Ncmh المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
Ncmh المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
February 23, 2025 at 10:35 AM
*#يوم_التأسيس ‬⁩: لحظة تاريخية تتحول إلى قوة نفسية تُشعل الذاكرة وتوحد الأجيال* ‏لا يقتصر يوم التأسيس السعودي على كونه محطة تاريخية تُذكر بأحداث الماضي، بل هو نسيج عاطفي ومعرفي يحيك روابط غير مرئية بين الفرد ووطنه، ليرسم ملامح هُوية وطنية تتجذر في الأعماق. فكيف تحول هذا اليوم إلى آلية نفسية تُحيي الذاكرة الجمعية، وتُعيد تشكيل الانتماء عبر الأجيال؟ ‏*العاطفة*: اللغة السرية التي تربط الإنسان بالمكان. ‏بحسب علم النفس العاطفي، لا تُبنى الهوية الوطنية على الوقائع التاريخية المجردة، بل على ذكريات مشتركة تتحول إلى وقود عاطفي. فالأفراد كما يوضح سكانيل وجيفورد يرتبطون بالمكان عبر ثلاثة أبعاد: العاطفي (الشعور بالأمان في الأماكن الحاضنة لذكرياتهم)، والمعرفي (الاستناد إلى التاريخ المشترك)، والسلوكي (الممارسات الثقافية اليومية). ‏هنا يبرز يوم التأسيس كجسر بين الذاكرة الفردية والجماعية؛ فحين يحتفل الفرد بتراث أجداده، أو يتذوق طبقًا تقليديًا، أو يسمع حكاية عن تأسيس الدولة، فإنه يعيد إحياء ذكريات طفولته المرتبطة بالأرض، لتصبح جزءًا من حمضه الثقافي. وكما يشير هاي، فإن هذه الذكريات المبكرة تشكل النواة الأولى للانتماء، مما يفسر لماذا تُعتبر الفعاليات التراثية في هذا اليوم أكثر من مجرد عروض، بل هي طقوس عاطفية تعيد تشكيل الهوية. ‏*الاحتفال*: استراتيجية نفسية لتجديد الانتماء. ‏عندما تُضاء السماء بالألعاب النارية، أو تتناقل الأجيال قصص الكفاح، فإن يوم التأسيس يتحول إلى آلية نفسية ذكية تعيد برمجة الوعي الجمعي. فالتذكير بالتاريخ المشترك وفق المنظور النفسي ليس مجرد استحضار للماضي، بل هو تفعيل لمشاعر الأمان والاستقرار في الحاضر. ‏هذا ما يفسر لماذا تُعد الاحتفالات مختبرًا عاطفيًا تُصهر فيه المشاعر الفردية في بوتقة جماعية. فالفرد الذي يشارك في فعاليات اليوم لا يكرر طقوسًا شكلية، بل يُجدد عقدًا نفسيًا مع الأرض، ويعيد اكتشاف ذاته كجزء من سردية أكبر. وكما تُظهر الدراسات، فإن هذه اللحظات المشتركة تعزز ما يُسمى"التوبوفيليا"-حب المكان- الذي قد يفوق قوة الروابط السياسية المجردة. ‏من الفرد إلى الجماعة: كيف يصنع اليوم هويةً متجددة؟ ‏لا يتوقف تأثير يوم التأسيس عند حدود الفرد، بل يمتد ليشكل هوية جماعية متعددة الطبقات. فحين تتحول الذكريات الشخصية إلى سردية وطنية، يصبح الماضي المشترك إطارًا مرجعيًا يُفسر الحاضر ويُشكل المستقبل. *هنا تبرز عبقرية اليوم في توظيفه للعناصر الثلاثة:* ‏1- العاطفة: عبر استثارة مشاعر الفخر والانتماء. ‏2- المعرفة: بنشر الوعي التاريخي عبر الوسائط الإبداعية. ‏3- السلوك: عبر تحويل الانتماء إلى ممارسات ملموسة (كالزي التقليدي، أو الأغاني الوطنية). ‏يوم التأسيس السعودي ليس مجرد احتفال بالزمن الماضي، بل هو استثمار في الزمن النفسي للإنسان. فكل فعالية، وكل قصة، وكل لحظة احتفاء، هي خيط في نسيج الهوية التي تُحاك يومًا بعد يوم. إنه اليوم الذي يذكرنا بأن الوطن ليس حدودًا جغرافية فحسب، بل ذاكرة حية تتنفس في قلوب أبنائه، وتُشكل دليلهم نحو مستقبل موحد. https://x.com/eeeoov/status/1893239584118456594?s=46&t=ZG8JCQ4XSjbRVzBB1Dr8wA
👍 ❤️ 3

Comments