سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 8, 2025 at 05:47 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz نتابع مع *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة* نتابع مع *أبي بكر الصديق في المجتمع المدني وبعض صفاته وشيء من فضائله* *كظم أبي بكر الصديق رضي الله عنه للغيظ*: قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن رجلاً شتم أبا بكر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم، فلما أكثر الرجل رد عليه أبو بكر بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر وقال: يا رسول الله، كان يشتمني وأنت جالس، فلما أكثر رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت!! فقال عليه الصلاة والسلام: « *إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان* ». ثم قال: « *يا أبا بكر، ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله -عز وجل- إلا أعز الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة* ». إن الصديق رضي الله عنه اتصف بكظم الغيظ، ولكنه رد ما ظنّ أنه به يسكت هذا الرجل، فرغَّبه النبي صلى الله عليه وسلم في الحلم والأناة، وأرشده إلى ضرورة تحليه بالصبر في مواطن الغيظ، فإن الحلم وكظم الغيظ مما يزيد المرء ويجمله في أعين الناس، ويرفع قدره عند الله تعالى. ويتبين لنا كذلك من هذا الموقف: حرص الصديق رضي الله عنه على عدم إغضاب النبي صلى الله عليه وسلم ، والمسارعة إلى إرضائه، وفي ذم الغضب للنفس، والنهي عنه والتحذير منه، واعتزال الأنبياء للمجالس التي يحضرها الشيطان، وبيان الفضل للمظلوم الصابر المحتسب للأجر والثواب، وفيه حث على العطايا، وصلة الأرحام، وذم للمسألة وأهلها. وظل الصديق متمسكًا بالحلم وكظم الغيظ، حتى عُرف بالحلم والأناة، ولين الجانب والرفق، وهذا لا يعني أن أبا بكر لم يكن يغضب، وإنما كان غضبه لله تعالى، *فإذا رأى محارم الله قد انتهكت غضب لذلك غضبًا شديدًا*. لقد عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم متأملاً ومتفكرًا وعاملاً بقوله تعالى: ( *وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* ) [آل عمران: 133- 134]. *بلى والله، إني أحب أن يغفر الله لي* : كان أبو بكر رضي الله عنه يَعُول *مسطح بن أثاثة*، فلما قال في عائشة -رضي الله عنها- ما قال (حديث الإفك المشهور) أقسم بالله أبو بكر ألا ينفعه أبدًا، فلما أنزل الله -عز وجل-: ( *وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* ) [النور: 22] قال أبو بكر: والله إني أحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا. ولقد فهم الصديق من الآية بأن على المؤمن التخلق بأخلاق الله، فيعفو عن الهفوات والزلات والمزالق، فإن فعل فالله يعفو عنه ويستر ذنوبه، وكما تدين تدان، والله سبحانه قال: (*أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ*) أي: كما تحبون عفو الله عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن دونكم. وكما أن في الآية من حلف على شيء ألا يفعله، فرأى أن فعله أولى من تركه، أتاه وكفر عن يمينه. وقال بعض العلماء: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى؛ من حيث لطف الله بالقذفة العصاة بهذا اللفظ. لقد دلت هذه الآية على أن أبا بكر أفضل الناس عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله وصفه بصفات عجيبة في هذه الآية، دلت على علو شأنه في الدين. أورد الرازي في تفسيره أربع عشرة صفة مستنبطة من هذه الآية: ( *وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ*) منها: أنه وصفه بأنه صاحب الفضل على الإطلاق، من غير تقييد لذلك بشخص دون شخص، والفضل يدخل فيه الإفضال، وذلك يدخل على أنه رضي الله عنه كان فاضلاً على الإطلاق، وكان مفضلا على الإطلاق، ومنها أنه لما وصفه تعالى بأنه (أولو الفضل والسعة) بالجمع لا بالواحد وبالعموم لا بالخصوص على سبيل المدح، وجب أن يقال: إنه كان خاليًا عن المعصية؛ لأن الممدوح إلى هذا الحد لا يكون من أهل النار. *خروج أبي بكر الصديق رضي الله عنه للتجارة من المدينة إلى الشام*: خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه للتجارة إلى بصرى ببلاد الشام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ما منعه حبه لملازمة النبي صلى الله عليه وسلم من الذهاب للتجارة، ولا منع النبي صلى الله عليه وسلم الصديق من ذلك مع شدة حبه له. وفي هذا أهمية أن يكون للمسلم مصدر رزق يستغني به عن سؤال الناس، بل ويساهم بهذا الرزق في إغاثة الملهوف، وفك العاني، ويسارع في أبواب الإنفاق التي يحبها الله. *غيرة الصديق رضي الله عنه وتزكية النبي صلى الله عليه وسلم لزوجه*: قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنَّ نفرًا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله، فقال: إن الله تعالى قد برأها من ذلك، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: « *لا يدخل رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان* ». == من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (29) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى) للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS أو https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep أو https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT أو https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC أو https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF أو https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk أو https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ أو https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd أو https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS أو https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها.. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments