Hammurabi's Code
Hammurabi's Code
February 10, 2025 at 10:21 PM
سفارة العتاكه ومثلث خراب غزة 🔻 في تطور جديد أثار جدلًا واسعًا، نشرت سفارة حكومة العتاكه في أنقرة منشورًا على فيسبوك تضمن استخدام "مثلث حماس الإرهابي"، وهو رمز ارتبط بالحركة المصنفة إرهابية في عدة دول. هذه الإشارة الواضحة تعزز التكهنات حول موقف السفارة ودورها في دعم الجماعات المتطرفة، ما يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول سياساتها وعلاقاتها الخفية. والأمر لا يقتصر على الجدل الإعلامي فقط، بل يستوجب تحركًا دبلوماسيًا رسميًا من الجهات المتضررة، وعلى رأسها إسرائيل، التي يجب أن تقدم شكوى رسمية ضد السفارة وضد وزارتي الخارجية في كل من أنقرة وبغداد. الإشارة الرمزية والدلالة الخطيرة لم يأتِ استخدام مثلث حماس في منشور رسمي من فراغ، بل يحمل في طياته رسالة مشفرة تُفهم على نطاق واسع بأنها إعلان دعم للحركة وأجنداتها في المنطقة. الرموز والشعارات ليست مجرد رسومات، بل هي أدوات سياسية تُستخدم للتأثير وتوجيه الرأي العام، خاصة عندما تصدر من جهة دبلوماسية يُفترض أن تلتزم بالحياد. إن تكرار مثل هذه الإشارات من قبل جهات دبلوماسية يفتح الباب أمام احتمال وجود دعم غير مباشر للجماعات الإرهابية، سواء عبر الخطاب السياسي أو من خلال تسهيل أنشطتها على الأرض. وهذا ما يثير التساؤلات حول مدى التورط الرسمي لحكومة العتاكه في دعم هذه الجماعات. ازدواجية المعايير في استخدام المثلث الأحمر لم يتوقف الأمر عند استخدام المثلث للإشارة إلى حماس، بل تعدى ذلك إلى استخدامه بشكل يحمل دلالات تهديدية وتحريضية ضد جهات أخرى. فالسفارة، عندما تشير إلى المحافظات السنية، تصفها بــ"المحرر" لكنها تضع بجانبها المثلث الأحمر، وكأنها ترسل رسالة بأن هذه المحافظات يجب أن تكون تحت السيطرة، أو أنها تتهم أهلها بأنهم "يهود" في إشارة واضحة إلى استهدافهم سياسيًا ومجتمعيًا. كما أن السفارة تعتمد نفس الأسلوب عند الإشارة إلى إقليم كردستان، حيث تضع المثلث الأحمر وكأنه تهديد مبطن، يوحي بأن المنطقة مستهدفة أو على قائمة الأعداء، وهو أسلوب غير مسؤول وخطير في الخطاب الدبلوماسي. إن هذه السياسة المزدوجة ليست فقط تعبيرًا عن توجهات عدائية تجاه مكونات معينة، بل هي محاولة واضحة لزرع الفتنة والعداء بين أبناء الوطن الواحد، وهو أمر مرفوض من أي جهة تدعي أنها تمثل حكومة رسمية. أنا كأحد أبناء هذه المحافظات أُفضل أن أكون يهوديًا ولا أكون عتاك في ظل هذا الخطاب العدائي والتصنيف الطائفي الذي تمارسه سفارة العتاكه، لا يمكنني كأحد أبناء هذه المحافظات إلا أن أُعبر عن استنكاري ورفضي القاطع لهذه التصنيفات المقيتة. وإذا كان خيار الانتماء يفرض عليَّ أن أكون عتاكيًا أو أن أكون يهوديًا، فأنا أختار أن أكون يهوديًا بكل فخر، على أن أكون عتاكيًا متورطًا في هذا النهج الطائفي والإقصائي. إن السياسات التي تتبعها حكومة العتاكه ليست مجرد خطابات عابرة، بل هي استراتيجيات مقصودة تهدف إلى ترسيخ الانقسام والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وهو ما يستوجب موقفًا حازمًا من الجميع ضد هذه الأساليب الرخيصة. ما وراء دعم الإرهاب عبر الدبلوماسية؟ تتساءل الأوساط السياسية: لماذا تقدم سفارة العتاكه على مثل هذه الخطوة؟ هل هو مجرد خطأ غير مقصود أم أنه تعبير عن موقف سياسي متعمد؟ التورط غير المباشر: أي دعم رمزي لمنظمة مصنفة إرهابية قد يُفسر على أنه تواطؤ مع أنشطتها أو تبرير لها. إشارات دبلوماسية خطيرة: استخدام هذه الرمزية قد يكون رسالة مبطنة لحلفاء محددين، مما يضع حكومة العتاكه في موقف محرج أمام المجتمع الدولي. تصعيد التوترات: من شأن مثل هذه التصرفات أن تساهم في زعزعة الاستقرار، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة في غزة والمنطقة. التحرك المطلوب: ضرورة تقديم شكوى ضد السفارة وأنقرة وبغداد نظرًا لخطورة هذا التصرف وتأثيره المحتمل على الأمن الإقليمي، ينبغي على إسرائيل أن تتخذ إجراءات دبلوماسية رسمية لمحاسبة الأطراف المتورطة. وأهم هذه الخطوات: 1. تقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد السفارة العتاكية، باعتبارها جهة دبلوماسية تروج لخطاب داعم للإرهاب. 2. اتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد أنقرة باعتبارها سمحت بنشر هذا المحتوى عبر سفارة معتمدة لديها، مما قد يُفسر على أنه دعم رسمي أو تغاضٍ عن الترويج لجهات إرهابية. 3. تصعيد القضية ضد بغداد التي تعتبر حكومة العتاكه جزءًا من نظامها السياسي، مما يجعلها مسؤولة عن تصرفات ممثليها في الخارج. يجب أن تضع إسرائيل هذه القضية في مقدمة أولوياتها الدبلوماسية، خصوصًا أن أي تهاون في هذا الشأن قد يؤدي إلى تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، ويعطي انطباعًا بأن الدول الداعمة لحماس يمكنها الاستمرار في دعمها دون عواقب. ردود الفعل والتداعيات المحتملة أثار هذا المنشور موجة من الانتقادات من قبل المراقبين السياسيين، الذين رأوا فيه خطوة متهورة قد تؤدي إلى تصعيد دبلوماسي بين حكومة العتاكه والدول الرافضة لدعم الجماعات الإرهابية. في المقابل، لم تصدر السفارة أي توضيح رسمي حول ما إذا كان استخدام هذا الرمز مقصودًا أم لا، ما يزيد من الغموض حول نواياها الحقيقية. في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مطروحًا: هل تتحمل حكومة العتاكه مسؤولية هذا المنشور، أم أنها ستنفي الأمر وتعتبره سوء فهم؟ في كل الأحوال، فإن الدبلوماسية ليست مجرد بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل مسؤولية تفرض على ممثلي الدول توخي الحذر في كل خطوة يتخذونها. الخاتمة يبقى استخدام الرموز في السياسة أداة ذات حدين؛ ففي بعض الأحيان تُستخدم للتعبير عن مواقف سياسية دون اللجوء إلى التصريحات المباشرة، وفي أحيان أخرى قد تحمل دلالات خطيرة تُفسر كدعائم لتصعيد النزاعات وتبرير أعمال العنف. وفي هذه الحالة، فإن الخطوة التي قامت بها سفارة العتاكه ليست مجرد زلة إعلامية، بل تحمل أبعادًا دبلوماسية خطيرة يجب التعامل معها بجدية. إسرائيل، باعتبارها المتضرر الرئيسي من هذه الخطوة، يجب أن تقود الجهود الدولية لكشف تورط حكومة العتاكه وأنقرة وبغداد في الترويج لحماس، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أمنها القومي ومنع تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلاً. ابا يزيد مر من هنا.

Comments