
مدونة معلمي
February 4, 2025 at 12:13 PM
الدجاجة المنبوذة
في أحد الأيام، تسللت أفعى بين الدجاجات ولدغت إحداهن. بدأ السم يسري في جسدها، فأصابها ألم شديد وارتفعت حرارتها. بحثت عن مأوى بين قطيعها، لكنها لم تجد سوى النفور. خافت الدجاجات من انتشار العدوى، فقررن طردها بعيدًا.
بخطوات متعثرة ودموع تنهمر بصمت، غادرت الدجاجة وهي تجرّ إحدى ساقيها المحترقة بحمى اللدغة. لم يكن الألم الجسدي هو الأقسى عليها، بل كان تخلي عائلتها عنها في أكثر أوقاتها ضعفًا. تاهت في الظلام، تسند نفسها بصعوبة، بينما كان القطيع يراقبها من بعيد، يتهامسون فيما بينهم:
"ستلقى حتفها قريبًا، لا فائدة من مساعدتها."
ومع مرور الوقت، اختفت عن أنظارهم تمامًا.
بعد أيام، جاء طائر طنان يحمل خبرًا مفاجئًا:
"أختكم لا تزال على قيد الحياة! تعيش في كهف بعيد، لكنها فقدت ساقها بسبب اللدغة وتعاني في البحث عن الطعام. إنها بحاجة إليكم."
ساد الصمت، ثم بدأت الأعذار تتوالى:
"أنا منشغلة بوضع البيض."
"يجب أن أبحث عن الذرة."
"لا يمكنني ترك صغاري وحدهم."
رفض الجميع الذهاب، فعاد الطائر الطنان خائبًا.
مرّت الأيام، وعاد الطائر الطنان مرة أخرى، لكن هذه المرة بخبر حزين:
"أختكم رحلت... ماتت وحيدة في الكهف، دون أن تجد من يدفنها أو يبكي عليها."
ساد بيت الدجاج صمت ثقيل، تلاه حزن غامر. توقف الجميع عن أعمالهم: لم تعد الدجاجات تضع البيض، ولا الباحثون يجمعون الحبوب، حتى الأمهات توقفن عن العناية بفرخاتهن للحظة. كان الندم أشد فتكًا من أي سم.
حينها، سأل أحدهم بصوت مرتجف:
"لماذا لم نتحرك عندما كان بإمكاننا إنقاذها؟"
واندفع الجميع نحو الكهف، متأخرين جدًا. كانوا يبكون ويرثون، لكن حين وصلوا، لم يجدوا سوى أثرها وبعض الريش المتناثر. وعلى الجدار، كانت هناك رسالة كتبتها الدجاجة قبل رحيلها:
"في الحياة، قد لا يبذل الناس جهدًا لمساعدتك وأنت حي، لكنهم يقطعون المسافات ليشاركوا في دفنك. معظم الدموع في الجنائز ليست من الحزن، بل من الندم."
👍
😢
❤️
🙏
20