👈النجاح في هذا العالم المتغير ليس وليد الصدفة، ولا ثمرة جهد عشوائي، بل هو مزيج دقيق من التخطيط العاقل، والمرونة الحكيمة، والتوفيق من الرب العظيم. 👈من يضع كل آماله في خطة واحدة كمن يسير على حبل مشدود بلا شبكة تحته، فالسقوط حينها يكون مدويًا. 👈الناجحون هم الذين يدركون أن الأيام حبلى بالمفاجآت، وأن الثبات الحقيقي ليس في الجمود، بل في القدرة على التكيف مع ما يستجد، والتعامل مع المتغيرات بروح يقظة وبصيرة نافذة. 👈كم من شخص ظن أنه يمسك بزمام الأمور، لكنه لم يدرك أن التشبث برأي كان صحيحًا في الماضي قد يكون خطأً قاتلًا في الحاضر. 👈النجاح لا يكون لمن يحفظ الدرس مرة واحدة، بل لمن يعيد قراءته كل يوم وفق واقع متغير. 👈كثيرون أساءوا الحكم لأنهم نظروا من زاوية واحدة، ثم اكتشفوا بعد فوات الأوان أن الصورة كانت أوسع مما تصوّروا، وأن القرار الذي رفضوه بالأمس كان هو الصواب الذي لم يدركوه إلا بعد حين. 👈أما العاطفة، فهي سيف ذو حدين، فقد تمنحك الدافع، لكنها ليست بوصلة صالحة للحكم على الأمور. 👈من جعل الحب أو الكره ميزانه الوحيد، وقع في أخطاء متكررة، وأصبح فريسة سهلة للانحياز والتسرع. 👈الناجحون يزنون الأمور بعقول باردة، لا بقلوب مشتعلة، ويدركون أن الإنصاف لا يعني المجاملة، كما أن الحزم لا يعني القسوة. 👈ورغم كل هذا، فإن النجاح ليس بالأسباب وحدها، بل بتوفيق الله قبل كل شيء. ما أكثر من ظنوا أن ذكاءهم يكفي، فخذلتهم الأقدار، وما أكثر من توكلوا على الله بعد بذل الأسباب، فكانت خطواتهم مباركة ومسيرتهم ميسّرة. قال تعالى: “وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ”، فمن ظن أنه يملك مصيره بيده وحدها، فقد غرّه وهم القوة، فالعقل يخطط، لكن الله هو الذي يقدّر. 👈وهناك أسرار خفية في رحلة النجاح، لا تُدرك بالحسابات المادية وحدها، بل بنقاء القلب، وصفاء النية، والاستغفار الذي يفتح المغاليق، والدعاء الذي يحرك الأقدار. 👈كم من باب ظنه صاحبه موصدًا ففتحه الله له من حيث لا يدري، وكم من طريق بدا مسدودًا، فإذا به يمهد أمام صاحبه بأيسر مما تخيل. 👈أما العدل، فهو الميزان الذي لا يختل، فمن سعى بظلم، قد يربح شيئًا، لكنه سيخسر أكثر مما يظن، لأن ما يُبنى على الفساد لا يدوم، وما يُقام على الحق لا ينهار. 👈النجاح الحقيقي ليس أن تصل فحسب، بل أن تصل بثبات، دون أن تخسر نفسك في الطريق. فمن جعل خططه محكمة، ونظرته متزنة، وقلبه معلقًا بالله، فقد سلك الطريق الصحيح، وإن تأخر الوصول، فسيصل في النهاية إلى حيث ينبغي أن يكون.