سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 12, 2025 at 07:04 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz نتابع مع *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة* *وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف أبي بكر حينها*: إن الأرواح الشفافة الصافية لتدرك بعض ما يكون مخبوءًا وراء حجب الغيب بقدرة الله تعالى، والقلوب الطاهرة المطمئنة لتحدث صاحبها بما عسى أن يحدث له فيما يستقبل من الزمان، والعقول الذكية المستنيرة بنور الإيمان لتدرك ما وراء الألفاظ والأحداث من إشارات وتلميحات، ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الصفات الحظ الأوفر، وهو منها بالمحل الأرفع الذي لا يسامى ولا يطاول. ولقد جاءت بعض الآيات القرآنية مؤكدة على حقيقة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كغيره من البشر، وسوف يذوق الموت ويعاني سكراته كما ذاقه من قبل إخوانه من الأنبياء، ولقد فهم صلى الله عليه وسلم من بعض الآيات اقتراب أجله، وقد أشار صلى الله عليه وسلم في طائفة من الأحاديث الصحيحة إلى اقتراب وفاته، منها ما هو صريح الدلالة على الوفاة ومنها ما ليس كذلك؛ حيث لم يشعر ذلك منها إلا الآحاد من كبار الصحابة الأجلاء كأبي بكر والعباس ومعاذ رضي الله عنهم. *مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدء الشكوى*: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع في ذي الحجة، فأقام بالمدينة بقيته والمحرم وصفرًا من العام العاشر، فبدأ بتجهيز جيش أسامة وأمَّر عليهم *أسامة بن زيد بن حارثة*، وأمره أن يتوجه نحو البلقاء وفلسطين، فتجهز الناس وفيهم المهاجرون والأنصار، وكان أسامة بن زيد ابن ثماني عشرة سنة، وتكلم البعض في تأميره وهو مولى وصغير السن على كبار المهاجرين والأنصار، فلم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم طعنهم في إمارة أسامة، فقال صلى الله عليه وسلم: « *إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليَّ، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده* ». وبينما الناس يستعدون للجهاد في جيش أسامة، ابتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكواه الذي قُبض فيه، وقد حدثت حوادث ما بين مرضه ووفاته، منها: - زيارته قتلى أحد وصلاته عليهم، - واستئذانه أن يمرض في بيت عائشة، - وشدة المرض الذي نزل به، - *وأوصى صلى الله عليه وسلم بإخراج المشركين من جزيرة العرب* - وإجازة الوفد - ونهى عن اتخاذ قبره مسجدًا، - وأوصى بإحسان الظن بالله - وأوصى بالصلاة وما ملكت أيمانكم، - وبيَّن بأنه لم يبقَ من مبشرات النبوة إلا الرؤيا، - وأوصى بالأنصار خيرًا - وخطب صلى الله عليه وسلم في أيام مرضه فقال: « *إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ذلك العبد ما عند الله* »، فبكى أبو بكر، فقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فعجبنا لبكائه أن يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن خير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « *إن أمَنَّ الناس عليَّ صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقين في المسجد باب إلا باب أبي بكر* ». قال الحافظ ابن حجر: وكأن أبو بكر -رضي الله عنه- فَهِم الرمز الذي أشار به النبي صلى الله عليه وسلم من قرينة ذكره ذلك في مرض موته، فاستشعر منه أنه أراد نفسه فلذلك بكى، ولما اشتد المرض بالنبي صلى الله عليه وسلم وحضرته الصلاة فأذَّن بلال قال النبي صلى الله عليه وسلم: « *مروا أبا بكر فليصل* »، فقيل: إن أبا بكر رجل أسيف، إذا قام مقامك لم يصلِّ بالناس، وأعاد فأعادوا له الثالثة، فقال: « *إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل* ». فخرج أبو بكر فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة، فخرج يهادي بين رجلين، كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه. قيل للأعمش: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال برأسه: نعم. واستمر أبو بكر يصلي بالمسلمين، حتى إذا كان يوم الإثنين، وهم صفوف في صلاة الفجر، كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلى المسلمين وهم وقوف أمام ربهم، ورأى كيف أثمر غرس دعوته وجهاده، وكيف نشأت أمة تحافظ على الصلاة، وتواظب عليها بحضرة نبيها وغيبته، وقد قرت عينه بهذا المنظر البهيج، وبهذا النجاح الذي لم يقدر لنبي أو داع قبله، واطمأن أن صلة هذه الأمة بهذا الدين وعبادة الله تعالى صلة دائمة، لا تقطعها وفاة نبيها، فمُلِئ من السرور ما الله به عليم، واستنار وجهه وهو منير. يقول الصحابة -رضي الله عنهم-: كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة، ينظر إلينا وهو قائم، وكأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح، وظننا أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة وأرخى الستر، وانصرف بعض الصحابة إلى أعمالهم، ودخل أبو بكر على ابنته عائشة وقال: ما أرى رسول الله إلا قد أقلع عنه الوجع, وهذا يوم بنت خارجة -إحدى زوجتي أبي بكر- وكانت تسكن بالسُّنح، فركب على فرسه وذهب إلى منزله. == من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (33) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى) للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF أو https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk أو https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ أو https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd أو https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS أو https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM أو https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS أو https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep أو https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT أو https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها.. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments