أخصائي نفسي: محمد الأسطى
أخصائي نفسي: محمد الأسطى
February 4, 2025 at 05:36 AM
إنه هنا دائمًا، يهمس في أذنك، يدس الشك في تفاصيل يومك، يجعل اليقين هشًا كزجاج رقيق. تغسل يديك، لكن شعور القذارة لا يزول. تغلق الباب، لكن فكرة أنه مفتوح تبقى تطرق رأسك بلا رحمة. تحاول أن تتجاهله، لكنه يعود أقوى، يطالبك بأن تتأكد مجددًا، فقط هذه المرة، ثم سينتهي الأمر. لكنك تعلم، في أعماقك، أنها لن تكون الأخيرة. الوسواس القهري ليس مجرد أفكار عابرة، بل سجن بابه مفتوح، ومع ذلك لا تملك الجرأة على الخروج. إنه يدفعك إلى الطقوس، إلى الأفعال القهرية التي تمنحك لحظات من الراحة، قبل أن تعيدك إلى الحلقة ذاتها، حيث القلق يتضخم، واليقين يبدو بعيدًا، كسراب في صحراء لا نهاية لها. العلاج لا يكمن في محاولة طرد الأفكار، فكلما حاربتها ازدادت قوة. بل في مواجهتها دون أن تخضع لها، في تقبل وجودها دون أن تمنحها السلطة على أفعالك. أن تغلق الباب مرة واحدة وتتحمل القلق، أن تغسل يديك دون إعادة، أن ترفض الرضوخ للطقوس رغم صراخ الوسواس في داخلك. سترتجف، ستشعر أنك على وشك الانهيار، لكنك لن تنهار. ستكتشف أن الفكرة، مهما بدت ملحة، لا تملك قوة حقيقية. أنك تستطيع أن تتركها تمر دون أن تستجيب لها. ومع الوقت، ستتلاشى قبضتها عنك، وستدرك أن المفتاح الذي كنت تبحث عنه في الطقوس... كان في يدك طوال الوقت.
❤️ 👍 9

Comments