Hammurabi's Code
Hammurabi's Code
February 27, 2025 at 01:39 AM
1 فبراير 1979: يوم وُلد السرطان في جسد العرب نكتب لكي نزيد الوعي، وننير العقول التي أظلمتها الأوهام، فالكلمة مسؤولية، والحقيقة سلاح منير في وجه الجهل والفساد. في الأول من فبراير عام 1979، لم يكن الشرق الأوسط على موعد مع حدث سياسي عابر، بل كان على موعد مع ولادة كارثة تاريخية غيّرت وجه المنطقة بأكملها. ففي ذلك اليوم، حطّت طائرة تحمل على متنها رجلاً قادماً من باريس، رجلٌ لم يكن يحمل سوى أفكار الكراهية والطائفية، لكنه كان مدعوماً بمشروع دولي خطير هدفه تمزيق العالم العربي وتحويله إلى ساحة من الدماء والخراب. الرجل الذي عاد إلى طهران لم يكن سوى روح الله الخميني، الزعيم الذي قدّمه الغرب على أنه “الثائر ضد الاستبداد”، لكنه في الحقيقة لم يكن سوى أداة جديدة في يد قوى دولية سعت لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق مصالحها. كان الخميني أشبه بفيروس خرج من مختبرات باريس السياسية، وانتشر بسرعة ليصيب المنطقة بأكملها، فتحولت دولها من ساحات حضارة إلى ميادين حرب ودمار. منذ ذلك اليوم المشؤوم، لم يعد العراق عراقًا، ولم تعد سوريا سوريا، ولم يعد اليمن يمنًا، ولا لبنان لبنان. كانت هذه الدول ضحية مباشرة لهذا الوباء الخميني، الذي زرع بذور الطائفية، وأشعل الحروب، وأعاد تشكيل مجتمعات كانت تعيش على مبادئ النخوة والشرف، فتحوّلت إلى مسارح للطم في الشوارع، وتبادل الزوجات باسم “زواج المتعة”، وقتل العلماء، وإبادة الأطباء، وتصفية المفكرين، ودعم الميليشيات، وتصدير الثورات، ونشر الإرهاب، وإشعال الفوضى في كل مكان. إرث الخميني: أربعون عامًا من الدم والدمار منذ وصول الخميني إلى السلطة، كان واضحًا أن مشروعه لم يكن مجرد تغيير نظام الحكم في إيران، بل كان إعادة تشكيل المنطقة العربية بالكامل، وتحويلها إلى ساحات نفوذ إيرانية. لم يكن مشروعه قائمًا على بناء دولة، بل على هدم دول أخرى، ولم يكن يهدف إلى استقرار إيران، بل إلى تصدير الفوضى إلى الدول المجاورة. 1. حرب الثماني سنوات: مذبحة لملايين العرب كانت الحرب بين العراق وإيران (1980-1988) أولى نتائج هذا المشروع التخريبي، حيث سعت إيران بقيادة الخميني إلى تصدير “الثورة الإسلامية” إلى العراق، فواجهتها بغداد بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين في حرب استمرت ثماني سنوات، وأسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص، معظمهم من العرب، وتسببت في تدمير اقتصادي واجتماعي هائل. 2. تغيير ثقافة المجتمعات العربية لم يكن الدمار الذي أحدثه النظام الإيراني مقتصرًا على الجانب العسكري، بل امتد إلى المجتمعات العربية التي وقعت تحت تأثيره. فقد شهدت هذه الدول تغييرات جذرية في بنيتها الثقافية والاجتماعية، حيث انتقلت بعض المجتمعات من قيم الفروسية والنخوة والشرف إلى ثقافة “زواج المتعة”، وانتشرت ظاهرة اللطم في الشوارع، وتحوّلت الطقوس الطائفية إلى مظاهر يومية تزرع الكراهية والانقسام بين أبناء الوطن الواحد. 3. قتل العلماء والأطباء والمفكرين لم يكن المشروع الإيراني قائمًا على البناء، بل على التدمير، ولذلك استهدفت الميليشيات التابعة له أبرز العقول العربية، من العلماء والمفكرين والأطباء، في محاولات واضحة لإفراغ الدول العربية من نخبها القادرة على بناء المستقبل. 4. الحروب الطائفية وتصدير الفوضى إحدى أخطر أدوات إيران كانت تأجيج الصراعات الطائفية، حيث قامت بتمويل وتسليح الميليشيات الطائفية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وأدخلت المنطقة في دوامة من العنف لا تزال مستمرة حتى اليوم. 5. دعم الإرهاب والميليشيات المسلحة منذ تأسيس حزب الله في لبنان عام 1982، وحتى دعم الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، كان لإيران دور مباشر في تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية التي زعزعت استقرار الدول العربية، ونشرت الفوضى، وهددت السلم الأهلي. 6. تهديد إسرائيل… وسيلة لخداع العرب كان أحد أبرز الأساليب التي استخدمها النظام الإيراني لكسب تأييد بعض الجماهير العربية هو شعاره الزائف بـ”المقاومة ضد إسرائيل”. لكن الواقع أثبت أن إيران لم تطلق رصاصة واحدة على تل أبيب، بينما قتلت مئات الآلاف من العرب في العراق وسوريا واليمن ولبنان. كان هذا الخطاب مجرد أداة للتغطية على مشروعها الحقيقي، وهو السيطرة على الدول العربية من الداخل. العلاج: كيف يمكن استئصال هذا السرطان؟ إن مواجهة المشروع الإيراني لا يمكن أن تكون عبر الحلول الدبلوماسية وحدها، بل تحتاج إلى مواجهة شاملة تقوم على ثلاث ركائز أساسية: السياسية، والعسكرية، والثقافية. 1. المواجهة السياسية والعسكرية • يجب دعم الدول العربية التي تواجه النفوذ الإيراني، وتزويدها بالأسلحة والقدرات العسكرية اللازمة لمواجهة الميليشيات التابعة لطهران. • تفكيك شبكة الميليشيات الإيرانية في المنطقة، من خلال العمليات العسكرية المباشرة، والحملات الأمنية والاستخباراتية. • تعزيز التحالفات الإقليمية لمواجهة إيران، كما فعلت السعودية ومصر والإمارات والأردن في التصدي لتهديد الحوثيين والميليشيات الأخرى. 2. المواجهة الفكرية والثقافية • فضح المشروع الإيراني وكشف زيف دعاياته، خصوصًا فيما يتعلق بـ”المقاومة”، وإظهار جرائمه بحق العرب. • إعادة بناء الهوية العربية الأصيلة التي حاولت إيران طمسها من خلال الطقوس الطائفية والمفاهيم المشوهة. • دعم الإعلام العربي القادر على مواجهة الدعاية الإيرانية، وتثقيف الشعوب بخطورة هذا المشروع. دور القادة العرب في مواجهة المشروع الإيراني السيسي: درع مصر في مواجهة إيران منذ وصوله إلى السلطة، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التصدي للنفوذ الإيراني، سواء بدعم التحالف العربي ضد الحوثيين، أو بتعزيز العلاقات مع دول الخليج لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة. محمد بن سلمان: قائد المواجهة المباشرة اتخذ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نهجًا حازمًا في مواجهة إيران، حيث أعلن أن السعودية لن تسمح لإيران بالسيطرة على المنطقة، وقاد التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، كما دعم الجهود الإقليمية لمحاصرة النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان. الملك عبد الله الثاني: الحصن المنيع ضد إيران في بلاد الشام كان الملك عبد الله الثاني أول من حذّر من “الهلال الشيعي”، وسعى لحماية الأردن من الاختراق الإيراني، كما دعم الجهود العربية المشتركة لمواجهة هذا المشروع التخريبي. الخاتمة: معركة المصير العربي اليوم، أصبح واضحًا أن المشروع الإيراني لم يكن مجرد تهديد عابر، بل سرطان متجذر في جسد الأمة العربية. لكن كما لكل مرض علاج، فإن لهذا السرطان أيضًا علاجًا، يكمن في المواجهة الحقيقية والحازمة، وعدم ترك الساحة للميليشيات الإيرانية تعيث فسادًا في أوطاننا. المعركة لم تنتهِ بعد، لكن الأمل لا يزال موجودًا، طالما هناك قادة وشعوب ترفض الاستسلام لهذا المشروع الطائفي، وتعمل على استئصال هذا الورم قبل أن يقضي تمامًا على ما تبقى من جسد الأمة العربية. سور الحكمة
❤️ 1

Comments