
سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
February 27, 2025 at 07:54 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaBSRg98kyyJAVvc8d1n
قناتنا على تلغرام https://t.me/saddiqsira
صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=106545189199485&id=100095320122008&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه*
*اهتمام الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر*:
كان الصديق رضي الله عنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
ويبين للناس ما التبس عليهم من الفهم،
فعن قيس بن أبي حازم قال:
سمعت أبا بكر الصديق يقول في قوله تعالى:
( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ* ) (المائدة، 105)،
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
*إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب*
وفي رواية:
يا أيها الناس،
إنكم تقرؤون هذه الآية،
وتضعونها على غير مواضعها،
وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
*إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب*
قال النووي:
وأما قوله تعالى: ( *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ* )
فليس مخالفًا لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛
لأن المذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية:
أنكم إذا فعلتم ما كلفتم به فلا يضركم تقصير غيركم،
مثل قوله تعالى:
*وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى*
فإذا كان كذلك فمما كلف به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فإذا فعله،
ولم يمتثل المخاطَب،
فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدى ما عليه.
وكان رضي الله عنه يحث الناس على الصواب،
فعن ميمون بن مهران:
أن رجلاً سلم على أبي بكر فقال: السلام عليك يا خليفة رسول الله،
قال: من بين هؤلاء أجمعين؟!
وكان رضي الله عنه يترك بعض السنة،
مخافة أن يظن من لا علم له أنها فريضة أو واجبة،
فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أنه قال:
رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان مخافة أن يستن بهما.
وفي رواية: كراهية أن يقتدى بهما.
وكان يوصي ابنه عبد الرحمن بحسن المعاملة لجيرانه،
فقد قال له ذات يوم وهو يخاصم جار له:
لا تماظ جارك؛
فإن هذا يبقى ويذهب الناس.
وكان بارًا بوالده،
فلما اعتمر في رجب سنة اثنتي عشرة من الهجرة،
دخل مكة ضحوة فأتى منزله،
وأبوه أبو قحافة جالس على باب داره معه فتيان يحوشهم،
فقيل له:
هذا ابنك فنهض قائمًا،
وعجل أبو بكر أن ينيخ ناقته
فنزل عنها وهي قائمة
ليقابل أباه في بر وطاعة،
وجاء الناس يسلمون عليه،
فقال أبو قحافة:
يا عتيق،
هؤلاء الملأ فأحسنْ صحبتهم،
فقال أبو بكر:
يا أبتِ لا حول ولا قوة إلا بالله،
طُوِّقْتُ أمرًا عظيمًا لا قدرة لي به،
ولا يدان إلا بالله.
وكان يهتم بالصلاة والخشوع فيها ويحرص على حسن العبادة،
وكان لا يلتفت في صلاته،
وكان أهل مكة يقولون:
أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء،
وأخذها عطاء من ابن الزبير،
وأخذها ابن الزبير من أبي بكر،
وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان عبد الرزاق يقول:
ما رأيت أحدًا أحسن صلاة من ابن جريج.
وعن أنس رضي الله عنه قال:
صلى أبو بكر بالناس الفجر فاقترأ البقرة في ركعتيه،
فلما انصرف قال له عمر:
يا خليفة رسول الله،
ما انصرفت حتى رأينا أن الشمس قد طلعت،
قال: لو طلعت لم تجدنا غافلين.
وكان يحث الناس على الصبر في المصائب،
ويقول لمن مات له أحد:
ليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة،
الموت أهون مما قبله وأشد مما بعده،
اذكروا فَقْدَ رسول الله تصغر مصيبتكم،
وعظم الله أجركم.
وعزى عمر رضي الله عنه عن طفل أصيب به فقال:
عوضك الله منه ما عوضه منك.
وكان رضي الله عنه يحذر الناس:
البغي،
والنكث،
والمكر
ويقول: ثلاث من كن فيه كن عليه: البغي، والنكث، والمكر.
وكان يعظ الناس ويذكرهم بالله،
ومن مواعظه رضي الله عنه:
الظلمات خمس والسُّرُج خمس:
حب الدنيا ظلمة والسراج له التقوى،
والذنب ظلمة والسراج له التوبة،
والقبر ظلمة والسراج له لا إله إلا الله محمد رسول الله،
والآخرة ظلمة والسراج لها العمل الصالح،
والصراط ظلمة والسراج لها اليقين.
وكان رضي الله عنه من خلال منبر الجمعة يحث على الصدق والحياء،
ويحث على الاعتبار والاستعداد للقدوم على الله،
ويحذر من الغرور.
فعن أوسط بن إسماعيل -رحمه الله- قال:
سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يخطب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة،
فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام أول،
ثم بكى أبو بكر ثم قال:
(وفي رواية: ثم ذرفت عيناه فلم يستطع من العَبْرَة أن يتكلم )،
ثم قال:
أيها الناس: اسألوا الـلـه العافية،
فإنه لم يعط أحد خيرًا من العافية بعد اليقين،
وعليكم بالصدق فإنه مع البر،
وهما في الجنة.
وإياكم والكذب فإنه مع الفجور،
وهما في النار.
ولا تقاطعوا ولا تدابروا،
ولا تباغضوا،
ولا تحاسدوا،
وكونوا عباد الله إخواناً.
وقال الزبير بن العوام رضي الله عنه:
إن أبا بكر قال وهو يخطب الناس:
يا معشر المسلمين:
استحيوا من الله عز وجل،
فو الذي نفسي بيده
إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي
استحياء من ربي عز وجل.
وعن عبد الله بن حكيم قال:
خطبنا أبو بكر رضي الله عنه فقال:
أما بعد:
فإني أوصيكم بتقوى الله،
وأن تثنوا عليه بما هو له أهل،
وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة،
وتجمعوا الإلحاح بالمسألة،
فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال:
( *إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ* ) [الأنبياء: 90]،
ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم،
وأخذ على ذلك مواثيقكم،
فاشترى القليل الفاني بالكثير الباقي،
وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه،
ولا يطفأ نوره،
فصدقوا قوله،
وانتصحوا كتابه،
واستوضئوا منه ليوم الظلمة؛
فإنما خلقكم للعبادة،
ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون،
ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غُيب عنكم علمه،
فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل لله فافعلوا،
ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله،
فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم،
فيردكم إلى أسوأ أعمالكم،
فإن أقوامًا جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم،
فأنهاكم أن تكونوا مثلهم،
فالوحا الوحا (أي السرعة السرعة)،
ثم النجا النجا،
فإن وراءكم طلبا حثيثًا مَرُّه سريع.
وفي رواية أخرى:
أين من تعرفون من إخوانكم ومن أصحابكم؟!
قد وردوا على ما قدموا،
قدموا ما قدموا في أيام سلفهم،
وحلوا فيه بالشقوة أو السعادة.
أين الجبارون الذين بنوا المدائن،
وحففوها بالحوائط؟
قد صاروا تحت الصخر والآبار،
أين الوضاءة الحسنة وجوههم،
المعجبون بشبابهم؟
أين الملوك؟
وأين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب؟
قد تضعضع بهم الدهر،
فأصبحوا في ظلمات القبور،
لا خير في قول لا يراد به وجه الله،
ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله،
ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه،
ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم.
إن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرًا،
ولا يصرفه عن سوء إلا بطاعته واتباع أمره،
وإنه لا خير بخير بعده النار،
ولا شر بشر بعده الجنة،
واعلموا أنكم ما أخلفتم لله -عز وجل- فربكم أطعتم،
وحقكم حفظتم،
وأوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه،
وأن تثنوا عليه بما هو أهله،
وأن تستغفروه إنه كان غفاراً.
أقول قولي هذا،
وأستغفر الله لي ولكم.
وهكذا كان الصديق يهتم بالمجتمع فيعظ المسلمين،
ويحثهم على الخير،
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،
فهذا غيض من فيض،
وقليل من كثير.
==
من كتاب *سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه* للدكتور علي محمد الصلّابي، المنشور رقم (48)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (كل يوم منشور بعونه تعالى(
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/FqHFZthkG6VEcFnr1yyrAM
أو
https://chat.whatsapp.com/B8gLrjcBYSx01TsYtSkvqS
أو
https://chat.whatsapp.com/DAMT0XLVzE84AIgzD0R5Ep
أو
https://chat.whatsapp.com/Jke4kaA7ivL9BxTbSQg2jT
أو
https://chat.whatsapp.com/GIlERackH4MD0u3pknR8bC
أو
https://chat.whatsapp.com/2TyKmZPVa52IaWEv5UAumF
أو
https://chat.whatsapp.com/LDvoSVNplPNDZGaoC3tWAk
أو
https://chat.whatsapp.com/JcfJOjrujjUFP9bgOpSKWQ
أو
https://chat.whatsapp.com/CEGv6DLos3oGT9Nq6kGOXd
أو
https://chat.whatsapp.com/Lxrqq2vzwhZ7xrjkRm8ZLS
ساهم في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها..
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.