أخصائي نفسي: محمد الأسطى
أخصائي نفسي: محمد الأسطى
February 17, 2025 at 06:38 AM
العقل مكان مزدحم. أفكار تتدافع، مهام تتزاحم، إشعارات يومض ضوؤها، وأصوات لا تهدأ. تحاول التركيز، لكن شيئًا ما يسحب انتباهك في كل مرة. تبدأ مهمة، ثم تقفز إلى أخرى. تتحرك بين الأشياء دون أن تترك أثرًا حقيقيًا. وكأنك تمسك بالماء بين أصابعك، تحاول أن تثبّت انتباهك لكنه يتسرب منك. في عالم يمطرنا بالمحفزات، أصبح التركيز رفاهية، والتشتت قاعدة. ليس لأننا ضعفاء أو كسالى، بل لأن أدمغتنا لم تُصمم لهذا الكم من الإغراءات الرقمية، للمقاطع القصيرة التي لا تنتهي، للإشعارات التي تعلن أن شيئًا مهمًا يحدث دائمًا في مكان آخر. التركيز لا يأتي بالقوة، بل بالترويض. إنه تدريب مستمر على العودة، في كل مرة يشتتك شيء، أن تدرك أنك انحرفت عن المسار، ثم تعود. لا عقاب، لا جلد للذات، فقط عودة هادئة، واعية. عندما تعمل، اجعل الأمر سهلاً لعقلك. أطفئ الإشعارات، أغلق النوافذ غير الضرورية، ضع أمامك ما تحتاجه فقط. حدد وقتًا، والتزم به. ليس عليك أن تكون في قمة التركيز طوال اليوم، لكنك تحتاج لحظات نقية من الحضور الكامل. التشتت ليس ضعفًا، لكنه إشارة. ربما تحتاج إلى راحة، إلى إعادة تنظيم، إلى لحظة تنفس بعيدًا عن الفوضى. التركيز لا يعني السيطرة المطلقة، بل أن تعرف متى تعود، مرة بعد مرة، حتى يصبح الرجوع إلى الحاضر عادة، لا معركة. ــــــــــــــــــــــــــ إشترك معنا في قناة الواتس اب: https://whatsapp.com/channel/0029VapERYkKGGGDSs1bFE2j
❤️ 👍 4

Comments