية محسن..
و بعد الضيافات و المجاملات المعتادة.. مسح محسن العرق المتصبب من وجهه بتوتر .. و جهز الكلمات المناسبة
" أستاذ أحمد .. انا حاولت اوصل لحضرتك كتير و اتصلت بيك بس تليفونك كان خارج الخدمة .. لسا راجع من الشركة بلغوني العنوان .. "
~~
أحمد -: انا غيرت رقم تليفوني من مدة و نسيت اكلمك اعذرني،، بس خير في حاجة.؟!
استجمع محسن رباط جأشه، و تنهد مرة أخيرة قبل ان يكمل
" في باريس .. من شهر تقريبا او اكتر حضرتك عارف طبعا ان أستاذ كريم و مراته كانه هناك .. و،، و كنت تقريبا انا بس الشخص الي يعرفوني هناك ..
و و مرة استاذة حياه كلمتني بتستنجد بيا ان كريم تعبان و حالته خطيرة.. "
أحمد -: كريم تعب.؟ محدش جاب سيرة عموما كمل ..
محسن -: وديته المستشفى ..
محسن وهو يمد يده بمجموعة أوراق
" و دي كانت النتيجة.! "
أمسك أحمد بالأوراق بإستفهام
" فيها ايه يعني.؟! "
محسن -: الدكتور قال قدامي و قدام أستاذة حياه بصيغة مباشرة تماما ان كريم .. مدمن، مدمن مخدرات.!
في ذلك الوقت كان صديق يدلف للغرفة حاملا كوب عصير واجب الضيافة ..
وقف صديق مكانه يحاول استيعاب ما سمعه للتو ..
و هتف أحمد غير مصدق
" انت بتقول ايه انت.؟! انت اطخيت في عقلك يا محسن ولا ايه.؟! "
محسن -: انا مش بخرف، انا سمعته بوداني وهو بيقول انه مدمن مخدرات ...و الورق دليل كفاية.!
أحمد بصياح -: لا ده اسمه جنان .! انا أبني مربيه كويس ميعملش كدة ابدا ثم ده ظابط مكافحة مخدرات فاهم يعني ايه ولا مش فاهم.!
محسن -: انا الي عندي قولته .. و اظن الدليل في ايدك انا مش هتبلى عليك يا استاذ أحمد .. و على فكرة مراته كانت عارفة من الأول و ساكتة.. تقدر تسألها بنفسك.!
رحل محسن تاركا حالة أحمد و صديق تتخبط
صديق بصدمة -: الكلام ده صحيح يا احمد.؟!
أحمد -: مش عارف.. مش عارف يا صديق الورق بيقول كدة بس ،، بس اكيد في حاجة غلط.! انا هتصل بيه، هو مش بيخبي انا عارفه كويس.!
~~
تقدم كريم ببطئ نحو حياه المتصنمة مكانها..
كريم -: واقفة مكانك ليه.؟ خشي ده إنتي ضيفة حتى.!
أغلق كريم الباب و مد كفه على كتف حياه، التي انتفضت كأنها لدغت من حرباءة ..
حياه -: بتضايفني.؟ فعلا انت ضايفتني بذوق عالي اوي.!
كريم -: ممكن تقعدي و تهدي كدة عشان افهم حاجة بدل الألغاز الي بتتكلمي بيها دي.؟!
حياه صائحة -: نتفاهم.؟ نتفاهم في ايه بقى ما صباح الفل.؟!
انا رايح الشغل، انا راجع من الشغل، انا هتأخر شوية في الشغل ..
اتاري شغلك الصرمحة و الوساخة .!!
اندفع كريم محذرا -: حياه لمي لسانك احسنلك و اعرفي انتي بتقولي ايه احسنلك.!
حياه -: بقول الي شفته، بقول الحقيقة.!
كريم-: حقيقة ايه بس.! اقعدي بس اهدى شوية عشان نعرف نتكلم مفيش حوار بالطريقة دي.!
حياه -: حوار بالطريقة دي.؟ عايزني اتكلم ازاي لما عرفت ان شغل جوزي الممجد الشريف عبارة عن نسوان و حاجة آخر انحلال.! اومال لو كنت اتأخرت شوية كنت شفت ايه.؟
مش مكسوف من نفسك و انت بالحقارة دي.!
حاول ان يتحدث أكثر من مرة و في كل مرة تقاطعه حياه بحديثها ..
صرخ بوجهها -: اخرسي بقى.! غبية و هتفضلي طول عمرك غبية ..
ثم انتي محنوقة اوي كدة ليه انتي مالك اصلا.؟! علشان كام ليلة قضناها سوا هتفتكري انك تقدري تتحكمي فيا و تدخلي في حياتي.؟!
لا فوقي لو فاكرة انك حاجة يبقى فوقي انا مفيش *** تمشي كلامها عليا سامعة.!
طعنت كلماته فؤادها بسكين بارد ..
شعرت بمدى سخونة فائق ينبعث من بدنها ..
همست بصدمة -: كام ليلة.؟! انا مراتك. !!
كريم بجمود وهو يحدق بوجهها -: مراتي بس ، يعني الي بيجمعني بيكي سرير وبس.!
~~
اوباااااااااا
كريم خبط في الحلل وبهدل المطبخ خالص
ياتري ايه هيكون رد فعل حياة ؟؟!!
الفصل الخامس عشر
كريم بجمود وهو يحدق بوجهها -: مراتي بس ، يعني الي بيجمعني بيكي سرير وبس.!
رعشة أصابت جسدها كزلزال اصاب الأرض ، نظرت حولها مشتتة، تحاول استجماع كلماتها او التفكير في رد فعل صائب .. إقتربت خطوة تجاهه تحدقه بنظرات الغرور و التكبر ، شامخة الرأس مرفوعة الجبين
" اولا و اخيرا مراتك، يعني اي تصرف قذر منك ممكن يضر بسمعتي و مركز بابا .. ابقى روح اي مزبلة تلمك انت و نسوان قضايا الآداب و الدعارة بتوعك .. مش هستنى الي يسوى و الي ميسواش يوجهلي كلمة بسببك.! "
لم تمهله فرصة للحديث، لقد جهل من الأساس لهجة الكلام بعد جلسة الدفاع تلك .. ولته ظهرها لترتطم انامل شعرها بوجهه، و رحلت تاركة إياه منصدما..
~~
جلست في سيارتها متئكة عليها بألم..
تلوم نفسها على كل شئ ..
" غلطانة،، غبية.! كل حاجة عملتها غلط، علاجته غلط، رخصت من جسمي.. انا الي كنت بعارض و بثور ضد اي كائن بيقول ان الستات لتقضية الشهوات و بس، و ان مهما حصل المفروض كرامتي في الحفاظ على جسمي حتى لو قدام جوزي.! بقيت سلعة، رديئة، رخيصة.!
كلو كان في سبيل علاجه، و اهو اتعالج و اتمرد.! "
دمعة ساخنة فرت من مقلتيها الدامعتين، و هى تتذكر براحها في الحديث، حثه على القضاء معها وقت لطيف ليتخلص من همومه، و صب شحنة غضبه فيها ..
تنهدت بألم وهى تلوم نفسها ثانية
" و كمان كان المفروض اسمعه، اسيبله فرصة يدافع عن نفسه .. مكنش المفروض ابدا اتكلم و انا متعصبة.!
انا الي غلطانة علشان مسمعتلهوش من الأول .! عمري كله اتسخر في دراسات علم نفس و فلسفة عشان اجي في موقف تافه مقدرش اتحكم في نفسي فيه .!! "
ضربت بيدها على المقود عقب جملتها الأخيرة ، لتهتف بإنهزام و انسكار بعدها
" بس غيرت.! مكنتش متخيلة لمسته لحد غيري .! "
~~
على الجانب الآخر ،،
جلس محتويا رأسه بين كفيه بتعب .. داخله محتوي ادرينالين عال يكفي لتدمير ذلك المبنى فورا، يريد ذلك و بشدة.. يريد ان يهدم المبنى كاملا و لكن فوقه هو فقط ..!
كان يحدث نفسه لائما أيضا ..
يتذكر وقفتها دائما جواره، ملسها على وجنتيه كالصغير، تقويته بالكلمات الحنونة و الجمل الشاعرية الفائقة ..
هو أيضا يحبها، بل يعشقها.!
لا يعلم سبب تفوهه بتلك الحماقات و لكن دوما يكره ان يظلم، دوما يكره ان يتحكم به أحد.!
انتبه لصوت الاهتزاز تحت مرفقيه المتأكين على المكتب .. نظر بإهمال صوب الشاشة ليجد المتصل والده " أحمد "
زفر بإختناق وهو يضغط زر الاستجابة ..
" من غير ولا كلمة، تعالى على البيت فورا .!! دلوقتي حا
❤️
💖
💚
🫶
💜
🩶
💞
🩵
🤍
💓
800