Hammurabi's Code
Hammurabi's Code
February 15, 2025 at 04:09 PM
لماذا يفضل الغرب دعم الشيعة والإخوان المسلمين على دعم إسرائيل في القضاء على السنة؟ مقدمة لطالما كان الشرق الأوسط مسرحًا لصراعات النفوذ، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، وتتواجه القوى المختلفة في محاولة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. ومن بين هذه القوى، تحتل إسرائيل موقعًا فريدًا باعتبارها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، ومع ذلك، فإن الغرب يفضل دعم الجماعات الشيعية والإخوان المسلمين بدلًا من السماح لإسرائيل بالقضاء عليها. فما الأسباب الحقيقية وراء هذا النهج؟ ولماذا يُنظر إلى هذه الجماعات على أنها أدوات فعالة تخدم المصالح الغربية؟ في هذا المقال، سنناقش الأسباب التي تدفع الغرب إلى تفضيل دعم هذه الجماعات، بدءًا من انخفاض تكاليف استخدامها مقارنة بإسرائيل، مرورًا بنجاحها في تدمير خمس دول عربية دون تدخل غربي مباشر، وانتهاءً بتحليل العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية. 1. الشيعة والإخوان: أعداء الداخل الأقل كلفة للغرب إحدى أهم الأسباب التي تدفع الغرب لدعم الجماعات الشيعية والإخوان المسلمين هي انخفاض تكاليف استخدامهم كأدوات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية مقارنة بإسرائيل. فالتدخل العسكري الأمريكي أو الأوروبي في الشرق الأوسط مكلف جدًا من الناحية الاقتصادية والسياسية، إذ يتطلب نشر قوات عسكرية، وتمويل عمليات لوجستية، وتحمل تبعات سياسية داخلية قد تؤثر على الانتخابات في تلك الدول. إسرائيل والتكلفة الباهظة للحروب على الرغم من أن إسرائيل تمتلك جيشًا متطورًا، إلا أن تكلفة شن حملات عسكرية كبرى ضد الجماعات الشيعية أو الإخوانية مرتفعة للغاية. على سبيل المثال: حرب لبنان 2006 كلفت إسرائيل مليارات الدولارات وانتهت دون تحقيق نصر حاسم على حزب الله. الحروب المتكررة في غزة تفرض استنزافًا اقتصاديًا وعسكريًا على إسرائيل دون حلول جذرية. في المقابل، تدعم الولايات المتحدة الجماعات الشيعية والإخوان لأن هذه الجماعات تقاتل من داخل الدول العربية، مما يقلل الحاجة إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر، ويضمن استمرار الفوضى بتكاليف منخفضة. أمثلة تاريخية على دعم الغرب للجماعات الشيعية والإخوانية الثورة الإيرانية (1979): عندما أطاحت الثورة الإسلامية بنظام الشاه، لم يتحرك الغرب لمنعها، رغم أنه كان حليفًا قويًا لهم. بل إن الولايات المتحدة سمحت لإيران ببسط نفوذها الطائفي في المنطقة، مما أدى إلى صراعات زعزعت استقرار الدول السنية. دعم الإخوان المسلمين في مصر: دعمت الحكومات الغربية صعود الإخوان إلى السلطة في 2012، وعندما تمت الإطاحة بهم في 2013، أدانت الحكومات الغربية ذلك، مما يدل على أن الجماعة كانت أداة مفيدة لتحقيق أهدافهم. 2. الأيديولوجية الشيعية: سلاح تاريخي للقضاء على السنة ما لا يدركه كثير من الأوروبيين هو أن الأيديولوجية الشيعية ليست مجرد مذهب ديني، بل هي عقيدة عسكرية-سياسية متجذرة منذ قرون، تستمد شرعيتها من صراعات تاريخية ضد الأغلبية السنية. أمثلة تاريخية على العنف الممنهج ضد السنة سقوط بغداد (1258): تعاون الشيعة مع المغول لإسقاط الخلافة العباسية، مما أدى إلى واحدة من أسوأ المجازر في التاريخ الإسلامي. حكم الصفويين في إيران (1501-1736): فرض الصفويون التشيع بالقوة، وقتلوا آلاف السنة في إيران والعراق. الغزو الأمريكي للعراق (2003): بعد سقوط صدام حسين، استغلت الميليشيات الشيعية الفراغ الأمني، وبدأت بتصفية قادة السنة، مما أدى إلى اندلاع حرب طائفية. لماذا يدعم الغرب هذه الأيديولوجية؟ لأنها تؤدي إلى استمرار الحروب الطائفية داخل العالم الإسلامي، مما يمنع ظهور قوى سنية موحدة قادرة على تهديد المصالح الغربية في المنطقة. 3. نجاح الشيعة والإخوان في تدمير خمس دول مقابل فشل إسرائيل في تهويد فلسطين رغم ضعف الإمكانيات مقارنة بإسرائيل، تمكن الشيعة والإخوان من تدمير خمس دول عربية، بينما لم تستطع إسرائيل فرض سيطرة ديموغرافية على فلسطين. أمثلة على تدمير الدول بأدوات بسيطة العراق: بعد سقوط صدام حسين، سيطرت الميليشيات الشيعية على البلاد، مما أدى إلى صراعات طائفية وانهيار الدولة. سوريا: دعم إيران لنظام الأسد ساهم في تدمير سوريا. اليمن: سيطر الحوثيون على البلاد بدعم إيراني. لبنان: انهيار اقتصادي غير مسبوق بسبب حزب الله. ليبيا: استغلت الجماعات الإخوانية الفوضى للسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد. لماذا يمنع الغرب إسرائيل من القضاء على هذه الجماعات؟ عندما كادت قوات التحالف أن تقضي على الحوثيين، تدخل الغرب لإنقاذهم، وعندما أرادت إسرائيل ضرب حزب الله، كان المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين حاضراً لمنع التصعيد. 4. مستقبل الدعم الأمريكي لإسرائيل: هل بدأ التراجع؟ في السنوات الأخيرة، بدأت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتغير، حيث لم يعد الدعم الأمريكي لإسرائيل مضمونًا كما كان في العقود السابقة. تصريحات يوآف جالانت: "حكومة إسرائيل موظفون لدى أمريكا" في أحد تصريحاته المثيرة للجدل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن "حكومة إسرائيل موظفون لدى أمريكا"، في إشارة إلى الاعتماد الكبير على الدعم الأمريكي. هذا التصريح يعكس حقيقة أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية، لا تزال تعتمد على المساعدات الأمريكية في تمويل جيشها وتقنياتها العسكرية. هل يمكن أن ينتهي الدعم الأمريكي لإسرائيل؟ مع ظهور قوى جديدة مثل الصين وروسيا، والتوتر المتزايد بين واشنطن وتل أبيب بسبب الخلافات حول قضايا مثل الحرب في غزة والمستوطنات، أصبح من الواضح أن الدعم غير المشروط الذي كانت إسرائيل تحظى به قد لا يستمر بنفس القوة في المستقبل. المنافسة الجيوسياسية وتأثيرها على إسرائيل الصعود الصيني: تزداد العلاقات الاقتصادية بين الصين والشرق الأوسط، مما قد يقلل نفوذ الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة. التوسع الروسي: تلعب روسيا دورًا متزايدًا في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا، مما يقلل قدرة إسرائيل على التصرف بحرية دون مواجهة رد فعل روسي قوي. ازدواجية المعايير الغربية: الفن والسياسة السياسة الغربية لا تقتصر على دعم الجماعات الطائفية، بل تمتد إلى فرض معايير مزدوجة في التعامل مع أي تحدٍ لهيمنتها، سواء كان سياسيًا أو ثقافيًا. عندما رسمت ليلى العطار صورة لجورج بوش على الأرض، قُتلت في غرفة نومها بصاروخ أمريكي عام 1993. عندما داس عبد الأمير يارالله العلم الأمريكي بحذائه، التزمت الولايات المتحدة الصمت، رغم أن الجيش العراقي مدعوم أمريكيًا. خاتمة يبقى السؤال: هل تستمر هذه السياسة الغربية في استخدام الشيعة والإخوان كأدوات لتحقيق مصالحها؟ أم أن هناك تحولات قادمة قد تغير المعادلة؟ من الواضح أن هذه الجماعات لا تزال تُستخدم كأدوات لتحقيق أهداف القوى الكبرى، بينما يتم تقييد إسرائيل ومنعها من تحقيق حسم عسكري حقيقي ضد هذه الجماعات. ابا يزيد مر من هنا

Comments