أخصائي نفسي: محمد الأسطى
أخصائي نفسي: محمد الأسطى
February 8, 2025 at 05:44 AM
الاكتئاب يشبه غرفة صغيرة بلا نوافذ، جدرانها ضيقة، والهواء فيها ثقيل. في البداية، تدخلها لتأخذ استراحة، لكن مع الوقت، يصبح الخروج منها مهمة شاقة. كل شيء يبدو بلا معنى، كل محاولة للحركة تحتاج طاقة لا تملكها. فتجلس… وتنتظر. تنتظر أن يأتي الشعور المناسب ليحركك، أن تستيقظ ذات صباح وأنت ممتلئ بالحافز، لكن لا شيء يتغير. ما لا يخبرك به الاكتئاب هو أن المشاعر لا تأتي أولًا، بل تتبع الحركة. أن انتظار الدافع هو جزء من الفخ، لأن الحركة لا تأتي بعد التحسن، بل التحسن يأتي بعد الحركة. التنشيط السلوكي ليس وعدًا بالسعادة الفورية، لكنه بداية خروجك من الغرفة. لا يقول لك: "كن سعيدًا!"، بل يقول: "تحرك أولًا، ودع المشاعر تلحق بك." لا يعتمد على الانتظار، بل على الفعل، حتى لو كان صغيرًا، حتى لو بدا بلا معنى في البداية. تبدأ بخطوات بسيطة—غسل وجهك، ترتيب سريرك، الخروج ولو لبضع دقائق. ثم خطوة أخرى، ثم أخرى. ومع كل حركة، يفتح باب صغير، يدخل ضوء خافت، يتغير شيء في إيقاع يومك، ولو قليلاً. ومع الوقت، تكتشف أن ما بدا مستحيلًا أصبح ممكنًا، أن العزلة بدأت تتراجع، أن الحياة بدأت تتحرك من جديد—ومعها، تتحرك أنت.
❤️ 6

Comments