
Anas Assil
February 27, 2025 at 04:30 PM
هناك بُعد مشترك في كل أركان الإسلام الخمسة تفرضه طبيعة تلك العبادات، ألا وهو البُعد الجماعيّ والانفكاك من الفرديّة، والصّيام هو أحد هذه الأركان الذي تتجلّى فيه روح الجماعة.
ينظر الإسلام للصيام باعتباره التزاماً جماعياً، لذا نرى أنّ حساسيّة النّاس في المجتمعات ذات الأغلبيّة المسلمة تجاه من لا يصوم أكبر بكثير من حساسيّتهم تجاه من لا يصلّي، رغم أن مركزيّة الصلاة في الطرح الإسلاميّ أثقل من حيث الوزن.
في رمضان تتحقّق غاية الرسالة في تحرير الإنسان، ليس فقط تحريره من استبداد أخيه الإنسان، بل تحريره من نفسه ونزعاتها وغريزته، كأنّه الشّهر الذي يظهرُ فيه تفرّد الكائن البشريّ عمّن سواه، باعتباره الكائن الوحيد القادر على ضبط وتأجيل إشباع رغباته المشروعة وضبط انفعالاته متى أراد، يُمسك زمام نفسه بانضباطٍ شديد (أو هكذا يجب أن يكون).
وحين يعجز الإنسانُ عن تحرير نفسه فيتعثّرُ في صيامه، يُطلب منه في سياقٍ معيّن تحريرُ رقبة، كأنّه الإسلام يقول لنا: عندما تفشلُ أيّها المُسلم في تحرير نفسك من نزعاتها، فكفّارة ذلك تحريرُ غيرك.
رمضان شهرُ الحريّة، الحريّة من كلّ شيء، الحريّة التي لا يكون الإنسان من دونها إنساناً.
كلّ عامٍ وأنتم بخير
❤️
👍
🙏
😮
119