
كُـن مُـسـلِمـًا ☝🏻
February 2, 2025 at 10:48 PM
*▪️ هل ابن تيمية قال بفناء #النار ؟! :*
• من مدة وأحببت التعليق على مسألة فناء النار وما حدث فيها بين ادعياء الأثرية الزائفة ، فخرج من بينهم من لا باع له في العلم ، يقول ابن تيمية لم يقل بفناء النار اي نار المشركين .
• وكان إستدلالهم اي القائلين أن ابن تيمية لم يقل ذلك ، بما ورد عنه أنه قال الجنة والنار لا تفنى ، ولم يفهم هؤلاء بأن ابن تيمية يُفرق بين قول القائلين بفناء الجنة والنار مجتمعين ، وبين فناء النار وحدها كما سوف نبين ذلك :
▪️ سبب قول ابن تيمية وابن القيم بفناء النار :
• قال ابن القيم الجوزية : " وسر المسألة أنه سبحانه حكيم رحيم إنما يخلق بحكمة ورحمة فإذا عذب من يعذب لحكمة كان هذا جاريًا على مقتضاها كما يوجد في الدنيا من العقوبات الشرعية والقدرية من التهذيب والتأديب والزجر والرحمة واللطف ما يزكي النفوس ويطيبها ويمحصها ويخلصها من شرها وخبثها والنفوس الشريرة الظالمة التي لو ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادت لما نهت عنه لا يصلح أن تسكن دار السلام التي تنافي الكذب والشر والظلم فإذا عذبت هذه النفوس بالنار عذابًا يخلصها من ذلك الشر ويخرج خبثها كان هذا معقولاً في الحكمة كما يوجد في عذاب الدنيا وخلق من فيه شر يزول بالتعذيب من تمام الحكمة أما خلق نفوس شريرة لا يزول شرها البتة وإنما خلقت للشر المحض وللعذاب السرمد الدائم بدوام خالقها سبحانه فهذا لا يظهر موافقته للحكمة والرحمة وإن دخل تحت القدرة فدخوله تحت الحكمة والرحمة ليست بالبين فهذا ما وصل إليه النظر في هذه المسألة التي تكع فيها عقول العقلاء . كتاب شفاء العليل : ‹ ص ٢٦٤ › .
• فهذا ابن القيم يقول سبب القول بفناء النار ، هو الحكمة والرحمة ، من تمام الحكمة والرحمة أن لا يُعذب الخلق بعذاب دائم لا إنقطاع فيه ، فعنده وعند شيخه كما سوف يأتي ، إن عذب الله أهل النار بعذاب دائم ابدي فهذا ينافي الحكمة والرحمة فهذا من أسباب قولهم بأن يلزم من حكمته ورحمته عز وجل أن يفني النار وينقطع العذاب عن أهلها .
• قال تقي الدين ابن تيمية : السابع : أنه قد أخبر أن رحمته وسعت كل شيء ، وأنه ﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ ، وقال : " سبقت رحمتي غضبي " ، "وغلبت رحمتي غضبي" . وهذا عموم ، وإطلاق ، فإذا قدر عذاب لا آخر له ، لم يكن هناك رحمة البتة . الرد على من قال بفناء الجنة والنار : ‹ ص ٨٢ › .
• ابن تيمية يصرح أن دوام العذاب بغير إنقطاع ينافي الرحمة .
• قال تقي الدين ابن تيمية : " والنفوس الشريرة الظالمة التي ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادات لما نهيت عنه لا يصلح أن تسكن دار السلام التي تنافي الكذب والظلم والشر ، فإذا عذبوا بالنار عذابًا يخلص نفوسهم من ذلك الشر كان هذا معقولاً في الحكمة كما يوجد في تعذيب الدنيا ، وخلق من فيه شر يزول بالتعذيب من تمام الحكمة ، وأما خلق نفوس تعمل الشر في الدنيا وفي الآخرة لا تكون إلا في العذاب ، فهذا تناقض يظهر فيه من مناقضة الحكمة والرحمة ما لا يظهر في غيره . الرد على من قال بفناء الجنة والنار : ‹ ص ٨٢ › .
• فهنا بهذا الموضع يصرح ايضًا بقاء العذاب الابدي على أهل النار يناقض حكمته ورحمته عز وجل ، ومن رحمته وحكمته يلزم من ذلك أن يأتي على أهل النار زمان يتوقف عنهم العذاب .
• قال تقي الدين ابن تيمية : " وقد روى علماء السُّنة والحديث في ذلك آثارًا عن الصحابة والتابعين مثل ما روى حرب الكرماني ، وأبو بكر البيهقي ، وأبو جعفر الطبري وغيرهم عن الصحابة في ذلك . وفي المسند للطبراني : ذكر فيه " أنه ينبت فيها الجرجير " ، وحينئذ فيحتج على فنائها بالكتاب والسُّنة ، وأقوال الصحابة - مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ، ولا سُّنة ولا أقوال الصحابة . الرد على من قال بفناء الجنة والنار : ‹ ص ٦٧ › .
• هنا يستدل ابن تيمية بحديث ضعيف على نبات الجرجير في جهنم فيقول هذا يدل على فناء النار !!! لا نعلم ما وجه الاستدلال بأنه ينبت الجرجير في جهنم وبين إنقطاع العذاب عن أهلها !!
• ثم يقول من قال ببقاء النار ابدًا وعدم فنائها ليس لديهم دليل من الكتاب والسُّنة وآثار الصحابة !!! فبعدها يقال أنه لا يذهب إلى القول بفناء النار !؟
• قال تقي الدين ابن تيمية : " فأما الإجماع فهو أولاً : غير معلوم ، فإن هذه المسائل لا يقطع فيها بإجماع ، نعم قد يظن فيها الإجماع وذلك قبل أن يعرف النزاع ، وقد عرف النزاع قديمًا وحديثًا ، بل إلى الساعة لم أعلم أحدًا من الصحابة قال : إنها لا تفنى ، وإنما المنقول عنهم ضد ذلك ، ولكن التابعون نقل عنهم هذا وهذا . الرد على من قال بفناء الجنة والنار : ‹ ص ٧١ › .
• وهذا رد ابن تيمية على من يستدل بكلامه الذي في بيان تلبيس الجهمية وغيرها على نقل الإجماع في عدم فناء الجنة والنار ، فهو يقول من أين تقولون يوجد إجماع على بقاء النار ؟!! أنتم ظننتم ذلك إجماعًا في الحقيقة لا إجماع في ذلك ، ثم يستدل بأن الصحابة قالوا بفناء النار وينزل أقوالهم على نار المشركين .
• فمن تمسك بما قاله ابن تيمية سابقًا في بيان تلبيس الجهمية وغيرها فهذا قوله القديم ، الذي هلك عليه هو ما تقرأ من رسالة الرد على من قال بفناء الجنة والنار فهذا آخر ما كتبه وإستقر عليه ابن تيمية كما سوف نبين من كلام تلميذه ابن القيم :
• قال ابن القيم الجوزية : " الرابع : قول من يقول : يخرجون منها وتبقى نارًا على حالها ليس فيها أحدٌ يُعَذَّبُ ، حكاه شيخ الإسلام ، والقرآن والسُّنة أيضًا يردان هذا القول كما تقدم . حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح : ‹ ٧٣٢ / ٢ › .
• فهذا ابن القيم وهو من أقرب الناس إلى ابن تيمية واكثرهم معرفة به وبمعتقده يقول بأن القول بفناء النار حكاه شيخه ابن تيمية .
• قال ابن القيم الجوزية : " وكنت سألت عنها شيخ الإسلام قدس الله روحه فقال لي هذه المسألة عظيمة كبيرة ولم يجب فيها بشيء فمضى على ذلك زمن حتى رأيت في تفسير عبد بن حميد الكشي بعض تلك الآثار التي ذكرت فأرسلت إليه الكتاب وهو في مجلسه الأخير وعلمت على ذلك الموضع وقلت للرسول قل له هذا الموضع يشكل عليه ولا يدري ما هو فكتب فيها مصنفه المشهور رحمة الله عليه فمن كان عنده فضل علم فليحدثه فإن فوق كل ذي علم عليم . كتاب شفاء العليل : ‹ ص ٢٦٤ › .
• هنا يذكر ابن القيم بأن ابن تيمية كان لا يتكلم في فناء النار حتى أخبره ابن القيم بما رأى من آثار بتفسير عبد بن حميد ، فكتب ابن تيمية هذه الرسالة اي الرد على من قال بفناء الجنة والنار ، وقرر فيها فناء النار دون الجنة ، وهذا آخر ما كتب وهلك عليه ابن تيمية ، وابن القيم ذهب إلى القول بفناء النار في كتابه شفاء العليل ونقل هذه الحكاية عن شيخه أنه على معتقده بذلك وألف الرسالة ينصر ما ذهبوا إليه فالله المستعان .
• حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا ابْنُ وَضَّاحٍ ثنا مُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " ثَلَاثٌ يَهْدِمْنَ الدِّينَ : زَلَّةُ الْعَالِمِ ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ ، وَأَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ " جامع بيان العلم وفضله : ‹ ٩٧٩ / ٢ › .
• وَبِهِ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : «إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ زَلَّةَ الْعَالِمِ ، وَجِدَالَ الْمُنَافِقِ بِالْقُرْآنِ ، وَالْقُرْآنُ حَقٌّ ، وَعَلَى الْقُرْآنِ مَنَارٌ كَأَعْلَامِ الطَّرِيقِ» . جامع بيان العلم وفضله : ‹ ٩٨٠ / ٢ › .
• أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : " وَيْلٌ لِلْأَتْبَاعِ مِنْ عَثَرَاتِ الْعَالِمِ ، قِيلَ : كَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : يَقُولُ الْعَالِمُ شَيْئًا بِرَأْيِهِ ثُمَّ يَجِدُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ - ﷺ - مِنْهُ فَيَتْرُكُ قَوْلَهُ ذَلِكَ ثُمَّ يَمْضِي الْأَتْبَاعُ " . جامع بيان العلم وفضله : ‹ ٩٨٤ / ٢ › .
• فالحذر الحذر من زلل العلماء فانهن يهدمن الدين اللهم إني أسألك بحق محمد - ﷺ - نبي الرحمة وخاتم النبيين ، وبحق سائر أنبيائك - عليهم السلام أجمعين أن يعصمنا الله وإياكم من إتباع زلل العلماء أو أن نكون إمعة للاحياء ومن الشرك والبدع والشبهات ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يميتنا على الإسلام والسُّنة آمين آمين .
*『 البَصَائِر - مَدرَسَةُ أهلِ الحَدِيثِ والأَثَر 』*
*https://t.me/ALBsair2/6446*