صناعة الدواجن في مصر: الفرص والتحديات تُعد صناعة الدواجن في مصر واحدة من الركائز الأساسية للقطاع الزراعي، حيث تسهم بنحو 20-25% من الناتج المحلي الزراعي، وتلعب دوراً حيوياً في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير البروتين الحيواني بأسعار معقولة لملايين المصريين. مع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات جسيمة تتراوح بين ارتفاع تكاليف الإنتاج ومخاطر الأمراض، إلى جانب المنافسة غير العادلة من القطاع غير الرسمي. في هذا المقال، نستعرض الفرص المتاحة لهذه الصناعة والتحديات التي تعيق نموها، مدعومةً ببيانات وأمثلة فعلية. --- الفرص المتاحة: 1. الطلب المحلي المتصاعد: مع وصول عدد السكان إلى 105 مليون نسمة، يُعتبر الدجاج مصدراً رئيسياً للبروتين بسبب انخفاض سعره مقارنةً باللحوم الحمراء. وفقاً لبيانات وزارة الزراعة المصرية، بلغ إنتاج الدواجن 1.4 مليون طن في 2022، ليلبي نحو 80% من الاستهلاك المحلي. 2. إمكانات التصدير: تمتلك مصر فرصاً لتصدير منتجات الدواجن إلى دول الجوار، خاصةً في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تُعاني بعض هذه الدول من فجوات إنتاجية. على سبيل المثال، بدأت شركة وادي غروب التوسع في السودان وليبيا عبر مشاريع مشتركة لتربية الدواجن. 3. مبادرات الحكومة والاستثمارات: تدعم الدولة المشروعات الصغيرة عبر مبادرة "حياة كريمة"، التي خصصت 700 مليار جنيه لتطوير الريف، بما يشمل توفير تدريبات ودعم فني لمربي الدواجن. كما أطلقت مصر مشاريع لإنتاج الأعلاف محلياً، مثل مشروع الدلتا الجديدة، الذي يهدف لزيادة المساحات المزروعة بالذرة والصويا. 4. التكنولوجيا والاستدامة: بدأت مزارع كبيرة، مثل مجموعة القاهرة للدواجن، في استخدام تقنيات التبريد الآلي وأنظمة التغذية الروبوتية، مما خفض الفاقد بنسبة 15%. كما تُحوّل بعض الشركات مخلفات الدواجن إلى غاز حيوي وأسمدة، مثل مبادرة "بيوجاز"في محافظة المنيا. --- التحديات الرئيسية: 1. ارتفاع تكاليف الإنتاج: تُشكل الأعلاف 70-75% من التكاليف، وتعتمد مصر على استيراد 60% من احتياجاتها من الذرة والصويا (وفقاً لوزارة التموين 2023). مع ارتفاع الأسعار العالمية وضعف الجنيه، ارتفع سعر طن العلف من 6,000 جنيه في 2020 إلى 14,000 جنيه في 2023. 2. الأمراض والأوبئة: تسببت موجات إنفلونزا الطيور في خسائر فادحة، مثل تفشي المرض في 2021 الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 15%، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). 3. الهيمنة غير الرسمية: يُهيمن القطاع غير الرسمي على 60-70% من السوق، مما يؤدي إلى منافسة غير عادلة وتدنّي الجودة، حيث لا تلتزم العديد من المزارع الصغيرة بمعايير السلامة الصحية. 4. تغير المناخ: تؤثر موجات الحر على إنتاجية الدواجن، حيث يُسبب الإجهاد الحراري انخفاضاً في إنتاج البيض بنسبة 10-20%، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة الإسكندرية عام 2022. كما يُهدد شح المياه زراعة الأعلاف، خاصةً في ظل مشروعات التوسع الأفقي التي تعتمد على الري. 5. الصعوبات التمويلية: تعاني المزارع الصغيرة من محدودية الوصول للقروض البنكية بسبب عدم وجود ضمانات، مما يُعيق توسعها أو تحولها إلى أنظمة حديثة. --- الخلاصة: نحو مستقبل مستدام في صناعة الدواجن رغم التحديات، فإن صناعة الدواجن في مصر تمتلك إمكانات هائلة للتحول إلى قطاع رائد إقليمياً، شرط معالجة العقبات عبر: - تعزيز الإنتاج المحلي للأعلاف: عبر مشاريع مثل الدلتا الجديدة. - دعم التحول الرقمي: وتشجيع الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية. - تنظيم القطاع غير الرسمي: ودمجه في الاقتصاد الرسمي. - تعزيز التعاون الإقليمي: لفتح أسواق تصديرية جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للشركات تبني نماذج اقتصادية دائرية، مثل إعادة تدوير المخلفات، لخفض التكاليف وتحقيق الاستدامة. بذلك، ستظل صناعة الدواجن ركيزةً للأمن الغذائي في مصر، وقاطرةً للنمو الاقتصادي في السنوات المقبلة. جمعية العلوم الزراعية والتنمية المستدامة اشترك بالجروب لتطلع علي كل جديد ومفيد https://chat.whatsapp.com/DN2sxIIML5K4Pp5rNyDfIv رابط الجمعية علي الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=61551763418522