محمد سعد الأزهري
محمد سعد الأزهري
February 9, 2025 at 07:25 PM
أنا فتاة أعيش منذ فترة في انتكاسة طويلة، لا أعلم كيف ومتى ستنتهي. أشعر بالعجز عن أداء الطاعات، وأهمها تركي لصلاة الفجر، وأقع في كثير من المعاصي، بل من أقبح المعاصي التي قد تتخيلها. أنا في ضيق دائم، لا أشعر بلذة أي شيء، وأحسّ بضيق شديد في صدري وكأنني سأموت. أرجوك، دلني على الحل، بارك الله فيك. فأنا في ضيقٍ شديد… أرحني، أسأل الله أن يريح قلبك. ———————————- الأخت الكريمة: الانتكاسات جزء من الطريق، وكلنا نسقط، لكن المهم ألا نبقى حيث سقطنا. 1- لا تستسلمي: الله أقرب مما تظنين. الشعور بالضيق وتأنيب الضمير ليس دليلًا على بُعدكِ عن ربك، بل قد يكون نداءً رحيماً منه ليعيدكِ إليه. فلا تظني أن الله يريد هلاككِ، بل يريد أن يفتح لكِ باب العودة، ليغمر قلبكِ بنوره وطمأنينته من جديد. قال الله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر: 53). فمهما كان الذنب عظيمًا، فرحمة الله أعظم. 2- لا تنظري للخطوة الكبيرة… ابدئي بخطوة صغيرة إذا كنتِ تشعرين أن القيام فجأة بكل العبادات أمرٌ صعب، فلا بأس. ابدئي بشيء واحد فقط، لكن استمري عليه. 👈ركعة واحدة فقط قبل النوم. 👈استغفري 10 مرات يوميًا، فقط 10! 👈قومي لصلاة الفجر حتى لو كنتِ متعبة، ولا تيأسي إن فاتتكِ يومًا. المهم ألا تتركي الحبل بينكِ وبين الله، ولو كان خيطًا رقيقًا. 3- استعيني بالله… وليس بنفسكِ فقط. كلما شعرتِ بالضعف، قولي: “اللهم خذ بيدي إليك أخذ الكرام عليك” “اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين” إذا توكّلتِ على نفسكِ وحدكِ، ستشعرين بالضعف. لكن إذا استعنتِ بالله، فسيرفعكِ ولو كنتِ في الحضيض. 4- أحسني الظن بالله قد تظنين أن الله غاضب منكِ، لكن رحمته أوسع مما تتخيلين، فهو ينتظركِ بباب مفتوح، ويفرح بعودتكِ أكثر مما قد تفرحين أنتِ بنجاتكِ من الهلاك. قال النبي ﷺ: “لَلَّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح!” (رواه مسلم). هل تتخيّلين كم يفرح الله بعودتكِ؟ 5- لا تعيشي في العزلة، قربي من قلوب صالحة الانعزال عن الناس يجعل الوساوس تتضخم، ابحثي عن امرأة صالحة تتحدثين معها، ولو صديقة واحدة تذكّركِ بالله دون قسوة. 👈اسمعي ولو 5 دقائق يوميًا من أي موعظة أو شيء يرقق قلبك، فقط 5 دقائق. 👈ابحثي عن آية واحدة يوميًا وتأملي فيها. 6- ابحثي عن باب خير… ولو صغيرًا إذا شعرتِ أنكِ عاجزة عن القيام بالطاعات، فابحثي عن أي خير يسير: 👈ابتسمي في وجه أحد. 👈تصدّقي ولو بجنيه واحد. 👈ساعدي أحدًا ولو بكلمة طيبة. فعل الخير يجلب الخير، حتى في قلبكِ. 7- تجنبي مواطن الذنب قدر المستطاع: ابتعدي عن الأماكن، الأشخاص، العادات التي تسحبكِ للخطأ، لأن هذا سيسهّل عليكِ الرجوع. أخيرًا: أنتِ قوية بالله، لا تضعفي. قد تظنين أن انتكاستكِ هي النهاية، وأن ما تمرّين به لا سبيل للخروج منه، لكن الحقيقة أن كل سقوط يحمل في طياته فرصة للنهوض من جديد. فالله لا يغلق أبوابه في وجه التائبين، ولا يرد قلبًا عاد إليه ولو بعد ألف عثرة. كل لحظة تمرّين بها هي جزء من رحلتكِ، وقد تكون هذه العثرة هي الخطوة التي توقظكِ للعودة أقوى وأقرب إلى الله. لا تجعلي اليأس يخدعكِ، فأنتِ ما زلتِ على الطريق، والرحمة أوسع من الزلل، والله ينتظركِ بفرح أعظم مما تتخيلين. ثقي أن الرحلة لم تنتهِ بعد… بل ربما بدأت الآن. الخلاصة: الله لا يريد منكِ شيئاً فوق طاقتك، لكنه يريد منكِ المحاولة. لا تنظري إلى ماضيكِ، بل إلى رحمة الله الواسعة. لا تنظري إلى ذنبكِ، بل إلى ربٍّ غفورٍ يُحبّ العفو عنكِ. لا تنظري إلى ضعفكِ، بل إلى قوة الله القادر على أن يبدل حالكِ في لحظة. وأسأل الله العظيم أن يرح قلبك ويحفظك من كل سوء.
❤️ 👍 😢 🌼 💔 💚 😭 🤍 🤲 101

Comments