جمعية العلوم الزراعية والتنمية المستدامة
جمعية العلوم الزراعية والتنمية المستدامة
February 15, 2025 at 09:19 PM
الهيدروجين الأخضر في الزراعة: نحو نظام غذائي مستدام وخالٍ من الكربون. مقدمة: في ظل التحديات المناخية المتزايدة وارتفاع الطلب على الغذاء عالميًّا، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة لتحويل القطاع الزراعي إلى نموذج مستدام. يأتي الهيدروجين الأخضر كأحد الركائز الواعدة لتحقيق هذا التحول، ليس فقط كمصدر للطاقة النظيفة، بل أيضًا كعامل محوري في إنتاج الأسمدة الخضراء وتشغيل الآلات الزراعية دون انبعاثات كربونية. 1. الهيدروجين الأخضر: قلب الزراعة المستدامة: يُنتج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي للماء باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعله خاليًا من الانبعاثات الكربونية. وتكمن أهميته للزراعة في: * إنتاج الأسمدة الخضراء: تُصنع الأمونيا الخضراء (مكون رئيسي في الأسمدة) عن طريق دمج الهيدروجين الأخضر مع النيتروجين. تُقلل هذه العملية الاعتماد على الغاز الطبيعي المستخدم في الإنتاج التقليدي، والذي يُسهم في 1.2% من الانبعاثات العالمية. * تشغيل المعدات الزراعية: يمكن استخدام خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل الجرارات وآلات الري، مما يحد من استخدام الديزل الملوث. * تحسين جودة التربة: تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية التقليدية يقلل من تلوث التربة والمياه الجوفية. 2. التجارب الرائدة عالميًّا ومصريًّا: تسعى دول مثل مصر إلى توظيف الهيدروجين الأخضر في تعزيز الأمن الغذائي. ففي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تعمل مشاريع مثل مصنع "فيرتيجلوب" على إنتاج الأمونيا الخضراء باستخدام الهيدروجين الأخضر، بهدف تصديرها واستخدامها محليًّا في الزراعة 212. كما تخطط مصر لإنتاج 1.5 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًّا بحلول 2030، مما سيدعم تطبيقات زراعية واسعة النطاق . 3. التحديات وفرص التغلب عليها: رغم الإمكانيات الكبيرة، يواجه تبني الهيدروجين الأخضر في الزراعة عقبات، منها: * التكلفة العالية: إنتاج طن واحد من الهيدروجين الأخضر يتطلب 61 ميجاوات/ساعة من الكهرباء المتجددة، مما يجعله أعلى تكلفة من البدائل الأحفورية. * البنية التحتية: تحتاج الدول إلى استثمارات ضخمة في محطات التحليل الكهربائي وشبكات نقل الطاقة المتجددة. * التوعية التقنية: نقص الخبرة المحلية في تقنيات الهيدروجين يبطئ الانتشار، خاصة في الدول النامية. الحلول المقترحة: * الدعم الحكومي: مثل الاستراتيجية المصرية 2040 التي تستهدف خفض تكاليف الإنتاج عبر شراكات مع لاعبين عالميين مثل "سيمنز" و"مصدر". * التمويل الدولي: مشاريع مدعومة من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقروض تصل إلى 80 مليون دولار . * الابتكار التكنولوجي: تطوير محفزات كيميائية أقل تكلفة لتحسين كفاءة التحليل الكهربائي . 4. آفاق المستقبل: رؤية 2050 تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) أن يلبي الهيدروجين 12-13% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول 2050، مع تركيز كبير على القطاع الزراعي. ومن المتوقع أن: * تُستخدم الأمونيا الخضراء في زراعة محاصيل أكثر مقاومة للتغيرات المناخية. * تعتمد المزارع الذكية على الهيدروجين لتشغيل أنظمة الري والتبريد بالكامل . * تصبح مصر ودول الشرق الأوسط مراكز إقليمية لتصدير الأسمدة الخضراء إلى أوروبا وآسيا . الخلاصة : الهيدروجين الأخضر ليس مجرد وقود للمستقبل، بل هو مفتاح لثورة زراعية خضراء. بينما لا تزال التحديات قائمة، فإن التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والاستثمار في الابتكار سيجعل الزراعة المستدامة حقيقة واقعة. كما قال الخبير بشار الحلبي: "الهيدروجين الأخضر سيغير قواعد اللعبة في قطاعات الطاقة والغذاء معًا". جمعية العلوم الزراعية والتنمية المستدامة اشترك بالجروب لتطلع علي كل جديد ومفيد https://chat.whatsapp.com/DN2sxIIML5K4Pp5rNyDfIv رابط الجمعية علي الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=61551763418522

Comments