
أخصائي نفسي: محمد الأسطى
February 18, 2025 at 06:58 PM
لم يكن الأمر فجائيًا، لم يكن هناك انهيار مدوٍّ أو لحظة فاصلة، بل كان تآكلًا بطيئًا، مثل صخرة ينحتها الماء قطرة بعد قطرة. في البداية، كانت هناك أحاديث طويلة، ضحكات صافية، لمسات عابرة مليئة بالدفء. ثم، وبلا مقدمات واضحة، أصبحت الكلمات مقتضبة، والمحادثات واجبًا، والضحكات نادرة، كأن شيئًا غير مرئي قد حلّ بينهما، يباعد المسافات دون أن يراه أحد.
الكدر الزواجي ليس صراعًا صاخبًا، بل صمت ثقيل، إحساس بأن الحب لا يزال هنا لكنه فقد حرارته، أن الشريك ليس غائبًا لكنه لم يعد حاضرًا. هو أن تجد نفسك تتحدث ولا أحد يسمعك، أن تشعر بالوحدة وأنت لست وحدك، أن يصبح المنزل مأهولًا لكنه ليس مألوفًا.
العلاقة لا تموت فجأة، لكنها تخفت إن لم تُروَ بالعناية. الحب ليس مجرد شعور يأتي ويذهب، بل التزام يومي بأن نراه، أن نسمعه، أن نعيد اكتشافه في التفاصيل الصغيرة. أن نتوقف عن التعامل مع الشريك كمجرد امتداد للحياة اليومية، ونبدأ في رؤيته كشخص مستقل، له أحلامه، مخاوفه، رغباته، كما كان في البداية.
إصلاح الكدر الزواجي لا يكون بانتظار لحظة سحرية، بل في العودة إلى الأساسيات—الإنصات الحقيقي، التقدير الصادق، اللمسات غير المشروطة، المحادثات التي لا تهدف إلى حل مشكلة بل إلى مشاركة الحياة. الحب، بعد كل شيء، ليس في البدايات فقط، بل في القدرة على العودة إليه مهما ابتعد.
❤️
👍
8