
أخصائي نفسي: محمد الأسطى
February 24, 2025 at 07:33 PM
ليس كل ما يبقينا قريبين يستحق البقاء. أحيانًا،. ما نسميه حبًا ليس إلا خوفًا من الوحدة،. وما نراه اهتمامًا ليس إلا سيطرة،. وما يبدو كعلاقة لا يمكن الاستغناء عنها ليس إلا قيدًا اعتدنا ثقله حتى نسيناه.
العلاقات السامة لا تبدأ بالصراخ،. ولا بالكسر الواضح،. بل همسًا،. بلحظة شك، بتبرير صغير: "إنه يغار لأنه يحبني"، "إنها تنتقدني لأنها تريد لي الأفضل"، "هو لا يريدني أن أرى أصدقائي لأنه يخاف أن أفقده"، "أنا السبب في غضبها... لو كنت أفضل، لما حدث هذا". وهكذا،. خطوة بعد أخرى، يصبح الحب خوفًا، والاهتمام عبئًا،. والتقارب فخًا لا مخرج منه.
في العلاقات السامة، التغيير نادر، والاعتذار مؤقت، والحب مشروط. تعتقد أنك لو كنت أكثر تفهمًا، أكثر صبرًا،. أكثر طاعة،. فإن الأمور ستتحسن. لكن الحقيقة هي أن الحب لا ينبغي أن يكون معركة لإثبات استحقاقك له،. ولا اختبارًا دائمًا لمدى تحملك للألم.
الرحيل لا يعني أنك لم تحب،. بل أنك اخترت أن تحب نفسك أولًا. أن تدرك أن العلاقة التي تجعلك تخاف، تشك،. تصغر،. ليست علاقة،. بل سجن. أن تفهم أن الحب الحقيقي لا يخنق، لا يعزل، لا يضعك في ميزان مستمر لتحديد قيمتك.
أحيانًا، النجاة ليست في البقاء، بل في القدرة على أن تقول: "أنا أستحق أكثر من هذا"، ثم تمضي.
❤️
👍
😢
9