سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 26, 2025 at 05:09 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz نتابع مع *خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* نتابع مع *إدارة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للشؤون الداخلية في الدولة الإسلامية*: سار الصديق في بناء دولة الإسلام بجد ونشاط، واهتم بالبناء الداخلي، ولم يترك أي ثغرة يمكن أن تؤثر في ذلك البناء، الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجّة البيضاء، فاهتم بالرعية، وله مواقف مشرفة في هذا الباب، وأعطى للقضاء اهتمامًا خاصًا، وتابع أمر الولاة، وسار على المنهج النبوي الكريم في كل خطواته، وإليك شيء من التفصيل عن تلك السياسة الرشيدة: 1- *الصديق في المجتمع*: عاش الصديق رضي الله عنه بين المسلمين كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان *لا يترك فرصة* تمر إلا علَّم الناس وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فكانت مواقفه تشع على من حوله من الرعية بالهدى والإيمان والأخلاق، فمن هذه المواقف: أ- *حلبه للأغنام, والعجوز العمياء، وزيارة أم أيمن*: كان قبل الخلافة يحلب للحي، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا «أغنام» دارنا، فسمعها أبو بكر فقال: لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان يحلب لهن، وكن إذا أتينه بأغنامهن يقول: أنضحُ أم ألبِد؟ فإن قالت: انضح، باعد الإناء من الضرع حتى تشتد الرغوة، وإن قالت: ألبد، أدناه منه حتى لا تكون له رغوة، فمكث كذلك بالسُّنح ستة أشهر، ثم نزل إلى المدينة. ففي هذا الخبر بيان شيء من أخلاق أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فهذا تواضع كبير من رجل كبير؛ كبير في سنه، وكبير في منزلته وجاهه، حيث كان خليفة المسلمين، وكان حريصًا على أن لا تغير الخلافة شيئًا من معاملته للناس، وإن كان ذلك سيأخذ منه وقتًا هو بحاجة إليه. كما أن هذا العمل يدلنا على مقدار تقدير الصحابة رضي الله عنهم لأعمال البر والإحسان، وإن كلفتهم الجهد والوقت. هذا أبو بكر رضي الله عنه غلب بعزيمته الصادقة وثباته العجيب الجزيرة العربية، وأخضعها لدين الله، ثم بعث بها فقاتلت تحت ألويته الدولتين الكبريين على وجه الأرض، وغلبت عليهما. أبو بكر.. يحلب لجواري الحي أغنامهن، ويقول: أرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه، وليس الذي دخل فيه بالأمر الهين، بل هو خلافة رسول الله، وسيادة العرب، وقيادة الجيوش التي ذهبت لتقلع من الأرض الجبروت الفارسي، والعظمة الرومانية، وتنشئ مكانهما صرح العدل، والعلم والحضارة، ثم يرجو ألا يغيره هذا كله، ولا يمنعه من حلب أغنام الحي. إن من ثمار الإيمان بالله تعالى أخلاقًا حميدة، منها خلق التواضع الذي تجسد في شخصية الصديق في هذا الموقف وفي غيره من المواقف، وكان عندما يسقط خطام ناقته ينزل ليأخذه، فيقال له: لو أمرتنا أن نناولكه، فيقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نسأل الناس شيئًا. لقد ترك لنا الصديق مثالاً حيًّا في فهم وتطبيق خلق التواضع، المستمد من قوله تعالى: ( *فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ*) [القصص: 40]، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: « *ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفوٍّ إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله* ». ولقد دفعه هذا الخلق إلى خدمة المسلمين، وبخاصة أهل الحاجة منهم والضعفاء؛ فعن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعهد عجوزًا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل، فيسقي لها، ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها فرصده عمر، فإذا هو أبو بكر الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها. ب- *نصحه لامرأة نذرت أن لا تحدث أحدًا*: كان أبو بكر رضي الله عنه ينهى عن أعمال الجاهلية، والابتداع في الدين، ويدعو إلى أعمال الإسلام، والتمسك بالسنة، فعن قيس بن أبي حازم: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس, يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم، فقال أبو بكر: ما لها لا تتكلم؟ قالوا: نوت حجة مصمتة فقال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية، قال: فتكلمت، فقالت: من أنت؟ قال: أنا امرؤ من المهاجرين. قالت: أي المهاجرين؟ قال: من قريش. قالت: من أي قريش أنت؟ قال: إنك لسؤول، أنا أبو بكر. قالت: يا خليفة رسول الله، ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال: بقاؤكم عليه ما استقامت به أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلى، قال: فهم أولئك على الناس. قال الخطابي -رحمه الله-: كان من سنة الجاهلية الصمت، فكان أحدهم يعتكف اليوم والليلة ويصمت، فنهوا عن ذلك وأمروا بالنطق بالخير، وقد استدل بقول أبي بكر هذا من قال بأن من حلف أن لا يتكلم استحب له أن يتكلم ولا كفارة عليه، لأن أبا بكر لم يأمرها بالكفارة، وقياسه أن من نذر أن لا يتكلم لم ينعقد نذره؛ لأن أبا بكر أطلق أن ذلك لا يحل، وأنه من فعل الجاهلية، وأن الإسلام هدم ذلك، ولا يقول مثل هذا إلا عن علم من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون من حكم المرفوع. وقال ابن حجر: وأما الأحاديث الواردة في الصمت وفضله فلا يعارض لاختلاف المقاصد في ذلك؛ فالصمت المرغب فيه: ترك الكلام بالباطل، وكذا المباح إن جر إلى شيء من ذلك، والصمت المنهي عنه: ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه، وكذا المباح المستوي الطرفين، والله أعلم. == من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (47) نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى( للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS أو https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM أو https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS أو https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep أو https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT أو https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC أو https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF أو https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk أو https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ أو https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها.. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments