
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 7, 2025 at 06:21 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة*
نتابع مع *أبي بكر الصديق في المجتمع المدني وبعض صفاته وشيء من فضائله*
*انتصار النبيُّ صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله عنه*:
لقد ثبت من الأحاديث الصحيحة
ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان ينتصر لأبي بكر
وينهى الناس عن معارضته؛
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم
إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
« *أما صاحبكم فقد غامر* »،
فسلم،
وقال: يا رسول الله،
إنه كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت،
فسألته أن يغفر لي فأبى عليَّ،
فأقبلت إليك،
فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا،
ثم إن عمر ندم
فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثَمَّ أبو بكر؟
قالوا: لا.
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه،
فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمعّر،
حتى أشفق أبو بكر..
فجثا على ركبتيه،
فقال: يا رسول الله،
والله أنا كنت أظلم مرتين،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
« *إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي* ؟» مرتين.
فما أوذي بعدها.
وفي هذه القصة دروس وعبر كثيرة، منها:
- الطبيعة البشرية للصحابة وما يحدث بينهم من خلاف،
- وسرعة رجوع المخطئ وطلب المغفرة والصفح من أخيه،
- وتواد الصحابة فيما بينهم،
- ومكانة الصديق الرفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه... إلخ.
*قل: غفر الله لك يا أبا بكر*:
قال ربيعة الأسلمي رضي الله عنه:
كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم...
وذكر حديثًا ثم قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني بعد ذلك أرضًا
وأعطى أبا بكر أرضًا،
وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة،
فقلت أنا: هي في حدي،
وقال أبو بكر: هي في حدي،
فكان بيني وبين أبي بكر كلام،
فقال أبو بكر كلمة كرهها،
وندم،
فقال أبو بكر:
لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقلتُ: ما أنا بفاعل،
قال: ورفضَ الأرض،
وانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
وانطلقت أتلوه،
فجاء ناس من أسلم فقالوا لي:
رحم الله أبا بكر،
في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قد قال لك ما قال؟
قلت: أتدرون من هذا؟
هذا أبو بكر الصديق،
هذا ثاني اثنين،
وهذا ذو شيبة المسلمين،
إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب،
فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه،
فيغضب الله -عز وجل- لغضبهما فيهلك ربيعة،
قال: ما تأمرنا؟
قال: ارجعوا،
قال: فانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتتبعته وحدي
حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فحدثه الحديث كما كان،
فرفع إليَّ رأسه فقال:
*يا ربيعة، ما لك وللصديق*؟
قلت:
يا رسول الله،
كان كذا.. كان كذا،
قال لي كلمة كرهها
فقال: *قل لي كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت*،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *أجل فلا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر* »،
فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر.
قال الحسن البصري:
ولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكي.
لله أي وجدان هذا الوجدان،
وأي نفس تلك النفس!!
بادرة بدرت منها لمسلم فلم ترضَ إلا اقتصاصه منها،
وصفحه عنها،
تناهيًا بالفضيلة،
واستمساكًا بالأدب،
وشعورًا تمكن من الجوانح،
وأخذ بمجامع القلوب،
فكانت عنده زلة اللسان -ولو صغيرة-
ألمًا يتململ منه الضمير
فلا يستريح إلا بالقصاص منه،
ورضا ذلك المسلم عنه.
كانت كلمة هينة،
ولكنها أصابت من ربيعة موجعًا..
فإذا أبو بكر يزلزل من أجلها،
ويأبى إلا القصاص عليها،
مع أنه يومئذ كان الرجل الثاني في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهي كلمة لا يمكن أن تكون من فُحش القول أبدًا؛
لأن أخلاقه لم تسمح بهذا،
ولم يؤثر عنه حتى في الجاهلية شيء من هذا.
لقد خشي الصديق مغبة تلك الكلمة،
ولهذا اشتكى لرسول الله،
وهذا أمر عجيب،
فإن أبا بكر قد نسي أرضه ونسي قضية الخلاف،
وشغل باله أمر تلك الكلمة
لأن حقوق العباد لا بد فيها من عفو صاحب الحق.
وفي هذا درس للشيوخ والعلماء الحكماء والدعاة،
في كيفية معالجة الأخطاء
ومراعاة حقوق الناس وعدم الدوس عليها بالأرجل.
وقد استنكر قوم ربيعة
أن يذهب أبو بكر يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو الذي قال ما قال،
ولم يعلموا ما عمله أبو بكر من لزوم إنهاء قضايا الخصومات،
وإزالة ما قد يعلق في القلوب من الموجدة في الدنيا،
قبل أن يكتب ذلك في الصحف ويترتب عليه الحساب يوم القيامة.
وبالرغم مما ظهر من رضا ربيعة وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم الرد على أبي بكر،
فإن أبا بكر قد بكى من خشية الله تعالى،
وهذا دليل على قوة إيمانه،
ورسوخ يقينه.
وأخيرًا موقف يذكر لربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه،
حيث قام بإجلال أبي بكر رضي الله عنه،
وأبى أن يرد عليه بالمثل،
هذا من تقدير أهل الفضل والتقدم والمعرفة بحقهم،
وهو دليل على قوة الدين ورجاحة العقل.
*مسابقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الخيرات*:
اتصف الصديق رضي الله عنه بالأخلاق الحميدة،
والصفات الرفيعة ومسابقته في الخيرات،
حتى صار في الخير قدوة،
وفي مكارم الأخلاق أسوة،
وكان حريصًا أشد الحرص على الخيرات،
فقد أيقن أن ما يمكن أن يقوم به المرء اليوم
قد يكون غير ممكن في الغد،
فاليوم عمل ولا حساب،
وغدًا حساب ولا عمل،
ولذلك كان من المسارعين في الخيرات؛
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *من أصبح منكم اليوم صائمًا* ؟»
قال أبو بكر: أنا.
قال: « *فمن تبع منكم اليوم جنازة* ؟».
قال أبو بكر: أنا.
قال: « *فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا* ؟».
قال أبو بكر: أنا.
قال: « *فمن عاد منكم اليوم مريضًا* ؟».
قال أبو بكر: أنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة* ».
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (28)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.