‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ
‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ
February 13, 2025 at 09:54 AM
*ـ تـزوجت مدمنا↻≯🍒⸙•♡»»))* ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ‏تابع قناة ‏ حـڪايـه فـي ࢪوايـه🦋 ً᭣ٌ᭫ ᨳ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaihRjO0AgWB5Om4ed2m ‏تابع قناة 𝙲𝚕𝙾𝚆𝙽 𝙼𝙴𝚎𝙼𝚎𝚂💀⊁ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaslumI3mFY3Ydegts1M* *💞رواية تزوجت مدمناً💞🍒* الحلقه 21 الحلقه 22 الحلقه 23 الحلقه 24 الحلقه 25 🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🟣🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵🔵 الفصل الواحد و العشرون كان يعتكز على عكازييه في حديقة المنزل الشاسعة .. يتحرك ببطئ يمينا و يسارا وسط العشب الصغير و الأشجار الضخمة المحيطة به .. يتنهد بين كل حين و الآخر بنفاذ صبر و ضيق صدر .. خرجت محبوبته منذ النهار معللة بشراء أشياء مختلفة للمنزل و ها الشمس قد غربت و توسط القمر العرش بتباهى .. أمسك بهاتفه يحاول الاتصال بها للمرة الخامس عشر و النتيجة واحدة .. " الهاتف الذي طلبته غير متاح .." زفر بضيق وهو يلقى بالهاتف على الأريكة بعيدا، ينظر لبوابة الفيلا العملاقة على أمل لطلة سيارتها .. و بالفعل تحقق أمله و هلت سيارة حياه شقة طريقها لداخل البوابة .. ترجلت من السيارة و استدارت له، فتقابل عيناه الناظرة لها بلوم و عتاب .. تبدلت نظراته العتابية لنظرات دهشة و صدمة في آن واحد، فلقد قصت هذه السخيفة شعرها تماما، أصبح طوله لا يتجاوز اكتافها.! تحركت بخطى سريعة الي حد ما نحوه، و أرتمت بين ضلوعه في عناق عميق .. ظلت بين ذراعيه تحاوط عنقه، تربت على شعر رأسه بإشتياق .. تخلى كريم عن العكازين و ضمها بإشتياق أكبر .. ابعدها بعد ثوان ليتأملها عن قرب هذه المرة،، شعرها أصبح قصير، قصير تماما.! لامها بعتاب و زمجرة غاضبة " ليه قصتيه.؟ كنت بحبه طويل.! " إبتلعت حياه ريقها بتوتر و لكن سرعان ما اختفى و تحدثت بثقة و طلاقة " تغيير.! قولت اجرب حاجة جديدة و اهو علشان متزهقش من التقليد.! " كريم بأعين مرصدة و حديث جاد حاد " انا عمري ما ازهق منك يا حياه.! ببساطة علشان انت فعلا حياه،، انت حياتي .! في حد بيزهق من حياته.؟! " تحول حديثه للين مع آخر جملة،، لمعت عينا حياه بالعبرات لجملاته الحنونة العاشقة .. و بالحزن على مرضها.! ليست حزينة كونها مريضة، بل حزينة على زوجها الذي توفت والدته بنفس المرض ماذا سيكون موقفه إذا.؟! " أنا بحبك.! بحبك إنت نفسك يعني الشكل يقدم استقالته يا،، يا حياتي.! " ضمها مرة أخرى لأحضانه،، و ظلا هكذا لدقائق قطعتها حياه " عديني أدخل الحاجات من العربية، هعملك النهاردة عشوايا متتكررش.! " إمتعضت ملامح كريم و أبتسم ابتسامة زائفة متوجسة " الله.! " نظرت له حياه بنصف عين و رفعت سبابتها محذرة " في إعتراض.؟! " كريم مسرعا بإبتسامة " ابداا.!! " أدارت حياه رأسها متوجهة للسيارة، هتف كريم بتوجس " ربنا يستر .! " ~~~~ جلس كريم على المقعد الخشبي الصغير الخاص بطاولة الطعام بالمطبخ .. نظر لحياه الواقفة بحيرة وسط كم الأكياس التي ابتاعتها .. كريم -: و بعدين.؟ هتعمل ايه يا كبير.؟! حياه وهى تضغط على شفتيها السفلى " مش عاارف.! " وقفت تحدق في اللاشئ ثوان، ثم زفرت بضيق وهى تهتف " مليش مزاج اعمل حاجة.! " حدقها كريم بدهشة صامتة .. إسترسلت وهى تنظر له بفتور " عايزة انام، مرهقة من اليوم اوي.! " مط كتفاه بقلة حيلة وهو ينهض مستندا على العكازين .. " زي ما تحبي يلا.! " ~~~~ ساعدته للتمدد على الفراش، و نامت جانبه تحدق في السقف بشرود .. تأتي على ذاكرتها صور التخلص من شعرها .. تتذكر كيف مسكت بجرأة " مكنة الحلاقةة " لتتخلص من شعرياتها .. تتذكر ذهابها لإبتياع " بروكة الشعر" القصيرة لتستتر خلفها من خبر سرطانها .. ألصقتها بجد و إحكام على فروة الرأس حتى لا ينكشف امرها .. و حتى الآن تدعو الله سرا بعدم معرفة أحد ذلك الخبر.! أحست بذراعيه تحيط خصرها، همس جانب أذنها بحرارة " على فكرة إنت اتأخرتي النهاردة،، كنتي وحشاني.! بتمنى متتأخريش مرة تانية علشان قلبي مش حمل دروختك ها .! " إبتسمت وهى تستدير لتقابل وجهه ،، و تدفن رأسها في صدره .. و لكن هذه المرة لم تشعر انه إبنها كالمعتاد، بل شعرت انه والدها و انها في آمان بين ضلوعه ..!! بعد فترة،، حياه -: كريم.؟ كريم نمت ولا لسا صاحي.! كريم -: لآ نمت و قريني بيرد عليكي.! حياه بحرج-: طب كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع كدة.! إعتدل كريم في جلسته وهو يحدقها نظرات اهتمام .. تنهيدة طويلة .. " عايزة اشتغل.! قريب و هترجع شغلك تاني و ببقى قاعدة لوحدي، و الصراحة انا متعودتش اقعد فاضية ابدا .. ففكرت اني اشتغل بشهادتي، افتح عيادة نفسية خاصة بيا، او اشتغل في مستشفي أي حاجة أسد بيها فراغي يا كريم.! أنصت كريم إليها جيدا، لم يعقب فقط تركزت عيناه الحادة عليها .. حياه بإلحاح -: علشان خاطري.! انا مش عايزة اشتغل دلوقتي انا بتكلم على لما ترجع شغلك طبيعي أبدأ أفكر اشتغل فين .. ده طبعا بعد إذنك.! كاد ان يتحدث فقاطعته وهى تضع سبابتها على فمه " مش عايزة رد دلوقتي .. خد وقتك في التفكير، ولو موفقتش ده حقكك و على رأسي .. بس اولا و أخيرا انا عارفة إنك بتختار الي في مصلحتي و الي يسعدني، و انا إحساسي اني اعمل حاجة مفيدة هيفرحني جدا.! " لاحظت سبابتها التي مازالت على ثغره، أبعدتها ببطئ لتقترب رويدا رويدا .. و تطبع قبلة خفيفة حميمية على ثغره ختمت بها حديثها ... ~~~~ تمر الأيام ،، لم يحاول كريم فتح حديث العمل شأن حياه معها، كما لم تحاول حياه .. تحرص حياه على صحة كريم جيدا مثلا -: - هى التي تقدم له دوائه و تنبه على المواعيد .. - تساعده كثيرا في السير دون العكاز و تبقى هى سنده بدلا منه .. - تحضر معه جلسات العلاج الطبيعي .. أما هو فبات يلاحظ شرودها اغلب الوقت، يلاحظ عينيها المطفيتين بعد ان كانا مصدر ضوء و بهجة .. شحوب بشرتها شئ فشئ .. كان بدوره يعمل على ترفيهها و إغمارها برومانسيته الولهانة .. ~~~~ ترجل من السيارة على مهل، و قبض على معصمها يسحبها للخارج .. قد أخبرها صباحا أنه يهيئ مفاجأة لها لذلك يجب إغماض عينيها.. كادت تتعركل و لكن أحكم قبضته حولها جيدا " انا كدة هقع شيل البتاع الي على عيني اقف عدل حتى.! " كريم -: احنا وصلنا خلاص بظبط الوضعيات بس..! حياه ساخرة -: وضعيات ايه.؟! كريم -: اسكتي شوية و هتعرفي .. مر القليل،، صموت تام غلف المكان .. أصاب القلق حياه المعصوبة العينان .. " كريم.؟ كريم فكني بقى.! " وجدت بعد ثوان رباط عيناها ينفك من عقاله، فتفتح عيناها تدريجيا و يسقط فاها السفلى من هول الصدمة.! منزل أشبه بالفيلا مبني على الطراز الحديث، محاط بالحدائق من كل جانب .. تشع الازهار نورا و الاشجار نسيمها الخلاب .. يتوسط الحدائق بناء ليس مرتفع و لكن ضخم، يبدو ان يوجد به الكثير من الغرف .! و على باب البناء لوح جلدي كبير تضيئه الأنوار وسط اسمها " عيادة الدكتورة / حياه صديق .! " شهقت حياه غير مصدقة ما تراه أمامها للتو.! نظرت خلفها لتجد كريم يتأملها و يتفحص تعابيرها جيدا ، نظرت له بإستفهام و صدمة.. فضحك وهو يقترب محاوطا إياها من خلفها .. " ميلقش بيكي تشتغلي في مستشفى،، بس إلى حد ما يكون ليكي مستشفى بتاعتك انت بس شغال .. ولا إيه.؟! " حياه بمقلتي متسعتين و فم مفتوح -: يعني وفقت اني اشتغل و .. و كك كمان جبتلي كل ده.!! كريم متصنع الدهشة-: كل ددهه.؟!! كل ده يا حبيبتي مجرد قطرة ندى على ورقة شجرة من فرع صغير جدا من الشجرة وسط متر من فردوس انتي عايشتيني فيه.!! أنت عيشتيني في جنة،، و ده شبر منها بحاول اوفي حقه .!! الفصل الثاني والعشرون كريم متصنع الدهشة-: كل ددهه.؟!! - أكمل وهو يمسح على شعرها .. - كل ده يا حبيبتي مجرد قطرة ندى على ورقة شجر من فرع صغير جدا من الشجرة نص متر من فردوس انتي عايشتيني فيه.!! أنت عيشتيني في جنة،، و ده شبر منها بحاول اوفي حقه .!! ترقرقت عينان حياه بالعبرات الحارة ،، مازالت فارغة الشفاه مصدومة ،، ازدادت ضربات قلبها و صدرها يعلو و ينخفض بجنون .! شهقت وهى تنظر في الأرض كالتائهة، و رفعت رأسها تحدق بكريم ثانية .. بعد أن هربت الدموع من مقلتيها و فرت كالشلال اللامع .. إرتمت بإحضان كريم فجأة و انفتحت في خريطة بكاء مؤلمة .. إنصدم كريم هو الآخر من رد فعلها المبالغ فيه، و لكن ضمها بأكبر قدر ممكن و ربت على ظهرها بعطف " حياه..؟ حياه إنت بتعيطي.؟! " لم تعقب، فقط تعلقت به أكثر و غرست رأسها في صدره و صوت شهقاتها يرتفع شيئا فشئ .. " انا بحبك.! بحبك اوي يا كريم.! " رفعها عن الأرض فلم تلامس قدماها سطح الأرضية .. و هزها بلين يمينا و يسارا كالأطفال الصغار " هشششش،، إهدي انا عمري ما شوفتك بتعيطي ايه الي حصل !! " إبتعدت حياه قليلا وهى تتمتم بإبتسامة خفيفة وسط شهقاتها " مفيش أ إنت بس فاجئتني.! " دفنت رأسها في صدره مرة أخرى وهى تحاول التماسك و عدم السير في مسيرة البكاء المرغوب فيها بشدة .. " دي .. دي دموع الفرح.! " سار بها كريم نحو السيارة مرة أخرى وهو يغمغم بإبتسامة " مشفتكيش بتعيطي ولا مرة في المصايب، و جية تعيطي في الفرح.؟! " اجلسها برفق على سطح السيارة الخارجي، و مد كفه ليمسح دموعها قائلا و عيناه مركزة بشدة على عينيها " دموع الفرح باردة، مش سخنة.! " مدت كفها هى الأخرى و مسحت دموعها هاربة من مقلتيه، نظرت حولها بتشتت قبل ان تنظر له بإبتسامة و سخرية " دوقتها قبل كدة.؟! " -: مادوقتش غيرها .. ما دوقتش غيرها من اول ما شوفتك.! " ~~~~ جلست على الفراش تتأمل كريم النائم جوارها .. تذكرت آخر أحداث اليوم المثير الذي إنتهى بالتجول في البناية، و كيف كان كريم رومانسي و حنون معها و هو يشاركها اهتماماتها .. كان وسيم كثيرا وهو يتحدث و يفرجها الغرف، و يشرح لها الخطوة التحضيرية التالية للبناء، كم كان وسيما وهو يحاول تقليدها في طريقة الحوار العلمية الفلسفية الخاصة بها .! كم كان لطيفا وهو يحاول الترفيه عنها .. تذكرت ذلك الحوار الصغير من معشوقها ~~ سابقا ~~ كريم بحماس -: يلاا اعتبريني مريض و عالجيني.! حياه -: لا استنى انت تمدد على الشازلونج بقى.؟! إنصاع لأمرها و مدد على " الشازلونج " بالغرفة الرئيسية الخاصة بها بالبناء .. حياه وهى تجلس مقابله واضعة قدم على الاخرى -: اتفضل احكي مشكلتك.! حدقها كريم طويلا وهو يتنهد بحرارة .. " مشكلتي.؟ مشكلتي اني عااشق .. إني ولهان.!! و عايز أخطف حبيبتي بعيد عن كل الدنيا دي.! اخطفها عن عيون الناس كلها،، نبقى عايشين سوا بس.! ممكن.؟! " ~~ الآن ~~ زفرت بضيق وهى تحدث نفسها " ياريتني أفضل معاك على طول.! ياريتك تقدر تخطفني و نبعد عن كل حاجة .. و نبعد عن السرطان، و المرض و القرف.! " ظلت تحدق بالسقف لبضع دقائق، سيطر الملل عليها ,أمسكت ب" الريموت" الخاص بالتلفاز بفتور و اعتدلت لتشاهد التلفاز أمامها .. لفت إنتباها ذلك البرنامج الإجتماعي، يتحدث عن أطفال مرضى السرطان الخبيث .. إبتلعت غصة مريرة وهى تنظر بأسف نحوهم، أطفال لا يتجاوز عمرهم العشرة و رغم ذلك مصابون بذلك المرض الشيطاني المهلك.! ظلت تقلب بين القنوات دون وجهة، مع كل قناة ترى كم الإعلانات البائسة عن تفشي الأمراض و الحوادث و التفجيرات و.. و ..! يطلع الممثلون أصحاب المليارات بالزي الملائكي، يرددون بعطف و رجاء " اتبرعوا ولو بجنيه.! " إبتسمت بسخرية مؤلمة وهى تهمس " اتبرعوا إنتو بس الأول.! " أغلقت التلفاز وهى تلقي بجهازه بعيدا بإهمال، عادت مرة أخرى تحدق في الا شئ و تفكر .. قطع تفكيرها صوت المؤذن الرخيم .. " الله أكبر .. الله أكبر .." رددت آذان الفجر بهمس ،، و دخلت المرحاض لتتوضأ .. تختلط مياه الوضوء مع دموعها المنسابة بغزارة، تقف مستندة على الحائط تبكي .. تبكي دون مبرر واضح، لا تعلم تبكي على مرضها إم على ماذا.! فقط تريد البكاء الآن .. ارتدت اسدالها وهى تذهب للتراس و شرعت في الصلاة .. أنهت الصلاة لتجد نفسها تجلس مكانها ناظرة للسماء .. رن في خلدها " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد .. " تنهدت طويلا ... و أسترسلت بداخلها " سامحني ،، نسيت نفسي للحظة و إتمردت .. مسكت في مرضي و غفلت عن ان معايا فلوس اتعالج الي غيري مش لاقيها .. غفلت عن الأطفال الي ميجوش ربع عمري و عندهم نفس مرضي .. غفلت عن الناس الي بتموت كل يوم بسبب المرض الي معهمش فلوس يتعالجه منه .. - سامحني ،، نسيت للحظة كل النعم الي اديتهالي و بسبب حاجة صغيرة شفت كل حاجة وحشة و قرف .! سامحني .! نسيت للحظة نفسي و أفكاري و مبادئي، نسيت العهد الي اخدته على نفسي اني دائما أشكرك عالصعب قبل السهل ..! - إتعلقت بالرفاهية و الرومانسية الي جوزي عيشني فيها .. بس فوقت.! فوقت قبل ما أفضل عايشة في حالة جحود مادمتش كتير.! فوقت و بشكرك ، و بحمدك على كل حاجة رزقتني بيها حتى مرضي اكيد وراه حكمة عظيمة .! و في الآخر الحكمة هتبقى برضه هتبقى رزق ..!! " ~~~~ دخلت الغرفة بعد ان شعرت براحة نفسية لم تعهدها من قبل .. على عكس تماما شعورها قبل الصلاة .. وجدت كريم يتململ في نومته ، فتح عيناه ببطئ ليجدها تقف في الغرفة، إعتدل في جلسته وهو يرمقها بإبتسامة " القمر صاحي دلوقتي ليه.؟! " حياه -: ابدا كنت بصلي الفجر.! تنهد طويلا و هو يزيح الغطاء عنه .. حياه بإستغراب -: رايح فين.؟ كريم ببراءة -: هقوم اصلي الفجر .! نهض كريم متوجه للمرحاض تاركا حياه في حالة صدمة و إندهاش .. حياه بنفسها " طلع بيصلي.؟! " مطت شفتيها دون إهتمام و جلست على الفراش .. ~~~~ خرج من المرحاض ليجدها تجلس على الفراش مرتدية اسدال الصلاة .. وقفت مسرعة عندما رأته يخرج .. كريم -: إنت مش قولتي صليتي.! حياه بتوتر خفيف -: آها،، بس بصراحة نفسي أصلي وراك.! كريم -: ورايا.؟ حياه -: و إنت الإمام يعني.!! ضغط كريم على شفتيه السفلى بإبتسامة خفيفة وهو يومأ لها للوقوف خلفه .. انصاعت لذلك فعلا، و وقفت خلفه بهدوء .. اتما صلاتهما .. أصابت حياه رجفة تسير تدريجيا في جميع أنحاء جسدها وهى تستمع لصوته العذب في تلاوة القرآن .. ~~~~ الفصل الثالث والعشرون جلست على الفراش تتأمل كريم النائم جوارها .. تذكرت آخر أحداث اليوم المثير الذي إنتهى بالتجول في البناية، و كيف كان كريم رومانسي و حنون معها و هو يشاركها اهتماماتها .. كان وسيم كثيرا وهو يتحدث و يفرجها الغرف، و يشرح لها الخطوة التحضيرية التالية للبناء، كم كان وسيما وهو يحاول تقليدها في طريقة الحوار العلمية الفلسفية الخاصة بها .! كم كان لطيفا وهو يحاول الترفيه عنها .. تذكرت ذلك الحوار الصغير من معشوقها ~~ سابقا ~~ كريم بحماس -: يلاا اعتبريني مريض و عالجيني.! حياه -: لا استنى انت تمدد على الشازلونج بقى.؟! إنصاع لأمرها و مدد على " الشازلونج " بالغرفة الرئيسية الخاصة بها بالبناء .. حياه وهى تجلس مقابله واضعة قدم على الاخرى -: اتفضل احكي مشكلتك.! حدقها كريم طويلا وهو يتنهد بحرارة .. " مشكلتي.؟ مشكلتي اني عااشق .. إني ولهان.!! و عايز أخطف حبيبتي بعيد عن كل الدنيا دي.! اخطفها عن عيون الناس كلها،، نبقى عايشين سوا بس.! ممكن.؟! " ~~ الآن ~~ زفرت بضيق وهى تحدث نفسها " ياريتني أفضل معاك على طول.! ياريتك تقدر تخطفني و نبعد عن كل حاجة .. و نبعد عن السرطان، و المرض و القرف.! " ظلت تحدق بالسقف لبضع دقائق، سيطر الملل عليها ,أمسكت ب" الريموت" الخاص بالتلفاز بفتور و اعتدلت لتشاهد التلفاز أمامها .. لفت إنتباها ذلك البرنامج الإجتماعي، يتحدث عن أطفال مرضى السرطان الخبيث .. إبتلعت غصة مريرة وهى تنظر بأسف نحوهم، أطفال لا يتجاوز عمرهم العشرة و رغم ذلك مصابون بذلك المرض الشيطاني المهلك.! ظلت تقلب بين القنوات دون وجهة، مع كل قناة ترى كم الإعلانات البائسة عن تفشي الأمراض و الحوادث و التفجيرات و.. و ..! يطلع الممثلون أصحاب المليارات بالزي الملائكي، يرددون بعطف و رجاء " اتبرعوا ولو بجنيه.! " إبتسمت بسخرية مؤلمة وهى تهمس " اتبرعوا إنتو بس الأول.! " أغلقت التلفاز وهى تلقي بجهازه بعيدا بإهمال، عادت مرة أخرى تحدق في الا شئ و تفكر .. قطع تفكيرها صوت المؤذن الرخيم .. " الله أكبر .. الله أكبر .." رددت آذان الفجر بهمس ،، و دخلت المرحاض لتتوضأ .. تختلط مياه الوضوء مع دموعها المنسابة بغزارة، تقف مستندة على الحائط تبكي .. تبكي دون مبرر واضح، لا تعلم تبكي على مرضها إم على ماذا.! فقط تريد البكاء الآن .. ارتدت اسدالها وهى تذهب للتراس و شرعت في الصلاة .. أنهت الصلاة لتجد نفسها تجلس مكانها ناظرة للسماء .. رن في خلدها " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد .. " تنهدت طويلا ... و أسترسلت بداخلها" سامحني ،، نسيت نفسي للحظة و إتمردت .. مسكت في مرضي و غفلت عن ان معايا فلوس اتعالج الي غيري مش لاقيها .. غفلت عن الأطفال الي ما يجوش ربع عمري و عندهم نفس مرضي .. غفلت عن الناس الي بتموت كل يوم بسبب المرض الي معهمش فلوس يتعالجه منه .. - سامحني ،، نسيت للحظة كل النعم الي اديتهالي و بسبب حاجة صغيرة شفت كل حاجة وحشة و قرف .! سامحني .! نسيت للحظة نفسي و أفكاري و مبادئي، نسيت العهد الي اخدته على نفسي اني دائما أشكرك عالصعب قبل السهل ..! - إتعلقت بالرفاهية و الرومانسية الي جوزي عيشني فيها .. بس فوقت.! فوقت قبل ما أفضل عايشة في حالة جحود مادمتش كتير.! فوقت و بشكرك ، و بحمدك على كل حاجة رزقتني بيها حتى مرضي اكيد وراه حكمة عظيمة .! و في الآخر الحكمة هتبقى برضه رزق ..!! " ~~~~ دخلت الغرفة بعد ان شعرت براحة نفسية لم تعهدها من قبل .. على عكس تماما شعورها قبل الصلاة .. وجدت كريم يتململ في نومته ، فتح عيناه ببطئ ليجدها تقف في الغرفة، إعتدل في جلسته وهو يرمقها بإبتسامة " القمر صاحي دلوقتي ليه.؟! " حياه -: ابدا كنت بصلي الفجر.! تنهد طويلا و هو يزيح الغطاء عنه .. حياه بإستغراب -: رايح فين.؟ كريم ببراءة -: هقوم اصلي الفجر .! نهض كريم متوجه للمرحاض تاركا حياه في حالة صدمة و إندهاش .. حياه بنفسها " طلع بيصلي.؟! " مطت شفتيها دون إهتمام و جلست على الفراش .. ~~~~ خرج من المرحاض ليجدها تجلس على الفراش مرتدية اسدال الصلاة .. وقفت مسرعة عندما رأته يخرج .. كريم -: إنت مش قولتي صليتي.! حياه بتوتر خفيف -: آها،، بس بصراحة نفسي أصلي وراك.! كريم -: ورايا.؟ حياه -: و إنت الإمام يعني.!! ضغط كريم على شفتيه السفلى بإبتسامة خفيفة وهو يومأ لها للوقوف خلفه .. انصاعت لذلك فعلا، و وقفت خلفه بهدوء .. اتما صلاتهما .. أصابت حياه رجفة تسير تدريجيا في جميع أنحاء جسدها وهى تستمع لصوته العذب في تلاوة القرآن .. أتما الصلاة، نظر لها بطرف عينيه ليجدها تتأمله بولهان و عشق .. إبتسم بخفة وهو يستدير و يقترب منها ،، يطبع قبلة عميقة اعلى جبينها ،، قبلة زلزلت جدران فؤادها .. كريم وهو يستند بذقنه على رأسها -: بتبحلقيلي كدة ليه.؟ كنتي فاكراني مش بصلي صح.! حياه بتردد -: لأ بس أصلي اول مرة اشوفك بتصلي.! و كمان متمكن في القراءة و صوتك حلو في القرآن فأستغربت شوية.؟! صمت لدقيقة ،، و أسترسل بصوت رخيم هادئ .. " عملت غلط كتير في حياتي ،، و شفت كتير .! نفسي أكفر عن الحاجات دي كلها و أعيش حياه طبيعية.! " إبتلعت حياه ريقها بتوتر و ألتزمت الصمت .. ~~~~ أحست بحرارة الشمس تداعب جفونها،، فتحت عينيها ببطئ وهى تجلس متأففة من الضوء الذي فسد رحلة نومها .. وجدت كريم يقف أمام المرآة يعدل من حلته الرسمية لعمله .. حياه -: كريم.! إنت بتعمل ايه.؟ كريم -: زي ما انت شايفة.! بلبس و هروح الشغل.! ازاحت الغطاء عنها وهى تهتف مستنكرة -: شغل.؟ شغل إزاي دلوقتي انت لسا مكملتش علاجك.! كريم بسرعة -: حياه انا زي القرد قدامك اهو و بتحرك و بعمل كل حاجة مش محتاج لعلاج حياه ساخطة -: يعني ايه مش محتاج لعلاج يا كريم و لما رجلك حالتها تسوء و نرجع للصفر تاني .!! إقترب و طبع قبلة خفيفة على ثغرها -: انا مش هتحرك كتير يا دوبك بس ابص على الجو ماشي ازاي ممكن متخافيش انت.؟ حياه -: يا كري .. قاطعها بقبلة أخرى ،، و أبتعد وهو يمسك بالسترة الخارجية متوجه للخارج .. " قولت متخافيش بقى.! انا مش هتأخر لو عوزتي تروحي في حتة روحي بس ابقى كلميني.! " زفرت بضيق بعد ان صارت بمفردها، أمسكت بهاتفها لتتصل بشخص ما .. " لا مش معقول.! اخيرا الهانم كلفت خاطرها و اتصلت.؟ ليه جيتي على نفسك كدة يا حياه.؟! " ضحكت حياه بخفة وهى تجيبه بحرج " معلش بقى يا دوك مشاغل .. " " مشاغل ايه يا اختي الي بعداكي عن علاجك.؟ في مشاكل أهم من انك تعبانة و لازم تتعالجي.! لا و يا برودك اتصل بيكي علشان نبدأ العلاج تقوليلي استنى شوية محسساني أننا رايحين رحلة يا تافهة .! " حياه -: يا دوك جوزي بيبقى جنبي و انا مش هعرف ارد قدامه.!! ما انت عارف الي فيها يعني.! تنهد الجانب الآخر بضيق " برضه مش ناوية تقولي لحد على مرضك.؟ هتتعبي أكتر .. هتتعبي لما تلاقيكي لوحدك بتكافحي في طريق طويل عريض مليان عقبات و مصاعب يا حياه.! " حياه بلهجة كوميدية -: متقلقش انت بس يا أبو شعر ابيض يا جميل .! ها أجيلك امتى انا كريم رجع الشغل و هعرف ازوغ براحتي.! " من دلوقتي لو حبيتي، تعاليلي عالمستشفى و نتكلم براحتنا.! " حياه " تمام خمساية و هكون عندك يا دوك.! " أغلقت حياه الهاتف، نهضت بتثاقل لتتأمل هيئتها في المرآة .. لا شئ جديد في شكلها سوى أعينها المنطفئة الذبلانة .. ~~~~ جلس في المطعم ينظر حوله بإهتمام،، يترقب حضورها حسب الميعاد المتفق عليه .. تتضارب أفكاره حول الموضوع التي تريد الحديث فيه منذ ان اتصلت به في الصباح الباكر تطلب مقابلته لموضوع مهم و بمفرده .. لمح طيفها يهل كالبدر المنير من على بعد، وقف بإبتسامة وهو ينتظر قدومها .. بادلته الإبتسامة بأخرى مغترة، و رأس مشموخ مرفوعة .! هتف بترحيب وهو يرفع كفه مبتسما " انا اول مرة أشوف قمر بيطلع الصبح.! انا شكلي كدة هستوطي و اتجوزك بدل إبني .! " إبتسمت بغرور أكبر، و مالت برأسها قليلا وهى تتحدث بشيئ من المكر " إزيك يا أونكل أحمد.؟ " أحمد -: انا الحمد لله .! انت عاملة ايه يا بنتي.؟ إبتسمت بسخرية وهى تجيبه بإزدراء " كويسة " أحمد بسرعة وهو يشاور للمقعد : طب اتفضلي اقعدي واقفة ليه.؟! جلست حياه على المقعد واضعة قدم على الاخرى، اظهر جلوسها قدميها البلورتين العاريتين من اول الركب .. خلعت نظارتها الشمسية لترفعها لشعرها .. حضر النادل في ذاك الوقت قائلا بلهجة مهذبة " حضرتكوا تطلبوا ايه.؟! " أحمد -: تشربي ايه يا حياه.؟ حياه -: ليمون .! أحمد موجه بصره للنادل -: إتنين ليمون .! إنصرف النادل ليعاود أحمد البصر لحياه .. تنحنح أحمد بتوتر ، سعل مرتين قبل ان يستأنف " كريم مبقاش على بعضه من اول ما شافكك ،، ده هو الي أصر ان فسحة امبارح تبقى في المركب علشان تاخدو راحتكم و تتعرفوا على بعض اكتر .! إبتسمت حياه بمكر وهى ترفع حاجباها متصنعة الدهشة .. أحمد -: و انا بصراحة مش على بعضي برضه، من ساعة ما كلمتيي و قولتي عايزة اقابلك علشان موضوع مهم .! هو كريم ضايقك في حاجة .؟ زمت شفتاها بسخرية و سبابتها تطرق على الطاولة بتسلية .. " لا خالص مزعلنيش،، ده حتى كلامه قليل جدا.! " أحمد بأسف مصطنع -: هو كدة من ساعة ما والدته اتوفت،، كان متعلق بيها و لغاية دلوقتي متأثر بموتها .. حياه -: اممم، على كدة بقى انت الي محتويه بعد وفاة والدته.؟ أحمد مسرعا -: طبعا ،..! انا طول عمري بحاول اعوضه عن غياب امه، عمري ما حرمته من حاجة.! صوبت نظراتها الثاقبة لبؤبؤي عينيه بحدة، وهى تسأل بمنتهى الهدوء .. " افهم من كدة إنك عارف كل حاجة عنه .. مش كدة.؟! " توتر أحمد أكثر و إبتلع ريقه بتوجس .. ابتسم بلطف وهو يغير مجرى الحديث .. " مقولتليش برضه، ايه الموضوع المهم .؟! " " ما هو ده الموضوع الي عايزاك فيه .! " هكذا اجابته ببساطة تلقائية،، لتستأنف موضحة -: تعرف ايه عن كريم .؟ تنحنح بمقعده و قد خرج صوته متحشرجا بعض شئ -: اعرف كتير يعني ده إبني .! إنت بتسألي ليه .؟ دقيقة ،، دقيقة سيطر عليها الصمت تماما .. و سيطرت نظرات حياه ذات الوميض الخبيث أيضا .! أخذ أحمد يحرك قدماه لليمين ولليسار بعصبية،، و يتمنى ان لآ يصيب ظنه ..! زفر بضيق محملقا بمحياها -: في إيه يا حياه.؟ سكوتك قلقني .! ضحكت حياه بتسلية خفيفة -: مالك بس يا اونكل .؟ شكلك خايف من حاجة.! لو مخبي حاجة قول انا كدة كدة بعرف كل حاجة فأعرف منك أحسن ولا ايه.؟! إحتدت نظرات أحمد و قبض على المنضدة بعنف و قد أحمر وجهه -: جرا إيه ايه يا حياه ما تخلي بالك من كلامك.! بتخوفيني يعني بتهدديني .! هبت حياه فجأة هى الأخرى، صفعت المنضدة وهى تقترب منه بصوت سميك لا يمت لصوتها الأصلى بصلة -: آه بهددكك .! بهددكك بإبنك مدمن المخدرات و انت عارف انه مدمن كويس اوي متحولش تكدب .! انا مش غبية سامعني.؟ انا اذكى منك انت و ابنك بمراحل .. فمتحولش تلعب معايا علشان صدقني هخليك تكره اللعب اوي .! قالت جملتها الأخيرة بغمزة شيطانية و مغزى كبير .. ليغمض الآخر عيناه بغضب و قد و خططت حياه الطريق لحصاره جيدا .. إبتسمت بمكر وهى تسترسل " كريم الظابط المبجل في مكافحة المخدرات مدمن مخدرات.! تتوقع ايه مصيره لو اتكشف. ؟ طب تتوقع ايه مصيرك انت رجل الأعمال العظيم لما يتعرف ان إبنه مدمن مخدرات.؟ " صمتت ثوان،، و أردفت بتساؤل " ليه معلجتهوش طالما أنت عارف موضوع ادمانه.؟ سايبه لغاية ما يتقبض عليه.؟! " طأطأ رأسه في الأرض هامسا بأسف " مش هقدر عليه.! لو واجهته هيسيبني و وقتها هيبقى بعيد عني و مش ضامن ممكن يعمل في نفسه ايه.! خليته قريب مني و اهو يبقى تحت عيني لغاية ما أفكر هتصرف ازاي .." حياه رافعة حواجبها " مممم ،، و طبعا فكرت فيا الدكتورة العظيمة الي تقدر تخرج ابنك من حالته .. ده غير طبعا اني بنت شريكك و صاحبك الي عايز تنصب عليه و تاكل فلوسه مش كدة ..؟! " إتسعت مقلتا أحمد بصدمة، و سرعان ما حرك رأسه لليمين و لليسار بنفي و كاد ان يتحدث .. قبل ان تقاطعه حياه بصرامة " قولتلك انا مش غبية و عارفة كل حاجة كويس .. عارفة أنك عايز تجوزني ابنك علشان الفلوس الي هتقبضها ورا أفانا ، و خصوصا بعد صفقة السرقة الي ناوي تنصب بيها على ابويا.. مش كدة.؟! " ~~~~ انطلق أحمد واقفا و سبابته موجهة لحياه، قائلا بتحذير " بت انت احترمي نفسك .! بقى حتة مفعوصة زيك تهددني انا و تعملني لعبة في ايديها .؟ من أولها كدب و خرافات و فرض سيطرة.؟ كويس اوي اني عرفتك على حقيقتكك قبل ما اورط ابني معاكي .! " هبت حياه واقفة هى الأخرى قائلة مسرعة -: كلامك ده مافيهوش فائدة .! اقعد نتفاهم احسن بدل ما افضحكك انت و ابنك وتبقى سيرتكوا على كل لسان. ! وقف أحمد مكانه متصنم بعد ان كاد على وشك السير .. ابتسمت حياه بغرور و اردفت " أيوة كدة، اقعد بقى علشان نعرف نتفاهم .! " جلست حياه، و اتبعها أحمد .. وضعت قدم على الاخرى .. -: زي ما قولتلكك، انا أقدر كويس اوي اوديكوا في داهية و أستريح .. بس انا مش شريرة .! علشان كدة هخش معاك في صفقة .. -: صفقة ايه.؟ صمتت، تنهدت طويلا و أكملت -: صفقة زي صفقة شغلك بالظبط .. احنا الاتنين مستفيدين بس بنسب مختلفة ،، مع ان نسبة الاستفادة الأكبر هتبقى ليك بس مش مشكلة .. مش هكدب و لا احور عليك ، انا محتاجة حد اعمل عليه رسالتي الي توصلني للشهرة العالمية .. كنت أقدر ادور و اجيب اي واحد مدمن بس ابنك جالي من غير ما أبذل اي مجهود و انا اختارته و انتهى .. هتجوزه، و اعالجه، و اوقعهولك في غرامي كمان لو عوزت بس كل ده تحت مسمى علاج ورسالة .. صاح بها أحمد غاضبا -: إنت مجنونة .؟ انت عايزاني اتاجر بابني واضحك عليه.؟! حياه وهى تمسك بحقيبتها و تهم بالوقوف -: خلاص ،، مش لازم تضحك على ابنك بس متبقاش تزعل لما القنوات و الناس كلها تضحك عليكوا .! سلام ..! قبض أحمد على معصمعها مترجيا اياها -: طب اقعدي، اقعدي بس نتفاهم .! نظرت حياه بطرف عينها، وجلست وهى تزفر بضيق .. أحمد بلطف -: راعي شعوري،، انا أب.! و انت بتطلبي مني اضحك على ابني و اخليه رسالة ليكي.؟ حياه بازدراء و اشمئزاز واضح -: ابنك.؟ طالما خايف على ابنك اوي كدة اهملته ليه.؟ سيبته لغاية ما اتعلق بالمخدرات ليه.؟ مش عايز تضحك عليه.؟! ما انت اجبرته انه يتقدملي غصب علشان مصلحتك كدة مش بتضحك عليه.؟! بس حظك بقى وقع معايا، شيطانة متنكرة في واحدة ست. ! هم بالحديث فقاطعته .. -: شششش بقى كفاية صداع، سيبني أكمل الجملتين الي جية اقولهم و هسيبك تفكر .! ابنك كدة كدة هيتفضح،، يتفضح وهو مدمن ولا يتفضح وهو سليم و متعالج .. و خد بقى عندك إعلانات عن عزيمته و انه ضحية للأدمان وجو فكسان من ده.؟ متهيئلي العرض الي بعرضه عليك ميترفضش ..بس هسيبك يومين تفكر .. و انا بحذرك انك تلعب بديلك كدة ولا كدة علشان صدقني مش ابنك بس الي هيتفضح، هفضحك قبله بعد طبعا ما الشراكة الي بينك و بين بابا تتفض و تعلن افلاسك .! و بحذرك كمان تهوب ناحية بابا، انا ليا علم بكل حاجة بتحصل في الشركة واضح.؟!! انهت جملتها ليتقدم النادل بالمشروبات.. أمسكت حياه بكوب العصير و وضعته أمام أحمد بسخرية " اشرب ليمون يهديكك كدة .! " ~~~~ ~~~~ عاد " أحمد " من وصلة ذكرياته، تذكر بعد تلك المقابلة موافقته على عرض حياه .. كانت وجهة نظره الموافقة على عرضها حتى يتم علاج كريم، وبعدها يتخلص منها سريعا بطريقة واحدة .. طريقة الدماء .! تذكر أيضا عندما وضعت شروطها و خطتها، و ان هى من قررت قضاء شهر العسل بباريس لتتفرغ في مسئلة علاج كريم .. تذكر حديثهما بعد ان أخبرته حياه ان محسن علم بإدمان كريم ،، و بردها البارد تماما " يا سيدي متخافش كدة، هو كبيره يجي يقولك و انت وقتها راضيه بقرشين ده أقصى طموحه مش هيعمل اكتر من كدة .! " و لكن وقتها كان " صديق " جالس فاضطر أسفا باصطناعه الغضب و اتخاذ الموقف .. و بعدها تذكر حديثه أيضا مع حياه بعد حادثة المركب و شلل كريم المؤقت .. * فلاش باك * أحمد -: كويس انك لحظتي ان ابوكي موجود و إلا كنتي ودتينا في داهية.! حياه -: سبق وقولتلك اني مش غبية! انا عارفة كويس اوي انا بعمل ايه.! أحمد -: و خير، طلبتيني ليه.؟ تنهدت طويلا و أكملت -: جاية افتح صفحة جديدة، انا اتعلقت بكريم جدا .. وهو كمان اتعلق بيا.! انا مش عايزة لا رسالة ولا غيرها .. انا بس عايزة أعيش معاه من غير مشاكل.! صدقني أنا بحبه و مش عايزة غيره في الدنيا .! ~~~~ عودة ~~~~ وقتها تصنع الرضا و الابتسام، و لكن بداخله نار لن تنطفئ إلا بتحطيمها .! يكرهها منذ الوهلة الأولى بعد اللقاء.. و يتمنى كسر أنفها و تحطيم رأسها المشموخ دائما .! أمسك بالكوب أمامه و ألقاه بالأرض بعنف .. هامسا بين أسنانه التي تجز على بعض من شدة الغضب .. " و حياة كريم لأكون مخلص عليكي و اكسر رأسك المرفوعة دائما يا حياه .! و ان كان السرطان مخلصش عليكي .. فوعد لأنول انا شرف المهمة دي .!! " ~~~~ كانت حياه بالمرحاض وقت سماعها صوت كريم يناديها من الخارج .. شهقت برعب وهى تبحث عن باروكة الشعر خاصتها لارتدائها سريعا قبل ان يراها كريم و لكن يبدو انها فقدتها بالخارج .. سمعت صوت قدماه تقترب من المرحاض .. وشعرت بتوقف الوقت عند لحظة نزول مقبض الباب .! الفصل الرابع والعشرون كان كريم في طريقه لعمله، و لكن تذكر عدم احضاره لهاتفه فاستدار بالسيارة قاصدا المنزل مرة أخرى .. في نفس الوقت الذي تخلت فيه حياه عن شعرها المستعار متوجهة للمرحاض، خلعت ثيابها و وقفت أمام المرآه الضخمة تتأمل كم النحافة التي وصلت اليه مؤخرا .. سمعت صوت كريم من الخارج ينادي بإسمها، و الصوت يقترب شئ ف شئ .! وضعت كفاها على رأسها بتوتر و مقلتاها تتزوغان في المكان بحثا عن باروكة الشعر المستعارة ولكن ،، لم تجدها ..! زفرت بضيق وتوتر مع سماعها صوت كريم يقترب، لم تجد حلاً سوى ان تلُف فوطۃ حول رأسها و أخري تدفن بدنها به .. نظرت في المرآة نظرة سريعة، تضبط العقدة خلف رأسها بإرتجاف .. تقدمت بخطى مرتبكة نحو الباب، و في نفس الوقت فتح كريم الباب .. نظر لها طويلا صامتا، يتأملها فقط، حتى تحدث اخيرا كريم -: ايه يا حياه.؟ كل ده مش سمعاني.؟! حياه و شفتاها ترتجفان من الخوف -: ک کنت باخد شاور و مسمعتكش .! إقترب بهدوء منها متسائلا بشيئ من الخوف -: إنت كويسة يا حبيبتي.؟ إبتسمت بخفة لتخفي توترها -: أيوة يا حبيبي انا تمام.! انت ايه الي رجعك.؟ -: ولا حاجة .. بس نسيت موبايلي قولت ارجع أجيبه ،، عايزة حاجة.؟ اكتفت حياه بالإيماء نفيا.. و سريعا ما ودعها كريم بقبلة أعلى جبينها و انطلق لعمله ثانيا .. ووقتها فقط استطاعت حياه ان تشعر بالهواء يملأ رئتيها .. ~~~~ بالساعة الثالثة عصرا،، يجلس رجل صاحب بشرة بيضاء صافية، و شعر من نفس اللون، يملك وقارا جذاب .. و بعد ثوان كانت حياه تطل هى الأخرى و تقترب منه، و بعد السلامات و الذي منه بدا الحديث كالآتي .. -: ممكن بقى منضيعش وقت اكتر من كدة و نبدأ علاج.؟ -: يا دكتور أرجوك قدر موقفي، انا محتاجة شوية وقت حتى على الاقل اتهيأ نفسيا للموضوع .! -: شوية وقت.؟ هو لعبة في ايدك يا حياه تتحكمي فيها وقت ما تعوزي. ! ده علاج فاهمة يعني ايه علاج.؟ و كمان مش اي علاج ده كانسر يا حياه كانسر .! لم تجد حياه شيئا تقوله، فقط وضعت رأسها بين كفيها بقلة حيلة.. اقترب الشخص الآخر منها، وربت على شعرها بحنو ابوي -: يا حياه، ده انت بنتي الي انا مخلفتهاش.! فاكرة لما كنت صغيرة.؟ كنت إي مشكلةة تقابلكك تيجي تحكيهالي و تاخدي رأي فيها.! عشر سنين.! عشر سنين و انا كنت ليكي المدرس و الصاحب و الأب كمان،، تيجي لما تكبري تنسي كل ده و تتصرفي كأنك عايشة لوحدك في الدنيا دي.؟! اندفعت حياه بإرتعاش وصوت مبحوح حزين -: لأ، بالعكس اوي بقى يا اونكل شريف .! انا في الموقف ده بالذات مش بتصرف بأنانية، انا فكرت كويس جدا قبل ما احدد وقت علاجي و انا مش عايزة اتعالج دلوقتي، انت متعرفش كريم لو عرف ممكن يحصله ايه.! او بابا الي قلبه تعبان وأي صدمة شديدة عليه هتخلي حياته في خطر .! انا قررت يا اونكل مش هقول لحد علي مرضي و مش هتعالج دلوقتي مش عايزة مش عايزة انا حرة .! -: و مفكرتيش ليه انك لما تأخري علاجك هتتعبي اكتر و إنك لما تتعبي ده بردو هيأثر على ابوكي وجوزك ها ليه مفكرتيش في كدة.؟ زفرت حياه بضيق واشاحت بوجهها بعيدا -: أرجوك كفاية بقى، انت بتضغط علي كدة .! وقف " دكتور شريف " راميا حياه بجملة ختامية -:إنت حرة يا حياه بس انا موجود، وقت ما تفكري تبدئي علاج كلميني .. ~~~~ عاد كريم من عمله مساءا،، كالعادة ندهه على حياه لكنها لم تجب.. بحث بعينيه عنها في أرجاء المكان ليجدها نائمة على المقعد أمام التلفاز .. ضحك بحب على هيئتها الطفولية، فهي كالطفل الذي غفل أمام التلفاز ليلا لتأتي والدته و تحمله مرة ثانية لغرفة نومه .. وهذا ما فعله كريم بالضبط، حملها بين ذراعيه و توجه للأعلى .. اراحها على السرير برفق تام، ورغم ذلك شعرت به حياه و فتحت جفونها ببطئ.. ابتسمت فورا عند رؤيته أمامها، و مدت برقة كفها تملس على وجنته الخشنة هامسة برفق -: وحشتني..! لم تتركه يتحدث هو الآخر و يعبر عن اشتياقه، بل تشبثت بعنقه جيدا قائلة بإلحاح -: خليك جنبي.! حاول كريم الفكاك بهدوء هامسا بعطف -: طب هغير هدومي و اجيلك.! -: توء توء توء .. خليك جنبي.! -: يا حياتي والله انا جنبك بس أغير هدومي بس !. -: خليك كدة، نام كدة حلو.! ظلت تلح عليه بصوت ناعس و تتشبث بعنقه، وهو يحاول الفكاك دون جدوى .. رقد جانبها على الفراش محتويها داخل ذراعيه بنفس ملابسه .. " كريم .! " سمع صوتها يهمس بإسمه بعد دقائق .. فاجابها تلقائيا بنعاس " هممم " رفعت رأسها له ناظرة بنصف عين -: لو موت، اوعى تتجوز بعدي انا بحذرك .! هغضب عليكك و قريني هينتقملي انت حر .. كانت في البداية يبادلها نظرات النصف عين الزائغة، ثم تبدلت للدهشة و الاستنكار .. و اخيرا قهقهه بخفة مترتلا -: نامي يا حياه، نامي الله يهديكي. !! الفصل الخامس والعشرون صباح يوم جديد ،، تفتح حياه جفونها بابتسامة متثائبة، و لكن اختلط تثاؤبها مع صريخها المرعوب بسبب وجه العفريت البشع الذي رأته فورا أمامها ..! صرخت برعب عائدة للخلف حتى التصقت بجدار الفراش الخشبي .. قهقهه كريم عاليا وهو يخلع ذلك القناع القبيح عن وجهه و انطلق في نوبة ضحك هستيرية .. وضعت حياه كفها على قلبها تتحسس نبضاته المتضاربة دون هدوء، و كريم يضحك بجنون دون توقف حتى ادمعت عيناه .. ارتخ كف حياه و انزلق عن قلبها، و تجمدت تعابيرها تماما .. فقط تحملق فكريم بجمود، إبتعد كريم عنها قليلا و حاول كبس ضحكاته بشكل مضحك و لكن تذكر هيئة حياه المفزوعة عندما رأته فضحك مرة أخرى راكعا على الأرض .. تعابير حياه كما هى " جامدة " و لكن احتدت نظراتها أكثر و جزت على أسنانها بغل و حقد .. كتم كريم ضحكاته ثانية، و تصنع البراءة قليلا وهو يحدق بها -: حياه ..! حياه .... -: حياتي،، يا وحويي يا قمر انت.؟ تفاجأ وتراجع للخلف عندما صرخت حياه غاضبة و احمر وجهها كاملا .. تزهزه كريم للوراء وهو يهدئها بلطف -: ايه يا وحوي انا كنت بهزر معاكك.! هبت حياه واقفة كالمجنونة و هى تنظر يمينها و يسارها بتشتت.. كريم -: انت هتتحول ولا ايه يا وحوي.؟؟ لا انا كدة بدأت اخاف. ! أمسكت حياه بالمزهرية جانب الفراش و بكل غل دفعتها صوب كريم، تفاداها كريم بأعجوبة وهو يصيح مصدوما -: يا بنت المجنونة. !! وجدها كريم تندفع صوبه فلم يتمهل، ركض بفرار منها و هو يتمتم مصدوما -: اتلبست شكلها البنية.؟! ظل يركض و حياه خلفه تصيح بغضب -: هجيبكك.!! والله لأجيبك مش هسيبك .! وصلا لطاولة الطعام، أمسك كريم بالمقعد الخشبي ورفعه أمامه دفاعا عن نفسه -: حياه طب فهميني في ايه طيب.؟ أقسم بالله كنت بهزر.! صاحت حياه به -: يا اخي حرام عليكك كنت صاحية مبسوطة ليه تضيع فرحتي كدة .! كريم بنفي -: اضيع فرحتكك ايه يا حجة.؟ انا كنت بهزر معاكي بضحك معاكي بلعب معاكي فيها ايه دي.؟! حياه -: بتلعب معايا.؟ انا كمان بلعب معاك .! ركضت حياهه خلفه ثانية لتتبدل المواقع .. اتت هى مكانه و عاد هو مكانها . كريم -: لا اله إلا الله .!! انا كنت سايبك عاقلة ايه الي جرالك بس.؟! حياه متسعة المقلتان -: انا بكرههه ان حد يخضني، نيل اي حاجة غير انك تخضني.! بتنرفززز الله .! كريم بضحك -: حاضر، حاضر انا آسف مش هخضك بعد كدة.! ركلت حياه المقعد الخشبي متأففة بغضب -: مش معقول يعني اصتبح على وش عفريت مش كدة .! كريم مسرعا -: صدقيني مش هعملها تاني بعد كدة هجيبلك وش اآ... أحمد عز لو عايزة .! حياه -: مش عايزة أحمد زفت .. كريم -: تحبي عمرو يوسف.؟ حياه -: ولا النيلة ده كريم -: اومال عايزة مين حضرتك.؟! حياه -: ابوك. ! هاتلي وش ابوك اصتبح بيه يا كريم.! كريم -: عنيا بصي هجيبلك ابويا نفسه يصحيكي يا وحوي.! صرخت حياه ثانية -: متقولش زفت وحوي دي.! كريم وهو يساومها -: عنيا حاضر .. زفرت حياه بضيق وهى تسير مبتعدة، فوجد كريم نفسه وحيدا يتحامى في المقعد الخشبي العريض، ألقاه بعيدا وهو يفرد طوله مرة أخرى متحمحما بحرج -: والله عيب عليا الجري الي جريتوا ده .!! ودي شكلها اتجنت باين. ؟! ~~~~ وقفت حياه تنظر في المرآة، تضبط من فروة الشعر المستعارة على رأسها بإحكام .. خرجت من المرحاض لتجلس على المقعد امام المرآة الأخرى الضخمة، تتطلع لأبهى أنواع مستحضرات التجميل أمامها .. إنتقت مزين الشفاه الأحمر الداكن و بدأت بتجميل كرزي ثغرها الممتلئتين قليلا .. وجدت كريم يدلف للغرفة فلم تعيره اهتمام، واصلت ما كانت تفعله .. شعرت بعد ثوان بأنفاس ملتهبة حارة تسير على كتفها يمينا و يسارا .. و ملمس شفاه غليظة لكن ترغبها بشدة على الترقوتين البارزتين .. تنهدت بحرارة وهى تلتوي لمصدر الشفاه بلهفة، و سرعان ما وجدت ثغرها يحاصر بشفاه كريم العاشقة .. يتناول، يحتوي، يسحق شفتيها بحرارة و حب .. إبتعدا بعد وقت، ليهمس كريم بصوت ناعم -: كنت مالكك من شوية.؟ مش واخد منك على كدة .. ده إنت شقلبتي دماغي 180 درجة قبل كدة ولا نسيتي. ؟ ارتسمت البسمة على محيا حياه عقب تذكرها لقصة " محمود و الدجل و الخرافات " التي ابتكرتها، و صوت الطرقات الخاوية و الكهرباء المقطوعة بين كل حين و الآخر .. ابتسم كريم هو الآخر وواصل حديثه بغمزة خفيفة -: ايه راح فين جو الشقاوة ده.؟! تأتأت حياه بنفى و همست برقة -: ما اصل كنت لسا بفتح عيني و لاقيت المنظر قدامي يعني،، و انت مختار وش بشع يفزع اصلا .! كريم -: مممم، بس رد فعلك كان أوفر بزيادة، انا للحظة افتكرتك اتلبستي ولا اتجنيتي و كنت هسيبلك البيت و امشي. ! رفعت إحدى حاجبيها مستنكرة فأسرع قائلا بمغازلة -: لا بس دلوقتي ايييه،، حاجة رايقة و عالية .! حياه عابثة بخصلات شعره بدلال -: لا انا دائمآ رايقة بقى على فكرة و عالية، بس انت مش بتاخد بالك.! كريم بمزح -: يا ولدد انت. ! تحول لهجته للجد قليلا هاتفا بحماس -: طب بص بقى يا وحوي.. قاطعته حياه بضيق -: اوووف وحوي تاني .!! كريم -: لا ماهو مش لاقي دلع تاني غير ده.! وحوي يعني وحوي آخر كلام .. حاولت حياه الرد فقاطعها -: استني بس اسمعيني،، حاسس إني بقالي مدة مقصر معاكي.. فقولت اعوضك شوية النهاردة .. حياه -: بجد.؟ هتعوضني ازاي بقى .؟! كريم -: بصي هقولك، بس متتريقيش .. حياه -: لا لا متخافش مش هتريق.. كريم -: إحم .. جنينة الحيوان.! -: جنينة الحيوان.؟؟ هتفت حياه بدهشة ، و استرسلت مقهقهة -: واضح ان فصيلتكك وحشتك فقررت تزورهم. ! احتدت نظرات كريم وهو يقترب محذرا -: قصدكك ايه يا حياه .؟ حياه ببراءة مصطنعةة -: احم قصدي الأسود طبعا يا حبيبي .! كريم بنصف عين -: طب خلي بالك بقى الأسد يكلك يا حلوة .! حياه -:المهم متوهنيش يا كريم،، اشمعنا عايز تروح جنينة الحيوان..؟ إبتسم بمكر مشير لها -: عشان أشوف فصيلتك انت يا روحي.! حياه بازدراء رافعة حاجباها -: لا والله.؟ بقى كدة.؟! بتردهالي يعني .. كريم بنفس البراءة المصطنعة -: الغزلان،، الغزلان يا وحوي .! ~~~~ مرت ساعة،، وصلا فيها كريم و حياه لحديقة الحيوان .. ظلا يتنقلان في الأنحاء مشاهدين الحيوانات بشتى أنواعها،، طغى كريم على الأجواء بالفكاهية و المرح و الجنون أيضا .! وقفا أمام قفص القرود الصغيرة فهتف كريم بحماس -:بت يا حياه أفراد عيلتك الكريمة اهي. !! حياه -: سبحان الله،، جنب أفراد عيلتك على طول يا حياتي.! نظر كريم جانب قفص القرود ليجد سور عريض تتواجد داخله مجموعة من الحمير كبارها و صغارها .. كريم بغضب -: لا ده انت بتطولي في لسانك بقى .! حياه بنفس التعبير -: ما انت الي بدأت و جريت شكلي يا كريم الله .! كريم -: قولت قرود مش حمير في فرق ها. ؟ ضحكت حياه قارصة وجنته بلطف -: خلاص متزعلشيي هبقى أقول حاجة غير حمير.! كريم -: ولا حمير ولا غيره اتنيلي و اسكتي انا غلطان اني جيبتك هنا .! ضحكت حياه ثانية، تشبثت بذراعه و رأسها تميل على كتفه بدلال .. حياه بمرح -: طب يلا يلا عشان نشوف الأسد يا أسد .! بعد فترة،، جلس كريم على مقعد خشبي مستطيلي بمكان ما في الحديقة، و جانبه حياه تتشبث بذراعه الضخم .. أمسك بعود القصب، يمصه و يبصقه بعدها كما يفعل 98% من سكان مصر تقريبا!😂😂 تحدث كريم مع حياه الجالسة بإندهاش و فرحة في نفس الوقت، و كأنها نست تماما مرضها و علاجه .. كريم -: عارف يا وحوي،، انا مبسوط أقسم بالله.. ! رفعت بصرها له بابتسامة -: ليه يا روح وحوي .؟! كريم وهو يبصق قشر القصب أمامه -: اصل اول مرة أشوف حيوانات كدة لايف، و باكل قصب بمنتهى العفوية، و عمال اتف قدامي ولا اعفن واحد فيكي يا منطقة .. و شوية شوية حاسس إني هنزل ابلبط مع سيد قشطة الي قدامك ده .! ضحكت حياه عاليا دافنة وجهها في صدره، لم تكتمل ضحكتها .. فقد بصق كريم القصب على شعرها مما جعلها ترتد للخلف بإشمئزاز -: اايييه يا كريم ده انا قولت تف قدامك مش في شعري .!! كريم لاويا شفتيه -: لامؤخذة ياختي. ! صمتا اثناهما لدقائق،، قطعها كريم وهو يوجه عود القصب لحياه -: تاخدي مصة. ؟ ضحكت حياه وهى تتناول منه القصب لتأكل و تبصق أمامها كما فعل بالضبط .. ~~~~ ~~~~ مرت الأيام بسعادة،، يفاجئ كريم حياه بالتنزهات المختلفة بين كل حين و الآخر و بمرحه و فكاهيته التي لم تعهدها عليه من قبل .. ~~~~ كانت حياه تجلس على المقعد، تشاهد التلفاز أمامها بدون انتباه .. عقلها مشتت، يسترجع الذكريات كالفيلم أمامها تماما .. تذكرت موقف صغير برئ من كريم و لكنها فسرته على طريقتها الخاصة .. * فلاش باك * كريم -: احسن حاجة انك بدأتي تتقبلي لقب " وحوي " علشان مش هندهلك غير بيه بعد كدة .. حياه -: أوف يا كريم انت مبتزهقش منه، مش منظر يعني تيجي تدلعني تقولي وحوي ايه ده.؟! كريم -: هو حلو وحوي ايش عرفك انت بس.؟! .. عارفة، عايزين نجيب ولد ونسميه رمضان بقى..! علشان يبقى "رمضان كريم" طب والله اسم نجومية .! * عودة * مالت حياه برأسها للجانب،، و العديد من الأسئلة تشغل بالها .. هل يفكر بالإنجاب الآن.؟ هل سأصلح لأكون أم.؟! و من هنا عاد موضوع مرضها يحتل تفكيرها، و يسيطر على أجواء المرح .. سمعت صوت سيارة كريم تصدح بالمكان، ابتسمت بحماس وهى تهرول للباب لاستقباله كما المعتاد .. تستقبله بالأحضان، و من ثم يجلسان لتناول وجبة الغذاء الخفيفة .. تنحنح كريم و بدا صوته متحشرج قليلا .. -: حياه،، كنت عايز اقولك على حاجة .! تركت حياه المعلقة، و بدأت في الانصات له.. كريم -: في صفقة مهمة داخلين عليهاا، محتاجة مراقبة و شغل عالي عشان كدة الفترة الجاية هتأخر في الشغل .. لبليل .. تفهمت حياه الأمر سريعا و اومأت إيجابيا بابتسامة -: ولا يهمك يا حبيبي، ربنا معاك .! طرقت فكرة ببال حياه، فبادرت بقولها بعد صمت -: طب كريم، بما انك هتتشغل الفترة الي جية.. فأنا عايزة أقترح عليك حاجة .! عايزة أبدأ اشتغل في العيادة الي عملتهالي .! أظهر كريم بعض التفكير، و لكن وافق بعدها -: طيب ، تمام مفيش مشاكل .. من بكرة هظبطلك الدعاية و الإعلانات .. و كمان هعلن عن ممرضات علشان متبقيش لوحدك و المكان كبير .! تغاضت حياه عن غصتها المريرة بحلقها .. و نهضت بابتسامة و تبختر نحو كريم ، مالت بحب و قبلته بحرارة على وجنته لتهمس بعدها جانب أذنه -: ربنا يخليكك ليا يا كريم .! ~~~~ الأيام تمر،، افتتحت حياه عيادتها الخاصة،، و باشرت بأولى أيام عملها تحت مساندة زوجها العزيز .. و لكن هل كانت تطمح بالفعل في العمل ام كان هذا في سبيل هدف آخر.؟؟!! ~~~~ كان يجلس دكتور " شريف " بمكتبه الخاص في المشفى .. رآها أمامه اخيرا بعد فترة طوية فنهض بفتور -: حياه.؟ أهلا و سهلا اتفضلي .. ده المستشفى نورت حتى.! حياه -: بص بقى انا عارفة انك زعلان مني بس انا كنت مضغوطة فعلا،، و اديني جيالك بكامل إرادتي و من غير ضغوطات و بقولك انا جاهزة للعلاج يا دكتور .!
🥹 ❤️ 🩷 💜 👍 ❤‍🩹 💚 🖤 🧡 💙 372

Comments