
🗺️ مُؤتة
February 23, 2025 at 12:06 PM
*تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين. لعلمهم بدقّه وجلّه، وتفاصيله وجمله. ساءت ظنونهم بنفوسهم، حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي الله عنهما: " يا حذيفة، نشدتك بالله، هل سماني لك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم منهم؟ قال: لا. ولا أزكي بعدك أحدا " وقال ابن أبي مُليكة: " أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل " ذكره عن الحسن البصري: " ما أمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن " ولقد ذكر عن بعض الصحابة: أنه كان يقول في دعائه: " اللهم إني أعوذ بك من خشوع النفاق. قيل: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى البدن خاشعا والقلب ليس بخاشع ". تالله لقد مُلئت قلوب القوم إيمانا ويقينا، وخوفهم من النفاق شديد وهمهم لذلك ثقيل، وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم. وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل.*