
« عِلْمُ الشّريعَةِ تاجٌ عزّ لابِسُهُ ».
January 19, 2025 at 08:53 AM
الجهل بمهمّات علم التجويد قد يوقع صاحبه في الإخلال بصلاته وهو لا يشعر، ولا يمكن التفريق بين اللحن الجلي واللحن الخفي في القرآن إلا من خلال علم التجويد، ولا يحصل التمييز بين القارئ والأقرأ إلا بالعلم بالتجويد.
وقد عدّ العلامة ابن بدران الدمشقي الحنبلي (ت: 1346هـ) معرفة علم التجويد من الأمور اللازمة للمتفقّه.
قال ابن بدران في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل":
(من اللازم على من يريد التفقّه على مذهب من مذاهب الأئمة أن يعرفَ أمورًا:
…
الأمر السابع: أن يتعلَّمَ من فنِّ التجويد ما يَعرِفُ منه مخارج الحروف، وما لابدّ للقارئ أن يَعْلَمه؛ فإن جهل مثل ذلك ربما أخلَّ بصلاته؛ فإن لهذا مدخلا في باب الإمامة، حيث يقول الفقهاء: يُقدَّم الأقرأ فالأقرأ. ومن لم يكن عارفًا بفن التجويد كيف يميِّز بين القارئ والأقرأ؟!
وكم رأينا من المتصدِّرين لإقراء الفقه وللإمامة، ثم إنهم إذا قرؤوا في الصلاة كانت قراءة الأعجمي أحسن حالاً من قراءتهم! وربما لم يفرِّقوا بين السين وبين الثاء المثَلَّثة الفوقية! ويزيدون في الكلمات حروفًا ليست منها وهم لا يشعرون! ومثل هذا يُعاب على العاميّ فضلاً عن المتفقّه).
وإذا كان ما ذُكر من العلم بالتجويد لازمًا للمتفقّه؛ فالفقيه المتصدِّر للإفتاء من باب أولى.
ومن المختصرات المفيدة النافعة في علم التجويد: ما حرّره نخبة من العلماء في كتاب صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بعنوان: "التجويد الميسَّر".