ضجة كبرى على وسائط "السوشل ميديا" وبالأسواق الشعبية رافقت إغلاق محل عبد الاله الجابوني، كما يسمي نفسه، ضجة ناجمة عن خوف المستهلك البسيط من عودة أسعار الاسماك عموما والسردين خصوصا لسابق عهدها منذ أيام (ما بين 20 و25 درهما)، خصوصا وأننا مقبلون على شهر رمضان المعظم الذي يعرف إقبالا على هاته المادة على الخصوص. الجابوني والذي أعاد سعر السردين لما كان عليه منذ سنوات طويلة أي 5 دراهم، لا غلا على مسكين، ملتزما بهامش ربحي لا يتعدى درهما واحدا لا غير. حركية عبد الاله حركت الماء الآسن بأسواق السمك وفضحت المستور، فبحارة اكدوا غير ما مرة أنهم ومنذ سنوات لم يتجاوز سعر بيعهم للسردين 3 دراهم للكيلوغرام، معتبرين ما يروجه المضاربون و"مافيات الحوت" مجرد تبرير لأرباحهم المضاعفة مرات ومرات، خصوصا وأن السوق تتميز كذلك بكثرة الوسطاء. منذ مدة، أعلن تجار وتاجرات أسماك بمراكش وبأكادير وغيرها الحرب على هذا الشاب، بغض النظر عن الأسباب والحيثيات، حرب أخذت اشكالا متعددة وكان منتظرا ان يتم الإطاحة بهذا المشروع الذي بات قبلة لمئات الأسر لاقتناء السمك، كما أكد لنا ذلك مستهلكون وزبناء محل الجابوني. صحيح أن المراقبة الصحية أمر ضروري، وإنفاذ القانون لا يجادل فيه اثنان، لكن كلنا يعلم الظروف التي يتم فيها تسويق الأسماك بأسواق غير بعيدة عن دوار الحرش حيث يوجد محل "عبد الاله"، كدوار ازيكي ودوار العسكر وغيرها وعلى مرأى ومسمع من الكل. صحيح أن هذا الشاب وفي كل الحالات فك عقدة السمك وإن لفترة غير طويلة، وأعطى الانطباع بانقلاب مراكش لمدينة ساحلية، إلا أن أثره الأكبر كان فتح أعين المستهلك المغربي على ما يجري ويدور، وأثبت لنا جميعا أن الأسماك ببلد 3500 كلم من السواحل يجب أن تكون في متناول الجميع، فبحارنا ملك لنا جميعا وليس للبعض فقط.