ليه الخطاب العاطفي بيشعل الحماس لكنه لا يبني المستقبل؟ 🔻 أولًا: لأنه بيخاطب القلوب من غير ما يخاطب العقول. ➰ العاطفة حاجة قوية جدًا، بتحرك الناس بسرعة، بس زي النار، بتشتعل لحظة وبعدها بتخمد لو ما كانش فيه حاجة تغذيها زي رؤية واضحة أو خطة عملية. 🌱 مثال: في الأزمات، الخطاب اللي مليان حماسة ممكن يشعل في الناس روح التضحية، بس السؤال الأهم: “وبعدين؟ بعد الحماس ده، هنروح فين؟” 🔻 ثانيًا: لأنه بيخلق أوهام مش هتصمد قدام الواقع. ➰ لما نبسط المشاكل زيادة عن اللزوم، الحلول هتبقى مجرد أمنيات، مش خطط حقيقية قابلة للتنفيذ. 🌱 مثال: جملة زي “لو الشعب اتوحد هننتصر” شكلها حلو، بس الحقيقة إن النصر مش بييجي بالوحدة بس، لازم يكون فيه اقتصاد قوي، تحالفات مدروسة، واستراتيجية واضحة. 🔻 ثالثًا: لأنه بيختصر الدنيا في معادلة سطحية. ➰ الخطاب العاطفي بيقسم الدنيا نصين: خير مطلق وشر مطلق، أبطال وخونة، أبيض وأسود، وده وهم، لإن الواقع مليان تفاصيل رمادية ومصالح متشابكة. 🌱 مثال: في بعض الحروب، ممكن تسمع ناس تقول “إحنا عمرنا ما هنخسر!”، بس الحقيقة إن النصر مش سلاح وبس، النصر محتاج اقتصاد، تحالفات، وسياسة ذكية. 🔻 رابعًا: لأنه بيضحك علينا بحلول لحظية من غير ما يفكر في المستقبل. ➰ الخطاب العاطفي بيشحن الناس، بس ما بيحددش لهم طريق واضح أو خطوات عملية، وده بيخليهم دايمًا منتظرين اللحظة السحرية اللي هتحل كل حاجة… ومش بتيجي! 🌱 مثال: حملات سياسية بتعتمد على الغضب والحشد، ولما توصل للسلطة تلاقي نفسها مش عارفة تدير ولا عندها رؤية، فتتخبط لحد ما تنهار. 🔻 خامسًا: لأنه بيبيع لنا وهم الحلول الخارقة. ➰ كل ما الخطاب يبقى عاطفي أكتر، كل ما الناس تنتظر “المنقذ” اللي هييجي في لحظة ويغير الواقع. بس التغيير الحقيقي مش ضغطة زر، دي عملية طويلة محتاجة شغل وصبر. 🌱 مثال: مجتمعات كتير بتفضل مستنية اللحظة اللي هيحصل فيها “الحدث الكبير” اللي هيقلب الموازين، بس بتنسى إن التاريخ ما بيتغيرش بالكلام والصيحات، بيتغير بالشغل والتخطيط. 🔻 سادسًا: لأنه بيكتم أي صوت عقلاني وبيحارب التفكير المتزن. ➰ الخطاب العاطفي مش بيتقبل الرأي المختلف بسهولة، وبيخلي أي حد يعارض أو يقترح حلول واقعية متهم بالخيانة أو الجبن. 🌱 مثال: لو حد اقترح هدنة أو حل سياسي ينقذ الأرواح، هتلاقي ناس بتهاجمه وبتوصفه بالخيانة، رغم إن السياسة الذكية هي اللي بتحقق أفضل نتيجة بأقل خسائر. 🔻 الخلاصة: الخطاب العاطفي بيشعل الحماس، بس ما بيبنيش المستقبل. بيصحّي الهمم، بس ما بيحطّش خريطة الطريق. بيوعد بانتصارات بلا تخطيط، فـ الناس اللي بتتبعه بتلاقي نفسها في الآخر واقعة في دوامة الوهم والانكسار. الحل؟ التوازن بين العاطفة والعقل، بين الحشد والرؤية، علشان الحماسة تبقى قوة بتدفع الواقع لقدام، مش موجة بتنتهي بأول صخرة تقابلها! https://whatsapp.com/channel/0029ValhUsyLdQeTop77hj3f