أخصائي نفسي: محمد الأسطى
                                
                            
                            
                    
                                
                                
                                February 13, 2025 at 04:08 PM
                               
                            
                        
                            في أغلب الأوقات، لا يكون جسدك وحده ما يتحرك، بل عقلك أيضًا—يتنقل بين ماضٍ لا تستطيع تغييره ومستقبل لم يحدث بعد. ربما تتذكر موقفًا أحرجك قبل سنوات، أو تقلق بشأن محادثة لم تأتِ بعد. أنت هنا جسديًا، لكنك في مكان آخر ذهنيًا.
اليقظة الذهنية ليست تمرينًا على الاسترخاء، بل على الحضور. أن تتذوق طعامك بدلًا من ابتلاعه بسرعة، أن تستمع إلى شخص يتحدث دون أن تفكر في ردك أثناء كلامه، أن تشعر بقدميك تلامسان الأرض وأنت تمشي، بدلًا من الانشغال بما ينتظرك في الجهة الأخرى.
الأمر ليس سهلًا، لأن عقولنا مبرمجة للهروب من اللحظة الحاضرة. نبحث عن الضمانات، عن اليقين، عن شيء يجعلنا نشعر بالسيطرة. لكن في الواقع، الحياة لا تُعاش في المستقبل، ولا تُعاد كتابتها في الماضي.
عندما تدرك أنك بدأت تنجرف مع أفكارك، توقف للحظة. لاحظ أنفاسك. أشعر بالهواء وهو يدخل إلى رئتيك ويخرج. أنظر حولك، لاحظ الألوان، الأصوات، الملمس. للحظة واحدة، دع كل شيء يكون كما هو، دون تعديل أو مقاومة.
في البداية، قد يبدو الأمر بلا معنى. لكن مع الوقت، ستدرك أن هذه اللحظات الصغيرة ليست مجرد تمارين، بل أبواب تعيدك إلى الحياة كما هي—إلى اللحظة الوحيدة التي تملكها حقًا: الآن.
                        
                    
                    
                    
                    
                    
                                    
                                        
                                            ❤️
                                        
                                    
                                        
                                            👍
                                        
                                    
                                    
                                        12