محمد سعد الأزهري
February 14, 2025 at 07:53 PM
أيها الزوج
انتبه لنفسك ولأسرتك خاصة وأنت تتكلم مع أي فتاة أو سيدة سواء كان هذا الكلام هاتفي أو عن طريق الشات، وسواء كان الكلام عاديًّا له سبب كدراسة أو عمل أو قرابة أو تدخل في مشكلة، أو وصل الكلام معها إلى أسلوب فيه رفع الكُلْفَة أو الحديث عن المشاعر أو ما هو أكبر من ذلك، فهذا وإن كان يصل إلى المحرم في أغلب الأحيان، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى ارتكاب الكبائر، فإن ذلك أيضًا يُعتبَر بداية دق المسمار الأول في نعش الأسرة وأنت لا تدري!
لأن قلبك يتغير، ويبدأ في استمراء المحرّم والتعوّد عليه، ثم تصبح علاقتك القلبية بزوجتك أقل من سابقتها، وتبدأ زوجتك تشعر بالاغتراب، ثم تكتشف زوجتك ما أنت عليه، فتضعُف الثقة بل وتزول، ويزداد الكذب، وتتضاعف المشاكل، وتصبح أسرتك على شفا جُرف هار بسبب الانحراف الأول، وكذلك بسبب عدم غلق الباب على نفسك تجاه أي امرأة تشعر نحوها بانجذاب.
كثيرُ منا قد يقع في هذا الخطأ وغيره، ويرتكب بعض المعاصي، ولا أحد معصوم، لكن الاستمرار في هذا النوع من المعاصي، أو الانفتاح عليه، له أثر خاص على الأسرة لأنه يؤلم الزوجة ويكسرها أكثر من غيره من الانحرافات.
فعليك أيها الزوج أن تنظر لنفسك وأن تجتهد في الحفاظ عليها من الانحراف في هذا الباب وغيره، وأن تحافظ على الثقة التي بينك وبين زوجتك، حتى لا تندم، وحينها سيكون الندم عنيفًا والسقوط أعنف!
خاصة وأن البدائل الجائزة قد أباحها الشرع، فلا يوجد عاقل يتجه لمسار الانحراف ويترك مسار الاستقامة من أجل شهوة زائلة وقد تكون قاتلة!
الخلاصة:
لا يستزلّك الشيطان أكثر من ذلك، فإن وقعت في ذلك فانسحب فورًا وتُب إلى ربّك، وإذا كنت في المراحل الأولى التي يكون الانجذاب فيها ما زال شبه مطمور فعليك أن تتوقّف حتى لا تدخل المغارة التي لم يخرج أحد منها سالمًا، وإذا كنت تتحدث لحاجة فعليك أن تكون منتبهًا للغاية، وإذا كنت من الشخصيات المبتلاة بهذا الداء فاعلم أنك وأسرتك على خطر عظيم، وعليك أن تلجأ لربك بصدق، فلا عاصم من ذلك إلا الخالق، فهو الذي يُدعى وهو الذي يُجيب.
وأسأل الله العظيم أن يحفظنا من الوقوع في الزلل وأن يعين من وقع على التوبة، وأن يرحم مجتمعنا من هذا الداء الدخيل.
❤️
👍
😢
😂
🤍
43