
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 21, 2025 at 07:32 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه*
*مصدر التشريع في الدولة الإسلامية في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه*:
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
أطيعوني ما أطعت الله ورسوله،
فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم،
فمصدر التشريع عند الصديق:
أ- *القرآن الكريم*:
قال تعالى:
( *إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا*) [النساء: 105].
فهو المصدر الأول
الذي يشتمل على جميع الأحكام الشرعية التي تتعلق بشئون الحياة،
كما يتضمن مبادئ أساسية وأحكامًا قاطعة
لإصلاح كل شعبة من شعب الحياة،
كما بين القرآن الكريم للمسلمين كل ما يحتاجون إليه من أسس تقوم عليها دولتهم.
ب- *السنة المطهرة*:
هي المصدر الثاني الذي يستمد منه الدستور الإسلامي أصوله،
ومن خلالها يمكن معرفة الصيغ التنفيذية والتطبيقية لأحكام القرآن.
إن دولة الصديق خضعت للشريعة،
وأصبحت سيادة الشريعة الإسلامية فيها فوق كل تشريع وفوق كل قانون،
وأعطت لنا صورة مضيئة مشرقة على أن الدولة الإسلامية دولة شريعة،
خاضعة بكل أجهزتها لأحكام هذه الشريعة،
والحاكم فيها مقيد بأحكامها لا يتقدم ولا يتأخر عنها.
ففي دولة الصديق وفي مجتمع الصحابة،
الشريعة فوق الجميع يخضع لها
*الحاكم والمحكوم*،
ولهذا قيد الصديق طاعته التي طلبها من الأمة بطاعة الله ورسوله؛
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« *لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف* ».
*حق الأمة في مراقبة الحاكم ومحاسبته*:
قال أبو بكر رضي الله عنه:
فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.
فهذا الصديق يقر بحق الأمة وأفرادها في الرقابة على أعماله ومحاسبته عليها؛
بل وفي مقاومته لمنع كل منكر يرتكبه،
وإلزامه بما يعتبرونه الطريق الصحيح والسلوك الشرعي.
وقد أقر الصديق في بداية خطابه للأمة:
أن كل حاكم معرض للخطأ والمحاسبة،
وأنه لا يستمد سلطته من أي امتياز شخصي يجعل له أفضلية على غيره؛
لأن عهد الرسالات والرسل المعصومين قد انتهى،
وأن آخر رسول كان يتلقى الوحي انتقل إلى جوار ربه،
وقد كانت له سلطة دينية مستمدة من عصمته كنبي،
ومن صفته كرسول يتلقى التوجيه من السماء،
ولكن هذه العصمة قد انتهت بوفاته صلى الله عليه وسلم،
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم
أصبح الحكم والسلطة مستمدة من عقد البيعة وتفويض الأمة له.
إن الأمة في فقه أبي بكر:
لها إدارة حية واعية
لها القدرة على المناصرة والمناصحة والمتابعة والتقويم،
فالواجب على الرعية نُصرة الإمام الحاكم بما أنزل الله
ومعاضدته ومناصرته في أمور الدين والجهاد،
ومن نصرة الإمام: ألا يهان،
ومن معاضدته: أن يُحترم وأن يُكرم،
فقوامته على الأمة وقيادته لها لإعلاء كلمة الله
تستوجب إجلاله وإكرامه وتبجيله،
إجلالاً وإكرامًا لشرع الله الذي ينافح عند ويدافع عنه،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« *إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير المغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط* ».
والأمة واجب عليها أن تناصح ولاة أمورها،
قال صلى الله عليه وسلم: « *الدين النصيحة* » ثلاثا-
قال الصحابة: لمن يا رسول الله؟
قال: « *لله -عز وجل- ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم* ».
ولقد استقر في مفهوم الصحابة
أن بقاء الأمة على الاستقامة رهن باستقامة ولاتها،
ولذلك كان من واجبات الرعية تجاه حكامهم نصحهم وتقويمهم.
ولقد أخذت الدولة الحديثة تلك السياسة الرائدة للصديق رضي الله عنه،
وترجمت ذلك إلى لجان متخصصة ومجالس شورية،
تمد الحاكم بالخطط،
وتزوده بالمعلومات،
وتشير عليه بما يحسن أن يقرره.
والشيء المحزن أن كثيرًا من الدول الإسلامية تعرض عن هذا النظام الحكيم،
فعظم مصيبتها في *تسلط الحكام وجبروتهم* (وابتعادهم عن شرع الله)،
والتخلف الذي يعم معظم ديار المسلمين
ما هو إلا نتيجة لتسلط بغيض،
«ودكتاتورية» لعينة
أماتت في الأمة روح التناصح والشجاعة،
وبذرت فيها وزرعت بها الجبن والفزع إلا من رحم ربي،
وأما الأمة التي تقوم بدورها في مراقبة الحاكم ومناصحته
وتأخذ بأسباب القوة والتمكين في الأرض،
فتنطلق إلى آفاق الدنيا تبلغ دعوة الله.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (42)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى)
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
أو
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.