
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 15, 2025 at 05:15 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه*
*سعد بن عبادة رضي الله عنه وموقفه من خلافة الصديق رضي الله عنه*:
إن سعد بن عبادة (زعيم الخزرج) رضي الله عنه
قد بايع أبا بكر رضي الله عنه بالخلافة
في أعقاب النقاش الذي دار في سقيفة بني ساعدة؛
إذ أنه نزل عن مقامة الأول في دعوى الإمارة
وأذعن للصديق بالخلافة،
وكان ابن عمه *بشير بن سعد الأنصاري* أول من بايع الصديق رضي الله عنه
في اجتماع السقيفة،
ولم يثبت النقل الصحيح أية أزمات،
لا بسيطة ولا خطيرة،
ولم يثبت أي انقسام أو تفرق لكل منهما كمرشح يطمع في الخلافة
كما زعم بعض كتّاب التاريخ،
ولكن الأخوة الإسلامية ظلت كما هي،
بل ازدادت توثقًا كما يثبت ذلك النقل الصحيح.
ولم يثبت النقل الصحيح تآمرًا حدث بين أبي بكر وعمر وأبي عبيدة
لاحتكار الحكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فهم كانوا أخشى لله وأتقى من أن يفعلوا ذلك.
وقد حاول بعض الكتاب من المؤرخين أصحاب الأهواء
أن يجعلوا من سعد بن عبادة رضي الله عنه منافسًا للمهاجرين،
يسعى للخلافة بشرِّه،
ويدبر لها المؤامرات،
ويستعمل في الوصول إليها كلَّ أساليب التفرقة بين المسلمين.
هذا الرجل،
إذا راجعنا تاريخه وتتبعنا مسلكه،
وجدنا مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم تجعله من الصفوة الأخيار،
الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم ولا مبلغ علمهم؛
فهو النقيب في بيعة العقبة الثانية،
حتى لجأت قريش إلى تعقبه قرب مكة،
وربطوا يديه إلى عنقه،
وأدخلوه مكة أسيرًا،
حتى أنقذه منهم جبير بن مطعم بن عدي،
حيث كان يجيرهم في المدينة.
وهو من الذين شهدوا بدرا،
وحظي بمقام أهل بدر ومنزلتهم عند الله،
وكان من بيت جود وكرم
وشهد له ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه –بعد الله-
وعلى سعد بن معاذ
كما في غزوة الخندق،
عندما استشارهم في إعطاء ثلث ثمار المدينة لعيينة بن حصن الفزاري،
فكان رد السعدين يدل على عمق الإيمان وكمال التضحية.
فمواقف سعد مشهورة ومعلومة،
فهذا الصحابي الجليل صاحب الماضي المجيد في خدمة الإسلام،
والصحبة الصادقة لرسول الله،
لا يعقل ولم يثبت أنه كان يريد أن يُحيي العصبية الجاهلية في مؤتمر السقيفة،
لكي يحصل في غمارها هذه الفرقة على منصب الخلافة،
كما أنه لم يثبت ولم يصح ما ورد في بعض المراجع،
من أنه –بعد بيعة أبي بكر-
كان لا يصلي بصلاتهم
ولا يفيض في الحج بإفاضتهم؛
كأنما انفصل سعد بن عبادة رضي الله عنه عن جماعة المسلمين،
فهذا باطل ومحض افتراء،
فقد ثبت من خلال الروايات الصحيحة أن سعدًا بايع أبا بكر،
فعندما تكلم أبو بكر يوم السقيفة،
فذكر فضل الأنصار
وقال:
ولقد علمتم أن رسول الله قال:
« *لو سلك الناس واديًا، وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار* »،
ثم ذكر سعد بن عبادة بقول فصل وحجة لا ترد،
فقال:
ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد:
« *قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم* ».
قال سعد:
صدقت،
نحن الوزراء وأنتم الأمراء،
فتتابع القوم على البيعة وبايع سعد.
وبهذا ثبت بيعة سعد بن عبادة،
وبها يتحقق إجماع الأنصار على بيعة الخليفة أبي بكر،
ولا يعود أي معنى للترويج لرواية باطلة،
بل سيكون ذلك متناقضًا للواقع واتهامًا خطيرًا،
أن ينسب لسيد الأنصار العمل على شق عصا المسلمين،
والتنكر لكل ما قدمه من نصرة وجهاد وإيثار للمهاجرين،
والطعن بإسلامه من خلال ما ينسب إليه من قول:
لا أبايعكم حتى أرميكم بما في كنانتي،
وأخضب سنان رمحي،
وأضرب بسيفي،
فكان لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع بجامعتهم،
ولا يقضي بقضائهم،
ولا يفيض بإفاضتهم أي: في الحج.
إن هذه الرواية التي استغلت للطعن بوحدة المهاجرين والأنصار وصدق أخوتهم،
ما هي إلا *رواية باطلة للأسباب التالية*:
- أن الراوي صاحب هوى
وهو «إخباري تالف لا يوثق به اسمه *لوط بن يحيى أبو مخنف* »,
ولا سيما في المسائل الخلافية.
قال الذهبي عن هذه الرواية: وإسنادها كما ترى؛ أي: في غاية الضعف
- أما متنها
فهو يناقض سيرة سعد بن عبادة،
وما في عنقه من بيعة على السمع والطاعة،
ولما روي عنه من فضائل.
*ما يروى من خلاف بين عمر والحباب بن المنذر*:
أما ما يروي عن تنازع في السقيفة بين عمر والحباب بن المنذر السلمي الأنصاري،
فالراجح أنه غير صحيح،
وأن عمر لم يُغضِب الحباب بن المنذر منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد روىي عن عمر قال:
فلما كان الحباب بن المنذر هو الذي يجيبني لم يكن لي معه كلام؛
لأنه كان بيني وبينه منازعة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاني عنه،
فحلفت أن لا أكلمه كلمة تسوؤه أبدًا.
كما أن ما يروى عن الحباب في هذه المنازعة مخالف لما عُهد عنه من حكمة،
ومن حسن تأنيه للأمور؛
إذ كان يلقب: « *بذي الرأي* » في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
وذلك لقبول مشورته في بدر وخيبر.
وأما قول الحباب بن المنذر:
منا أمير ومنكم أمير،
فقد سوّغ ذلك وأوضح أنه لا يقصد بذلك الوصول إلى الإمارة،
فقال:
فإنا والله ما ننفس عليكم هذا الأمر،
ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوانهم،
فقبل المهاجرون قوله
وأقروا عذره
ولا سيما أنهم شركاء في دماء من قتل من المشركين.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (36)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
أو
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.