
Hammurabi's Code
February 28, 2025 at 08:28 PM
نكتب لكي نزيد الوعي، وننير العقول التي أظلمتها الأوهام، فالكلمة مسؤولية، والحقيقة سلاح منير في وجه الجهل والفساد.بعثة يونامي في العراق: غطاء دولي لهيمنة إيرانية أم وصاية مشروعة؟
في العراق، حيث تتداخل المصالح وتُباع السيادة في أسواق النخاسة السياسية، تطل علينا بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) كجهة يُفترض أنها محايدة، لكنها لم تكن سوى غطاء دولي لحماية العملاء وتسهيل مشاريع الهيمنة الإيرانية. منذ سنوات، تحوّلت هذه البعثة إلى أداة بأيدي الأقزام الذين باعوا شرفهم مقابل المال، متخلّين عن أبسط القيم الوطنية والأخلاقية.
من بلاسخارت إلى “أم فدك”: دبلوماسية العار في العراق
عندما تُذكر يونامي في العراق، يتبادر إلى الأذهان اسم ممثلتها السابقة، جينين هينيس بلاسخارت، التي تحولت من مسؤولة دولية إلى ما يشبه مندوبة مبيعات للمليشيات الإيرانية، حتى أطلق عليها العراقيون لقب “أم فدك” بسبب علاقتها المشبوهة بأبو فدك المحمداوي، زعيم مليشيا الحشد الشعبي الإرهابية. لم تُخفِ بلاسخارت إعجابها بهذا القاتل، بل تفاخرَت به بوقاحة أمام العالم، مؤكدة على طبيعة دورها المنحاز للميليشيات والهيمنة الإيرانية في العراق.
محمد حسان: صبي خامنئي في العراق
عندما تم تعيين محمد حسان رئيسًا لبعثة يونامي، لم يكن اختياره سوى خطوة أخرى لتعزيز النفوذ الإيراني في العراق. هذا الرجل، العماني الأصل، لم يُعرف بمواقف محايدة، بل كان واضحًا في خضوعه التام لإيران، حتى أصبح يُلقب بـ”صبي خامنئي”. فهو لا يمثل الأمم المتحدة بقدر ما يمثل مصالح طهران، ويعمل وفق أجندة الحرس الثوري، وليس وفق القوانين الدولية.
الاعتراف بوصاية إيران: لقاءات مشبوهة بأغطية دبلوماسية
لم يكن اللقاء بمسؤولين إيرانيين لمناقشة “الشأن العراقي الداخلي” سوى اعتراف ضمني بوصاية إيران على العراق. كل زيارة لمسؤول إيراني إلى بغداد تعني إملاء تعليمات جديدة على السياسيين وأمراء الميليشيات، بينما تبقى يونامي متفرجة، بل ومتواطئة عبر دعم هذه اللقاءات بحجة “الحوار الإقليمي”. أي حوار هذا الذي يُجرى تحت تهديد السلاح الإيراني وفي ظل خطف وقتل المعارضين؟
تحريف التقارير إلى مجلس الأمن: تواطؤ أممي مع الجلادين
بعثة يونامي كان يفترض أن تكون صوت العراقيين في الأمم المتحدة، لكنها تحوّلت إلى آلة تجميل لصورة المليشيات والطبقة الفاسدة. بدلاً من كشف جرائم انتهاك حقوق الإنسان، تحرّف التقارير المقدمة إلى مجلس الأمن لتخفيف وقع هذه الجرائم أو التغطية عليها تمامًا. كل تقرير يصدر عن يونامي هو شهادة زائفة تهدف إلى تبرئة القتلة وإضفاء الشرعية على النظام القائم، مهما كانت جرائمه.
تزوير الانتخابات: المصادقة الأممية على الكذب
عندما جرت الانتخابات الأخيرة في العراق، خرجت يونامي لتعلن أن الانتخابات كانت “نزيهة ومستوفية للمعايير الدولية”، رغم كل التقارير التي أثبتت التزوير الفاضح، والضغط الذي مارسته الميليشيات لترهيب الناخبين، والتلاعب بالنتائج لصالح أذرع إيران. هذه المصادقة الدولية لم تكن إلا خديعة أخرى، تهدف إلى إضفاء شرعية زائفة على طبقة الفساد والخضوع.
التكتم على الجرائم ضد الإنسانية: الدم العراقي بلا قيمة
إحدى أكبر الفضائح التي تورطت فيها يونامي هي صمتها على جرائم الإعدامات الجماعية، والاختطاف القسري، والاغتيالات التي طالت النشطاء والصحفيين والمعارضين السياسيين. ورغم أن تقرير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أكد هذه الجرائم، فإن يونامي رفضت تسليط الضوء عليها أو تحميل الميليشيات المسؤولية. لماذا؟ لأن المتورطين هم حلفاء إيران، و”أم فدك” ورفاقها لا يريدون إغضاب طهران.
الدعم السياسي للإرهاب: شهادات زور في الأمم المتحدة
تُمارس يونامي دورًا سياسيًا واضحًا في الترويج لشخصيات متورطة في الإرهاب، وبدلاً من فضح دورهم في زعزعة الأمن الإقليمي والدولي، تعمل البعثة على منحهم شرعية دبلوماسية عبر لقاءات رسمية، وتحاول تصويرهم كـ”شركاء في الحوار”. هذه السياسة تجعل من يونامي طرفًا متورطًا في دعم الإرهاب، لا مجرد مراقب محايد.
هدم بيوت العراقيين وإذلالهم بالخيام
في الوقت الذي تهدم فيه الميليشيات منازل العراقيين بحجج واهية، تقف يونامي متفرجة، بل وتساهم في هذه الجريمة عبر توفير “بديل إنساني” على شكل خيام رخيصة توزع على العوائل المشردة. هذا ليس دعمًا إنسانيًا، بل هو اعتراف أممي رسمي بسياسة التهجير والتغيير الديموغرافي. كيف يمكن لبلد يمتلك ثروات نفطية هائلة أن يعيش الملايين من أبنائه في خيام؟ لماذا لا تضع الأمم المتحدة حداً لهذه الكارثة؟ هل يُعقل أن تكون الأمم المتحدة عاجزة عن إجبار الحكومة العراقية على توفير سكن كريم لشعبها، أم أن هناك اتفاقًا على إبقاء العراقيين في هذه الحالة المزرية؟
الدور المخزي ليونامي في كذبة العفو العام
من الأكاذيب الكبرى التي روجت لها يونامي بالتنسيق مع الطبقة الحاكمة هي ما يسمى بـ”العفو العام”، الذي لم يكن سوى كذبة على ألسنة السياسيين، تُستخدم لتهدئة الشارع وإيهامه بوجود إصلاحات. الحقيقة أن هذا العفو لم يشمل الأبرياء الحقيقيين، بل استُغل كأداة لمساومة المعتقلين والمغيبين وإطلاق سراح المجرمين التابعين للميليشيات. ولماذا لا تكون الأمم المتحدة صريحة في هذا الملف؟ لماذا لا تطالب بشكل واضح بمغادرة أهل السنة للعراق إذا كان مصيرهم الاضطهاد والقتل والسجون؟
كيف يعقل أن العراق بثرواته الهائلة يعيش الملايين من شعبه في الخيام؟
العراق واحد من أغنى دول العالم بالنفط والموارد، ومع ذلك يعيش الملايين في خيام، بلا صحة، بلا تعليم، بلا مستقبل. الأموال التي يُفترض أن تبني المدارس والمستشفيات تُنهب علنًا، بينما الأمم المتحدة تغطي على الفساد وتشرعن حكم العصابات. أي منطق هذا؟ وأي مجتمع دولي يمكن أن يصمت عن هذه الجريمة المستمرة بحق الشعب العراقي؟
ختامًا: العراق يحتاج لسيادة لا إلى شهادات زور
العراقيون لم يعودوا بحاجة إلى تقارير مزيفة أو تصريحات جوفاء من بعثة أممية متواطئة. العراق بحاجة إلى سيادة حقيقية، إلى خروج الميليشيات من المشهد، إلى كسر الوصاية الإيرانية، إلى محاسبة القتلة والخونة الذين باعوا وطنهم بثمن بخس. بلاسخارت رحلت، لكن أقزام إيران ما زالوا يعيثون فسادًا، ولن يتغير شيء ما دام العراق رهينة لأيديهم القذرة.
❤️
1