‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ
‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ
February 13, 2025 at 08:31 AM
*ـ تـزوجت مدمنا↻≯🍒⸙•♡»»))* ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ‏تابع قناة ‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaihRjO0AgWB5Om4ed2m ‏تابع قناة 𝙲𝚕𝙾𝚆𝙽 𝙼𝙴𝚎𝙼𝚎𝚂💀⊁ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaslumI3mFY3Ydegts1M* *💞رواية تزوجت مدمناً💞🍒* الحلقه 16 الحلقه 17 الحلقه 18 الحلقه 19 الحلقه 20 🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵 الفصل السادس عشر ظلت تتأوه و تإن على الأرض بألم بسبب تلك الدفعة ، رأته يلتف مرة أخرى و يعاود مسيرته، تحاملت على نفسها و على آلامها و نهضت تركض خلفه " كريم اسمعني بس .! انا مقولتش حاجة والله مقولتش حاجة.! " لم يعبأ بها، قفز دفعة واحدة على سطح المركب و اسقط الحبال في البحار معلنا عن جولة قصيرة في وسط البحر.! بلغت المسافة بين المركب و السطح الخشبي بضع أمتار ، بلعت حياه ريقها خائفة وهى ترجع للخلف بضع خطوات، ركضت سريعا قافذة على سطح المركب بسلام .! إقترب و الشرر يتطاير من عينه، قبض على عنقها بقسوة " جية ورايا ليه.؟ شكلك وحشك ترقعة الحزام على جسمك مش كدة.؟! " حاولت التملص من قبضته، و ظلت تلتوي بين كفه تحاول الفرار، او تلتقط حتى أنفاسها التي أصبحت شبه معدومة .. دفعها بقبضته ثانية مسقطها على الأرض ، جلست تلتقط أنفاسها ثوان قبل ان تنهض متحدثة " مش انا الي قولت لأحمد على ادمانك، ده محسن والله العظيم محسن.!! " كريم رافعا حاجباه -: مين محسن.؟! حياه -: الي كان في باريس الي جابلنا الشقة، لما تعبت انا مكنتش عارفة اتصرف ، ولا عارفة مكان مستشفى او اي حاجة جه في بالي محسن عشان هو الوحيد الي اعرفه هناك .. اتصلت بيه وهو وداك المستشفى و هناك عرف من الدكتور لكن و حياة ربنا انا مقولتلهوش حاجة..!!! ضغط على فكه السفلى بشراسة، مقتربا منها " و انتي ليه مقولتليشش. ؟! " حياه وهى تتراجع للخلف بنظراتها المتوجسة -: كنت عايزة اعالجك و ده كان هيأثر عليك .! صرخ بوجهها منفعلا.. " يوووووووه،، علاج علاج علاج..!!! اديني اتعالجت من الزفت المخدرات و حياتي اتخربت من فوق رأسك، عالجتي جسمي بالنسبة للنفسية و الحياه الي خربتيها مش هتعالجيها.؟! " حياه مستنكرة -: خربت حياتك..؟؟ انت دلوقتي مفيش حاجة تقدر تثبت انك مدمن مخدرات و تقدر تروح تقوله في وشه كدة لو انا معلجتكش كانت هتبقى مصيبتك مصيبتين..!! هتبقى كنت مدمن و لسا مدمن زي ما انت،، بدل ما تشكرني على وقفتي جنبك و استحمالي ليك رغم كل الاهاانات الي اتعرضتلها منك.؟!! عاد يحدق بها صائحا -: انا استحملت في حياتي كتير، كتير اوي.! و مش مستعد استحمل تاني .. انا اتخلقت عشان اتعذب و اتذل و بس .. رفع يداه في الهواء صارخا -: اشمعنا انا، اشمعنا انا بيحصل فيا كدة..!! حياه -: من ضمن 100 مليون مصري بس .. و 4000 مليون آسيوي ، و 8 مليار في العالم .. فاكر نفسك الوحيد الي بيمر بأزمات و ظروف صعبة.؟ كريم -: طبعا حقكك تقولي كدة ما انتي موصلتيش لنص الي انا فيه..!! قهقهت حياه ساخرة على جملته الأخيرة " محدش وصل لنص الي انت وصلتله..؟؟ انا اتعرضت لأزمات اد محنتك دي 100 مرة.! " كريم ساخرا -: أزمات..؟؟ و يا ترا ايه الأزمات الي اتعرضتي ليها على كدة.؟ شفتي حبيبكك القديم في حضن واحدة تانية ..؟ ما انتو نسوان تافهة و مشاكلكوا اتفه ..! حياه -: نسوان تافهة.؟ لولا النسوان التافهة دول انت كان زمانك مستخبي ورا باب اوضتك بتشم بودرة.! لولا النسوان دول مكنتش اتولد اصلا.! كريم -: ياريتني ما اتولدت.! ياريتني ما اتولدت .. كان هيقتلني، ابويا كان هيقتلني.! ياريته قتلني فعلا.! حياه -: اكذب الكلام الي بيطلع في لحظات غضب، او فرح.! كان متضايق.. أنت كنت سنده، كنت ابنه الوحيد و اتخدع فيك.! متخيل ان يبقى ملكش حد في الدنيا غير واحد بس و الواحد ده يخيب املك.؟! نظر كريم حوله بحزن -: مسبليش فرصة أقوله اني اتعالجت و هرفع رأسه من هنا ورايح.! حياه وهى ترمقه بنظرات التساؤل الاستنكاري -: و انت جاي هنا ليه.؟ فاكر لما تستخبى و تهرب هتسيبله فرصه انه يصدقك.؟! وقف يحدق بالبحر أمامه، يفكر شاردا في ثمة شئ .. قال بصوت مبحوح " مش عايز .. مش عايزه يصدقني، مش عايز أشوفه تاني .. ولا أشوفك.! انا عايز اموت.. و ابعد عن الدنيا الو*** دي.!! " عقدت ساعداها تحت صدرها ترمقه نظرات مسلية " البحر قدامك، رجعني بس للبر و اعمل الي نفسك فيه.!! " زفر بضيق وهو يستسلم على سطح المركب، جالس منكمشا محتويا رأسه بين كفيه .. وقفت تحدق به، تشعر بزلزلة في كيانها، براكين تحتل مشاعرها، أمور كثيرة تجتاح تفكيرها .. دوما تعتقد انها أكثر الناس خبثا و ذكائا و حيلة، و لكن ذلك ال" كريم " دوما يقلب موازينها رأس على عقب .. يلخمها بعسل عينيه المنطفئ دوما .. يكبل آفاق عقلها بضحكته التي تذيبها عشقا .. امتد ثغرها بإبتسامة صغيرة حنونة، و قدميها تسير مصوبة نحوه .. جلست على مقربه منه متربعة، حدقته بهدوء -: " الحمدلله " .. كلمة بسيطة جدا، بس نتيجتها عظيمة.! كلمة انا لغاية دلوقتي عايشها عليها .. كلمة لولاها كان زمان حالي متغير 180 درجة.! عمرك ما تشكره و يخذلك ابدا..!! - مفيش أب يقدر يرمي ابنه في البحر، ما بالك الرب بعبده .!! كريم بحدة -: لأ فيه، فيه أب يرمي ابنه في البحر فيه.!! و في أب كان هيقتل ابنه من شوية.!! حياه -: كان، لكن مقتلش.! كان بيهددك، بيعاقبك عشان ترجع من الي انت فيه و تتأسف.!! انت متخيل ان أب تعب في تربيتك حوالي 30 سنة بيطحن في شغله علشان يصرف عليكي و يعيشك احسن حياه و متحسش انك مختلف عن غيرك هيفرط فيك بسهولة كدة.؟ هيرميك كأنك مش من لحمه ولا دمه.؟ لا فوق.! ده شيطانك بيهيئ لك كدة مش اكتر.!! ظل ينظر للأسفل بخذلان و حزن .. تنهد حياه وهى تربت على كتفه " ليه فاكر الي بيحصل معاك عذاب او انتقام.؟ ليه مش ممكن يكون أزمة عشان تستغفر ربنا و تحمده على كل شئ، ووقتها هيبهرك بعطاءه.؟! " رفس كفها ، رمقها بنظراته المندفعة " عملالي فيها شيخة و بتديني محاضرة.؟ روحي استري شعرك الأول علشان تمثيلك يبقى مقبول.! " نهضت حياه مندفعة ترمقه نظراتها الحادة الغاضبة " انا مش بمثل ولا بعمل فيها شيخة.! و مهما كان فيا فعلى الأقل مش بنكر.! انا عيشت طفولة انت مش هتفهم مأساتها لإنك معصرتهاش، أقصى حاجة حصلتلك ايه.؟ امك ماتت صح.؟! انا بقى امي ماتت، و أبويا كان في السجن و كنت متشردة في الشوارع و أعداء أبويا بيطاردوني في كل حتة.! مكنش ليا و لا ليا مكان استخبى فيه.. كنت ببات ليالية في الشارع مش بلاقي لقمة واحدة احطها في بوئي و رغم كدة عمري ما مديت أيدي لحد، اتعرضت للخطف و كنت هغتصب و انا لسا طفلة مكملتش العشر سنين.! كنت هتعرض لتجارة الاعضاء كانوا هيقتلوني حية..!! لبسوني لبس مبهدل و سرحوني في الشوارع علشان اجيب فلوس ، عملوني شحااتة..!! فاهم انا بقولكك ايه.؟ فاهم المعاناة الي كنت بعيشها فاهم يعني ايه طفلة مكملتش العشر سنين تتعرض لكل ده.؟!!! و في لحظة واحدة دخلت استخبى في اكتر مكان آمان،، مسجد.! في وقت المغرب كنت بجري، بهرب منهم .. مكنتش عارفة هما مين من كتر ما قبلت ناس زبالة.!! مش عارفة أعداء بابا ولا العالم المعفنة الي سرحوني في الشارع ولا شوية الشباب السكرانة المسطولة الي كانوا هيغتصبوني !! دخلت استخبى في ركن من اركان المسجد و لحسن قدري مكنش في حد مركز معايا، كانو ملفوفين حوالين شيخ بيديهم درس إسلامي .. قعدت مذلولة، مستخبية، مكنتش في وعى اني اعيط حتى.! " وقفت و تلألأت مقلتاها بالعبرات، و لكن أبت ان تسمح لعبرة واحدة بالسقوط .. ضغطت على شفتها السفلى بألم،، وهى تتذكر ما حدث معها ~~ سابقا ~~ ركضت، ركضت بأقصى سرعة تمتلكها .. جاهلة الطريق، جاهلة ايه تذهب و ماذا تفعل في تلك المحنة و لكن واصلت الركض . وقفت خلف باب بناية قديمة، منها تختبئ و منها تلتقط أنفاسها .. ظلت تلهث وتلهث، حتى النفس غير قادرة على امتلاكه .. سقطت على ركبتيها يائسة، فاقدة الأمل حتى في أنفاسها ..! لمحت من باب البناية المواري ذاك المكعب الحديدي اللامع، كانت الصورة مشوشة لم تضح لها كاملة، بدأت الصورة بالاقتراب رويدا رويدا، وفورا اتضحت لها الصورة.! " مبرد مياه " يتسرب منه خيط ماء بدا في أعينها كالإلماس حينها .. زحفت، وواصلت زحفها للخارج غير عابئة بعدو او غيره، فقط تتراقص صورة الماء العذب أمام عينيها .. أمسكت ذلك الكوب الحديدي بين يديها المرتجفتين، و إرتشفت بضع قطرات صغيرة تروي ظمأها.. لمحت ذلك البناء المتوسط بتزيينه باللون الأخضر الجذاب، و الزخارف الإسلامية البسيطة المحاطة به.. أيقنت انه المكان المناسب لأن تتواجد فيه، ليس استغلال و لكن على الأرجح ستشعر بالراحة و جدار المسجد تحتويها و تحاطها، ستشعر بالراحة و صوت القرآن العذب يتسلل لمسامعها و فورا يمكث في فؤادها فيبعث و يبث شعور الاطمئنان بها .. راقبت الطريق يمينا و يسارا، و دخلت المسجد بخوف من ان يراها أحد .. استغلت تجمع غير بكثير امام رجل مسن يبدو انه يلقى درس ديني و ذهبت تختبئ في ركن بعيدا عنهم.. تذكرت وفاة امها، تليها سجن أبيها بكيد من أعدائه .. توالت بعد ذلك التشرد بين القرى و الفرار من هؤلاء البشر الأشرار .. احتلت مسامعها صوت ذلك الشيخ " ربنا سبحانه وتعالى قال ¤ و لسوف يعطيك ربك فترضى ¤ .. - الرضا يا إخواني الرضا ،، كل واحد لو رضا بحياته الله سبحانه وتعالى هيرزقه من حيث لا يحتسب .. لو كل واحد حمد ربه ورضا بقسمته ربنا هيرضى عنه و يدهشه بعجائب قدرته و كرمه .. لو كل واحد إصابته مصيبة و قال " لا حول ولا قوة إلا بالله " او " الحمدلله " ربنا قادر يغير المصيبة دي لشئ حلو ده غير جبل الحسنات الي بيتحوشلك في الجنة .. خليكم متأكدين من ان الي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته، اوعاكوا تفتكروا انكم بس الي بتعانوا في حياتكم، كل واحد فاكر نفسه عنده هموم ففيه الي همومه أكبر منه .. ده واحد زعلان علشان ابوه شديد معاه و بيعمل معاه مشاكل ، أحمد ربك في غيرك ملوش اب .. ده واحد واحد زعلان علشان مالوش اب، أحمد ربك غيرك مالوش لا أب ولا أم .. ده واحد زعلان علشان مالوش لا أب ولا أم، أحمد ربك ده انت عايش بصحة كويسة و بتاكل و بتشرب .. ده واحد زعلان علشان ظروفه المادية على ادها، أحمد ربك انك بصحة كويسة تقدر تروح تشتغل و تعمل لنفسك مركز .. طب ده واحد صحته على ادها، أحمد ربك بردو و أدعيه يقومك بالسلامة كل ما تيأس بص حواليك.. بص للسماء المرفوعة من غير عمدان، بس للأرض الي بتلف حوالين نفسها و مدها بالجاذبية علشان نثبت، بص للهواء و للمياه، بص لشكلك، بص للجبال.! شوف معجزاته و اوعى تفكر تيأس ابدا..!! " ~~ الآن ~~ كانت تتحدث بصوت مبحوح متقطع .. شاردة في البحر أمامها .. هزت رأسها يمينا و يسارا تطرد الذكريات الآن .. و تنهدت طويلا وهى تسترد ملامح الثقة بالنفس و القوة " وقتها عملت بالنصيحة، فضلت أحمد ربنا و فعلا ،، وراني عجائب قدرته..!! و تاني يوم الشيخ بنفسه لاقاني في الجامع و عايشني معاه لغاية ما بابا طلع من السجن..! و وقتها و انا واخدة عهد على نفسي ان مفيش حاجة حلوة او وحشة تحصلي غير لما أحمده.! حتى لما كنت بتعذبني مكنتش بتأثر، كنت بعديها اهزر و أضحك.! علشان ببساطة متأثرتش، مش هعيط و ادبدب في الأرض علشان حاجة تافهة زي دي.! " التفتت خلفها ناظرة لكريم، الذي كان يجلس ينصت لها و معالم أشبه بالخذلان تحتل تعابير وجهه .. حياه -: دلوقتي انت عرفت نبذة من المعاناة الي كنت بعانيها .. ممكن تكون شايف انها حاجة تافهة بردو و ده يرجعلك.! و ممكن تكون مقتنعتش بالكلام و لسا بتجحد بحياتك،، وده بردو يرجعلك..! بس انا عايزة اروح، رجعني و انت حر في تصرفاتك ..!! حل الصمت بينهما .. و لكن صوت المطر الهابط بغزارة مصطحبا بأصوات الرعد جعل قلب حياه يسقط بأخمص قدميها .. " يلاا رجعني انا مش هستنى البتاع دي تقلب بيا ..!! " وقف كريم يرمقها بنظرات كثيرة، لم تستطع هى تفسيرها .. وعلى حين غرة نهض قابضا على خصلات شعرها، جاذبا إياها لأحضانه، عاصرا شفتيها بشفتيه، صاببا كل مشاعره في تلك القبلة الشرسة.! و المطر يسقط على كليهما بمنظر أسطوري رائع..!! كانت لوهلة ستندمج مع قبلته ولكن جملته رنت في اذنها بصدى صوت " انتي مجرد سرير بس " اتخذت قرارها، و بكل قوة دفعته بعيدا عنها و تراجعت للخلف بضع خطوات .. " متقربليش .. رجعني حالا قولتلك ..!! " صرخت به عله يفهم ذلك ،، و لكنه إقترب أكثر بحذر يحاول التحدث " حح حياه اسمعيني .. انا بس عايز اقولك على حاجة .! " لاحظت حياه ترنح المركب يمينا و يسارا بسبب علو الأمواج ، بدأت دقات قلبها تعلو أكثر و أكثر بخوف .. صرخت ثانية " رجعني مش عايزة اسمع حاجة منك حاجة دلوقتي رجعني بس..!! " إقترب أكثر بإلحاح وهى تتراجع للخلف .. كان يحرك رأسه يمينا و يسارا بجنون زاد من حدة خوف حياه .. " انا محتاجلك،، انا عايزك يا حياه..!! " ركضت حياه للجهة الأخرى من المركب .. لم يلاحظ هو تلك الخشبة العملاقة المفكوكة عن حصارها، و هى تسقط من الاعلى للأسفل مرتطمة بقوة على رأسه .. تلك الخشبة الثقيلة وثبته للأمام، ليصطدم ظهره بالجدار الحديدي القصير .. و يسقط في أعماق البحار الحالكة...!!! مش مسامحة اى واحدة كانت عايزة تنتقم من كريم هااا . الفصل السابع عشر تلك الخشبة العملاقة المتواجدة في منتصف المركب،، حلت عن عقالها بسبب سوء الظروف المناخية و سقطت مباشرة على رأس كريم .. ليترنح على أثرها و يرتطم بجدار المركب الحديدي القصير، لم يكن في وعيه ليحتفظ على توازنه، بل سقط في البحار الحالكة .!!! تسمرت حياه في مكانها بصدمة،، لم يكن الوقت في صالحها لتتذكر ذكرياتها معه و تعيش حالة درامية هندية .. فقط رنت في اذنها آخر جملة تفوه بها " المرحوم بإذن الله 😂😂 " -- انا محتاجلك..! انا عايزكك يا حياه ..!! -- و لم تأخذ وقتا في التفكير، قفزت في المياه فورا لتنجد معشوقها الهالك من حوافر السمك الجائع.! البحر كان شديد السواد حالك، الموج في حالة قسوة و شراسة، المطر يهب بغزارة فائقة لم تعتاد عليها مصر قبلا.. غاصت للأسفل باحثة عنه و لكن تلك المياه المالحة تأذت عيناها منها كثيرا .. إرتقت لسطح المياه مرة ثانية تلهث برعب و خوف، مسحت شعرها المتلاصق على وجهها بفوضوية، و تنهدت طويلا قبل ان تغوص ثانية مصممة على إيجاده .. - احست بجسم يرتطم بأسفل قدمها، لم تحاول ان تفكر فقط أمسكت بذلك الجسم، ارتقت سطح المياه ثانية وهى تلهث فرحة مطمئنة، انه كريم..!!! وجدته اخيرا .! تنهدت بحرارة بصوت مرتفع أكثر من مرة وهى تحيط به في وسط المياه، كانت تبحث و لم تمهل لنفسها فرصة لاتفكير في شئ فقط وجوده قبل اي شئ، رغم انه كان فاقدا للوعى ألا رؤيته فقط بعثت الطمأنينة في روحها .. جذبته حتى المركب و حاولت جاهدة رفعه عليها، رفعته بصعوبة بالغة حتى نجحت ، و قفزت هى أيضا على سطح المركب .. تجسست نبضه و تنفسه لتجد كل شئ طبيعي يسير على ما يرام ، و لكن المشكلة تكمن في الدماء المنبعثة من أعلى رأسه .. خلعت سترتها وهى تعقدها حول رأسه جيدا ، و بقت ب" تيشيرت " من خامة ' الجيل' الخفيفة .. نظرت حولها تفكر ماذا تفعل الآن.؟! المركب تترنح يمينا و يسارا و البقاء على ذلك الوضع ليس آمنا ابدا.! خاب املها أيضا عندما تذكرت ان حقيبتها في السيارة لم تجلبها معها.! لن تستطيع مهاتفة أحد لإنقاذهما.! بحثت عن هاتف كريم و لكن يبدو انه سقط في البحار عقب سقوط صاحبه .. الوقت يمر،، منسوب المياه يرتفع، الأمواج أصبحت قاسية و عنيفة أكثر و أكثر ، صوت الرعد يدوي بالمكان ملعنا الملحمة .! وهى تحتضن كريم بخوف على كليهما.! تركته ووقفت على سطح المركب تنظر لمرمى بصرها،، حسنا الفكرة مجنونة الي حد كبير و لكن ليس يوجد سواها.! عاينت المسافة بين المركب و بين البر،، ليست بعيدة كثيرا..!! ستقفز في المياه مع كريم و تسبح للبر إذا..!! بدأت المركب تترنح أكثر و أكثر و الوضع أصبح خطيرا.! لم تمهل نفسها وقتا للتفكير، نهضت وهى تحث نفسها " خطوة للامام خير من خطوة للخلف..! " نهضت تبحث في انحاء المركب عن " اللايف جاكيت " لترتديه هى و كريم احتياطيا حتى تتجنب الكوارث .. بالفعل وجدت ما تبحث عنه.. اقتربت من كريم مرة أخرى وهى تكسيه إياه، و ترتدي واحداا.. بدأت في تنفيذ فكرتها، ألقت بكريم في المياه بحذر ، و قفزت خلفه .. أمسكت بكف يديه و بدأت بالسباحة ببساطة .. ~~ شعر بثقل في جفنيه، و نقاط سوداء تحتل بصره عندما يحاول فتح عيناه .. هز رأسه يمينا و يسارا بتآوه، شئ بداخله يجبره على الافاقة الآن.. بدء يستدرجه هذا الشعور تصاعديا، و لبى النداء كريم و فتح عيناه اخيرا بتعب.. بعد فترة استطاع ان يتغلب على آلام عيناه، و ميز جيدا سقف الغرفة الأبيض أمامه .. حرك بصره تدريجيا حتى وقع على حياه الجالسة على يمينه .. " حياه .! " هتف بها بصوت مبحوح ،، إبتسمت هى ابتسامة صغيرة مقتربة منه.. حياه -: هتفضل توقف قلبي من الخوف عليك كدة كتير.؟! كريم بصوت متقطع -: ايه الي حصل.؟ إبتسمت حياه أكثر وهى تنهض بحماس -: لا حصل كتير، كتير اووويي.!! كان نفسي حد يشوفني و يسجل امجادي كأنثى..!! و انا بنط في البحر و انقذك، و انط في البحر تاني و اعوم بيك للبر في عز الشتا و الرعد و الرعب.! و أفضل اجرك زي اسرى الحرب كدة لغاية العربية و تقعد تقع مني على وشك.! و اشيلك ازنقك في العربية و انزلك من العربية و اقعد اجرك للمستشفى لا انا عملت عمل بطولي الحقيقة.! بس الصراحة انت صعبت عليا يعني مرمطتك معايا الصراحة و انت بتتجر من رجليك زي الفسيخة الميتة كدة..!! كانت تتحدث بلهجة كوميدية ضاحكة،، و تتملص ملامح كريم باندهاش.! كريم بصدمة -: ايه الي انتي بتقوليه ده.؟ إبتسمت بحنو مرة ثانية، وهى تربت على وجنته بخفة -: مش بقول حاجة، أستريح بس انت لازم تستريح و تريح أعصابك على الآخر، الخبطة على دماغك مكنتش سهلة .! تململ كريم في فراش المشفى وهو يحاول الجلوس -: انا مش تعبان خالص.! أخذ كريم يتململ أكثر و أكثر بإرهاق وصوت الهاثه يعلى -: انا مش عارف اتحرك..!! ( أعاد الكرة بصوت مرتفع أكثر) " حياه انا مش عارف اتحرك مش عارف اقعد..!! وقعت جملته كالصاعقة على مسامع حياه، وهرولت للخارج منادية الطبيب.. " كدة انا اتأكدت،، أستاذ كريم من الواضح انك اتخبطت على ضهرك جامد، الخبطة دي أثرت تأثير بسيط على عامودك الفقري.. للأسف مش هتعرف تتحرك دلوقتي خالص حركتك اتشلت..!! بس متقلقش مع العلاج الطبيعي و المداومة على العلاج هتقدر ترجع تتحرك و احسن من الأول.! " خرج الطبيب و ترك كريم في حالة يأس .. هتف بصدمة " يعني ايه.؟ يعني اتشليت خلاص.؟! بقيت مشلول..!! " جلست حياه على الفراش مقابله تهز رأسها نفيا -: لا لا متشلتش..!! دي مجرد إصابة و هتتعالج وتبقى احسن من الأول ده مش شلل يا كريم.!! اشاح بوجهه بعيدا، و هو يغلق ستائر جفنيه بألم ، متنهدا تنهيدة حارة .. رنت في أذنه جملة حياه ""و وقتها و انا واخدة عهد على نفسي ان مفيش حاجة حلوة او وحشة تحصلي غير لما أحمده.!"" ضغط على شفتيه السفلى باستسلام ويأس.. إبتسم ابتسامة صغيرة بألم هاتفا " الحمد لله ،، الحمد لله..!! " الفصل الثامن عشر رنت في أذنه جملة حياه ""و وقتها و انا واخدة عهد على نفسي ان مفيش حاجة حلوة او وحشة تحصلي غير لما أحمده.!"" ضغط على شفتيه السفلى باستسلام ويأس.. إبتسم ابتسامة صغيرة بألم هاتفا " الحمد لله ،، الحمد لله..!! " إلتفت بعد وقت من الصموت، ليجد حياه جالسة على نفس وضعها ولكن زادت تجمع العبرات في مقلتيها، لم يرى بؤبؤي عينيها بسبب شدة اللمعان .. ورغم ذلك أبت ان تترك عبرة واحدة تنفلت من حصارها .. ~~ سار يجوب الغرفة يمينا و يسارا ممسكا هاتفه ،، اليوم الثالث يهل و مازال لا يعرف شيئا عن حياه انقطعت أخبارها .. منذ اليوم المشئوم الذي أتى فيه محسن الي دار أحمد لإخباره بمسئلة إدمان كريم و هو يحاول الوصول لحياه و لكن هاتفها مغلق، بحث عنها في كل مكان يمكن ان تتواجد به و لم يجدها ، و بالتأكيد اول فكرة سيطرت على ذهنه هو " كريم قام بخطفها " لأساسه مدمن مغيب الوعي .. ألقى بالهاتف بعيدا وهو يجلس على السرير بتعب، محتوي رأسه التي على وشك الانفجار بين كفوفيه.. لام نفسه كثيرا ، لام نفسه لأنه اجبرها على ذلك الارتباط ، لازم نفسه لأنه اهملها و لم يحتويها كصغيرته بين احضانه ، لام نفسه لأنه اهملها تحت مسمى " حياتها بقت لجوزها ".. غفل على ان حياته لآخر نفس يلتقطه يجب ان تسخر لها و تبقى جانبها تطمئنها، غفل على أنه " السند " الذي لا يهدم ولا يحطم إلا و جسده في تربته وروحه بين يدي الله .! ~~ وقفت تهيئ فرشتها على " الكنب " مقابل فراش كريم في غرفة المشفى .. " قولتلك لأ روحي نامي في البيت كلمة واحدة..!! " صاح بها كريم النائم على الفراش بغضب و تزمجر .. ابتسمت حياه ببرود، و هتفت بدون اكتراث " لا يا كريم، مش هتعتع من مكاني انا بايتة هنا و أحمد ربك اني مرزلتش عليك و جيت انام فوق رأسك هاا.! " كريم بصوت مبحوح -: حقكك،، ما انا بقيت مشلول مش قادر عليكي .! توقف الزمن لديها عقب تلك الجملة البائسة .. اجتاحها مختلف المشاعر ، " اهانها، احقر من شأنها كونها زوجته و لكن ،، و لكنه بحاجتها الآن.! بحاجة ان يشعر بإطمئنان و يد تعاونه في محنته ، في حاجة لشعلة امل تشتعل في روحه، ليس له أحد سواها الآن.! " تنهدت عميقا و اغلقت الأنوار .. شعر بعد دقائق بملمس سبابتها الناعمة يتحسس وجنته كما تفعل دوما .. " انا مش بعاندك ولا بعجزك، انا بس مش عايزة امشي و اسيبك، عايزة افضل جنبك يا كريم..! " همست بها جانب أذنه بخفوت، ليغلق جفونه مستسلما لسحرها الآخاذ .. ~~ في اليوم الموالي،، كان يجلس بائس الحالة حزين شارد،، ايقظه من شروده صوت الهاتف .. نظر بإهمال نحو الشاشة ليتبدل شعوره فورا .. صديق -: حياه، حياه.!! حياه على الجانب الآخر -: الو ؟ أيوة يا بابا.!؟ صديق بلهفة -: حياه انتي كويسة يا بنتي.؟! حياه -: ايوة يا بابا انا الحمدلله.! صديق -: انتي فين و كنتي قافلة تليفونك ايه.؟! حياه -: متخافش يا بابا انا كويسة، بس مش عارف اشرحلك في التليفون عايزة اشوفك .. صديق -: انتي فين و انا اجيلك.؟! حياه -: مستشفى (-------) صديق -: مستشفى ليه حصلك حاجة.؟! حياه -: لا بس تعالى و انا هشرحلك كل حاجة.! ~~ حضر صديق و التقى بحياه، قصت حياه الحادثة و سقوط كريم في البحار و إنقاذها له .. صديق -: على العموم انا هريحك من كل ده، دي غلطتي من الأول و لازم اصلحها .. هطلقك منه يا حياه انتي ملكيش عيشة معاه تاني.! حياه بإستنكار و صدمة -: تطلقني منه.؟! حضرتك واخد كل حاجة بلامبالاه كدة، جوزتني ليه بكل سهولة، و هطلقني منه بنفس السهولة .. طب و انا مليش رأي في حياتي.؟! طب البني آدم الي بقى عاجز و مرمي في المستشفى جوا مالوش مشاعر زينا ولا هو حيوان.؟! صمتت ثوان، ثم أكملت وهى ترمق والدها بنظرات إصرار " لا يا بابا مش هطلق منه،، مشاعر الناس مش لعبة .. كريم شاف في حياته كتير، كتير اوي.! ابوه رماه بالاربع أيام و كان هيقتله ،، و اهو بقى عاجز و متحطم و عايزني اتخلى عنه في وقت زي ده ؟! انا آسفة بس المرة دي انا مش هوافق .!! صاح بها صديق منفعلا -: عايزة تعيشي مع واحد مدمن انتي مجنونة.؟ انتي فاكرة اني هسمحلك تعيشي معاه لحظة واحدة بعد كدة.؟! حياه -: كان،، كان مدمن.! و اتعالج نهائي ،، انا اشرفت على ده بنفسي، مش بعد ما اتعالج اسيبه يرجع لنقطة الصفر من تاني .. اعتبرها حالة على الأقل.!! و انا مسئولة عن نتيجة قراراتي .. تنهد صديق طويلا قبل ان يقول -: ماشي يا حياه، بس عيني هتفضل عليكي على طول.! و ابقى بلغي جوزك ان شغله بح، استغنوا عن خدماته .!! ~~ ~~ مرت الأيام، المحادثات قليلة بين حياه و كريم .. ~~ مثلا ~~ حل الليل و حياه كالعادة تمسح على وجنة كريم حتى ينام .. لم يعرف لماذا تفوه بهذا الحديث و لكن ليتخلص من الكبت مثلا.؟! قال وهو ينظر بعيدا عنها -: الست الي شفتيها عندي في المكتب،، اسمها عنايات .. كنت بهددها بالحبس لو مقالتش شحنة المخدرات الي لاقيناها في شقتها تبع مين و مين بيجبهالها .. كانت بتترجاني زي شغل النسوان بتوع القسم انها ملهاش دعوة بالمخدرات و انها بريئة .. في الوقت الي انتي دخلتي فيه كانت بتمثل العياط و المسكنة و ابوس إيدك و ابوس رجلك و جو من ده ،، و انتي مسبتليش اي فرصة اشرحلكك ده،، مسبتليش فرصة اوضحلكك اني مليش دعوة بيها ولا ليا دعوة بأي واحدة تانية..!! تنهدت حياه طويلا تسأله -: اشمعنا قولت دلوقتي.؟! كريم وهو يحدق بالسقف -: كبت، كبت و عايز أخلص منه.! مسحت على جبينه -: كمل، طلع كل الكبت الي جواك. ! نظر هذه المرة لعينيها وهو يعترف -: انتي عمرك ما كنتي جسم بس.! عمر ما علاقتي بيكي كانت سرير، عمري ما كنت ببصلك من الناحية دي.! تنهدت حياه طويلا و تراقص قلبها فرحا، تصنعت عدم الاهتمام -: كمل وإيه تاني.؟! حدق بها طويلا، ثم اشاح وجهه " مفيش حاجة تاني.!! " إبتسمت حياه بمكر وهى تقول بداخلها " واد تقيل فعلا..!! " ~~ كان يجلس مع زوجته يتناجيان بمرح .. قطعت " امل " حديثهما المرح و هى تتجه لإحضار هاتفها .. وجدت رسالة مضمونها غير حالتها تماما .. بضع صور لزوجها " محسن " في وضع مخزي مخل مع فتيات عاريات .. و رسالة مضمونها النصي " دي نبذة عن جوزك الشريف، حقك متصدقيش، بس لو عايزة تتأكدي ابقى روحي كباريه (---) بليل وشوفي بنفسك.! " تصنعت " امل " زوجة " محسن " البرود حتى لا تثير شكوكه .. و حل الوقت المعهود، ذهبت بالفعل للمكان المشار إليه لتجد زوجها المصون يتوسط طاولة ما و العاريات يترنحن عليه يمينا و يسارا .. ~~ في وقت ما ،، كان كريم كحالته، نائم دائما فأصبح عاجز لفعل اي شئ .. صاح مرة واحدة " الشغل..!!! انا ازاي غفلت عن حاجة زي كدة .؟! " إبتلعت حياه ريقها بتوجس، وهى تقترب متنهدة .. " بص يا كريم،، مبقاش في شغل خلاص.؟! " كريم -: يعني ايه مبقاش في شغل.؟! تزغللت مقلتا حياه بتوتر .. كريم-: كدة انا فهمت،، بابا زي ما اتوسط و دخلني شرطة اتوسط و خرجني منها مش كدة.؟! اومات حياه ايجابيا ضاغطة على فك اسنانها السفلى بتوتر .. بينما حرك كريم رأسه يمينا و يسارا يائس .. ~~ بعد مدة،، دخل " الشاويش " الحجز مناديا " محسن الدسوقي.! " هب محسن واقفا .. بينما هتف الشاويش " زيارة " .. اصطحب الشاويش محسن لمكتب ما،، صدم محسن عندما وجد حياه أمامه تجلس بهيبة واضعة قدم على الأخرى .. ظل واقفا مصدوما، بينما رمقته حياه بنظرات مسلية " أستاذ محسن، اوعى تكون مش عارفني.! هزعل منك جامد.! " محسن وهو ينظر للأسفل -: لا إزاي، عارفك طبعا يا استاذة حياه.! حياه وهى تشير له بالجلوس -: اقعد واقف ليه، ده انا حتى الي ضيفة عندك.! جلس محسن على استحياء .. إستأنفت حياه وهى تقف متحركة أمامه يمينا و يسارا -: قولي بقى،، انت عارف ان الفتنة اشد من القتل ولا ايه.؟! و فجأة دنت لمستواه قائلة بشراسة -: و انت فتنت، يعني تستاهل القتل .!! تحركت مرة أخرى -: بس انا هخليني رحيمة بيك،، رددتهالك واحدة قصاد واحدة.! زي ما خربتلي بيتي، انا كمان خربتلك بيتك.! و العين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم، ولا إيه.؟! صمتت ثوان،، ثم جلست مرة أخرى بأريحية أكبر .. " بس صدقني مش ذنبي، الشيطان هو الي غواني.! شفتك طالع من كباريه و حالتك زي الفل قومت بصفتي دكتورة علم نفس و بقدس جدا دور المرأة و ضرورة احترامها إتقسطت لغاية ما عرفت انك متجوز .. يبقى انت كدة " خاين.؟! " طب اسكت.؟ .. لآ طبعا.! قولت انبه المدام بالي بيحصل حواليها، حطتها على اول الطريق وهى اكتشفت بنفسها مهزلتك .. بس الصراحة انا كنت عاملة حسابي انك تطلقها و خلاص لكن أبوها كان شديد حبتين و انتقم لكرامة بنته هو حر،، هو بقى الي حطك في السجن انا مليش دعوة انا بس اديت إنذارات !! " تنهدت طويلا وهى تمسك بحقيبتها -: يلا ربنا معاك اخرة المشي البطال وحش ،، على العموم انا عملت بأصلي دول سندوتشين حلاوة كل و اتغذى كدة علشان شكل أبو المدام مش ناوي يجيبها لبر .. take care يا استاذ محسن بقى ..!! وضعته بإبتسامة باردة و إستفزاز جلي .. و خرجت من المكتب مرفوعة الجبين مظفرة .! الفصل التاسع عشر جلس على مقعده الوثير خلف مكتبه، يطرق بسبابته عدة طرقات على سطح المكتب المصنوع من أجود أنواع الخشب .. عاد بذاكرته للخلف، عندما هلت حياه بطلتها الأسيرة في مكتبه أمس .. من ذاك الوقت وهو يفكر في حديثها، استطاعت تلك الصغيرة الماكرة ان تقلب موازينه رأس على عقب، و تأتي بأيمن أفكاره لليسار ..! ~~ سابقا ~~ دلفت لحجرة المكتب الخاصة ب" أحمد ".. لم تجلس، فقط ظلت واقفة ترمقه بنظراتها الجادة الحادة .. " اقعدي يا حياه واقفة ايه.! " تسائل أحمد بملل و عدم اكتراث ، لتجيب حياه بصوت جهوري يميل للإرتفاع و الهدوء في آن واحد .. " انا مش جية اقعد ،، انا جية اسأل سؤال واحد..! " أحمد بفتور -: و مالو،، اتفضلي.! تنهدت حياه ثوان،، ثم رفعت إحدى حاجبيها قائلة بجمود " كريم .. يبقى مش إبنك صح.؟! " إتسعت مقلتا أحمد مصدوم مما تفوهت به حياه للتو، و سريعا هتف بإستنكار " مش إبني.؟! انتي مجنونة يا حياه و لا شاربة حاجة.؟! " صاحت حياه منفعلة -: انا لا مجنونة ولا شاربة حاجة بس متقنعنيش ان في أب يعمل في ابنه كدة.! أولا طول حياته انت عمرك ما حاولت تتقرب منه و تشوف مشاكله و تعوضه عن غياب امه، ثانيا اتحكت في حياته و دخلته كلية مكنش عايزها اصلا كأنها حياتك انت.! ثالثا اتهمته و كنت هتقتله من غير ما تسمع حرف منه ولا تسيبه يبرر موقفه حتى.! رابعا و الأهم الي لازم تفهمه كويس ان إبنك الي حتة منك إتشل ..!! عارف يعني اتشل.؟ يعني بقى عاجز مش قادر يتحرك و انت مكلفتش خاطرك تطمن حتى عليه.؟! بالعكس انت دوست عليه اكتر و عزلته من وظيفته انت عجزته اكتر..!! هب أحمد واقفا بغضب، معتكزا على المكتب " ابني مدمن مخدرات.!! عارفة يعني كنت حاطت امل عليه و نفسي أشوفه راجل ملو هدومه و في الآخر اكتشف انه مدمن.؟! انا قسيت عليه كتير آه، بس بهدف إنه يعتمد على نفسه و ميتسندش على حد، بهدف اني مش باقيله العمر كله .. بهدف ان مش كل شخص يسيبه يقعد يبكي عليه.!! " قاطعته حياه -: واهو جه معاك بنتيجة عكسية..!! انحاز لطريق كان هيخليه ينساك و ينسى اسمه كمان.!! و على فكرة كريم اتعالج من زمان، و ده الي كان بيحاول يقولهولك بس انت مسبتلهوش فرصة .. وقت ما اتعالج كان فرحان طاير في السما، كان حاسس انه بني آدم تاني و مستعد يبدأ حياه جديدة ، و انت في لحظة تهور نهيت روح الأمل الي كانت جواه .! طيب حتى لو لسا مدمن شلله مأثرش فيك.؟ محركش مشاعرك انك تروح و تطمن عليه.؟! أحمد بجمود -: لازم قلبه يجمد قولتلك، لازم يعيش الأزمات دي لوحده علشان يتعلم.! حياه -: طيب، بس عايزة افكرك ان داين تدان .. أنت بعدت عنه و قسيت عليه في حياته كلها، و هو مش هيفهم كدة هو بس مدرك إنك اتخليت عنه فأكتر وقت محتاجلك فيه، بكرة تكبر و تعجز و لا هيهمك لا فلوس و لا شغل، هيبقى أقصى امانيك تبقى وسط إبنك و عيلته و طبعا بعد الي عملته معاه هو مش هيتقبلك نهائي.. -- سلام يا اونكل و ابقى افتكر كلامي كويس..!! ~~ الآن ~~ زفر بضيق وهو يفكر جديا في تلك المسألة، لن يغفل كريم ابدا عن هذا.! لن يسامحه على تركه ذاك .. ~~~~ كالعادة، جلست تربت على و جنته الخشنة قبل ان يخلد الي النوم، نبتت ذقنه قليلا أصبحت تشوكها.! إبتسمت بحب و حنو وهى تتذكر سابقا عندما كانا يتهنئين بحياه رومانسية .. ~~ سابقا ~~ جلس " كريم " أمامها على السطح الرخامي للمرحاض، الذي يتصل بآخره مرآه عملاقة .. و حياه تقف على مقربة شديدة منه ممكسة بيدها " شفرة الحلاقة " لتتخلص من شعر ذقنه القصير الفوضوي .. تصنع التآوه البسيط عندما جرحت وجنته جرح بسيط .. " اوبس معلش فلتت من إيدي.! بسيطة بسيطة هحطلك عليها بلاستر " قالتها حياه بإرتباك بسيط وهى تحضر الأدوات الطبية البسيطة تمثلت في الملصق الطبي .. وضعته مكان الجرح الصغير وواصلت حلاقة باقي الذقن .. " تووءء بقى ما تفتحي يا حياه هتشوهيلي وشيي..!! " هتف بها لائما عليها .. حياه بصوت مرتبك أكثر -: اووف أيدي رعشت تاني .! معلش بسيطة بردو بسيطة.! كريم -: طيب خلي بالك بقى علشان مش هروح القسم وانا متعلم عليا كدة..!! مرت دقائق اخرى،، " ايي لا بقى كدة كتير .! انتي لو مستقصضاني مش هتعملي كدة..!! " صاح بها منفعلا أكثر وهو يهب واقفا .. حركت رأسها عدة مرات نافية -: مش مستقصضاك والله بس مش عارفة مالي النهاردة.! بص بسيطة خالص اهى هات احطلك عليها بلاستر.! كريم -: بسيطة ايه بقى وشي اتهرى بلاستر اروح القسم للمجرمين ازاي انا دلوقتي اقولهم المدام كانت بتحلقلي.! ضحكت حياه على وجهه، مساحات كبيرة منه تغلفت بالملصق الطبي.. حياه وهى تحاول كبت ضحكاتها -: طب خلاص تعالى و هخلي بالي والله.! كريم -: وربنا ابدا روحي اكشفي نظر الأول بعدين كلميني.! حياه -: لا يا بابا انا نظري سليم بس إيدي الي كانت بترعش معرفش ملها.! كريم -: مفيش مشكلة روحي اكشفي انف و أذن.! رحل كريم عن المرحاض تاركا حياه تنظر للأعلى تفكر بدهشة -: انف و أذن.؟!! ده رجع يدمن تاني ده ولا ايه.؟! بعد قليل،، وقف كريم أمام لوح المرآه الطويل، يتأمل بزمجرة وجهه .. يهمس وهو يجز على أسنانه بحنق -: منك لله يا بعيدة حسبى الله ونعمة الوكيل.! سمعته حياه الجالسة على الفراش بملل .. " سمعتك على فكرة و بعدين ما قولنا مكنش قصدي الله .! " وبخته بأسلوب منحط يميل لل"شرشحة. !😂 " وهى تضع كفها أسفل ذقنها .. لم يعبأ بها، بل نظر مرة أخرى للمرآه قائلا بحسرة -: كنت طول عمري اسمع ان دقن الراجل شرفه و أستغرب من التعظيم الجامد ده،، دلوقتي عرفت انه هروبا من أيديكم يا جبابرة.!! ~~ الآن ~~ ضحكت بخفة، ثم طبعت قبلة صغيرة أعلى جبينه عندما تأكدت انه خلد النوم، وتوجهت هى الأخرى لفراشها الصغير لتتوجه للنوم .. ~~~~ ~~~~ تململ في الفراش بملل، فتح جفونه بهدوء ليقابل قمرا عيناها اللؤلؤان .. تنهد عميقا وهو يجلس محدقا به .. تفوه بصوت ناعس " لسا منمتيش.؟! " اومأت برأسها نفيا ترمقه بنظرات الحب و اللوم معا .. " منمتيش ليه بقى.؟! " إقتربت حياه منه كثيرا تمسح على شعره .. " بفكر فيك.! " سمحت لنفسها الاقتراب و استنشاق أنفاسه الحارة دوما .. همست بحزن قرب شفتاه -: لسا مش ناوي تقولها.؟! اشاح بوجهه بعيدا و قد فهم ما ترمي إليه، سأل بصوته الخشن -: اقولك ايه.؟! حياه -: كريم انت مبتحبنيش.؟! انت مش عايزني في حياتك.؟! زفر كريم بضيق -: انتي عارفة الإجابة كويس، معرفش انتي ليه مكبرة الموضوع اوي كدة.! حياه -: علشان مش عايز تقولها و تريحني، ليه مش عايز تقول انك بتحب مراتك هو عيب ولا حرام يعني.؟! صاح كريم بغضب -: يوووووه كل شوية لازم تفتحي الموضوع ده، انا زهقت من التفاهة دي و النكد الي شغال 24 ساعة.!! انا ماشي و سايبلك البيت نكدي على الكنب و الحيطان مع نفسك.!! تركها غير عابئ لاعتذاراتها و توسلها بأن لا يتركها .. تركها كأنه لم يسمعها من الأساس و خرج .. عاد بعد فترة، وجد الأنوار جميعها مغلقة .. لا يوجد أثر لها بالمنزل .! دلف لغرفته بخطى بطيئة وجدها نائمة مدثرة تحت الغطاء السميك .. جلس جانبها بهدوء و أحاط خصرها من الخلف .. " عارف إنك زعلانة مني بس انا تعبت من كتر زنك الي مبيخلصش، المفروض انتي تراعي اني برجع من الشغل تعبان و محتاج ارتاح بس انتي بتتعبيني بكلامك اكتر.!! بس انا هريحك ياستي،، انا مش بحبك بس انا بموت فيكي يا حياه.! بعشق الهوا الي بتتنفسيه، إسمك حياه و تبقى حياتي فعلاا..!! " انتظر ردها و لكن مرت الثوان ولم تفه حياه بحرف .. كريم -: كل ده زعل.؟! ياستي خلاص بقى المسامح كريم.! طبع قبلة على جبينها لينصدم من شدة برودة وجنتها، أدارها له لتنفغر شفتيه على وسعهما .. عيناها المرفوعتان للأعلى، شحوب وجهها الشاحب تماما و برودة بدنها .. هزها مرة و اثنان و ثلاثة و لكن الإجابة ساكنة .. " لم تتحرك "..!! هزها بعنف أكبر و هو يصرخ بإسمها و يصيح، يحرك وجهها يمينا و يسارا كي تفيق و لكن دون جدوى ، رحلت زوجته من الدنيا بأكملها..!! ضمها لأحضانه باكيا بإنهيار -: لا مش هتسيبيني لأ حييااااه..!! ~~ تجمعت حبات العرق حول انام وجهه بكثرة كأن اشعة الشمس نزلت عمودية على وجهها .. فتح أعينه على وسعمها مرعوب من ذلك الكابوس القذر..!! إتسعت مقلتاه برعب، حاول النهوض أكثر من مرة و لكن عجز .. ظل يهمس بإسمها أكثر من مرة كالمجنون، لمحها مدثرة تحت الفراش زاد رعبه أكثر و أكثر .. لم ينتظر الصراخ بإسمها بل أمسك بالمنضدة الصغير جانبه وهو يسحب نفسه للأسفل .. " صحيح عاجز،، بس علشانك هطير لسابع سما.! " أسقط نفسه على الأرض و حاول جاهدا ان يزحف، تساقطت العبرات من عينيه غير مستوعب فراقهاا، لم يدرك حتى الآن انه كابوس و فقط.! ظل يبكي على الأرض صارخا بإسمها، نمت داخله فكرة الموت .. نهضت حياه فزعة على أثر صوته .. حياه بلهفة -: كريم.! كريم اهدى في ايه..!!! دنت حياه لمستواه و الخوف يتملكها، امسكها كريم الساقط على الأرض بإنهيار و ضمها لإحضانه بلهفة .. ظل يصيح معترفا " انا بحبك.! انا بحبك سامعاني انا مش هقدر أعيش من غيرك،، انا مش عايز غيرك انتي انا بحبك،، حياه انا بحبك.!! " ظل يردد هذه الكلمات بهستيريا وهى بين يديه مصدومة من حالته،، ربتت على ظهره بحنية وهى تحاول تهدئته " ششششش،، انا جنبك متخافش .! " هدأ بين أحضانها اخيرا،، مازال يهمس بكلماته " بحبك "..! ~~~~ حل الصباح بعد تلك الليلة المتعبة، ظلت حياه جانبه طوال الليل وهو يهمس بين كل حين و الآخر بأحبك .. تحدثت حياه مع الطبيب بشأن كريم .. و حبطت عندما سمعته.. " للأسف الإصابة اتطورت، انا كنت منبه الراحة التامة و ميتحركش ابدا .. واضح انه حاول يتحرك و اتعافى على نفسه فإصابته اتطورت اكتر، و حاليا لازم يعمل عملية العلاج الطبيعي مش هينفع مع حالته..!! " الفصل العشرون داعبت أفواج الرياح الرقيقة جفونه،، و ظهر سبابتها الناعم وجنته برفق و حرارة .. يجذبه نسيم الهواء للإستمرارية في النوم،، بينما يحرك ملمس سبابتها على وجنته مشاعره المكبوتة مطالبا إياه باليقظة ولو لثوان ؛ ليحدق في بؤبؤي عينيها السود .. كم يشعر بالاشتياق نحوهما .!! لبى وبكل شهوة مطلب فؤاده النابع من الصميم،، و رفع ستائر جفونه كاشفا عن عسلي عينيه الضيقين .. ليواجه مباشرة عينيها كما أحب.! رآها بوجهها الملائكي، و الضوء يشع منه، تبتسم له نفس إبتسامتها دائما .. ابتسامة حنونة صافية، خصلة شعرها المتدلية على جانب محياها، نظرة القوة و الثبات الذي استطاع رؤيتها دون الحوجة لضوء.! " دائما قوية، قنوعة، ماكرة و حنونة.!! " حرك بصعوبة بالغة كف يده، شعر بثقل كأن يداه مكبلة بصياغ حديدية .! و رغم ذلك شعر بيسر جم و كفه يتوجه لوجهها، يملس على خصلة شعرها بلهفة ولوعة .. فوج رياح قوي هب فجأة .. رياح محملة بذرات حب و سكون .. رياح محملة بتراب من تبر ،، كأن التبر شق روحه بضوءه الذهبي اليانع .. فتنهد طويلا مبتسما، قبل ان يستأنف بصوته المبحوح المتخشرج " حاسس إني في الجنة .!! " صمت قليلا يتأمل مشتقات وجهها بلهفة، و بكف مرتعش ملس على جبينها، هابطا على وجنتها المتوردة، ممتدا لثغرها الطابع للون الدم القرمذي .. أردف الولهان بكلماته الولهانة " إنتي قدامي ،، بين إيديا.! سرحان في عينيكي براحتي ..! حتى الهوا، اول مرة أحس بوجوده.! " جذب خصلة من شعرها لوجهه، يستنشق عبيرها الجذاب و تنهيدة حارة تنطلق منه .. " اول مرة أحس بجماله .. بحلاوته.! " صمت ثوان، يحدق بوجهها بتمعن أكثر .. و صاح بصوت اشبه لفحيح الأفعى،، ناعم تماما.! " حياه..!! إنت فعلا حياه .!! " اتسعت إبتسامة حياه أكثر، و لكن تحولت فورا ملامحها للإستفهام رافعة حاجباها مستنكرة.. " يعني مش حاسس ان في حاجة ناقصاك خلاص.؟! و رجلك و حركتك.؟! " أشاح بوجهه بعيدا عنها قائلا بمرارة " ده قدر،، نصيبي كدة.! " أعاد النظر إليها وهو يضغط على كف يدها براحته .. " قولتلك إنت أهم حاجة في حياتي.! بس خليكي جنبي.! " تشبثت بكفه أكثر وهى تقترب هامسة .. " و أنا جنبك، مش هسيبك.! " وقفت فجأة و مازال كفها عاقدا بكفه .. اردفت -: " بس جت قوة بتبعدنا عن بعض.! " ظلت تتراجع للخلف بعيدا عنه، و كفه أبي لترك كفها .. " قوة بتشدك بعيد عني ،، وأنا ضعيفة.! مش هقدر عالقوة لوحدي.! " تتراجع بخطوات وئيدة، و يحاول عبثا بعدم ترك كفها ابدا .. تتراجع و كفها مستسلم لقبضته القوية المحكمة .. بدأت القبضة تتراخى تدريجيا، و كفها على وشك التحرير من قبضته .. أردفت بصوت درامي هادئ ، و صوت الرياح المشابه للدوامة جعل المشهد درامي أكثر و أكثر .. " مش هقدر على مقاومة القوة لوحدي .. محتاجة ليك، محتاجاك تجري بأقصى سرعة عندك و تمسك إيدي .. تمسك إيدي و تضمني جوا حضنك و متسبنيش.! " و على حين غرة كانت حياه ترقد فوقه مسطحة على الفراش و يداه تتوق خصرها بإحكام .!! شهقت بخفة وهى ترفع وجهها لتقابل عينيه، بنظرة الإصرار و العزيمة و القوة .. همس جانب اذنها بصوت تحول من الرقة و اللين للشراسة و العنف .. " حتى لو عاجز و مش بتحرك هوصلك، هجيبك و ارجعك لحضني من تاني .. مفيش قوة في الدنيا تقدر تمنعني عنك سامعة.!! " شرت قشعريرة قوية بجسدها نتيجة صوته الشرس و أنفاسه الحارة الغاضبة التي تلحف صفحة وجهها الثلجي .. هدأ قليلا، و عاد يحدق بها بنظرات لوم لون عتاب " ليه عجزتيني .. ليه صحيتي الوجع النايم جوايا.! " حملقت بمقلتيه الضيقتين بخوف، و أجابت بصوت مهزوز مرتعش " ع عشان تعمل إل العملية.! و تكمل علاجك .! " ضربها بخفة أسفل رأسها هاتفا بحنق -: لو كنتي طلبتي من الأول كنت هعملها مكنش ليها لازمة الدراما و الجو الهندي ده..!! صاحت حياه مبررة -: و انا ايش عرفني انك كنت هتوافق من الأول انا.!! ضمها مرة أخرى لأحضانه، و أنبت هى نفسها على ما تفوهت به، كان هناك طرق أخرى كثيرة لاقناعه بدلا من ان تسلط الضوء كله على بقعة شلله و عجزه .. رفعت رأسها حزينة " كريم انا مكنش قصدي إني اعجزك، انا بس كنت عايزاك تعمل العملية في أسرع وقت و ترجعلي سليم.! -- انا اسفة.! " إبتسم بحب، و حدق بمقلتيها مداعبا طرف ذقنها بسبابته " بتحبيني.؟! " إبتسمت مشاكسة وهى ترفع حاجباها بمكر -: شكلي كدة.! رفع حاجباه هو الآخر مقلدا إياها -: شكلك كدة.؟ لا والله.؟! دفنت وجهها في صدره -: عارف .. بحبك زي ما تكون إبني.! بحب اطبطب عليك، اخدك في حضني و انيمك، بحب امسح على خدودك جدا، و شعرك.! و في نفس الوقت انت مصدر للأمان ليا.! بس بردو هتفضل إبني قبل ما تكون أبويا.! ~~~~ ~~~~ في الصباح التالي،، كان شبه جالس على الفراش، فقط مرتفعة رأسه حتى يستطيع تناول طعامه .. تجلس أمامه حياه ممسكة بالصحن تحاول إطعام كريمها الصغير .. رفعت المعلقة بشكل كوميدي وهى تداعبه كالطفل الصغير " الطيارة الحلوة رايحة على بطن مين.؟! على بطن كوكي الصغنتت.! " زفر كريم بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا -: هو آه حضرتكك دماغك ضاربة و بتعتبريني زي إبنك بس مش للدرجة.! قرصت وجنته بلطف وهى تدير وجهه لها -: بطل برطمة و كل يلا هم.! دفع كريم يداها بعيدا، و صاح بحنق غاضبا -: يخربيت غلاستك.! لم تكف حياه عن حركات دعاباتها السخيفة .. ظلت تقرص وجنتيه و تحرك وجهه يمينا و يسارا .. صرخت فجأة بتآوه وهى تنتفض واقفة .. فقد مط كريم يداه أمامه و لم يضع في حسابه حصن الشراب الساخن الموضوع على الفراش، فأنسكب جميعه على فخذي حياه التي هبت واقفة بصريخ .. إحتلت معالم الصدمة وجهه ثوان، ثم تبدلت بالضحك على هيئة حياه التي تلتوي بإهتزاز بطرق مضحكة .. ظلت ترفع و تحرك تنورتها الطويلة بإهمال محاولة لجلب الهواء و تخفيف حدة الحرقة .. صرخت به بجنون عندما وجدته يضحك بشدة هكذا " إنت بتضحححكككك على ايه انت كماان على انك حرقتني.!! " وضع كفه على شفتيه محاولا كبت قهقهاته، و رفع كفه الآخر أمام وجهه بإعتذار .. " اووووف يح بقى..!! " ظلت تتأفف و تركل قدمها بالهواء غضبانة حتى ارتطمت أصابعها بالفراش الحديدي القابع كريم عليه ..! صرخت حياه أكثر و لم يستطع كريم التغلب على نوبة القهقهة الهستيرية التي أصابته .. دخلت الممرضة مهرولة الي الغرفة في ذلك الوقت .. هتفت بهلع -: مدام حياه.؟! حصل ايه في حاجة.؟! وقفت حياه بإنتظام قليلا متوردة المحيا .. " لا يا أمل شكرا بس اتخبطت خبطة بسيطة.! " امل بشك -: متأكدة.؟ ده صوتك جاب لآخر المستشفى تحت.! حياه بنفاذ صبر -: مفيش حاجة يا أمل.! رحلت أمل تضرب كفا بكف " شوية يجيبنا هو على صوت صريخة و شوية هى.! عالم مجانين صحيح.! " نظرت حياه لكريم نظرات حانقة غاضبة .. لم يعبأ بها كريم و ظل يطلق صفيرا عال وهو ينظر للأعلى .. حياه بهتاف -: ياااا بروودكك.! عمال تصفر و تضحك ولا كأنك عملت حاجة.! كريم-: مش انتي الي كنتي بتغلسي عليا.؟ إشربي بقى .! حياه -: تقوم تدلق عليا الشوربة.؟ كريم بإبتسامة مستفزة -: مكنش قصدي ،، و بعدين أحمدي ربنا انها مكنتش سخنة اوي انتي الي شكلك فرفورة و جو الشبحنة الي ابتديتي معايا بيه إتبخر خلاص.! حياه وهى تقترب محذرة -: لأ لأ لأ لغاية الشبحنة و استوب اعمل كات كدة.!! ده انا آخر حاجة تقولها عني فرفورة.! كريم ببرود -: فرفورة.! حياه بإصرار -: مش فرفورة..!! قطع اللحظة طرقات على باب الغرفة، إتبعها أحمد بدخوله بكل هيبة ووقار .. صدم كريم اولا، و أبتسمت حياه بخبث .. تنحنت حياه وهى ترحب بأحمد، و تدعوه للدخول .. " اآ أهلا يا اونكل أحمد اتفضل.! زيارة مفاجأة و حلوة جدا الحقيقة.! " دخل أحمد بخطوات وئيدة،، أحمد -: إزيك يا حياه.! حياه -: الحمدلله ككويسسة .. نظر أحمد لكريم طويلا دون ان يفه حرف .. حياه -: طب استأذنكو انا، الشوربة بهدلتلي الجيبة .. ( وجهت بصرها لكريم ) هروح اخد شاور و جية مش هتأخر.! ~~~~ وقفت تاركة المياه تنهمر عليها ،، تتخلص من تعبها بدنيا و نفسيا .. أحست بدوار عنيف يجتاحها، لم تستطع حفظ توازنها كادت ان تسقط و لكن أمسكت بتلك الأنبونة الكنزة الحديدية .. حاصرت رأسها بين قبضتيها، تشعر بألم شاسع يدمر خلايا عقلها الفاذ .. بدأ الشعور بالألم يهدأ تدريجيا .. تدريجيا ..! ~~~~ ~~~~ تقدم أحمد نحو كريم، بوجه جامد .. راكد .. خال من المشاعر و التعابير .. و كريم كذلك،،، جلس أحمد على الفراش مقابل كريم، أشاح كريم بنظره لزاوية ما بعيد عن وجهه.. فجأة وجد من يندفع لأحضانه و يضمه في عناق ابوي عطوف .. " بتدور وشك عني يا كلب.! ده انا أبوك، ده انا ياما استحملتك و استحملت خلقتك الفقرية على قلبي زي العسل .. ده انا ياما إحتويتك جوا حضني و حاولت اعوضك عن غياب امك .! بتتقمص مني و تزعل دي آخرتي.؟! بدل ما تبقى سندي و الحيطة الي اتسندت عليها وقت ما أضعف تعمل فيا كدة.؟؟ " كان يتحدث و كل كلمة تنبع من صميم فؤاده بصدق و واقعية، كل كلمة يفه بها يتذكر موقفها .. يتذكر عندما كان صغيرا في العاشرة من عمره، يعود من مدرسته بوجهه العابس مكسور الخاطر، يتذكر لاوية فمه لمترين من شدة الحزن و كيف كان يحتويه بين ذراعيه، يحاول تخفيف آلامه و مداواة جرحه و رغم ذلك لم ينجح .. بل بدا كأنه اب قاس غير عابئ بمسؤليات إبنه و مشاعره .. كل كلمة تخرج من فيه بصوت مبحوح متخشرج حزين .. تأثر كريم بكلماته .. و ضمه أكثر لأحضانه وهو ينفي " انا دايما سندك وهبقى سندك .. أنت بس لو سيبتلي فرصة واحدة فرصة واحدة اشرحلك الي حصل كانت هتفرق جامد .. " إبتعد أحمد عن احضانه .. ربت على كتفه وهو يبتسم " خلاص مفيش كلام .. إنت مسامحني.؟! " كريم -: انا الي المفروض أسألك السؤال ده.. مسامحني.؟! حضنه أحمد مرة أخرى -: مسامحك،، إنت الي لازم تسامحني على اي حاجة عملتها او هعملها .. لازم تعرف ان كل حاجة بعملها علشان سعادتك.! ~~~~ مرت الأيام سريعا .. اجتاح كريم عمليته بقوة و عزيمة .. وسط صحبة حياه التي لم تفارقه ثوان .. ووالده أيضا الذي بات يزوره كثيرا مؤخرا .. نجحت العملية، استطاع كريم الجلوس بدأ يتعرش على المقعد المتحرك و مع العلاج الطبيعي ستشفى قدماه مع الوقت .. عاد لمنزله هو و حياه، اصبحا ينعمان حياة وردية ملكية للعصفورين العاشقين.! ~~~~ كانت حياه تقف في مطبخها ترتب بعض الأعمال و تدندن متمايلة .. و كريم يجلس على مقعده المتحرك يتابعها بنظراته العاشقة .. أمال برأسه يمينا يحدق بالقمر الظاهر عبر النافذة الصغيرة .. " فاكرة لما كونا في باريس،، غصبتيني أرقص معاكي في الشارع و مكنتش عايز رغم اني كنت فرحان جدا من جوايا و انا معاكي.! دلوقتي بتمنى اللحظة دي ترجع تاني علشان اضمك جوا حضني و أرقص معاكي مسبكيش.! " تركت حياه ما كانت تفعله، و اقتربت منه متدنية لمرحلته .. " و ليه تتمنى ترجع بالزمن لما ممكن نخلق لحظة جديدة.؟ و مين عالم يمكن تكون اللحظة الجديدة احلى.!! " رفع كتفاه بقلة حيلة، متنهدا بمرارة " كان نفسي نخلق اللحظة دي.. بس النصيب.! " وقفت حياه تجوب المكان " حتى لو كان نصيب ده مش معناه تستسلم، بالعكس ده انت تقاوم و تحاول مرة و اثنين و ثلاثة.! لما تتعب ده نصيب اه، بس ربنا يمكن حكمته في كدة انك تتعالج و تقوم تقف أقوى من الأول.! " إقتربت منه ثانية و مدت كفها محاوطة خصره .. " و دلوقتي جه وقت أننا نخلق لحظة جديدة.!! " كريم -: بتعملي ايه.؟! حياه ببراءة -: هقومكك ترقص.! ساندت حياه كريم في الوقوف، و تحامل هو على آلامه و حاول الوقوف أيضا .. وقف بصعوبة بالغة و كاد ان يسقط، و لكن احكمت قبضتها حول خصره جيدا و بدأت في الغناء .. " ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺭﺍﻳﺤﺔ ﻭ ﺟﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻡ ﻭ ﺿﺤﻜﺔ ﺻﺎﻓﻴﻪ ﺑﺘﺒﺘﺪﻱ ﻭ ﻣﺒﺘﻨﺘﻬﻴﺶ ~~ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻴﺤﻀﻨﻮﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﺠﻔﻮﻥ ﺗﻠﻤﺲ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﺑﻴﻌﻠﻤﻮﻧﻲ ﺍﺯﺍﻱ ﺍﻋﻴﺶ ﺣﻀﻦ ﺩﺍﻓﻲ ~~ ❤ ~~ ﺣﻀﻦ ﺩﺍﻓﻰ ﻛﻮﻥ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺄﺳﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﻴﻜﻔﻨﻴﺶ .! ~~💛 ~~ ﻣﺸﺘﻘﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻗﻮﻟﻚ ﺍﺑﻘﻲ ﺷﻤﺴﻚ ﻭ ﺍﺑﻘﻲ ﺿﻠﻚ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻴﻨﺴﻨﻴﺶ.! ~~ 💚 ~~ ﺍﻩ ﻳﺎ ﺭﻳﺘﻨﻲ ﻭ ﺍﻩ ﻳﺎ ﺭﻳﺘﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺣﻠﻮﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ﻟﻮ ﻟﻐﻴﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻔﻴﺶ ~~ 💙 ¤ ﻋﻤﺮﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﻭ ﻳﺠﻲ ﺗﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﻚ ﻣﻦ ﺣﻨﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺒﺘﺒﺘﺪﻳﺶ .!! " ظلا هكذا حتى بعد انتهاء حياه من الغناء .. يعتكز كريم على حياه، و تضمه حياه بصدر رحب .. تتلاحم انفاسهما سويا من نسيم العاشقين .. تندمج القبلات متسلسلة دون توقف،، تندمج بعد غياب طويل .!! ~~~~ تمر الأيام و الأسابيع ثانية .. لا جديد سوى شفاء كريم نسبيا.! أصبح يستطيع الحركة و لكن على مهل و خطوات وئيدة .. ما جد حقا هو مرض حياه.! أصبحت تشعر بآلام حاد في جميع أنحاء جسدها .. ذهبت للمشفى و بعد التحاليل و الذي منه .. خرجت مصدومة، فاقدة الشعور بأي شئ.! تشعر انها تلقت صفعة قوية، قوية لدرجة عدم الشعور بها.! تماما كدوران الأرض حول الشمس و حول مركزها، و رغم ذلك لا يشعر أي شخص بذلك الدوران.! وقفت تستند على شجرة ضخمة بعد ان انهكها السير .. " ضحكت..!! " ضحكت كثيرا، ضحك هستيري مجنون .. ض ضحك مختلط ببكاء و دموع.؟؟!! تبكي ام تضحك.! هى نفسها لا تعرف الإجابة.! ظلت هكذا طويلا ،، تبكي تارة، تضحك تارة.! توقفت عن البكاء و الضحك ،، مسحت دموعها و تنتهدت طويلا ناظرة للسماء و قطرات المطر الخفيفة تهبط على وجنتيها .. رغم حلول فصل الربيع بأزهاره البديعة اليانعة إلا ان مطر الشتاء أحب الونسة معها..!! توجهت لمكان ما ،، وقفت أمام المرآة العريضة بالمرحاض، نظرت لنفسها في المرآة بقوة و ثبات .. كأنها تتحدى صورتها في المرآه.! أمسكت دون تردد مكينةة " الحلاقة " الخاصة بالرجال .. و قامت بتشغيلها وهى تقربها من شعرها، محفزة نفسها " مفيش حاجة غالية عندي.!! حتى الكانسر مش هيخليني ضعيفة.! " لن تنتظر حتى يتغلب عليها السرطان الذي أصابت به و علمت بهذا الخبر منذ قليل .. لن تنتظر سقوط شعرها أمامها و تقعد تلوم بحسرة عليه .. ستتخلص هى بنفسها منه دون ندم او رجعة.! و بدأت فورا في التخلص من شعرها .. نهائيا، ابديا.!!! ~~~~~~~~~~~
❤️ 🔟 🤎 💛 🧡 💚 🤍 💙 🖤 💜 451

Comments