
مكتبة أحرفنا المنيرة
February 5, 2025 at 12:22 PM
"غريق الحياة"
لقد كنا صغارًا نحبُّ الحياة بكل ما فيها، في حزنها وفرحها. بمجرد سماع ضحكات أصدقائك الصغار الذين ينادونك: "هيا لنلعب!"، كنت تجري فرحًا، تردد بحماس: "نعم، هيا إذًا!" ومع مرور الأيام، بدأت تكبر فجأة، وكبرت الأحلام والهموم معك. لكنك لا تزال تحبُّ الحياة، وترى فيها جمالًا خفيًا، تنظر إليها وتبتسم بشغفٍ وحبٍّ كلما تأملتها.
تكبر الأيام وأنت تكبر معها، تمشي على شاطئ بحرها الجميل، تعزف معها ألحان الحياة الهادئة. ومع تيار الأيام المتسارعة، تخوض غمارها بكل ما تحمله. تسعى وراء أمانيك، تحاول الوصول إلى أحلامك، لكنك لم تدرك أن التقدم في أعماقها قد يكون خطرًا جدًا.
ابتعدت عن شاطئها وغصت في أعماقها، لكن الأمواج غدرت بك. أصبحت فريسةً لها، تتقاذفك بلا رحمة حتى استسلمت لأنّاتها. وبينما تحتضر، تنطفئ أمانيك واحدةً تلو الأخرى، وترفع بصرك إلى السماء مودِّعًا كل ما أحببته في هذه الحياة.
غريق في الحياة بلا مرساة،
ولست أرى نجاة من متاهاتي.
#رينا_المعجلي
❤️
👍
18