
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 16, 2025 at 06:47 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه*
*حديث الأئمة من قريش وموقف الأنصار منه*:
ورد حديث « *الأئمة من قريش* »
في الصحيحين وكتب الحديث الأخرى بألفاظ متعددة؛
ففي صحيح البخاري عن معاوية قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبَّه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين* ».
وفي صحيح مسلم:
« *لا يزال الإسلام عزيزًا بخلفاء كلّهم من قريش* ».
وعن عبد الله بن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان* ».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم لمسلهم وكافرهم لكافرهم* ».
وعن بكير بن وهب الجزري قال:
قال لي أنس بن مالك الأنصاري:
أحدثك حديثًا ما أحدثه كل أحد،
كنا في بيت من الأنصار
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
حتى وقف فأخذ بعضادتي الباب،
فقال:
« *الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقًا، ولكم عليهم حقًا مثل ذلك، ما إن استُرْحموا فرَحِموا، وإن عاهدوا أوفوا، وإن حكموا عدلوا*».
وفي «فتح الباري»
أورد ابن حجر أحاديث كثيرة تحت باب:
الأمراء من قريش،
أسندها إلى كتب السنن والمسانيد والمصنفات.
فالأحاديث في هذا الباب كثيرة،
لا يكاد يخلو منها كتاب من كتب الحديث،
وقد رويت بألفاظ متعددة إلا أنها متقاربة،
تؤكد جميعها أن الإمرة المشروعة في قريش،
*ويقصد بالإمرة الخلافة فقط*،
أما ما سوى ذلك فيتساوى فيه جميع المسلمين.
وبمثل ما أوضحت الأحاديث النبوية الشريفة أن أمر الخلافة في قريش،
فإنها حذرت من الانقياد الأعمى لهم،
وأن هذا الأمر فيهم ما أقاموا الدين
كما سلف في حديث معاوية،
وكما جاء في حديث أنس:
*إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا أوفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين*.
وبهذا *حذرت الأحاديث من اتباع قريش إن زاغوا عن الحكم بما أنزل الله*،
فإن لم يمتثلوا ويطبقوا مثل هذه الشروط،
فإنهم سيصبحون خطرًا على الأمة،
وحذرت الأحاديث الشريفة من اتباعهم على غير ما أنزل الله،
ودعت إلى اجتنابهم والبعد عنهم واعتزالهم؛
لما سيترتب على مؤازرتهم آنذاك من مخاطر على مصير الأمة،
قال صلى الله عليه وسلم:
« *إن هلاك أمتي أو فساد أمتي رؤوس أمراء أغيلمة سفهاء من قريش* »،
وعندما سئل صلى الله عليه وسلم: فما تأمرنا؟
قال صلى الله عليه وسلم:« *لو أن الناس اعتزلوهم* ».
ومن هذه النصوص
تتضح الصورة لمسألة الأئمة من قريش،
وأن الأنصار انقادوا لقريش ضمن هذه الضوابط وعلى هذه الأسس،
*وهذا ما أكدوه في بيعاتهم لرسول الله*:
« *على السمع والطاعة، والصبر على الأثرة، وأن لا ينازعوا الأمر أهله، إلا أن يروا كفرا بواحًا عندهم من الله فيه برهان* ».
فقد كان للأنصار تصور تام عن مسألة الخلافة،
وأنها لم تكن مجهولة عندهم،
وأن حديث « *الأئمة من قريش* »
كان يرويه كثير منهم،
وأن الذين لا يعلمونه سكتوا عندما رواه لهم أبو بكر الصديق،
ولهذا لم يراجعه أحد من الأنصار عندما استشهد به،
فأمر الخلافة تم بالتشاور
والاحتكام إلى النصوص الشرعية والعقلية
التي أثبتت أحقية قريش بها،
ولم يسمع عن أحد من الأنصار بعد بيعة السقيفة أنه دعا لنفسه بالخلافة،
مما يؤكد اقتناع الأنصار وتصديقهم لما تم التوصل إليه من نتائج.
وبهذا يتهافت ويسقط قول من قال:
إن حديث (الأئمة من قريش) شعار رفعته قريش لاستلاب الخلافة من الأنصار،
أو أنه رأي لأبي بكر وليس حديثًا رواه عن الرسول،
أو إنما كان فكرًا سياسيًا قرشيًا، كان شائعا في ذلك العصر، يعكس ثقل قريش في المجتمع العربي في ذلك الحين.
وعلى هذا فإن نسبة هذه الأحاديث إلى أبي بكر وأنها شعار لقريش،
ما هي إلا صورة من صور التشويه التي يتعرض لها تاريخ العصر الراشدي وصدر الإسلام،
الذي قام أساسًا على جهود المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان،
وعلى روابط الأخوة المتينة بين المهاجرين والأنصار،
حتى قال فيهم أبو بكر:
نحن والأنصار كما قال القائل:
أبَوْا أن يملّونا ولو أنَّ أُمَّنا
تلاقي الذي يَلْقَوْنَ مِنّا لَمَلَّتِ
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (37)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
أو
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.